حينما تتخذ قرار استثمار أموالك المدخرة فإنك تحتاج إلى خطة تضعها لتحقيق أهدافك الاستثمارية، مثلاً - ما هي الاستثمارات التي تقوم بشرائها وما هي مدة احتفاظك بها ومتى تقوم ببيعها.

وعليك أن تتأكد من أنه إذا كان أسلوبك في الاستثمار عشوائيا بدون دراسة أو تحقق فمن غير الأرجح أن تحقق أهدافك الاستثمارية، وتكون في الواقع أكثر عرضة لأن تخسر أموالك، لا لأن تنمي محفظة استثماراتك.

وبينما تبدأ في التعرف على الأنماط المختلفة للاستثمار، مثل الأسهم والسندات وصناديق الاستثمار، وتدرس الأنواع التي قد تكون ملائمة لك، سوف تحتاج إلى التفكير في قدرتك على تحمل المخاطر، أو ما يطلق عليه في بعض الأحيان "بأسلوب الاستثمار الخاص بك".

هل أنت مستثمر متحفظ – أي تكره المخاطرة؟ هل أنت مستثمر معتدل تريد حماية أصولك مع تحقيق معدل نمو مناسب؟ أم أنك مستثمر مخاطر ترغب في تحمل المخاطر المرتفعة وتتوقع نظير ذلك عائدا أكبر؟ وسوف يعتمد أسلوبك في الاستثمار، ضمن أمور أخرى، على عمرك وشخصيتك والإطار الزمني الذي تحدده للوفاء بأهدافك. ويساعد أسلوبك في الاستثمار على تحديد الاستراتيجية التي تتبعها من أجل تحقيق أهدافك.

والآن حان وقت تعلم خطوات التخطيط المالي:

1. في البداية ، قم بتقييم موقفك المال

قبل أن تبدأ في الاستثمار، عليك أولاً أن تحدد قدر ثرواتك المالية او كمية الأموال التي تمتلكها، وبعد ذلك تقرر الجزء الذي تفضل ادخاره في صورة أموال سائلة والجزء الذي تستطيع استخدامه في الاستثمار لتحقيق اهدافك.

ولتحديد موقفك المالي اتبع الخطوات التالية:

‌أ. احسب كل ما تمتلكه من ثروات (مثل اموال وودائع بالبنوك، مشروعات تجارية ، عقارات ،معادن نفيسة، أو غيرها) .
‌ب. أحسب التزاماتك المالية (مثل قروض عقارية، قرض سيارة، ارصدة كروت ائتمانية، وأي التزامات أخرى).
‌ج. اخصم الالتزامات والمصروفات من مجموع ممتلكاتك والناتج يسمى "صافي ثرواتك".

في حالة ما اذا ظهرت صافي ثرواتك بالسالب أي زادت التزاماتك المالية عما تمتلكه من ثروات وممتلكات واموال ، فإن هذا يعني ان الوقت ليس مناسبا للاستثمار في البورصة، وعليك ان تحاول أن تجعل ممتلكاتك تزيد عن التزاماتك او ان تعيد النظر في الحد من –وتقليل- التزاماتك ومصروفاتك.

اما اذا ظهر الناتج بالموجب، أي زادت ثرواتك وممتلكاتك واموالك عن التزاماتك المالية فهذا يعني انك قد تكون جاهزا لتحديد اهدافك الاستثمارية وخططك لتحقيقها من خلال الاستثمار في البورصة.

2. قم بإعداد بيان لتدفقاتك النقدية

الخطوة التالية في التخطيط المالي هي ان تقوم بتحديد صافي التدفقات النقدية الشهرية ، أي الفارق بين ما تحصل عليه من اموال شهريا (مثل المرتب الوظيفي، او فوائد عن الودائع البنكية، او ارباح تجارية منتظمة من مشروع تجاري، او غيرها) وبين ما تنفقه شهريا من مصروفات معيشة واقساط تسديد الالتزامات المالية (مثل قسط سيارة او منزل او كارت ائتمان، اوغيرها) .

