لاشك فى ان خلاصات الثقافه الغربيه حول ثقافه المجتمع العربى تتركز على ان العقل العربى هو عقل غيبى ينزع الى اللاعلميه والى افكار النصيب والتنجيم والقدريه وبكلمات اخرى تفيد بأن الثقافه العربيه انما هى ثقافه لاعلميه غير قادره على العقلتيه والتمنطق الجدلى شأنها فى ذلك شأن جميع ثقافات الاقدام الساميه      وقد آل هذا الاعتقاد الورائى الراسخ الى التمادى فى التشويه المتعمد للتراث الثقافى الاسلامى عن طريق تسفيه هذا التراث واختلاف المبررات لاهماله والاقلال من شأنه من قبل الادارات الاستعماريه الطارئه ومن ثم من قبل العرب انفسهم بعد انحسار موجه الاستعمار العسكرى المباشر لصالح حركه الاستعمار الاقتصادى الجديد وبرغم هذا ينبغى الرجوع الى ارث حركه الاستعمار المباشر متتبعا لجدل الهيمنه الثقافيه التى ارادن الامبراطوريات التىفرضتها الغرب علينا وقد تمكن فى العصر الحديث التأثير الاوروبى ووجود غزو ثقافى محسوس ومشخص من ناحيه ثقافتنا وهو غزو نصف مدبر ونصف تلقائى                    من ناحيه ثقافتهم التى تحيا اليوم اوج تأثيرها بسبب التقدم التقنى والمادى الذى احرزته الاقطار الغربيه خلال القرون الاخيره ولكن لا ينبغى التمادى فى كيل الاتهامات جزافا الى الثقافه الغربيه ذلك انى اميل الى الاعتقاد بأن تدبير الغزو الثقافى وتخطيطه هما حقيقه موجوده ولكنها من ناحيه اخرى ليست بهذه الدرجه من التآمريه التى قد يصورها لنا بعض الكتاب الانفعاليين عند العرب                 ان الغزو الثقافى الغربى اليوم يشبه الى حد بعيد الحركه الشعوبيه ومع كل هذا اقول انه رغم هذا الغزو الغربى لثقافتنا الا انه يمكن القول ان ثقافتنا العربيه تمتلك من عناصر القوه ما يجعلها قادره على البقاء وغلى مواجهه الازمات والهجوم الشرس علينا من قبل الغرب وان الشباب العربى هم اكبر شرائح المجتمع تعرضا لمعطيات هذا الغزو الثقافى مدبرا كان او تلقائيا                    ولذا ينبغى مزيد من الاهتمام بهم وثقافتهم وهذا ليس معناه فرض الوصايه عليهم ولا كبت حريتهم ولكن بمزيد من ابراز شخصيتهم وهويتهم الثقافيه العربيه والتواصل بقوه مع كل الثقافات العربيه فى مختلف البلدان  وذلك من خلال منظومه ثقافيه للمؤسسات العربيه الثقافيه والتربويه          ولا يشعر الشباب بالضغط وكبت الحريات والعنايه بالاخلاقيات لديهم والاهتمام بقنوات الضخ الثقافى العربى والتواصل معهم عبر الوطن العربى الكبير والعنايه بمناهج التربيه والتعليم عبر العالم العربى ومصر  

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 38 مشاهدة
نشرت فى 14 يناير 2014 بواسطة mohamedtarkan

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

59,811