من أجلك

خدمة وتنمية المرأة والأسرة العربية .

كتبت: الداعية ألفت مهنا

قال العلماء أن معني  لا إله إلا الله أنه لا معبود بحق إلا الله، وهذا فيض من علوم لا إله إلا الله لا يختلف فيه مسلم ولكن هل كل من قالها  حقق مقتضياتها من ترك عبادة كل ما سوى الله؟؟ وحيث أننا قد علمنا أن الله قد جعل لكل منا مقام فيستحيل أن يستوى أصحاب المقامات المختلفة في فهم لا اله إلا الله أو في تحقيقها ولهذا ولكى يعرف كل منا مقامه منها سوف نتدارس معني العبودية أولا.

العبودية صرف غاية الحب مع غاية الطاعة للمعبود، فمن أحب ولم يطع فهو منافق مدع للحب فإن المحب لمن يحب مطيع، ومن أطاع ولم يحب فهو أجير يعمل من أجل الأجر أو خوفا من العقاب وليس عبدا. وحيث إنه من المتفق عليه أن المقامات الرئيسية في ديننا هي الإسلام والإيمان والإحسان، فالمسلم من قال لا إله إلا الله وقام بأعمال الجوارح من أوامر الله إفعل ولا تفعل، ولكنه يفعل ذلك إما رجاء للأجر أو خوفا من العقاب،  بل منهم من يرجو الأجر في الدنيا، ومنهم من يرجو الأجر في الآخرة مصداقا لقوله تعالي :

{ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ  }

وهذا لا يخرج عن دائرة الإسلام ولكنه في أول المقامات ولو حافظ علي ذلك نجا مصدقا لقول سيدنا رسول الله  في الحديث: "أن أعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثائر الرأس، فقال: يا رسول الله، أخبرني ماذا فرض الله علي من الصلاة، فقال: الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئا. فقال: أخبرني ما فرض الله علي من الصيام، فقال: شهر رمضان إلا أن تطوع شيئا. فقال: أخبرني بما فرض الله علي من الزكاة، فقال: فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم شرائع الإسلام، قال: والذي أكرمك، لا أتطوع شيئا، ولا أنقص مما فرض الله علي شيئا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلح إن صدق، أو: دخل الجنة إن صدق."  فقد شهد له سيدنا رسول الله بالفلاح  مع كونه لا يتطوع شيئا.

ومقام أخر يخبرنا عنه سيدنا رسول الله وهو، "أنه قال يوما من الأيام: من قال لا إله إلا الله وجبت له الجنة. فاستأذنه معاذ ليخرج بها إلى الناس فيبشرهم، فأذن له فخرج فرحا مستعجلا، فلقيه عمر فقال: ما شأنك؟ فأخبره، قال له عمر: كما أنت، لا تعجل، ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله أنت أفضل الناس رأيا إن الناس إذا سمعوا بها إتكلوا عليها فلم يعملوا. قال: فرده، فرد."

ومع أن مقام لا إله إلا الله هو أول طريق الخلاص من الكفر إلا إنه ليس النهاية، فإذا كان المسلم يعمل من منطلق الخوف من العقاب أو الرجاء في الثواب في الدنيا أو الآخرة فإن هذا مقام الأجير الذي أخبر عنه سيد الخلق في الحديث: "إذا كان ليلة القدر نزل جبريل عليه السلام، في كبكبة من الملائكة يصلون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله، فإذا كان يوم عيدهم _ يعني يوم فطرهم _ باهى بهم ملائكته، قال: يا ملائكتي ما جزاء أجير وفى عمل؟ قالوا: ربنا جزاؤه أن يوفى أجره، قال: ملائكتي عبيدي وإمائي قضوا فريضتي عليهم، ثم خرجوا يعجون إلي بالدعاء، وعزتي وجلالي وكرمي وعلوي وإرتفاع مكاني لأجيبنهم، فيقول: إرجعوا فقد غفرت لكم، وبدلت سيئاتكم حسنات، قال: فيرجعون مغفورا لهم.

اللهم إن كان هذا جزاء مقام المسلم الأجير، فما جزاء  المؤمن المحب؟؟

هذا ما سنحاول أن نتعرف عليه في المقال القادم إن شاء الله.

اللهم ارزقنا أعلي المقامات بجاه لا إله إلا الله وبحق لا إله إلا الله وبحق وجاه من أرسلته بأسرار لا إله إلا الله وعلمته أنوار لا إله إلا الله عليه الصلاة و السلام، آمين أمين آمين. 

المصدر: الداعية ألفت مهنا - مجلة من أجلك

ساحة النقاش

من أجلك

menaglec
من أجل تنمية المرأة والأسرة العربية ومشاركتها اهتماماتها المختلفة. »

ابحث

تسجيل الدخول