تنابلة السلطان وداعا

تشخيص وتحليل ومعالجة التنبلة وبناء مصر الحرة

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif";} </style> <![endif]-->

وإذا الدستور سُئِل، بأي ذنب قتل

بقلم

أ.د. محمد نبيل جامع

أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية

01227435754

19 ديسمبر 2012

"أحترم من يقول أن دستورنا (غير مكتمل)، وأستغرب من يقول أنه (مشبوه ومشوه)، وأرثي لمن يقول أنه (إخواني أو لا قيمة له)"، كلمات قالها لي توأمي الأستاذ الدكتور يحي زهران، أحد أشهر أساتذة جامعة المنصورة الذي هو توأمي فعلا ولكنه يصغرني بعقد من الزمان، ولكنه يكبرني بعقود من الزمان لأنه أكثر مني إنسانيةَ وعطاءً وبلوغاَ لمراتب أعلى وإنجازات أعظم.

قالها لي الدكتور يحي وهو يعاتبني ويقول "لقد تابعت ما سطرته خلال الشهور الماضية من مقالات كنت شديد القسوة على تيار معين لدرجة استغربتها من سيادتكم، وليت من يقرأ لك يعرف من أنت." هو يقصد طبعاً تيار الإسلام السياسي، وقد رددت عليه في هذه النقطة، ولكني الآن أود أن أعود إلى قضية الدستور.

فعلا، هو دستور غير مكتمل، وهنا ننال احترام الدكتور يحي، وفعلا، هو دستور "مشبوه ومشوه"، وهنا نثير "استغراب" الدكتور يحي. ولكن لن أقول أنه دستور "إخواني أو لا قيمة له"، وهنا لا ننال رثاء الدكتور يحي. ولكن ألا يكفي يا أستاذنا الفاضل أن يكون هذا الدستور دستورا غير مكتمل، ومشبوها، ومشوها حتى نرفضه؟

يقول الدكتور صبري حافظ عنه مقولات أتفق معها تماما، وأرجو أن يطلع الدكتور يحي على تلك المقولات في الرابط التالي:

http://tahrirnews.com/columns/view.aspx?cdate=14122012&id=f3c1fb7e-9457-44bf-867b-ed8a6931adfb#.UMxVgbPfjZE.facebook

وقلت أنا أيضا عن الدستور مقولات أرجو الدكتور يحي أن يطلع على تلك المقولات في الرابط التالي أيضا:

http://www.ahlan.com/2012/12/16/no-to-ekhwan-constitution/

أما الآن فأقول المزيد لأوضح أنه دستور مشبوه مشوه غير مكتمل:

1.  البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، والعسل يدل على النحل. ليس هناك فصل بين المنتِج (بكسر التاء) والمنتَج (بفتح التاء). المنتج جمعية تأسيسية غير قانونية، أعيد تشكيلها بمخالفة نفس المعايير، حصنت بقرار دستوري دكتاتوري. هذه حقيقة لا جدال فيها. إذن المنتِج (بكسر التاء) باطل، فلابد أن يكون المنتَج باطلا. ألا يكون الدستور مشبوها إذن، عزيزي الدكتور يحي؟

2.  الدستور صناعة أناس غير مبدعين، رقعوا دستورا من دساتير قرؤوها شأن الطالب البليد الذي لا يظهر شخصيته إلا ما هو معبر عن تحيزاته الخاصة. مثال ذلك، الــ 50% عمال وفلاحون المؤقتة لغرض الخداع وجلب التأييد المؤقت، وكذلك مثال معايير رئيس الجمهورية التي تسمح لحازم أبو اسماعيل للترشح المرة القادمة.

3.  الدستور لا يعبر تعبيرا أصيلا عن الحرية والعدالة الاجتماعية، أهم متطلبات الثورة، بل بالعكس رسخ وكرس قواعد الرأسمالية المتوحشة إرضاءً للغرب وصندوق النقد والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية حراس التخلف وقمع تقدم الدول الناهضة. وصدق المثل القائل "يكاد المريب يقول خذوني" مدعيا في الديباجة أن الدستور دستور الثورة. ويا ليت القارئ العزيز يكون قد سمع أو قرأ تحليلات الدكتور أحمد السيد النجار للجوانب الاقتصادية في الدستور.

