عام مضى على تفجير مقهى اركانة بمراكش الحمراء ,حيث ضرب الارهاب الاعمى بقلب ساحة جامع الفنا مخلفا 17 ضحية مغاربة واجانب لا ذنب لهم الا تواجدهم في وقت غير مناسب بمكان قادهم اليه قدرهم المحتوم ,فجاء الانفجارفي غفلة من الجميع ليعيد للاذهان بان الارهاب ملة ولادين له وانه عمل جبان يستبيح دماء الابرياء ,فباي ذنب يقتلون ؟. وهم الذين شدوا الرحال ا لى مراكش للسياحة ,وقد نهلوا من كتب التاريخ صفحات عن بطولات المؤسس يوسف بن تاشفين ,وصيت هذه المدينة التي كان المغرب يحمل اسمها ,وليس من الصدف ان تصنف ساحة جامع الفنا كتراث انساني عالمي من طرف منظمة اليونسكو الدولية ,فالتراث الشفهي الذي ترمز اليه هذه الساحة يمثل صلة الوصل بين الثقافات ودعامة للتسامح والتعايش الذي ترسخ عبر الزمان ,وزادته طيبوبة المراكشيين نكهة خاصة ,كيف لا وهم اصحاب روح مرحة تطبعها البهجة والانشراح ,ولاتخلو جلساتهم من النكتة والدعابة حتى يخال الزائر بانه في مسرح في الهواء الطلق ,ونظرا للجو الحار الذي لا توازيه الاحرارة اللقاء باهل مراكش في سمرهم الليلي اوفي نزهاتهم بحدائق المنارة وغيرها ,حين يتحول ليلهم الى نهارهم .
لكن الة الاجرام كانت تخطط بليل لتحويل العرس البهجاوي الى ماتم ,وكان لها ذلك في زحمة الاحداث وبزوغ الربيع العربي الذي فجر ينبوع الامل بغد مشرق خاليا من الظلم والاستبداد , ومستقبل واعد تصان فيه حقوق المواطن وكرامته .
فهاهو العثماني وعصابته باسفي يجتهدون لخلق الحدث ,فبعد لقاءات سرية وتداريب ميدانية وتشبع بافكار هدامة وباديولوجيا سفك الدماء ,مستعينين بالتطور التكنولوجي وبالشبكة العنكبوتية لصنع وسيلة للقتل والتدمير عن بعد بدون تفجير الذات كما جرى في العمليات الاجرامية السابقة بالدار البيضاء ,وبعد تجميع المواد اللازمة واجراء التجارب ,قررهؤلاء وضع مخطهم الدموي في طور التنفيذ ,اعطاء الضوء الاخضر لزعيمهم لتطبيقه على ارض الواقع.

,فتجند الفاعل الرئيسي للسفر الى مراكش حاملا حقيبته على ظهره ومن اجل التمويه وضع شعرا مستعارا وحمل قيثارة من الحجم الكبير ليبدو كسائح بوهيمي قاصدا مقهى اركانة التي كانت له سابقة معرفة بها وبنوعية روادها خاصة من فئة الاجانب ,متعمدا ان تكون الخسائر البشرية كبيرة ,ولم يكن ليشعر باي ذنب طالما انه خضع لغسل للدماغ جعله يفقد ادميته ويتصرف كوحش اوروبو متحرك ,لاضمير يؤنبه ولاوازع ديني يمنعه من قتل النفس التي حرم الله الا بالحق ,وهو الذي اصبح لايدين الا بلغة العنف والارهاب .وبعد جلوسه بالمقهى واحتساء مشروبه المفضل ,غادر المكان تاركا قنبلته الموقوتة في حقيبة لاتثير الشبهات موهما النادل بالعودة بعد قضاء غرض ما .وكان له ما اراد اذ بمجرد ابتعاده وشعوره بانه في مامن ضغط على الزر ليحدث الانفجار بمقهى اركانة والذي تناقلت اخباره بسرعة وسائل الاعلام الوطنية والدولية ليعم الخبر كافة ارجاء المعمور ,وتتعالى صيحات التنديد والشجب وطنيا ودوليا ,وهرعت مختلف الاجهزة الامنية لعين المكان لانقاذ ما يمكن انقاذه وتطويق مسرح الجريمة النكراء للقيام بالتحريات اللازمة في مثل هاته الحالات وسط حيرة واندهاش ساكنة مراكش التي لم تكن تتصور بان يحدث ماخدث بالحاضرة المراكشية الهادئة والمسالمة .
وكان لزيارة عاهل البلاد وقعا كبيرا في تهدئة النفوس واقناعها بان العدالة ستاخذ مسارها للاقتصاص من الجناة بدون هوادة او تاخير ,ولم يطل الانتظار ليتحقق ذلك فقد تظافرة جهود الاجهزة الامنية المختصة التي عملت بتفان ونكران للذات لتتوصل في ظرف قياسي لمخططي ومرتكبي هذاالعمل الاجرامي الدنيء واعتقالهم ,وبالتالي اعادة تشخيص طريقة تنفيذ الجريمة ,وانجاز المساطر القانونية واحالة الجناة على العدالة ,الذين توبعوا في اطار قانون الارهاب امام محكمة الجنايات بالرباط ,وقد شهدت جلسات المحاكمة حضور اقارب الضحايا مغاربة واجانب وحضيت بتغطية اعلامية وازنة .وكان الحكم في مستوى الافعال الوحشية المرتكبة .
واليوم يحيي المغرب الذكرى الاولى لهدا الحدث الاليم باقامة نصب تذكاري بعين المكان ,ويستمع الحاضرون لرسالة ملكية سامية تدين الارهاب وتترحم على ارواح الضحايا ,وتتناول خطب الشخصيات المختلفة عبارات التضامن والمواساة وتصميم العزم على مكافحة الارهاب بكافة اشكاله عملا بتعاليم الدين الاسلامي الذي يحض على التسامح ونبذ التعصب والعنف حتى لا تتكررامثال جريمة مقهى اركانة اللاانسانية واللااخلاقية واللادينية ,فلا نامت اعين الجبناء. .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 77 مشاهدة
نشرت فى 29 إبريل 2012 بواسطة mesbah56

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

14,730