وولكي تكون في وضع يسمح لك بالاستثمار في البورصة، عليك التأكد من ان تدفقاتك النقدية الشهرية تزيد عن نفقاتك ومصروفاتك الشهرية.

وتذكر دائما قبل اتخاذ القرار بالاستثمار في البورصة: ان الوضع الامثل هو استثمار الجزء من اموالك الذي لا يقابله اية التزامات مالية أي اموالا حرة واضافية زائدة عن التزاماتك ونفقاتك.

3. حدد الجزء الامثل من اموالك الجاهز للاستثمار في البورصة

من الطبيعي ان يكون استثمارك في البورصة طويل الاجل لكي تتمكن من تحقيق ما تصبو اليه، لذا فانه من المناسب دائما ان تتأكد من ان لديك اموالا سائلة تكفي لتغطية نفقاتك المعيشية والتزاماتك المالية لفترة قد تتراوح بين 3-6 اشهر.

هذه الاموال السائلة سوف تكون سندا لك ولاسرتك في حال ما تعرضت الى مواقف طارئة كاحتياجك الى مصاريف علاجية او تعرضك لترك عملك والبحث عن عمل اخر، فتجد اموالا تنفق منها في هذه الحالات دون ان تعرض خططك الاستثمارية للتغيير المفاجئ الذي قد لا يكون الوقت واوضاع السوق مناسبا له.

ودائما يكون من المناسب ان تعيد حساب صافي ثرواتك وصافي تدفقاتك النقدية وحجم الاموال السائلة لديك بصفة دورية لكي تتأكد من ان خططك واتجاهاتك الاستثمارية الحالية هي الامثل لتحقيق اهدافك ومقابلة احتياجاتك.

4. حدد أهدافك المالية

ترجع اهمية تحديدك لاهدافك الاستثمارية الى ضرورة معرفتك بالاجابة على الاسئلة التالية:

  • ما هو معدل الادخار الذي تصبو اليه ؟

  • هل العائد الذي تحققه من استثماراتك يكفي لتحقيق احلامك؟

  • هل وسيلة الاستثمار واختياراتك التي تتبعها حاليا تحقق القدر الذي ترغبه من الامان بدرجة تكفي لان تقابل التزاماتك كلما احتجت الى اموال؟

فمعرفتك وفهمك لاهدافك الاستثمارية سوف تساعدك على تحديد القدر الذي ترغبه من معدلات نمو استثماراتك والعائد الذي تتوقع الحصول عليه وتحقيق قدر الامان الذي ترتاح اليه في ضوء مخاطر الاستثمار التي يمكن لك ان تتحملها.

وأسهل طريقة لتحديد أهدافك المالية هي أن تجيب على الاسئلة التالية:

لماذا ارغب في استثمار ونمو اموالي ؟ ومتي احتاج اليها؟

فقد يكون هدفك طويل الاجل كأن تشتري منزلا جديدا بعد خمسة سنوات، او ترغب في سداد مصاريف تعليم الأولاد في افضل الجامعات بعد عشرة سنوات، او تحتاج الى اموال كثيرة لكي تنشئ مشروعا تجاريا بعد الإحالة إلى سن المعاش بعد 20 سنة مثلا. وقد يكون هدفك الاستثماري قصير الاجل كأن ترغب في شراء سيارة خلال عام او ان تستكمل الجزء المتبقي من ثمن الشقة السكنية الجديدة.

وقد تكون اهدافك الاستثمارية خليط من هذا او ذاك. والاجابة على هذا السؤال سوف توضح لك حجم الاموال التي يلزم استثمارها لتصل الى اهدافك ومتى تحتاج الى هذه الاموال وتسييل استثماراتك.

5. ضع برنامجك الاستثماري

والآن، بعد أن قمت بتقييم موقفك المالي وتحديد حجم ثرواتك وتدفقاتك النقدية والجزء الامثل من اموالك الجاهز للاستثمار في البورصة وكذلك تحديد أهدافك المالية، فأنت الان جاهز لوضع برامجك الاستثمارية.

