احتدام المباحثات فى كوبنهاجن بعد أنباء عن تسريب مقترحات سرية دنماركية بشأن المناخ

كتب جمعة حمدالله وعواصم – وكالات الأنباء ١٠/ ١٢/ ٢٠٠٩
[»أ.ف.ب» نشطاء حركة السلام الأخضر يتظاهرون نياما على الأرض لإنقاذ الكوكب ]
»أ.ف.ب»
نشطاء حركة السلام الأخضر يتظاهرون نياما على الأرض لإنقاذ الكوكب

شهدت كواليس مؤتمر المناخ فى العاصمة الدنماركية كوبنهاجن مناقشات محتدمة أمس مع بدء بحث وفود الدول المشاركة إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد يحل محل بروتوكول كيوتو لوقف ظاهرة الاحتباس الحرارى الذى يهدد كوكب الأرض، وسط تحذيرات من أن فشل المؤتمر سيكلف الاقتصاد العالمى ٥٠٠ مليار دولار لتخفيض درجة حرارة الأرض بمعدل درجتين.

ومما زاد من صعوبة المحادثات ما أثاره تسريب نص اقتراحات قدمته الدنمارك التى تترأس المؤتمر من غضب الدول النامية التى نددت بـ«انتهاك خطير يهدد نجاح عملية التفاوض» وفقا للمندوب السودانى لومومبا ستانيسلاس ديا بينج الذى تحدث باسم مجموعة الـ٧٧ النامية.

إلا أن دول المجموعة استبعدت الانسحاب من المؤتمر رغم تسريب نص الاقتراح وقال برونو سيلكولى مندوب مملكة ليسوتو الذى يرأس مجموعة الدول الأقل تقدما «نحن بحاجة إلى تعهدات قوية وأرقام وجدول زمنى» مشيدا بالمفاوضات التى قال إنها «صريحة وفاعلة وديناميكية»،

وفى المقابل، نفت الرئاسة الدنماركية وجود «نص دنماركى سرى» بشأن اتفاق جديد وقالت إن الأوراق التى تسربت مجرد «مسودات عمل تشكل الأساس لمشاورات غير رسمية» بحسب ما أكدت وزيرة المناخ الدنماركية كونى هيديجارد.

واستمر الجدل محتدماً بشأن قضية خبراء المناخ الذين اتهموا بالتلاعب بمعلومات بعد نشر رسائلهم الإلكترونية المقرصنة، كما لاتزال الدول الأوروبية منقسمة بشأن جدوى زيادة وعودها بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة وهو الخفض الذى قد يرتفع من ٢٠% إلى ٣٠% قبل ٢٠٢٠ مقارنة بمستويات عام ١٩٩٠ إذا تم التوصل إلى اتفاق عالمى طموح فى نهاية القمة، كما جرت مناقشات مطولة حول التمويل الذى ستقدمه الدول المتقدمة لمساعدة الدول الأكثر عرضة للتأثر بالتغير المناخى على مواجهته.

وفى الوقت نفسه، حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة نوباو تاناكا من أن أى فشل فى كوبنهاجن سيكلف الاقتصاد العالمى ٥٠٠ مليار دولار سنويا للعودة إلى هدف قصر ارتفاع درجة حرارة الأرض على درجتين مئويتين مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.

بينما قالت المنظمة الدولية للهجرة فى دراسة إن التغيرات المناخية قد تتسبب فى تشريد ما يصل إلى مليار شخص على المدى العقود الـ٤ المقبلة، وقدر تقرير المنظمة أن ٢٠ مليون شخص تشردوا العام الماضى بسبب الكوارث البيئية المفاجئة التى من المتوقع أن تتفاقم مع تزايد الاحتباس الحرارى.

وفى غضون ذلك، تم اختيار كوبنهاجن المدينة الأكثر «خضارا» من بين ٣٠ مدينة أوروبية كبرى خضعت لاختبار بيئى جرى لحساب مجموعة بيئية ألمانية،

بينما قالت شبكة «فوكس نيوز» التليفزيونية الأمريكية إن كوبنهاجن تحولت إلى «كاربونهاجن» على حد تعبيرها، بعدما اندفعت إليها مئات الوفود والشخصيات المهمة المشاركة فى القمة الدولية حول التغير المناخى فى أساطيل من السيارات الفارهة المسرفة فى انبعاثات الغاز، والتى خلفت «بصمة كربونية» توازى حجم دولة صغيرة،

وأضافت إن معظم الوفود المشاركة فى القمة «لم تطأ أقدامها شوارع العاصمة الدنماركية تماما، حيث زاحمت مطار المدينة بـ١٤٠ طائرة نفاثة خاصة و١٢٠٠ سيارة ليموزين مستأجرة وبصمة كربونية بحجم بلد صغير».

أكد مساعد وزير الخارجية للعلاقات الاقتصادية والتعاون الدولى، السفير محمد العرابى، أن مصر ستطرح فى قمة «كوبنهاجن» للمناخ رؤية تتوافق مع مجمل مواقف الدول النامية ومجموعة «السبع والسبعين + الصين»، التى تركز على أن الدول النامية ليست المسؤولة عن زيادة الانبعاثات الحرارية.

وقال العرابى فى تصريحات صحفية إن الدول الصناعية هى التى تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية. وأضاف أنه طبقاً للرؤية المصرية، فإن الدول الصناعية مطالبة بتسهيل نقل التكنولوجيا الجديدة للدول النامية التى تساعد على تقليل الانبعاثات الحرارية وتقديم المساعدات المالية للدول النامية حتى تستطيع التكيف مع التكنولوجيا الجديدة المكلفة.

وأكد العرابى أن الدول النامية هى بمثابة ضحايا للسياسات التكنولوجية التى تتبعها الدول الصناعية على مدى السنوات الماضية التى أدت إلى زيادة انبعاث الغازات التى نتج عنها ظاهرة الاحتباس الحرارى التى تهدد العالم كله.
المصدر: كتب جمعة حمدالله وعواصم – وكالات الأنباء ١٠/ ١٢/ ٢٠٠٩
  • Currently 172/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
56 تصويتات / 572 مشاهدة
نشرت فى 12 ديسمبر 2009 بواسطة marsola

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,208