تشير العديد من الدراسات إلي تعرض فئة المعاقين بوجه عام والمعاقين عقلياً بوجه خاص إلي أنماط مختلفة من الإيذاء البدني والنفسي، وتشير كذلك إلي أن أسباب تعرض هذه الفئة للإيذاء إما تتعلق بخصائص الأسرة أو الطفل أو بكليهما معاً , وهى كالتالي :
- الخصائص الأسرية المؤدية إلى إيقاع العنف البدني والنفسي على الإبن المعاق عقلياً :-
توجد بعض العوامل الاجتماعية والثقافية المرتبطة بالأسرة تؤدي إلى تعرض الابن المعاق للإيذاء البدني لعل أهمها: انخفاض المستوي الاجتماعي للأسرة , العزلة الاجتماعية أو انسحاب الأسرة من التفاعل الاجتماعي والذي يميل إلي الزيادة بتقدم عمر الطفل ، النظرة الغير واقعية لمستقبل الابن، نظرة المجتمع السلبية للإعاقة وللمعاق ، المعتقدات الثقافية المرتبطة بالإعاقة العقلية والتي غالباً ما تؤدي إلي ارتباط الإعاقة العقلية بمفهوم الوصمة الاجتماعية ، انخفاض مستوي الدعم الاجتماعي داخل وخارج الأسرة مما يسبب ضغوطاً ومشكلات وتوترات زائدة تقع على عاتق الأسرة (10 ).

كذلك يتأثر احتمال تعرض الطفل للإساءة بسبب تعرض الأبوين أو احدهما لإساءة المعاملة في مرحلة الطفولة أو مشاهدتهم للعنف الأسرى , ونعني بها أن يكون الآباء قد تعرضوا هم أنفسهم إلي العنف والإساءة فى طفولتهم مما يجعلهم أكثر ميلاً واستعداداً إلي إسقاط تجاربهم السلبية على أطفالهم وبوجه خاص آباء الأطفال المعاقين عقلياً( 11) ، كما يؤثر انخفاض المستوي الاقتصادي الاجتماعي للأسرة مثل البطالة ، الفقر ، العزلة الاجتماعية بصورة مباشرة أو غير مباشرة علي حدوث إساءة معاملة الأطفال من خلال تأثيرها السلبي علي الصحة النفسية للآباء ، كذلك تزيد بعض خصائص الطفل مثل ( النوع ، العمر ) من احتمال التعرض لإساءة المعاملة بل وتكرار التعرض لها, فصغار الأطفال والإناث ذوي الحالات المزاجية أو المشكلات السلوكية أكثر عرضة لإساءة المعاملة والإهمال( 12) , كما أن الوضع الاجتماعي للأسرة ونعني بها حدة المشاكل والخلافات الأسرية بين الزوجين يؤدي لزيادة الضغط والتوتر داخل المنزل مما قد يؤدي إلي إيجاد مواقف انفعالية وتوترات تدفع الآباء إلي تفريغ شحنات الغضب فى أبنائهم وبالتالي وقوعهم فى دائرة الإيذاء والعنف البدني، وإذا كان هذا الأمر يتم مع الأطفال الأصحاء الأسوياء فإنه من المتوقع أن تزيد احتمالية إيقاع الإساءة البدنية على الطفل المعاق عقلياً لا سيما وأن كلا من الأبوين يحمل الآخر المسئولية عن الإعاقة الخاصة بالطفل (13 ).
- الخصائص العقلية والسلوكية للمعاق المؤدية لإيقاع الإساءة البدنية عليه :-
توجد بعض الخصائص العقلية للطفل المعاق عقليا تعتبر من العوامل المسئولة عن إيقاع الإساءة البدنية والنفسية على الطفل المعاق , فقد أثبتت العديد من الأبحاث النفسية والتربوية أن المعاقين عقلياً يتعرضون للإساءة أكثر من غيرهم من الأطفال لوجود عدة عوامل تساعد على تعرض هذه الفئة للإساءة ومنها:-
إن المعاقين عقلياً أقل قدرة على الدفاع عن أنفسهم مادياً , كما أنهم أقل قدرة على تفسير حقيقة الإساءة, إن هذه الفئة غير قادرة على التفرقة بين الاتصال المادي المناسب وغير المناسب سواء نفسي أو جنسي, إن هذه الفئة أكثر اعتماداً على الآخرين للمساعدة أو الرعاية ولذلك يكونوا أكثر ثقة فى الآخرين وتكون ترجمتهم للاعتماد والثقة هو الخضوع والاستجابة(14 ).
وتشير دراسة أخرى إلي أن هناك العديد من السلوكيات الخاصة بالأطفال المعاقين ذهنياً الذين تعرضوا لإيقاع الإساءة البدنية عليهم، ففي دراسة للباحثة " لينة أبو شريف 1991"، لعينة من الأطفال المعاقين ذهنياً الملتحقين بمدارس التربية الفكرية فى عمان توصلت إلي أنه من أكثر السلوكيات غير التكيفية ارتباطاً بالإساءة البدنية للأطفال المعاقين ذهنياً هي النشاط الزائد, الانسحاب, العـدوان, القلق والخوف, التردد والسلبية, الفوضى والتخريب, العادات الشاذة والسلوك النمطي( 15).

المصدر: د. سماح محمد لطفي محمد عبد اللطيف http://www.alta7di.com/vb/showthread.php?t=848
  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 577 مشاهدة

ساحة النقاش

موسوعة الإعاقة الذهنية

mentaldisability
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

430,165