قبل خمسة عشر عاما قام عالم الأحياء الياباني ( أتيشو أوجارا ) بتجميد خمسة فئران في درجة 22 تحت الصفر .. وحينها لم يخبر أحدا ولم يستعمل أي تقنيات حديثة ( أو وسائل حفظ خاصة ) بل قام ببساطة برمي الفئران في ثلاجة «الأكاديمية اليابانية للعلوم» .. وقبل أيام فقط اكتشف زملاؤه الفئران المتجمدة فقاموا باستخلاص عينات من سائلها المنوي المجمد وحقنوه في عدد من إناث الفئران الحية. وكانت النتيجة أن فارة واحدة - من بين كل خمس - حملت بطريقة اصطناعية وأنجبت بطريقة طبيعية من «أب» ميت ...
هذه التجربة البسيطة أعطت دفعة جديدة لفكرة استعادة حيوانات منقرضة مازالت أجسادها سليمة تحت الثلوج ( مثل الذئاب القطبية، والثيران الكندية، والقطط ذات الأنياب السيفية، وحيوان الأمادلو المدرع ... ) !
غير أن الحيوان المفضل لعلماء الأحياء هو «المأموث» الذي يوجد منه الآلاف بحالة سليمة تحت ثلوج سيبيريا .. والمأموث ( باستثناء حجمه الهائل وارتفاعه الذي يصل لأربعة أمتار ) يشبه الفيل الأفريقي حيث يملك نابين من العاج وخرطوما ينتهي بأصبعين صغيرين. وقد عاش منذ آلاف السنين في سيبيريا ولم ينقرض إلا قبل 10 آلاف عام. وهو متوفربحالة جيدة وسليمة لدرجة استعمل السكان هناك لحومها الطرية لإطعام كلابهم .. ليس هذا فحسب بل ساعدت برودة الجو على الاحتفاظ بأنيابها العاجية بحالة سليمة بحيث أمكن لروسيا ( وليس الكاميرون أو الهند ) أن تقدم نصف صادرات العالم من العاج !
ومن خلال تجربة الفأر «السابقة» يأمل العلماء في تطبيق نفس الإجراء على المأموث وإعادته حيا إلى عصرنا الحاضر .. وتقوم الفكرة على سحب عينة سليمة من سائله المنوي ثم حقنه في رحم أنثى فيل أفريقية ناضجة (كونها من نفس الفصيلة) .. وفي حال فشلت هذه المحاولة يأمل العلماء في «استنساخه» كاملا من خلال استخلاص شفرته الوراثية السليمة (أو حمضه النووي DNA) كما فعلوا مع النعجة دولي !
٭٭٭٭٭
... ومحاولة استعادة المأموث لا تعد الأولى ولا الوحيدة التي يحاول فيها العلماء إعادة حيوان منقرض إلى الوجود. فمتحف سيدني للأحياء يحاول منذ التسعينات استنساخ النمر التاسماني المنقرض ( الذي كان منتشرا في استراليا وبابوغينيا حتى مائتي عام مضت ) .. وقبل فترة بسيطة وزعت وكالات الأنباء صورا لبقرتين تم استنساخهما في البرازيل من إحدى الأنواع المنقرضة أطلق عليهما اسما «بورا» و«بوتيرا» .. أما في الهند فيحاول العلماء استعادة « الفهد الإيراني » الذي انقرض قبل أربعين عاما فقط من خلال استخلاص شفرته الوراثية الموجودة في عظامه ( التي ما تزال متداولة في الهند وإيران لأغراض طبية ) !
  ومايزال البعض ينظر لمحاولة ( استعادة الحيوانات المنقرضة ) كفكرة خيالية ومستحيلة في حين انه من الممكن أعتبارها  فكرة واقعية ومحتملة التطبيق - ولا ينقصها سوى استخلاص «القدر الكافي» من الشفرة الوراثية للمخلوقات المنقرضة ! !
.. سيأتي يوم تأخذون أحفادكم لحديقة .. الديناصورات


المصدر: جريدة الرياض
  • Currently 199/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
66 تصويتات / 1324 مشاهدة
نشرت فى 25 نوفمبر 2009 بواسطة moneelsakhwi

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,160,487