4.  ماذا تعني آلاف المخالفات المنظورة حاليا في المرحلة الأولى من الاستفتاء على الدستور، وما معنى أن معظم المعترضين على الدستور هم من القضاة والمفكرين والمثقفين والمحافظات الأكثر ثقافة وتعلما؟ ألا يمكن أن نفترض أن الشخص الأكثر ثقافة وعلما تكون أحكامه أكثر صوابا وموضوعية؟ إذا كان الأمر كذلك فلابد أن صحة الــ 45% الذين قالوا "لا" تفوق صحة الــ 55% الذين قالوا "نعم" للدستور. ونظراً لأن ذلك لا يمكن أن يؤدي إلى الحجر على رأي كل أفراد الشعب، فإننا على الأقل يجب ألا نمرر الدستور إلا إذا وافق عليه 75% على الأقل من الناخبين، وهذا ما حجر عليه الدستور نفسه في المادة 225 التي تنص على العمل بالدستور من تاريخ إعلان موافقة الشعب عليه في الاستفتاء، وذلك بأغلبية عدد الأصوات الصحيحة للمشاركين في الاستفتاء.

5.  الدستور مليء بمواد ترسخ تمكين تيار الإسلام السياسي لدرجة لا يمكن حصرها في هذا المقال. وهذا تصميم على أخونة الدولة في المرحلة القادمة إلى أن يعدل هذا الدستور. وهذا أمر واضح ويتمشى مع سياسة الحكم بالعافية الذي تمارسه جماعة الإخوان المستسلفين منذ صعودهم المرتبك لحكم مصر. هذا الدستور يعطي الفرصة لمزيد من الانقسام الطائفي والصراع الاجتماعي والسياسي ولا يوفر التربة الصالحة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي قامت من أجلها ثورة مصر الينايرية الحبيبة التي لن تموت أبدا.

6.  إذا كان الحاكمون الحاليون مخلصين حقا، محسنين حقا، عادلين حقا، فلماذا يصممون في هذا الدستور أن يكمل الرئيس مدة رئاسته الحالية (مادة 226)، خاصة وأن الأوضاع الحالية هي نتيجة لمرحلة انتقالية ظالمة عشوائية. لماذا لا يعطي الرئيس مرسي الفرصة للشعب يختار أهم شخصية في مصر وهي رئيس الجمهورية، خاصة وأنه يعلم أنه لا ينال شعبية كبيرة. حقيقةً لو فعل ذلك الدكتور مرسي فإنه يفعل خيرا بمصر، ويفعل خيرا لنفسه لو كان عملا لوجه الله يرجو به الجنة.

قلت لا في المرحلة الأولى وكانت النتيجة غير سارة بالنسبة لي، ولكن أدعو بقية المصريين بضرورة التصويت بــ "لا" حتى ولو استمروا واقفين في الصف 4 ساعات كما حدث مع كثير ممن أعلمهم. وأخيرا، لا تقولوا "الصندوق هو الحكم"، فإننا للأسف نعلم ذلك، والأمر لله، وقد يفاجئنا الشعب المصري هذه المرة.

المصدر: دكتور محمد نبيل جامع

ساحة النقاش

أ.د. محمد نبيل جامع

mngamie
وداعا للتنبلة ومرحبا بمصر الحرة: يهدف هذا الموقع إلى المساهمة في التوعية الإنسانية والتنمية البشرية، وإن كان يهتم في هذه المرحلة بالذات بالتنمية السياسية والثقافية والإعلامية نظرا لما تمر به مصر الآن من تحول عظيم بعد الثورة الينايريةا المستنيرة، وبعد زوال أكبر عقبة أمام تقدم مصر الحبيبة، ألا وهو الاستبداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

100,677