وتذكر دائما ان سبل الاستثمار لتحقيق اهدافك قصيرة الاجل تختلف عن سبل الاستثمار لتحقيق اهدافك طويلة الاجل.

6. توزيع الأموال وتنويع الاستثمارات

السؤال التالي الذي سوف يواجهك هو في أي وسيلة او اداة استثمارية سوف تستثمر اموالك: أسهم أم سندات أم أذون خزانة او سندات حكومية أم وثائق صناديق استثمار أم غيرها من الادوات المالية؟

وللإجابة على هذا السؤال، فان عليك الدراسة والبحث عن الاستثمارات المتاحة لك في البورصة المصرية وأداء كل منها والأخطار المتعلقة بها.

عندما تبحث عن استثمار ، فإنك تبحث عن شركة أو مؤسسة مالية معينة قامت بإصدار أسهم أو سندات أو أي أدوات مالية أخرى.

ومن خلال الكم الهائل من المعلومات بالسوق ووسائل الإستعلام عن الشركات وافضلها شركة السمسرة التي تتعامل معها ، تستطيع أن تحدد الشركة التي ستستثمر بها من خلال شراء أسهمها أو سنداتها . حيث توفر لك شركة السمسرة دراسات حول أداء الشركات ومنتجاتها والمنافسة في السوق وخططها المستقبلية (معرفتك بالخطط المستقبلية للشركة واحوال القطاع الذي تنتمي اليه له اهمية كبيرة بالنسبة لك لأن قيمة استثماراتك بها سوف تتوقف على أداء الشركة في المستقبل).

وعليك الا تضع استثماراتك كلها في شركة واحدة عملاً بالمثل الشائع القديم "لا تضع البيض كله في سلة واحدة". وهذا صحيح تماما عندما تقرر من المستثمرين في البورصة، فمن الأفضل أن توزع استثماراتك على عدد من الشركات في قطاعات مختلفة (غزل ونسيج ، كيماويات ، أغذية ، ادوية، اتصالات، تكنولوجيا معلومات، ، تعدين ، وغيرها من القطاعات) وهو ما يسمى بتنويع الاستثمارات.

إن اختيارك للشركات المستثمر بها لابد وأن يعتمد على أهدافك المالية، والفترة الزمنية التي تريد أن تحقق هذه الأهداف فيها، وأموالك المتاحة للاستثمار وعمرك و المخاطر المتعلقة بالاستثمار في كل شركة.

فعلى سبيل المثال: إذا كنت كبيرا في السن وتهدف إلى تحقيق الأمان المالي لك بعيداً عن تحمل مخاطر كبيرة، فإنه سيكون من الأنسب لك شراء سندات حكومية او السندات التي تصدرها الشركات بدلاً من شرائك للأسهم لأنها تضمن لك قدر اكبر من الأمان والثبات النسبي لقيمتها السوقية وعائد تحصل عليه بصورة دورية أفضل، وهو ما قد لا يوفره لك الاستثمار في الأسهم.

7. قم بتنفيذ برنامجك الاستثماري

في سبيلنا لمناقشة سبل تنفيذ برنامجك الاستثماري هناك عدد من الاسئلة التي يلزم الاجابة عليها:

  • أي نوع من المستثمرين انت؟

  • ما هو مقدار المخاطر التي تستطيع ان تتحملها؟ وماهي تلك المخاطر؟

  • ما هو المقصود بتنويع الاستثمارات؟ وما هو الهدف منه؟

عزيزي المستثمر: لا يمكن القول ان أفضل وقت لبدأ برنامجك الاستثماري يتأثر بمرحلتك العمرية.
فإن كنت شاباً ، فإن بدء البرنامج في هذه المرحلة سوف يتيح لك وقت كاف لتجعل استثماراتك تنمو وتصل الى ما تصبو اليه.

