الايام تمر ... الاحداث تتلاحق ... أعتصامات فئوية ..تظاهرات سياسية ... اشتباكات ... كر وفر ... قتلى وجرحى ... دماء تسيل تروى الارض الطاهرة ... اتهامات متبادلة .... هدوء نسبى .... تجدد الاعتصامات ... حكومة تسقط ... حكومة تعتلى ... اقتصاد ينهار ... نظرية المؤامرة تسيطر على الجميع .... كلنا نعشق مصر ... كلنا فى نظر كلنا .. خونة .... توجس وريبة من الجميع للجميع .... ويبرز سؤال هـــــــام وصريح .....
ومــــاذا بعـــــــد ...؟
منذ ان استيقظت مصر من ثباتها الذى دام اكتر من اربعين عاما هى مدة حكم السادات ومبارك لمصر ، فترة طويلة تم خلالها استنزاف موارد مصر المحروسة على يد حفنة من اللصوص العباقرة فى تقنين الباطل وتسييد الزائف وتدمير الشامخ وطمس الهوية بالطرق المقننة عن طريق مجالس نيابية مزيفة ومزورة على مر العقود الاربعة الماضية .
منذ قيام شباب مصر الواعد الجرئ بثورته الشبابية المنظمة الواعية الصامدة ، والتى ناصرها الشعب المصرى بجميع طوائفه المهمشة من قبل النخبة التى تدعى انها نخبة مثقفة وحكيمة وواعية وقادرة على تسيير أمور الوطن ، بل وقادرة على الحكم وتقلد مقاليد السلطة والتصرف فى مقدرات الوطن .
لم يدر بخلد اى من السادة الافاضل ، المناضلين خلف ميكروفونات الفضائيات والمنظرين لكافة نظريات التيارات الدينية والعلمانية والليبرالية وارأسمالية والاشتراكية .
لم يدر بخلد أى من هؤلاء ، أن الشعب المصرى بكل طوائفة .. شعب له مقومات خاصة جدا ... شعب له شخصية غريبة على خلاف شعوب الارض جميعا ... فهو يهدأ عندما يظن الجميع انه سيثور ... ويثور وقتما يعتقد البشر جميعا انه فى ثبات عميق وغير قادر على الحراك .... !!
طبيعة غريبة لشعب أصيل ... يصبح كالبركان الثائر ويصبح كالموج الهادر فى لحظات لايتوقعها البشر ، ولا يمكن لقوة على وجه البسيطة مجابهة هذا الشعب عند ثورته ولا الوقوف امامه قبل ان يصل الى غايتة .
لقد انطلق المارد بعد غفوته وقام شباب مصر بثورته والاهداف واضحة والمارد متربص بمن يحاولون الالتفاف على ثورته وحصد نتاج وقفته .
الشباب واعى وواعد ... والمستقبل لهذا الشباب ... والشباب قابض على ناصية الامور .... ولن يتراجع عما حققه من نصر ... وقدم ويقدم الشهداء ... ويعلن بكل الوسائل .. ان مصر لن تعود الى الوراء ... والشباب لن يعود الى الوراء لانه ببساطة ينظر الى المستقبل .... وهو المستقبل ..
ما يحدث على الساحة المصرية أمر طبيعى وهو تطور طبيعى للاحداث ...
لكن ... ومــاذا بعــــد ... ؟
للحديث بقية ........
ساحة النقاش