قصائد فصحى 2

edit

مرَّ عام !!

          في الذكرى الأولى للشاعر عبد العليم عيسى

مرَّ عام

لم يغرِّد بلبل الشعر على غصن الكلام

مر عام

فارقت فيه شفاهَ الزهر نشوةُ الابتسام

مر عام

لم يعد فيه خريرُ الماء يشدو فى انسجام

لم يمِلْ فيه جريد النخل صوب النيل يقرؤه السلام

مر عام

في نهايته كسوف الشمس كان أسى عليك

وعلى نبع حنان كان يقطر من يديك

وعلى أحلى معانٍ لم تكن إلاّ لديك

يا من اشتقنا إليك

حين( سافرتَ بلا زاد) تغنى للحياة

وتصوغ الحبَ شعرا تطرب النفسَ رؤاه

وتحيل الكون فردوساً به الحب صلاة !

آهِ من بُعدك آه !

شاعرََ العشق ، شفيفََ الروح ، نبعَ الأريحية

ما انتسبتَ لها بل انتسبت إليك العبقرية

نم قريرَ العين واهنأ بنعيم الأبدية

دُرُّكَ المنثورُ في الصفحات ألحاناً شجيَّة

صُغْتها من (بعض نفسك) وهى مُلْهمَة نقية

سوف يبقى خالداً فهو قرين الأبجدية !

*****

أيها الزاهد في الأضواء أنت أجلُّ من

كل ما في الكون من ضوء يُطِلُّ على البرية

لم تكن يوما (حَداثباَ) فعشتَ بلا خطيَّة

بحرُ شعرك هادىء ، صافٍ ، شديدُ الجاذبية

وخيالاتك بستان أزاهير معطَّرةِ ندِيَّة !

*****

أيها الشاعرُ : وبرغم التنائى والفزاق

أنتَ لم ترحل ولكنك باق

في سماء الشعر نجماً ذا سُمُوٍ وائتلاق

*****

مخطىء من قال إنك قد رحلت

فستبقى أنت أنت

أنت ملء السمع منَّا والعيون

أنت مهما غبتَ عنَّا لن تهون

أنت باقً وسواك الراحلون !!

                                 سبتمبر 1999 م

من وحى الغربة

يذكّرنى مصرَ شوقُ اللقاءِ

فأجهش فى وحدتى بالبكـاءِ 

غريبا عن الدار فاق احتمالى

بُعْدُ الطريق وطولُ التنائى

وما كان لى قبلُ حُبً سواها

فمن حُبِّها مبدئى وانتهائى

على ضفَّتىْ نيلها قد حَـبَوْتُ 

فألقى بأمواجه فى دمائى

عطاءً سـخيا ، وحُبـاً نقيّا  

عديم الشبيه ،عظيم الوفــاءِ

وفى ظل صـفصافـها قد تغنَّيتُ

بالحـب ما طاب لى من غِـنَاءِ

فمن شمسها الدفْءُ ، من نيلها الخِصبُ ،

من بدرها عَبْقَرىُّ الضياءِ

توالت دهورً على ما بَنـَتْهُ        

فما اهتز بل عزَّ صرحُ البناءِ

وكم حاسدٍ قد أتاها بحقدٍ        

فردَّته عن حوضها فى إباءِ

وكم عاشق نال بالعشق منها         

نبيلَ المُنى وجزيلَ العطاءِ

فمصر - إذا شحَّ كفُّ الزمان        

وأجدبت الأرضُ – ســرُّ النماءِ

وفى زمن الجهل كانت بعـقل ٍ      

رشيد تمَجِّد رب السـماءِ

وكانت لِهَاجَــرَ أمَّا فكانت      

هى الأمَّ فى أمة الأنبياءِ

فعيسى أتاها وموسى اجتباها         

مكانا طَهورا لأسـمى نـداءِ

وكرَّمها الله بالذكـر فى       

كتاب الهـدى أبدى البقاءِ

فما أهون العـِزَّ فى ذُلِّ بُعد         

عن الأرض والأهل والأصـدقاءِ

وما أضيع العمر والقلبُ يهفو       

إلى إلفِ أيك الهوى وهو ناءِ

وقد عشت لا أبتغى غير مصر       

دواءً بـه أتَّقـى كلَّ داءِ

وغُرِّبتُ فى غير أرض سواها       

فلم يُرضنى لسـواها انتمائى

وصُوِّرَ لى أنَّ فى البُعْدِ عــنها        

نوالَ المُنى وبلوغَ الهناءِ

ولكننى حين فارقـتُ مصر       

تذوَّقتُ طَعْمَ الأسى والشـقاءِ

فيا ربُّ إنى سـألتك عودا       

إلى مَنْ أحبُّ فحقق رجـائى !