وان كنت في منتصف العمر، فإنه مازال أمامك الوقت لتحقيق أهدافك المالية.
وإن كنت كبيراً في السن فلا يجب عليك ان تظن او تضع في ذهنك انك قد تأخرت في البدء بالاستثمار في البورصة او انك قد فقدت فرصة الاستثمار في البورصة واصبح الاستثمار فيها حلم يستحيل تحقيقه او لن يأتي بمنافع تعود عليك. فقط تذكر " أن تبدأ الاستثمار متأخراً بالتـأكيد أفضل بكثير من عدم الاستثمار على الاطلاق وعدم تحقيق أي من احلامك واهدافك المستقبلية" .

وبغض النظر عن اية مرحلة عمرية تنتمي اليها، احرص على أن تبدأ بداية صحيحة وناجحة، واختر الشركات التي يعرف عنها حسن الأداء وتحقيق الأرباح . ولا تحاول أن تغرق نفسك بدراسة كل المعلومات عن كل الشركات. ففي البداية ، استمع الى ما يقدمه السمسار اليك من معلومات وبيانات عن الشركة ثم استخدم المنطق وحاول أن تشتري عندما تكون الأسعار منخفضة واقل من قيمتها الحقيقية . ولا تجعل الطمع يغلبك، فلا ترفض أن تبيع الأسهم بسعر جيد طمعاً في أن يرتفع السعر أكثر واكثر، فقد ينخفض السعر فجأة بعد هذا الارتفاع.

- وتجنب اتخاذ أي قرارات بناء على الشائعات في السوق فإن كثيراً من هذه الشائعات يروجها بعض أصحاب المصالح لتحقيق مكاسب لهم على حسابك.

8. راقب استثماراتك

منذ أول يوم تبدأ فيه استثمار اموالك في البورصة، عليك أن تتابع اداء الشركات التي استثمرت فيما تصدره من اوراق مالية واسعارها في البورصة والتقارير والقوائم المالية التي تصدرها واخبارها وخططها المستقبلية وكذلك الاداء الاقتصادي للقطاع الذي تنتمي اليه. كل ذلك بغرض تحديد ما اذا كان اداء هذا الاستثمار يتسق مع خطتك الاستثمارية ويحققها لك ام انه من الافضل النظر في تغيير هذا الاستثمار الى شركة اخرى او اداة استثمارية اخرى.

وتذكر دائما اننا جميعا نعيش في عالم متغير لا يوجد فيه ثوابت ابدية. فمثلا: إذا اشتريت أسهم لشركة ما لأنها حققت أرباحا جيدة في العام الماضي، فضع في اعتبارك ان هذه الشركة في المستقبل قد تتعرض لظروف منافسة قوية قد تجعلها لا تحقق ذات الربح بل ويمكن ان تحقق خسائر قد تؤدي إلى انخفاض سعر سهمها في البورصة.

وقد يظل الحال الجيد لاداء الشركة في الوقت الذي تتغير فيه قوانين الدولة أو في بعض الظروف الاقتصادية المحيطة قد تؤدي إلى التأثير على أسعار أسهم وباقي الأدوات المالية.

ونتيجة لذلك فنحن ننصحك بأن تراقب دائماً حركة السوق وأداء استثماراتك حتى تستطيع أن تكيف قراراتك الاستثمارية لتتلاءم مع أهدافك المالية.

ويمكنك فعل ذلك من خلال شركة السمسرة التي تتعامل معها والتي يجب عليها ان تمدك بتقارير فنية ومالية بها من البيانات والمعلومات التي تساعدك على زيادة معرفتك الاستثمارية وتسهل لك اتخاذ قراراتك الاستثمارية.

  • عدل خططك الاستثمارية عند الضرورة
    أيضاً، راجع بشكل دوري محتويات محفظتك الاستثمارية وكذا موقفك المالي لأن التغير فيهما قد يستلزم التغيير في خطتك أو أهدافك المالية . مثلاً إذا زادت قدرتك المالية وبالتالي المبلغ المتاح للاستثمار فإن هذا سوف يستلزم منك اعادة النظر في أهدافك الاستثمارية إلى الأفضل والتوسع فيها.

