السيناريو المتكرر دائما – مع كل مولد يولد بإعاقة أو مع كل إعاقة تنتج في السنوات الأولى من الولادة .
الأهل في تصورهم أن الإعاقة مرض مثل أي مرض أخر , وأن التأهيل بكل فروعه وكأنه دواء يعطى للمريض ويشفى بعد مدة قصيرة .
و بالرغم من ترنح المعالج بين الصراحة تارة وبين إعطاء الأمل تاره أخرى – إلا أن طول مدة العلاج وبطىء التحسن تضعه تحت خط إتهام و تقصير في كثير من الأحيان – إلى أن يصبح الأمر مفهوما عند الأهل وتبدأ العلاقه بينهما تنمو تدريجيا .
لكن العلاقة في مجتمعاتنا علاقة معطي وهو المعلاج ومتلقي وهو الطفل والأهل هم شاهد ليس أكثر على مايجرى وخط مسند في بعض الأحيان . وهذا ما يؤدي إلى تراجع الحالة أو ثباتها أو على الأكثر بطىء تقدمها .
وحتى نوضح الصوره أكثر
لو افترضنا أن هذا الطفل كرة يتلقفها فردان وهما المعالج والأهل يجب أن يكون الطرفان على أهبه الاستعداد حتى لا تقع الكرة على الأرض ولو أن أحداً من الطرفين وضع يديه جانباً فإن الكرة ستقع على الأرض وتفشل اللعبة.
ولو افترضنا أن أحد الطرفين في اللعبة كان أقرب للكرة أو أحدهما أقوى من الآخر فلن تستمر اللعبة لفترة طويلة – لذا حتى تستمر اللعبة يجب أن يتساوى الطرفان في المسافة والإنتباه وقوة السيطرة .
هذا ما يحب أن يحدث تماماً بين المعالج والأهل حتى نحصل على أحسن نتيجة مع الطفل يجب أن يتفاعلا تفاعلاً متساوياً في مقار العمل مع الطفل والتفاهم معه والقرب منه وتفهم حالته .
لكن يجب أن لا نغفل عاملين مهمين
أن المعالج هو صاحب العلم والمعلومة وصاحب الخبرة العملية الأكبر لذا فعليه أن يكون معلماً جيداً , لكن الأهل هم الأقرب إلى الطفل وهم الأعلم بما يحب وما يكره وما يعاني منه من نقاط ضعف , لذا على المعالج أن يوضح ما هي نقاط التي سوف يحتاجها الطفل حتى يتحسن , وعلى الأهل أن يعطو المعالج ما يحبه الطفل من نشاطات وألعاب ,حتى ينتج عن هذا التفاعل تمرين أو حركة أو لعبة تحسن حالة الطفل
فمثلا : المعالج الطبيعي يرى أن الطفل يعاني من مشكله في التوازن خلال الوقوف , والأم تدرك أن ابنها يحب الرسم , لذا فالمعالج وعلى ضوء ما يحب الطفل ينصح الأم بأن تعلق لوحته على الحائط ويرسم وهو واقف على قدميه بوضعيه صحيحه يحددها المعالج .
هنا نكون قد ربحنا حب الطفل للعلاج الذي لا نغفل أنه طويل الأمد وممل إذا كان بدون هدف , ورفعنا عن الأهل التذمر المتكرر من أنه لا يوجد وقت كافي للتعامل مع الطفل وأن الطفل يرفض عمل التمارين في البيت .
ربما يقول الكثير منا يرى أن الموضوع ليس بهذه السهولة سواء على الأهل أو على المعالج ,لكنه ببساطه هو الأسهل وهو الواجب علينا
فلو تعاملنا مع الموضوع كأي مرض أخر
فشرح المعالج لكل ما يقوم به للأهل وإعطائهم اقتراحات لعملها للطفل يساوي شرح الطبيب لطريقه تعاطي الدواء وأوقاته
وتعاون الأهل يساوي اتباعهم لتعليمات شرب الدواء .
فهل إذا ما قال الطبيب للأم أن ابنك سوف يشفى إذا شرب هذا الدواء 3مرات في اليوم لمده إسبوع , سوف تقصر الأم في ذلك وترفع عنه الدواء ؟
الموضوع بالنهايه يتلخص بأن يسمع الأهل تعليمات المعالج لأنهم هم الذين يملكون الوقت الأكبر ونصيب المحبة الأكبر عند الطفل, , وأن يراعي المعالج إنشغال الأهل وتعبهم وإعطائهم تعلميات وظيفية خفيفة الظل على الأهل ويمكن تطبيقها بدون تعقيد ومتناسبة مع ما يمتلكون في بيئتهم
ساحة النقاش