                          1984 م

من وحى عاشوراء

عادت لنا ذكراك عاشوراءُ

وقد اكتست بدمائنا الغبراءُ

كُلّ النواحى كربلاءُ وندّعى

أن الضحايا كلهم شهداءُ

فهل الشهادة منحة تُعطى لمن

قتلتهم الشحناءُ والبغضاءُ ؟

هل أصبحت مثل النياشين التى

بوجودها يتفاخرُ الأبناءُ

وقد اقتنوها بعضََ ميراثٍ لهم

نالوه مما خلّف الآباءُ

أم أنها حلمٌ تسابق نحوه

قومٌ بِدَمهم عزةٌ وإباءُ

نحن الذين تقطعت أوصالنا

ويُقالُ عنّا الأخوةُ الأعداءُ

صَدِئَتْ بساحات الوغى أسيافنا

وعلى المنابر كلنا خُطباءُ

شاشاتنا و(الشات) سرّ شتاتنا

وتقودنا أفكارُنا البلهاءُ

حتى الدعاةُ تباينت آراؤهم

تحدوهم النزواتُ والأهواءُ

فيبررون - مؤكدين ولاءهم -

ما يَنشدُ الحكامُ لا الحكماءُ

ويمالئون عدوّ أمتنا كما

لو كان يجمعُهم دمٌ وإخاءُ

ويباركون الجهل ، هل من أمة

سادت ولاةُ أمورها جهلاءُ ؟

يا يوم عاشوراءَ فى مأساتنا

برثائهم يتنافسُ الشعراءُ

واللهُ لا يُعلى مكانة أمةً

يُغتالُ مِن أبنائها الشرفاءُ !

                               2011 م

 نبوءة الشابى

أبا القاسم الشابى , ها قد تحققت

نبوءتك الكبرى , إذ الشمس أشرقت

على تونس الخضراء بعد غيابها

سنين ، وأستار الطغاة تمزقت

فقد عبثوا عمدا بكل فضيلة

وعاثوا فسادا فى بلاد تحرقت

إلى صبحها شوقا وقد طال ليلها

وعانى بنوها من مآس تعاقبت

ولكنها قد أدركت أن صمتها

على الظلم إثمٌ بيّنٌ فتحركت

أطاحت بدكتاتورها ورفافه

ومن كل صوب للخلاص تدفقت

جماهير شعب الياسمين بشوكهم

لمن يستحق الشوك ، فاليوم أدركت

بأن الفتى الشابى شخّصَ داءها

قديما ومن بعد الأفول تألقت

لتصبح درسا مستفادا وها هى

بجيرانها نار الخلاص توقدت

فقَطرُ فتاها ( البوعزيزى ) قد أتى

بسيل تُحل به أمورٌ تعقدت 

فكم من عروش من جماجم شعبها

علت وتعاظم بطشها وتفرعنت

بعون بنى صهيون والغرب تارة

وأخرى ببطش الجيش لكنها رأت

مصير الذى ولى بغضبة شعبه

ذليلا ،  له أعوان أمس تنكرت

ولو رام شعبٌ ساعة لخلاصه

فلا شك سوف تحينُ مهما تأخرت !

                              فبراير 2011 م

الكادر

بمصر داء عضال صنفه نادر

أعيا جميع الأطباء اسمه الكادر

يرى الوزيرُ به ما لا يرى أحد

سواه من أنه هو وحده القادر

على انتشال سفين العلم  من غرق

محقق فى محيط شاسع هادر

من الفساد الذى استشرى وليس له

حل سوى بتر كل مخادع غادر

فلا تقف صامتا قل : لا ، وبادر

باتخاذ موقف رفض حاسم ، بادر !

                           2008 م

أرض اللوا

" قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل "

بـ ( أرض اللوا ) أرض السنين الأوائل

فقد كان لى فى حضنها بعضُ شقة

وأبعاضها الأخرى لبعض الزمائل

فقيمة أجرتها لحاليحُ خمسة

تسيل لملمسها دماء الأنامل

وصاحبة الملك الكريمة فوقنا

تراقب من شباكها كل داخل

وتسأل من هذا ومن أين قد أتى

وحتام ولماذا وألف تساؤل

وإن تأت يوما حرمة لتزورنا

تكنْ ليلة ليلاء ، هيهات تنجلى

فنحن من الأرياف فينا سذاجة

وكل بنات الحى تهفو لراجل !

                        1970 م

الموجى

أحيا بقلب رقيق عاشق أبدا

وبالفنون وعشق الشعر ممزوج

أنا الذى ينتهى نسبى إلى رجل

مشى على الماء ولذا سُمّىَ الموجى !

                       1968 م

 

لا يوجد

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

27,987