  • تقييم الأداء
    قم دائماً بتقييم أداء محفظة استثماراتك .
    مثلاً إذا وجدت أن سهم شركة من الشركات التي تستثمر فيها تحقق أرباحاً كبيرة، قد تجد أنه من الأفضل أن تزيد من استثمارك في هذه الشركة عن طريق شراء المزيد من أسهمها. وإذا وجدت شركة أخرى تحقق خسائر أو أرباح أقل من المتوقع فقد تجد أنه من الأفضل أن تخفض من استثمارك فيها عن طريق بيع أسهم الشركة.

نصيحة هامة : عند تقييم الاستثمارات في سهم معين، فإنك لا يجب أن تأخذ فقط في الاعتبار الأرباح الذي يحققها السهم (توزيعات الكوبونات التي تحصل عليها) بل أيضاً لابد عليك وأن تأخذ في الاعتبار التغير في سعر السهم صعوداً وهبوطاً وهو ما يسمى بالربح أو الخسارة الرأسمالية.

إذن تقييمك للاستثمار لابد وأن يكون على أساس اجمالي المنفعة التي ستعود عليك وهو توزيعات الارباح بالإضافة إلى الربح الرأسمالي.

مثال :
إذا اشتريت سهم بعشرة جنيهات وفي نهاية العام حصلت على توزيع كوبون قيمته جنيهاً واحداً كما أن سعر السهم ارتفع وأصبح 12جنيه.

فإن الربح الإجمالي = الكوبون الموزع + الربح الرأسمالي
3 = 1 + 2
وبهذا فإنك حققت 30% ربح من استثمارك في هذا السهم ( 3 / 10 × 100 )

وبالنظر الى سبل مراقبة وتقييم أداء أسهمك المشتراة في شركة، عليك متابعة ما يلي:

  • الأرباح المتوقعة للشركة

  • نمو الشركة التوسع في انشطتهاo التوزيعات المتوقعة للارباح

كما يجب عليك الاطلاع على أية أخبار تخص الشركة وما يصدر عنها من تقارير وقوائم مالية سنوية وربع سنوية وكذلك تقارير مراقب الحسابات عنها، كما يجب عليك حضور اجتماع الجمعية العامة للشركة ومناقشة الأمور والقرارات التي تثار في هذا الاجتماع .

  • مراقبة صناديق الاستثمار
    إذا اخترت أن تستثمر عن طريق شراء وثائق صناديق الاستثمار، فعليك أن تتابع أداء الصندوق مع الأهداف الاستثمارية المنصوص عليها في نشرة اكتتاب الصندوق. ومن حقك أن تطلب المعلومات التي تريدها من مدير استثمار الصندوق.

9. هل حققت الهدف الذي كنت تخطط له؟

احرص بصورة دورية على أن تحسب الربح والمنفعة التي حققتها من استثماراتك في فترة معينة وقارن هذا الربح مع الربح الذي كنت تهدف إلى تحقيقه في خطتك الاستثمارية.

فإذا وجدت أنه ما حققته من ربح يعادل او يفوق ما كنت تصبو الى تحقيقه ، فهنيئاً لك فقد استطعت تحقيق ما كنت تهدف له وهذا دليل على أن خطتك الاستثمارية قد كانت مناسبة لك من كل جوانبها خلال تلك الفترة.

أما إذا وجدت أن الربح المحقق أقل من الربح الذي كنت تخطط له فإن خطتك الاستثمارية تحتاج إلى تعديل أو أن أهدافك المالية أو موقفك المالي في حاجة إلى إعادة نظر.

• أنت والمخاطر والعائد من الاستثمار في البورصة

هناك مفهوم رئيسي لابد وأن يكون عالقاً في ذهنك طوال الوقت وهو " كلما أردت أرباح أكثر من الاستثمار في البورصة، كلما تعرضت لمخاطر استثمارية أكبر".

عندما تقوم ببيع أو شراء أسهم أو سندات أو أي أدوات مالية أخرى فإنك معرض لمخاطر استثمارية . ودرجة المخاطر هذه تختلف من أداة مالية لأخرى.

مثلاً فإن الأدوات المالية التي تتوقع منها ربحاً عالياً (مثل الأسهم النشطة) تحتوي على درجة كبيرة من المخاطر .

