(هناك سلسلة) من الأساطير تنسب إلى آلهة الشمس أنها هي التي خلقت اليابان، وهناك زعم أن الأباطرة انحدروا من نسل آلهة الشمس، وأن أولهم كان يدعى جيموتِنو الذي يقال إنه اعتلى العرش عام 660 قبل الميلاد.
في سنة 400 ميلادية، وحدت إحدى العشائر المتحاربة، هي عشيرة ياماتو، وسط اليابان. ويحتمل أن يكون رؤساء هذه العشيرة، عشيرة ياماتو، هم أجداد العائلة الإمبراطورية.
وفي القرنين الخامس والسادس جاءت الكتابة والكونفو شيوسية والبوذية من الصين وكوريا إلى اليابان. وفي القرن السابع (في عام 646) بدأت النظم الصينية. وفي عام 794 أصبحت مدينة هييان عاصمة للإمبراطورية، ثم سميت فيما بعد باسم كيوتو.
في 858 سقط البلاط الإمبراطوري الياباني تحت سيطرة عشيرة فوجي وارا التي قللت كثيرًا من سلطات الإمبراطور، حتى أصبح إمبراطورًا صوريًّا. وفي القرن الحادي عشر أصبحت الحكومة المركزية عديمة الفاعلية، وأضحت السلطة الحقيقية بيد كبار ملاك الأرض (الدايمو)، حيث قسمت اليابان إلى ولايات إقطاعية قوية يحكمها النبلاء الذي كانت لهم جيوش خاصة من المحاربين الذي عرفوا باسم الساموراي.
وفي عام 1185 استولت عشيرة ميناموتو على السلطة بزعامة يورتيومو الذي أقام حكمًا عسكريًّا في البلاد، وفي عام 1192 منحه الإمبراطور لقب «شوجَى» أي جنرال، وراح يحكم البلاد باسم الإمبراطور.
في 1274 تعرضت اليابان لمحاولة غزو منغولية، وتعرضت لمحاولة ثانية من المغول أيضًا عام 1281، لكن المحاولتين فشلتا، وكانت الأعاصير وراء إنقاذ اليابان في المرتين. وفي عام 1236 أطاح القائد العسكري آشي كاجا بحكم جنرالات ميناموتو، واعترف الإمبراطور بحكم جنرالات آشي كاجا في عام 1338. لكن حكم آل آشي كاجا اضمحل وتدهور في القرن السادس عشر، حيث اشتعلت الحرب الأهلية.
في عام 1453 كان الملاحون البرتغاليون أول من وصل اليابان من أوروبا، ثم تبعهم التجار الأسبانيون والهولنديون والإنجليز. وفي عام 1549 وصلت إلى البلاد بعثة تبشيرية أسبانية، وراح القديس فرانسيس اكسافير يدعو إلى العقيدة الكاثوليكية الرومانية في اليابان.
في عام 1585 استولى القائد العسكري هيديوشي على السلطة، وقام بمحاولتين لغزو كوريا في 1592 وفي 1597، ثم جاء توكو جاوا في عام 1603 وأسس حكمًا جديدًا في منطقة إيدو (طوكيو حاليًا)، وأدخل إصلاحات إدارية وقمع المسيحية.
على امتداد السنوات من 1630 إلى 1639 انتهجت اليابان سياسة العزلة، فمنعت كل عمليات السفر والسياحة إليها وطردت جميع الأجانب إلا مستعمرة صغيرة من التجار الهولنديين على جزيرة ديشيما.
قاعة اوساكا
في عام 1853 أرسلت الولايات المتحدة سفنها الحربية إلى إيدو (طوكيو) طالبة إلى اليابان أن تبدأ علاقات دبلوماسية وتجارية، وفي عام 1854 أذعنت اليابان للمطالب الأمريكية.
في عام 1867 قام النبلاء، مؤيدو سياسية الانعزال، بالتمرد وأطاحوا بنظام توكو جاوا.
في عام 1868 جمع الإمبراطور موتسو هيتو كل السلطات في يده، واتخذ لنفسه لقب «ميجي» ومعناه: الحاكم المستنير، ونقل العاصمة من كيوتو إلى إيدو التي أعيدت تسميتها باسم طوكيو، وبدأ سياسة تغريب نشطة. ألغى الإقطاع، وسارت البلاد بخطى سريعة نحو التصنيع وأنشئ جيش إمبراطوري أساسه التجنيد الإجباري، وأقيمت حكومة برلمانية في 1889.
