الشاعر فاروق جويده
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة 1988 م كتب كاتب انجليزى من اصل هندى عاش وتربى فى لندن يدعى سلمان رشدى رواية بعنوان أيات شيطانيه ملخصها أنه كان هناك مسافر انجليزى من اصل هندى على طائرة و سقطت به الطائرة فدخل فى غيبوبه واثناء هذه الغيبوبه دخل فى حلم شاهد نفسه فى مكه فى عصر بداية ظهور الاسلام .
ومن خلال هذا الحلم كتب سلمان رشدى روايته التى خلط فيها بين احداث حقيقيه حدثت فى ذلك الوقت مع اضافات اضافها من خلال خياله المريض تعرض فيها للرسول صلى الله عليه وسلم ولزوجاته وللصحابه وللقران ولبعض الرسل بأشياء كلها كذب وبهتان ولم تحدث فى الحقيقه بل افتراها من خلال خياله المريض الذى يدل على حقد داخلى زرع فيه اثناء تربيته فى لندن .
وعندما نشر سلمان رشدى هذه الرواية وتم تكريمه فى لندن من أجلها قامت الدنيا ولم تقعد واحتجت جميع الدول الاسلاميه على هذه الاهانات الموجوده فى روايته وتقدمت جميع الدول الاسلاميه وقتها باستنكار للحكومه الانجليزيه بسبب نشر هذه الروايه فى انجلترا وكذلك بسبب تكريم سلمان رشدى كاتبها وقام الرئيس الخومينى رئيس ايران سنة 1989 م بالحكم على سلمان رشدى بالكفر والرده واهدر دمه ورصد مبلغ كبير جائزه لمن يقتله .
وبالفعل تعرض سلمان رشدى لعدة محاولات اغتيال مما دفع الحكومة الانجليزيه لوضعه تحت الحراسه فى منزله لاكثر من عشر سنوات ثم تركوه بعد ذلك بعد ان تعبوا من حراسته .
ووقتها تكلمت كثير من وسائل الاعلام والصحف والمجلات لعدة سنوات فى هذا الموضوع ثم اصبح بعد ذلك فى طى النسيان .
وكتب وقتها الشاعر الكبير فاروق جويده قصيدته الى سلمان رشدى التى قال فيها .
في زمن الردة والبهتان
اكتب ما شئت ولا تخجل فالكفر مباح ياسلمان
ضع ألف صليب وصليب فوق القرآن
وارجم آيات الله ومزقها في كل لسان
لا تخش الله ولا تطلب صفح الرحمن
فزمان الردة نعرفه.. زمن المعصية بلا غفران
إن ضل القلب فلا تعجب أن يسكن فيه الشيطان
لا تخش خيول أبي بكر.. أجهضها جبن الفرسان
وبلال الصامت فوق المسجد.. أسكته سيف السجان
أتراه يؤذن بين الناس بلا استئذان؟
أتراه يرتل باسم الله ولا يخشى بطش الكهان
فاكتب ماشئت ولا تخجل.. فالكل مهان
واكفر ماشئت ولا تسأل فالكل جبان
....................
فالأزهر يبكي أمجادا ويعيد حكايا... ما قد كان
والكعبة تصرخ في صمت بين القضبان
والشعب القابع في خوف ينتظر العفو من السلطان
والناس تهرول في الطرقات يطاردها عبث الفئران
والباب العالي يحرسه بطش الطغيان
أيام الأنس وبهجتها والكأس الراقص والغلمان
والمال الضائع في الحانات يسيل على أيدي الندمان
فالباب العالي ماخور يسكنه السفلة والصبيان
يحميه السارق والمأجور ويحكمه سرب الغربان
جلاد يعبث بالأديان وآخر يمتهن الإنسان
والكل يصلي للطغيان
.......................
أسالك بربك يا سلمان: هل تجرؤ أن تكسر يوما أحد الصلبان؟
أن تسخر يوما من عيسى ؟ أو تلقي مريم في النيران ؟
ما بين صليب.. وصليب أحرقت جميع الأديان
فاكتب ماشئت ولا تخجل فالكل جبان ..... و مهان
..........................
خبرني يوما....حين تفيق من الهذيان: هل هذا حق الفنان؟
أن تشعل حقدك في الإنجيل وتغرس سمك في القرآن
أن ترجم موسى أو عيسى أو تسجن مريم في القضبان
أن يغدو المعبد والقداس وبيت الله مجالس لهو للرهبان؟
أن يسكر عيسى في البارات ويرقص موسى للغلمان
هل هذا حق الفنان؟
أن تحرق دينا في الحانات، لتبني مجدك بالبهتان؟
أن تجعل ماء النهر سموما تسري في الأبدان؟
لن يشرق ضوء من قلب لا يعرف طعم الإيمان
لن يبقى شيء من قلم يسفك حرمات الإنسان
فأكفر ما شئت ولا تخجل ميعادك آت ياسلمان
دع باب المسجد يازنديق.. وقم واسكر بين الأوثان
سيجيئك صوت أبي بكر ويصيح بخالد: قم واقطع رأس الشيطان
فمحمد باق ما بقيت دنيا الرحمن
وسيعلو صوت الله.. ولو كرهوا في كل زمان.. ومكان
وعندما قرأت هذه القصيدة أعجبتنى وتأثرت بها وكان وقتها لى فى كتابة الشعر وذلك نتيجة دراستى للمواد العربيه مثل الادب والنصوص والبلاغة والنحو والصرف فقد كنت وقتها فى المرحلة الثانويه الازهريه فى معهد جرجا الثانوى الازهرى القسم العلمى فكتبت قصيدتى هذه .
استغفر ربك ياسلمان
استغفر ربك يا سلمان ........ واطلب مغفرة الرحمن
لا تصبح مثل الشيطان ........ عاصى رب الاكوان
انقذ نفسك ياسلمان ........ قبل ان يغرقك الطوفان
طوفان انت صانعه ........ وانت فيه الغرقان
أتحسب نفسك منتصراَ ........ بل أنت أول خسران
ألم تتعظ ياسلمان ........ من فرعون أو هامان
ألا تخشى سؤال الملكين ....... أو حتى عذاب النيران
أتريد نجاة ياسلمان ........ بعد سبابك للقرأن
ورسول الله وزوجاته ....... وكذلك رسل الرحمن
ارجع فأستغفر ياسلمان ....... واطلب مغفرة الرحمن
فباب التوبة مفتوح ........ ما دمت راجع ندمان
فأءن لم تفعل ياشيطان ........ فحلال فيك حكم ايران
مختار احمد البدوى الافندى.
1990 م
ساحة النقاش