بمعنى أنك تتوقع أن سعر السهم قد يرتفع كثيراً (وهذا يعني تحقيق الربح بالنسبة لك) ولكن قد يحدث أن ينخفض السعر كثيراً ( وهذه هي المخاطر التي قد تسبب انخفاض حجم أموالك واستثماراتك)

أما الأدوات المالية التي تتوقع منها ربحاً او عائدا قليلاً (السندات الحكومية مثلا) فإنها تحتوي على درجة اقل من المخاطر (لأنها مضمونة من الحكومة المصرية).

والآن اسأل نفسك : ما هو الربح الذي تريد تحقيقه والمخاطر التي تستطيع أن تواجهها؟

  • أنت الوحيد الذي يستطيع الإجابة على هذا السؤال.
  • إذا كنت تريد ربحاً كبيراً ونمو استثماراتك بصورة كبيرة وتستطيع أن تتحمل خسارة جزء من الأموال المستثمرة . فاشتري في الأسهم النشطة مثلاً.
  • أما إذا كنت تريد ربحاً قليلاً ونمو ابطء في الاستثمارات لأنك لا تستطيع أن تتحمل ضياع جزء من أموالك المستثمرة . فاشتري واستثمر في السندات الحكومية وسندات الشركات ووثائق صناديق الاستثمار مثلاً .

• أي نوع من المستثمرين انت؟

هناك ثلاثة أنواع من المستثمرين :

المستثمر المحافظ : هو المستثمر الذي لا يرغب في تحمل مخاطر كبيرة ويرضى بتحقيق مكاسب وأرباح قليلة.
المستثمر المخاطر: هو المستثمر الذي يرغب في تحمل درجة كبيرة من المخاطر في سبيل تحقيق أرباح ومكاسب كثيرة.
المستثمر المعتدل: هو المستثمر الذي يرغب في تحمل قدر متوسط من المخاطر في سبيل تحقيق قدر متوسط من الأرباح والمكاسب.

ولكي تعلم أي نوع من المستثمرين أنت تستطيع أن تختبر نفسك باستخدام اختبار بسيط . فقط اجب على السؤال التالي:

تخيل انك وضعت أموالك في استثمار ذو عائد كبير ولكن تحيطه درجة عالية من مخاطر الاستثمار، هل تستطيع أن تسترخي وتنام نوماً عميقاً؟
- إذا كانت إجابتك "نعم": إذن فأنت مستثمر مخاطر.
- إذا كانت إجابتك "لا" : فأنت مستثمر محافظ.
- إذا كانت الإجابة "إلى حد ما" : فأنت مستثمر معتدل.

ويتبقى السؤال الاهم:

• ما هي أنواع المخاطر التي قد تتعرض لها عند الاستثمار؟

  • أولاً : المخاطر الأساسية : من المخاطر هي المخاطر الأساسية . هذا النوع من المخاطر يتواجد في كل أنواع الاستثمار. وهو الخطر المتعلق بالشئون الداخلية بالشركة وكيفية إدارتها ومواجهة المنافسة.
    وأفضل طريقة لتقليل هذه المخاطر هي عن طريق التنويع بمعنى الاستثمار في شركات كثيرة بدلاً من شركة واحدة "لا تضع البيض كله في سلة واحد".

  • ثانيا : مخاطر السوق : من المخاطر هي مخاطر السوق ، هذا النوع من المخاطر يتعلق بمدى تأثير الظروف الاقتصادية على أداء الشركة مثل التضخم ، البطالة وغيرها من ظروف سياسية واجتماعية.
    على سبيل المثال إذا أصدرت الدولة قراراً بوقف مشروعات المقاولات والإنشاءات فإن هذا مثلا يمثل خطراً على شركة تنتج الاسمنت أو حديد التسليح.