طوكيو
ثم جاءت الحرب الصينية اليابانية عامي 1894 و1895، حيث
طردت اليابان الصينيين من كوريا واستولت على فورموزا (تايوان) وجزر البِسكادور وجزء من منشوريا الجنوبية.
وفي 1902 دخلت اليابان في حلف دفاعي مع بريطانيا، انتهى في عام 1921.
وجاءت الحرب الروسية اليابانية عامي 1904 و1905، حيث طردت اليابان الروس من منشوريا وكوريا، وأخذت جنوب سخالين، وضمت اليابان إليها كوريا في عام 1910.
في عام 1914 دخلت اليابان الحرب العالمية الأولى إلى جانب الحلفاء واستولت على ممتلكات ألمانيا في الشرق الأقصى، فأخذت الجزر الألمانية في المحيط الهادي، ومنحتها معاهدة فرساي الانتداب عليها.
وفي مؤتمر واشنطن (1921-22) وافقت اليابان على احترام وحدة الأراضي الصينية. وفي عام 1923 دمر زلزال قوي الكثير من مدينتي طوكيو ويوكوهاما.
في عام 1931 بدأت اليابان سلسلة اعتداءاتها بغزو منشوريا، وفي العام التالي أقامت فيها دولة عميلة أسمتها منشوكو. وفي تلك الأثناء صارت أمور الحكومة اليابانية بيد العسكريين والوطنيين المتطرفين.
وفي عام 1937 عاودت غزو الصين، وفي عام 1940 وبعد أن لقيت فرنسا الهزيمة من ألمانيا، قامت اليابان باحتلال الهند الصينية الفرنسية. وفي عام 1941 هاجمت اليابان الأسطول الأمريكي في ميناء بيرل هاربور (بالقرب من هونولولو في جزيرة هاواي)، وأعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا الحرب على اليابان.
في 1942 قامت اليابان بغزو تايلاند، بورما، الملايو، جزر الهند الشرقية الهولندية، الفلبين، وشمال غينيا الجديدة وفي عام 1945 أسقطت الولايات المتحدة القنابل الذرية على مدينتي هيروشيما وناجازاكي، واستسلمت اليابان رسميًّا في 2 سبتمبر 1945 على ظهر البارجة «ميسوري» في خليج طوكيو. وذهبت جنوب سخالين وجزر كوريل إلى الاتحاد السوفيتي، وذهبت فورموزا ومنشوريا إلى الصين، أما جزر المحيط الهادي فبقيت تحت الاحتلال الأمريكي، وعين الجنرال الأمريكي ماك آرثر قائدًا أعلى لقوات الحلفاء التي أدارت شئون اليابان المحتلة.
وفي عام 1947 أشرف ماك آرثر على إصدار دستور جديد للبلاد، هو دستور السلام، وفيه تخلت اليابان عن حقّها في شن الحرب، وتخلى الإمبراطور عن ادعاء الألوهية، وعن حقّه في ذلك، وأصبح الديَّت (البرلمان) السلطة الوحيدة لإصدار القوانين. وفي عام 1952 منحت اليابان كامل سيادتها على أراضيها بمقتضى معاهدة السلام اليابانية التي عقدت قبل ذلك.
في 1955 تأسس الحزب الديمقراطي الليبرالي بمساندة كبار رجال الأعمال، وفي عام 1956 وافقت الولايات المتحدة على أن تعيد إلى اليابان في عام 1972 جزيرة أوكيناوا وغيرها من جزر ريوكيو، وفي عام 1970 جددت الدولتان عقد معاهدة الأمن بينهما، واتفقتا على أن تستمر الولايات المتحدة في الاحتفاظ بقواعد عسكرية لها في أوكيناوا.
في المدة من الخمسينيات وحتى نهاية السبعينيات حققت اليابان تنمية اقتصادية سريعة، وأدى نمو صادرات السلع الصناعة إلى حدوث ازدهار كبير، وبرزت اليابان كواحدة من أقوى الدول اقتصاديًّا في العالم. وقد انتقدت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي اليابان بسبب التقييد الشديد الذي تفرضه على وارداتها والحد منها مما أعطاها وحقق لها فائضًا ضخمًا في ميزانها التجاري.
