أدى التوسع المتزايد للشبكة العنكبوتية إلى انخراط ملايين الأطفال في الاستفادة من خدماته لاكتساب المعارف، لكن الأمر لم يخل من انعكاسات سلبية عليهم سواء على المستوى الفكري أو الثقافي.

ولهذا الغرض تعالت الأصوات المنادية بإحداث ضوابط لاستخدامه من قبل الأطفال.

وتأسست لهذا الغرض جمعيات متخصصة، واضطرت العديد من الشركات لتضمين برامجها ما يمكن أن يقي مخاطر الإنترنت.

فضاء مراقب
وفي هذا الإطار طالب المتخصص في العلوم د. نافذ حرب عبر الجزيرة نت الحكومات بأن تأخذ دورها في ضبط سلبيات الإنترنت، خصوصا الأماكن العامة حيث يتاح للطفل التمتع بهذه التقنية كالآخرين.

وشدد على ضرورة أن تقدم له تلك الخدمة في فضاء منضبط ومراقب، وأن تتركز في مراكز ثقافية عامة مسموح بها، معربا في الوقت نفسه عن اعتراضه على إيصال الشركات مختلف البرامج بكل الأشكال إلى المستهلك بغية تحقيق الربح التجاري.

مسؤولية جماعية
ومن جهته أوضح مدير الحماية الفكرية بإحدى شركات المعلومات للجزيرة نت أن "مسؤولية مخاطر الإنترنت تقع على عاتق الشركات والأهل والمؤسسات التربوية".

وذكر علي الحركة أن شركات برامج المعلومات تتحمل مسؤوليتها بطريقتين الأولى إرشادية تثقيفية: بمحاضرات وندوات وأنشطة تساعد على الاستخدام المسؤول للإنترنت.

وقال عن الطريقة الثانية إنها تقنية حيث تطور أدوات تساعد الأهل على تجنب المشاكل، موضحا أن معظمها مجانية وهي من ضمن البرامج التي تزود بها أجهزة الحاسوب.

وأضاف "في الولايات المتحدة هناك برامج من نوع الإنذار للأهل يسألون بواسطته السماح بإجابة ابنهم على عنوان إلكتروني أو بإجراء دردشة، وبذلك يمكن للأهل أن يختاروا مع من يمكن لابنهم التواصل وما هي تصرفاته، ويطبق الأمر عينه في استخدام الإنترنت".

جمعيات مهتمة
وبدأت تظهر جمعيات في لبنان تواجه مشكلة الاستخدام السيئ للإنترنت وتعمل على ترشيد استخدامه، ومنها جمعية تفكير جماعي التي تأسست عام 2007.

وتحدث نائب رئيس الجمعية للجزيرة نت عن وجود هوة رقمية بين الأهل الذين وصفهم بالمغتربين بعالم الإنترنت، والطفل كمواطن مقيم فيه، مما يحتم على الأهل تلقف معرفة الإنترنت لكي يعرفوا كيف يتعاملون مع أولادهم.

وحذّر أكرم كرامي الأهل الذين يجدون في انغماس أبنائهم الطويل بهذه التقنية مجالا يريحهم من متابعة متاعب الأبناء، قائلا إن "إغفال الأمور خطر ويمكن للأهل استخدام طرقهم التقليدية في التربية، وتوعية أبنائهم، ومراقبة أعمالهم، ووضع أجهزة الحواسيب في أماكن غير مغلقة بالمنزل".

وذكر أن الإحصائيات تشير إلى أن 87% من الأطفال بالعالم بين أعمار 12 و 17 سنة يتصفحون الإنترنت، مضيفا أنه رغم المخاطر التي يحملها لكنه مجال هام جدا للدراسة والأبحاث وتطوير القدرات المعرفية على الإبداع.

وكان مركز الصفدي الثقافي بطرابلس أقام ندوة بهذا الخصوص، جرت خلالها نقاشات حول الاستخدام السليم للأنترنت، مع وسائل توضيحية حيث يفتح مركزه أمام العامة لخدمة الإنترنت المجانية المراقبة.


المصدر: الجزيرة
mkhaled

أدع من أستطعت فوالله لأن يهدى الله بك رجل واحد خير لك من حمر النعم

  • Currently 145/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
45 تصويتات / 735 مشاهدة
نشرت فى 14 سبتمبر 2010 بواسطة mkhaled

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

492,037