علي مسافة 8000 كيلومترا من قمة التغيير المناخي في كوبنهاغن، إجتمع 300 خبيرا بيئيا من 66 قبيلة من قبائل الشعوب الأصلية الأمريكية في نيو مكسيكو لمناقشة المشاكل التي تواجهها والتي تعتبرها مشتركة مع كافة شعوب الأرض كتلوث الهواء والماء، وإستغلال الموارد الطبيعية وإلقاء النفايات غير المشروع، وتداعيات التغيير المناخي بمختلف أشكالها.

فقد تحققت هذه الشعوب من أن التغيير المناخي أصبح حقيقة واقعة بالفعل علي صورة فيضانات غير مسبوقة في أوكلاهوما، وزوال الأعشاب الطبية، وعدم إنتظام الأمطار الموسمية في نيو مكسيكو، وتقلص الغطاء الجليدي في الجبال، ضمن ظواهر أخري.

فشرح ميلتون بلوهاوس من هيئة البيئة في نيو مكسيو والعضو في "أمة نافاخو" الأصلية "ما زال الكثيرون يعتمدون علي أساليب الزراعية التقليدية ماديا وروحيا، من زراعة الذرة إلي إنسجام العلاقة مع مختلف مواسم السنة".

وأضاف في حديثه لوكالة انتر بريس سيرفس "لقد أثر الإحتباس الحراري علي ثقافاتنا تأثيرا قويا. ففي بلد نافاخو مثلا، لا يمكننا أن نرقص رقصة يبيشي إلا إذا توفر الثلج علي الجبل". ويذكر أن رقصة يبيشي تكمن في سلسلة من المراسم التي يشرف عليها أخصائيون في العلاج الطبي مدربون خصيصا لهذا الغرض.

“الكثيرون يعتمدون علي علي هذه المراسم العلاجية، من مسنات ومسنين إلي جنود مصابين بإضطرابات نفسية بعد العودة من حربي العراق وأفغانستان وعائلاتهم، وكلهم يؤمنون إيمانا عميقا راسخا بالعلاج بفضل هذه المراسم".

هذا ولقد أجتمع 300 مندوبا عن شعوب الأرض الأصلية من ولايات أمريكية مختلفة في الفترة 2-4 ديسمبر، برعاية المجلس البيئي القبائلي وبدعم من وكالة حماية البيئة التي تشرف علي برامج تقدم من خلالها مساعدات تبلغ نصف تكلفتها علي أن تغطي الشعوب الأصلية النصف الآخر، ما أثار إحتجاجها لعدم قدرتها علي تحمل هذه النسبة.

وتشمل هذه البرامج المنطقة السادسة الشاسعة بما فيها ولايات لويزيانا، أوكنسو، تكساس، أوكلاهوما، ونيو مكسيكو، و66 قبيلة من قبائل شعوب الأرض الأصلية المعترف بها رسميا من قبل الحكومة، وحيث يعيش أكثر من 750,000 من أبناء هذه الشعوب.

وعلي الرغم من أن قبائل شعوب الأرض الأصلية تشارك العديد من القيم والأهداف، إلا أن هناك تنوعا كبيرا بينها في اللغات والعادات والتاريخ. ففي نيو مكسيكو وحدها، حيث إجتمعت قمة الشعوب الأصلية، يعيش 19 شعبا أصليا وقبيلتين أباش وجزء من أمة نافاخو، ويمتلكون في المجموع نحو 20 في المائة من أراضي هذه الولاية.

لكن بروس سانتيس حاكم سانت انا، لخص الوضع في خطابه للقمة بقوله "كلنا نستنشق نفس الهواء ونشرب نفس الماء. البيئة لا تعرف الحدود. وعلينا أن نسرع الآن في أن نتعلم كيف نعيش مع أمنا: الأرض".

  • Currently 200/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
67 تصويتات / 367 مشاهدة
نشرت فى 10 ديسمبر 2009 بواسطة moneelsakhwi

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,167,721