تمخضت الانتخابات العامة التي أجريت في عام 1989 لمجلس البرلمان الأعلى عن خسارة للحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم لأول مرة بعد 35 سنة من الانتصارات، لكن انتخب رئيس الحزب (كايفو) رئيسًا للوزراء، وتعهد بأن يقدم للولايات المتحدة تسعة بلايين دولار للمساعدة في مواجهة نفقات حرب الخليج (1991)، وحاولت حكومته أن تمرر في البرلمان تشريعًا يسمح لليابان بإرسال قوات عسكرية إلى الخليج في مهام غير حربية، لكنها لم تنجح إذ قوبلت المحاولة باستنكار شديد من الرأي العام.
في عام 1991 وقعت سلسلة من الفضائح هزّت القطاع المالي هزًّا عنيفًا، ثم تبعتها فضائح سياسية جديدة، مما أدى إلى عدم حصول الحزب الديمقراطي الليبرالي على الأغلبية في الانتخابات العامة التي أجريت في يوليو 1993. وكان هذا الحزب قد ظل يحكم البلاد منذ إنشائه في عام 1955. وفي يونيو 1994 تولى رئاسة الوزارة أول سياسي اشتراكي منذ عام 1948، لكنه استقال في يناير 1996، وحلّ محله هاشيموتو من الحزب الديمقراطي الليبرالي الذي وقع إعلان أمن مشترك مع كلينتون رئيس الولايات المتحدة في أبريل 1996، وفي 20 أكتوبر أجريت الانتخابات العامة، وتمكن الحزب الديمقراطي الليبرالي من زيادة أغلبيته النسبية في البرلمان، وتم تشكيل حكومة أقلية من هذا الحزب.
في عام 1998 سقطت اليابان في مستنقع ركود اقتصادي طويل، ولقي الحزب الديمقراطي الليبرالي لطمة شديدة في انتخابات المجلس النيابي الأعلى «مجلس المستشارين» في يوليو 1998، فاستقال هاشيموتو من رئاسة الوزارة، وفي 24 يوليو اختار الحزب الديمقراطي الليبرالي كيزو أبوشي ليصبح رئيس الوزراء رقم 23 بعد الحرب العالمية الثانية، وفي مارس 2000 أصيب بضربة دماغية أقعدته، في 30 سبتمبر 1999 تعرض العمال في منشأة لتصنيع اليورانيوم في بلدة توكيمورا، شمال شرقي طوكيو، تعرضوا هم وسكان المنطقة المحيطة بالمنشأة لمستويات بالغة الشدة من الإشعاع بسبب وقوع حادثة في هذه المنشأة.
وبعد أوبوشي تولى رئاسة الوزارة في مارس 2000 واحد من قدامى أعضاء الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم (LDP) هو: يوشيرو موري (Mori).
كان اقتصاد اليابان مشهورًا بالازدهار، لكنه تعرض لركود متزايد طوال العقد الأخير من القرن العشرين. ومن أسباب هذا الاضمحلال الاقتصادري عجز الحزب الليبرالي (LDP) الحاكم أو عدم رغبته في إحداث تغييرات جوهرية على النظام الاقتصادي القائم، ولم يكن لدى موري، الرئيس الجديد، التصميم على تصحيح الوضع، لذا هبطت شعبيته هبوطًا حادًّا، وبدا أن الحزب الحاكم (LDP) سيفقد أغلبيته، وانتهز جنيشيرو كويزومي (Koizumi) (وهو واحد من أقطاب الحزب، واشتهر بمواقفه غير التقليدية تجاه كثير من القضايا الحساسة، وقد حاول مرتين من قبل المنافسة على منصب رئيس الوزراء ولم يوفق) انتهز الفرصة ونزل حلبة الصراع مع موري على رئاسة الوزارة رافعًا شعار: تغيير اليابان مرهون بتغيير الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم، وهو شعار تردد صداه لدى الناخبين اليابانيين، والحقيقة أن البلاد قد سئمت النهج السياسي القديم الثابت والسياسيين القدامى الذين لا يتغيرون. أما كويزومي اللامع فقد أفاده تناوله للأمور بطريقة مخالفة للأنماط الثابتة المتحجرة، ومن ذلك ارتداؤه الحلل الزاهية، وإلقاء الملاحظات الغريبة وإطالة شعره وعدم تسويته، ووعد بتنفيذ إجراءات مؤلمة، لكنها ضرورية، مثل عمل تخفيضات كبيرة في الاقتراض، وفي الإنفاق وخصخصة مصلحة البريد. وفي 24 أبريل 2001 أوقع كويزومي الهزيمة بمنافسه، وأدى اليمين الدستورية كعاشر رئيس للوزراء في مدة 12 سنة. وقال إن الناس في القطاع الخاص مستعدون للتغيير، ولا ينقصنا سوى الإرادة السياسية والإدارية.
