م/مــصــطــفي هــاشـم

مـــوســوعــة الــمـسـتـقـبل

وسائل تعليمية أم تكنولوجيا تعليم
نعانى في عالمنا العربي وفي مجال التربية بالتحديد معاناة شديدة في ما يتعلق بالتخبط الواضح نتيجة عدم التحديد الدقيق لمعاني العديد من المصطلحات التربوية والتعليمية فكثيراً ما تختلف المعاني للمصطلح الواحد كما تستخدم مصطلحات مختلفة المعاني على نحو مترادف 
ومن هذه المصطلحات مصطلح ( تكنولوجيا التعليم هذا المصطلح التي تباينة حوله المعاني وتداخلت والتبست معه مصطلحات أخرى عديدة من مثل الوسائل التعليمية، ووسائل الإيضاح، والوسائط التعليمية، وتكنولوجيا التربية، والوسائل المعينة إلى غير ذلك من المصطلحات التي تستخدم كمرادفات لمصطلح تكنولوجيا التعليم، على الرغم من اختلاف دلالات ومعاني كثير منها 
وهذه الإشكالية لا تزال قائمة منذ ظهور هذا المصطلح وحتى وقتنا هذا على الرغم من تنامي هذا المصطلح وتطوره إلى الحد الذي جعله يستقل عن مجال المناهج وطرق التدريس ليصبح مجالاً قائماً بذاته 
فلا تكاد تتصفح مرجعاً من مراجع التربية إلا وتجد اختلافاً في المصطلحات وتباين في المعاني وخلطاً في المفاهيم في أحيان كثيرة مما يجعلك كقارئ تقف أمام هذه الاختلافات مذهولاً وحائراً 
وهذا ما يدعونا هنا إلى فض الاشتباك بين مفهوم تكنولوجيا التعليم، وغيره من المصطلحات التي تتداخل معه0ومن أجل الوصول إلى ذلك لا بد من تعريف كل مصطلح من هذه المصطلحات لبيان مدى ارتباط مصطلح تكنولوجيا التعليم بتلك المصطلحات وسنحاول أن نستقي تلك التعريفات من مصادرها الموثوقة من أصحاب الاختصاص
أولاً: مفهوم تكنولوجيا التعليم Instructional Technology
هذا المصطلح هو مصطلح معرب ب ( تقنيات التعليم ) وقد ظهر هذا المصطلح تقريباً في النصف الأخير من القرن العشرين مواكباً للثورة التكنولوجية العارمة التي شملت كافة نظم الحياة الإنسانية على كوكب الأرض ولكي يتضح لنا مفهوم التكنولوجيا لا بد من تعريف مصطلح التكنولوجيا بشكل عام 
وكلمة تكنولوجيا في الأصل كلمة يونانية مشتقة من كلمتين: 
المقطع الأول ( تكنو Techno ) بمعنى حرفه أو صنعة 
والمقطع الثاني ( لوجي Logy ) بمعنى فن أو علم 
ومن هنا يتضح لنا ان معنى هذه الكلمة المركبة هو فن الحرفة أو علم الحرفة أو فن الصنعة 
ويتضح لنا من هذا المعنى أن كلمة تكنولوجيا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالعلم التطبيقي التقني يدل على ذلك أصل الكلمة في اللغة الإنجليزية ( Technique) بمعنى تقانة أو تقنية 
وعلى ضوء هذا التعريف العام للتكنولوجيا يمكن تعريف تكنولوجيا التعليم بأنها : 
(( تطبيق نظمي لمبادئ ونظريات التعليم عملياً في الواقع الفعلي لميدان التعليم ))

ثانياً: التكنولوجيا في التعليم Technology in Instruction
ويشير هذا المصطلح إلى ( استخدام التطبيقات التكنولوجية والاستفادة منها ، في إدارة وتنظيم العملية التعليمية بأى مؤسسة تعليمية ) فاستخدام الحاسب الآلي مثلاً لعمل قواعد بيانات الطلاب والعاملين بالمؤسسة التعليمية أو لتنظيم الجدول إلى غير ذلك يطلق عليه التكنولوجيا في التعليم ومن هنا يتضح الفرق بين المصطلحين
ثالثاً : تكنولوجيا التربية : Educational Technology 
وتكنولوجيا التربية مفهوم مركب يشترك فيه العنصر البشري بأفكاره وأساليبه مع الأجهزة والأدوات والمواد بإمكانياتها للعمل على تحليل القضايا والمشكلات المتصلة بجميع جوانب النمو الإنساني واقتراح الحلول المناسبة لها والعمل على تنفيذ تلك الحلول ، وتقويم نتائجها ، وإدارة جميع العمليات المتعلقة بها 
وعلى هذا الأساس فتكنولوجيا التعليم تعد جزءاً من تكنولوجيا التربية وبعداً واحداً من أبعادها 
وعلى هذا فإن الاختلاف بين المفهومين هو في درجة العمومية والخصوصية فتكنولوجيا التربية أعم من تكنولوجيا التعليم
رابعاً : الوسائل التعليمية Instructional Aids
وهذا المصطلح من أكثر المصطلحات تداخلاً مع مصطلح تكنولوجيا التعليم 
والوسائل التعليمية قد تمثل خطوة سابقة ومرحلة تطورية أدت إلى ظهور تكنولوجيا التعليم 
وقد تطور مفهوم الوسائل التعليمية بتطور الحواس التي تخاطبها هذه الوسائل فكانت الوسائل البصرية ثم كانت الوسائل السمعية ثم الوسائل السمع بصرية ثم الوسائل التعليمية التي تخاطب أكثر من حاسة 
ونوجز هنا تعريفاً للوسائل التعليمية يقول(( بأنها الأجهزة والأدوات والمواد التعليمية التي يستخدمها المعلم داخل حجرة الدراسة لتيسر له نقل الخبرات التعليمية إلى المتعلم بسهولة ووضوح ))
ومن هنا نخلص إلى أن الوسائل التعليمية تمثل جزءاً من منظومة تكنولوجيا التعليم واحد عناصرها

mhae2016

م/مصطفي هاشم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 6671 مشاهدة
نشرت فى 26 إبريل 2012 بواسطة mhae2016

م/مصطفى هاشم

mhae2016
خريج بكالوريوس مكتبات وتكنولوجيا التعليم كلية التربية »

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

430,174

تحت رعاية م/مصطفى هاشم

رأيت العلم صاحبه كريمٌ......ولو ولدته آباءُ لئِـامُ
وليس يزال يرفعه إلى أن......يُعظم أمره القوم الكرامُ
ويتبعونه في كل حالٍ......كراعي الضأن تتبعه السوام
فلولا العلم ماسعدت رجال......ولاعُرِف الحلال ولا الحرامُ