بسم الله الرحمن الرحيم
عندما كنت طالبا فى كلية التربية جامعة الازهر سنة 1995 م تقريبا زارنى صديقى الاستاذ احمد موسى محمود الشب وهو مدرس ثانوى للغة العربية فى بلدى برديس ووقتها كان طالبا فى كلية الدراسات الاسلامية والعربية بجامعة الازهر بالقاهرة وكان محبا للشعر وكاتبا له وله العديد من القصائد الشعرية .
وقص لى هذه القصة
انه يدرس لهم فى الكلية الدكتور محمد السعدى فرهود ( رئيس جامعة الازهر سابقا ) وهو حاليا يدرس لهم فى كلية الدراسات الاسلامية والعربية بالقاهرة وحكى لهم اثناء احدى المحاضرات التى يلقيها عليهم هذه القصة الطريفة .
انه فى احد مجالس الخليفة الاموى عبد الملك بن مروان كانوا يتدارسون الشعر هو ومجموعة من الشعراء الذين يحضرون مجلسه فذكروا بيت لاحد الشعراء فى ذلك العصر وهو الشاعر ( نصيب بن رباح )
وكان هذا الشاعر يهيم بمحبوبته والتى كانت تسمى ( دعد ) فقال لها هذا البيت .
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت : فواحزنى من ذا يهيم بها بعدى
( فعاب احد الشعراء من جلساء الخليفة عبدالملك بن مروان قول الشاعر نصيب وكان يدعى الأقيشر فقال له عبدالملك بن مروان لو كنت مكانه ماذا كنت تقول )
فقال الأقيشر كنت أقول .
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت : أكفل بها من يهيم بها بعدى
( فعاب ايضا عبد الملك بن مروان قول الأقيشر وقال له لقد قلت والله أسوأ مما قال فقالوا له فكيف كنت تقول يا أمير المؤمنين ؟ )
فقال عبدالملك بن مروان لو كنت مكانه كنت اقول :
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت : فلا صلحت دعد لذى خلة بعدى
( وأثنى جميع الحاضرين فى جلسة الخليفة عبد الملك بن مروان على شعره وقالوا : والله انت اشعر الثلاثة ياأمير المؤمنين )
وهنا انهى الدكتور محمد السعدى فرهود قصته التى قصها على طلابه فى كلية الدراسات بجامعة الازهر .
واخبرهم بأنه هو ايضا اكمل البيت حيث قال الدكتور محمد السعدى فرهود مكملا البيت الشعرى للشاعر نصيب بن رباح
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت : فضم الاله لحد دعد الى لحدى
وهنا أخبرنى صديقى الشاعر الاستاذ احمد موسى محمود بأنه هو ايضا اكمل بيت الشعر قائلا .
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت : تكفل طيفى أن يهيم بها بعدى
وبعد فترة من الزمن كنت جالسا انا وأخى حسن الافندى فى مسكننا وهو عبارة عن احدى الشقق فى الحى الثامن بمدينة نصر وكان وقتها طالبا بكلية الهندسة جامعة الازهر وكان معنا اثنين من اصدقائى وزملائى فى كلية التربية وهما الاستاذ ابراهيم فراج طربوش والاستاذ عبد الرحمن صابر الزيتوى وهما من جرجا فقصصت لهم هذه القصة فأعجبوا بها وطلبت منهم ان يحاول كل منهم ان يكمل هذا البيت الشعرى للشاعر نصيب بن رباح .
وكنت وقتها لى فى كتابة بعض ابيات الشعر فكنت أول من اكمل هذا البيت وكذلك قلت بيت اخر بعده فقلت
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت : فلا أحب أن يهيم أحد بها بعدى
ولكن ما لى فى ذلك حيلة : فذلك بيد الله ثم بيد دعد
ثم أكمل البيت أخى المهندس حسن احمد البدوى الافندى وكذلك اكمل بيت اخر بعده فقال :
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت : تهيم بحبها لى ما حيت من بعدى
وياويلتى على هذا الحب الذى : سيقضى عليها فلا حياة لها بعدى
ثم اكمله الاستاذ ابراهيم فراج طربوش فقال
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت : تهيم كل القلوب بها من بعدى
ثم اكمله الاستاذ عبد الرحمن صابر الزيتونى فقال
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت : تموت بحسرة حبها لى من بعدى
وفى أوائل شهر فبراير 2016 كتبت هذه القصة ونشترها على النت وفى صفحات التواصل الاجتماعى ( فيس بوك ) وتم التعليق عليها واكمال البيت مرة اخرى .
فأولا اكمله الاستاذ عبدالرحيم السيد عبد الرحيم الزيات وهو مدرس بمعهد برديس الثانوى الازهرى وحاليا معار لاحدى الدول الافريقية فعلق عن طريق الفيس قائلا :
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت : فلا حيت دعد ولا أحد بعدى
وكذلك علق الاستاذ عبدالرحيم عبدالحكيم عبداللطيف وهو أيضا مدرسا فى معهد برديس الازهرى قائلا :
ما اجمل دعد فقد فجرت الابداع على مر الزمن واكمل البيت قائلا
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت : ظلت روحى تهيم بها
فكيف لدعد بعد فراقى ترى هياما : وقد حجب الدمع عيناها
وهنا انتهت قصة هذا البيت الشعرى الذى قاله الشاعر نصيب بن رباح وهو من موالى عبد العزيز بن مروان والد خامس الخلفاء الراشدين الخليفة عمربن عبد العزيز و اكمله بعده العديد من الشعراء سواء فى العصر الاموى فى مجلس الخليفة عبد الملك بن مروان أوفى العصر الحديث فى قاعة محضرات كلية الدراسات بجامعة الازهر وكذلك فى مسكنى فى الحى الثامن بمدينة نصر حيث كنت اسكن عندما كنت طالبا مع أخى حسن و بعض زملائى .
ثم اكمله بعد 21 سنه اخرى كلا من الاستاذين عبدالرحيم الزيات وعبدالرحيم عبد الحكيم عن طريق الفيس بوك الذى لم يكن موجودا لا قى عصر عبدالملك بن مروان ولا فى فترة دراستنا فى جامعة الازهر .
فياترى هل اكمله احد غير هؤلاء وهل هناك احد فكر فيه غيرهم وياترى هل يوجد من سوف يكمله بعدهم ....... الله أعلم ؟
مختار احمد البدوى الافندى.
( مختار الافندى )
ساحة النقاش