  • ثالثاً : مخاطر سعر الفائدة: وتؤثر هذه المخاطر على سوق السندات بصورة اكبر من تأثيرها على سوق الأسهم.
    فمثلاً : بالنسبة لسوق السندات: إذا ارتفعت أسعار الفائدة في السوق فإن السندات الجديدة التي تصدر بسعر الفائدة الجديد تصبح اكثر اغراءا للمستثمرين الراغبين في استثمار اموالهم في سوق السندات وبالتالي تنخفض أسعار السندات القائمة ذات سعر الفائدة الاقل لضعف الطلب عليها بسبب انخفاض العائد عليها مقارنة بالسندات التي تصدر بسعر الفائدة الجديد.
    اما بالنسبة لسوق الاسهم: إذا ارتفعت سعر الفائدة على الودائع بالبنوك . فإن المستثمرين سوف يقومون ببيع أسهمهم وإيداع أموالهم كودائع للبنوك وهذا بالطبع سوف يؤدي إلى زيادة الكميات المعروضة للبيع من الاسهم عن الكميات المطلوب شرائها ما يؤدي الى انخفاض الأسعار في سوق الأسهم.

  • رابعاً : مخاطر التضخم: قد يحدث تضخم في سوق ما من الأسواق مثل سوق السيارات . في هذه الحالة فإن المستثمرين يجدون أن معدل ارتفاع أسعار السيارات أعلى من معدل ارتفاع أسهمهم في هذه الحالة فإن المستثمرون يبيعون أسهمهم ويشترون السيارات ليستفيدوا من ارتفاع أسعارها. وهذا بدوره يؤدي إلى انخفاض فى أسعار الأسهم.

  • خامساً : مخاطر السيولة: وهو تلك المخاطر التي ترتبط بعدم قدرة المستثمر بيع أسهمه أو سنداته وتحويلها إلى سيولة نقدية في وقت احتياجك الى اموال نتيجة لعدم وجود طلب عليها.

• تنويع الاستثمارات من أجل مزيد من الأمان

يقصد بتنويع الاستثمارات توزيع أموالك على عدد من ادوات وقنوات الاستثمار بدلاً من استثمارها كلها في مجال او شركة واحدة عملاً بالمثل القائل "لا تضع البيض كله في سلة واحدة"، فأنت اذا وضعت أموالك كلها في اسهم شركة واحدة وحدث ان انخفض سعر هذا السهم في البورصة فإن هذا يعني ان قيمة استثماراتك سوف تنخفض.

وسياسة التنويع تعتمد على توزيع الاستثمارات على مجموعة مختلفة من الأدوات المالية كالاسهم والسندات وثائق صناديق الاستثمار. وكذلك أيضاً التنويع بداخل كل مجموعة، فمثلاً يمكن التنويع بداخل مجموعة الأسهم بحيث يتم توزيع الاموال المستثمرة من خلال شراء أسهم من مختلف القطاعات الاقتصادية ومختلف الصناعات. ولتحقيق أقصى فائدة من التنويع ، لابد أن يتم الجمع بين الأسهم ذات درجة المخاطر العالية والأسهم ذات المخاطر القليلة.

وقد تسأل نفسك عزيزي المستثمر، ما هي فائدة التنويع؟

ولإجابة على هذا التساؤل بسيطة للغايةً: تخيل انك تستثمر أموالك في عدد من أسهم الشركات المختلفة، وانخفض سعر احد هذه الأسهم في حين انه في نفس الوقت ارتفع سعر سهم أخر، فيكون نتيجة لهذا الارتفاع تعويضك عن انخفاض قيمة استثماراتك بسبب انخفاض سعر السهم الأول .

وتأكد أنك إذا أجدت سياسة تنويع استثماراتك فإنك سوف تستطيع تقليل مقدار المخاطر التي تتعرض لها وبالتالي تزيد احتمالات تعويض أية خسائر في اوراق مالية ما بالمكسب المحقق في اوراق مالية اخرى.

وبالرغم من النصح بتنويع استثماراتك فنحن أيضاً نحذرك من التنويع اكثر من اللازم لدرجة يصعب معها مراقبة أداء كل هذه الاستثمارات.

  • Currently 322/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
108 تصويتات / 1467 مشاهدة
نشرت فى 12 ديسمبر 2009 بواسطة moneelsakhwi

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,150,782