عين كويزومي في وزارته خمس نساء منهن ماكيكو تاناكا (Tanaka) أول وزيرة خارجية في اليابان، ودعا إلى السماح للإناث من أنجال الإمبراطور بتولي عرش البلاد، وعمل على إحداث تغييرات هيكلية في طريقة إدارة الأعمال، حتى تزيد قدرة اليابان على المنافسة.
احد جسور اليابان
وإدراكًا منه لأهمية علاقات اليابان بما وراء البحار قام بزيارة كوريا الجنوبية واعتذر عمَّا ألحقته اليابان من ألم ومعاناة للشعب الكوري أثناء احتلالها لبلاده. وبعد تدمير مركز التجارة العالمي في نيويورك في 11 سبتمر 2001 أكد مساندة بلاده للولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب الدولي، وأرسل ثلاث سفن حربية إلى الشرق الأوسط، واعتنق فكرة بوش القائلة بأن إيران والعراق وكوريا الشمالية يمثلون «محور الشر»، ويجب التعامل معه بالقوة عند الضرورة.
لكن الاقتصاد الياباني لا يزال راكدًا، بل ازداد الأمر سوءًا بالنسبة للانكماش المحلق في التزايد وارتفاع مقدار الدين الوطني ومعدلات البطالة. وقام بوش الرئيس الأمريكي بزيادة صديقه المأزوم من باب الدعم له، لكن الركود الاقتصادي المستمر جعل شعبية كويزومي تهوي سريعًا. كما أن اعتبارات السياسة الخارجية كان لها تأثيرها الشديد على تصرفات كويزومي داخل بلده، ففي أغسطس 2002 رفض حضور الاحتفال بضحايا الحرب العالمية الثانية من اليابانيين بما فيهم أولئك الذين أدينوا على أنهم مجرمو حرب، وذلك حتى لا يغضب الصين وكوريا، بل إنه حضر الاحتفال بذكرى استسلام اليابان للولايات المتحدة في أغسطس 1945، وقال بأن بلاده أوقعت أثناء الحرب الكثير من الدمار والآلام لكثير من البلدان، وخصوصًا في آسيا.
وخلال عامي 2001 و 2002 ازدادت الأحوال الاقتصادية سوءًا. وفي سبتمبر 2002 قام كويزومي بزيارة كوريا الشمالية، وهي أول زيارة يقوم زعيم ياباني لتلك البلاد. وفي اجتماعه مع رئيس كوريا (كيم يونج ـ إل)، اعتذر الأخير عن اختطاف المواطنين اليابانيين، وفي شهر أكتوبر 2002 عاد إلى اليابان خمسة من هؤلاء المختطفين.
في انتخابات نوفمبر 2003 احتفظ كويزومي بالسلطة، وفي ديسمبر وافق مجلس الوزراء على إرسال أكثر من 500 جندي غير مقاتل للمساعدة في أعمال الإعمار في العراق ـ وهذه هي المرة الأولى بعد الحرب العالمية الثانية ترسل فيها قوات يابانية إلى منطقة قتال. في أبريل 2005 تحطم قطار ضواحي عند بلدة أماجازاكي غربي اليابان، وقتل في الحادث أكثر من مائة شخص.
وفي انتخابات تشريعية أجريت في 11 سبتمبر 2005، أعطى الناخبون أصواتهم لكيزومي، وهو يمثل تفويضًا له بإعادة هيكلة اقتصاد البلاد.
في النصف الثاني من عام 2006 بدأت الأنباء تتردد عن اعتزام كويزومي التنحي عن الحكم، وهو ما حدث في أكتوبر 2006 تاركًا رئاسة الوزارة لواحد من خلصائه، هو المستر آبي (Abe)، الذي كان يشغل منصب وزير شئون مجلس الوزراء.
· اليابان عضو في الأمم المتحدة وجميع وكالاتها المتخصصة، وفي منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وفي مجموعة التعاون الاقتصادي الآسيوي الباسيفيكي.
ساحة النقاش