مراحل البحث العلمي
مراحل البحث العلمي
► مقدمة:
إن رقي الحضارات وتقدمها مبني على البحوث العلمية والاهتمام بها والعمل على مساندة الباحثين ودعمهم وتثمين جهودهم بكل الوسائل المادية والمعنوية، وتوفير البيئة البحثية والامكانات التي تمكنهم من إنتاج كل ما هو جديد ومفيد.
فالدراسات والبحوث العلمية من أهم المراجع الأساسية التي يعتمد عليها الباحثون في المجالات العلمية المختلفة سواء أكانت هذه البحوث أكاديمية أو علمية أو لأغراض الدراسات المختلفة، وتهدف البحوث العلمية الي توصل الباحث إلى إجابات على التساؤلات التي تدور في ذهنه حول موضوع أو ظاهرة أو مشكلة معينة، ويقوم بالإجابة عنها من خلال حصوله على المعلومات المطلوبة والتي يحتاجها في فهم وتفسير موضوع البحث، والتي يتم التوصل إليها وتدوينها من خلال مجموعة من القوانين والأنظمة البحثية العلمية، والتي تمكنه من القيام بالعديد من عمليات البحث، وحتى يتمكن الباحث من الحصول على النتائج الصحيحة وعرضها بشكل واضح عليه أن يتبع مجموعة من الإجراءات المرتبة والمنظمة تسمى بمراحل البحث العلمي.
وفيما يلي سوف نوضح كل مرحلة من مراحل البحث العلمي بالتفصيل:
مبدئيًا عند وضع خطة البحث:
والمقصود بخطة البحث هي التصور المسبق لأسلوب اجراء مراحل البحث العلمي من ناحية وأسلوب جمع البيانات والمعلومات ومعالجتها وتحليلها من ناحية أخرى وأيضاً أسلوب استعراض نتائج البحث بعد التنفيذ واجراء مراحل البحث كاملة.
ويقصد بها ايضاً انها التصور المستقبلي للخطوات التي سيتبعها الباحث أثناء إجراء البحث العلمي
كما وتعرف بأنها: "الخطوط العريضة التي يسترشد بها الباحث عند تنفيذ دراسته "، وتشبه بالبوصلة التي يُدرك بها السائر إلى أين يسير، ويسترشد بها في مسيرته".
وهي الأساس الذي من خلاله يتم الحكم على البحث وجدارته قبل التنفيذ.
أهمية إعداد خطة البحث:
- تساعد الباحث على تحديد الاهداف المرجوة من اجراء البحث العلمي.
- من خلالها يستطيع الباحث أن يختار أنسب وأيسر الطرق لتحقيق أهداف البحث العلمي.
- تعطي الباحث توقعات عن العقبات والمشاكل التي من الممكن مواجهتها أثناء اجراء البحث وبالتالي يستعد لها او يصرف النظر عن البحث في هذا الموضوع لأنه فوق قدراته وامكاناته المادية او الزمنية.
- تساعد وطخطة البحث لجنة المشرفين على الباحث في تقيم البحث والحكم عليه قبل تنفيذه، من حيث الاهمية والامكانات التي يحتاج اليها اجراء البحث، وقدرة الباحث على انجازه.
- تساعد المشرف على البحث على متابعة الاشراف على البحث أثناء مدة اجراء البحث.
- تعتبر خطة البحث مرجع ومرشد للباحث فترة اجرائه للبحث فهي تساعد الباحث على تحديد موقعه من خطوات البحث.
مراحل وضع خطة البحث:
أولاً الشعور بالمشكلة:
وهي المرحلة التي يشعر فيها الباحث برغبة وشغف حول تفسير ظاهرة معينو أو حل مشكلة تواجه المجتمع ويقوم خلالها بطرح التساؤلات التي يسعى الباحث للحصول على أجوبة لها اتجاه موضوع أو قضية معينة.
ثانياً تحديد المشكلة:
يقوم الباحث بتحديد القضية أو المشكلة التي تدور حولها تساؤلات الباحث وأهمية هذه المشكلة وأثرها على الواقع، ويقوم بوضع الهدف الاساسي من اجراء بحثه حول هذه القضية.
ثالثاً الدراسات السابقة:
قبل الشروع في اجراء البحث قوم الباحث بالبحث في الدراسات السابقة التي تتناول موضوع بحثه ويجب ان تكون دراسات موثوقة وحديثة، ومعرفة اين تقف هذه الدراسات حتى يكمل النقص ويوضح الغموض الذي بقيت عنده هذه الدراسات.
رابعاً صياغة الفرضيات:
وهي عبارة عن تساؤلات أو جمل خبرية قابلة للبحث يقوم الباحث بكتابتها في بداية البحث العلمي ويقوم بإثباتها أو نفيها بعد التوصل الى نتائج البحث العلمي.
خامساً اختيار منهجية البحث:
ويوضح خلالها الباحث المنهج الذي سيتبعه في اجراء البحث والاسباب التي دفعت الباحث لاختيار منهج البحث، ويمكن للباحث ان يتخذ اكثر من منهج لإجراء البحث عنما يستلزم الامر ذلك.
- يذكر الباحث خلال المنهجية المتبعة عينة الدراسة، واسلوب اختياره لعينة الدراسة.
- يتحدث الباحث خلال هذا القسم بشكل عام عن مجتمع الدراسة ويذكر مميزاته وعيوبه.
- يوضح الباحث الاسلوب الاحصائي الذي اتبعه في فحص ومعالجة البيانات.
- يُخضع الباحث النتائج التي حصل عليها الى الضوابط التقييمية ومعايير الصدق والثبات.
سادساً حدود الدراسة:
يقوم الباحث بتحديد الحدود الزمانية وهي فترة اجراء البحث العلمي، والحدود المكانية وهي المكان التي تتواجد به عينة الدراسة، والحدود البشرية وهي عينة الدراسة والحدود الموضوعية وهي ما تدور حوله فكرة البحث العلمي.
سابعاً البدء بكتابة البحث العلمي:
ويتم ذلك من خلال ما قام به من الخطوات السابقة وينتهي بالتوصل الى النتائج والحلول وتحقيق الهدف من البحث العلمي.
مراحل كتابة البحث العلمي:
1. العنوان:
يعتبر العنوان من أهم العناصر التي يجب على الباحث أن عليها، لأن عنوان البحث، حيث انه من اسس اجراء البحث وينبثق من مضمونه، ويساهم في توضيح الفكرة التي أجري من أجله البحث، ويتميز العنوان بالتوسط فلا يكون طويلا يزيد عن عشر ولا قصيراً فيكون غامض، ويجب ان يصاغ بصورة لغوية صحيحة وشيقة تدل على مشكلة البحث بعيداً عن التعقيد.
2. مقدمة البحث:
تعتبر المقدمة من أكثر عناصر البحث العلمي اهمية فهي تقع في بداية الفصل الأول من البحث العلمي، ومن خلالها يحكم القارئ على البحث اذا كان جيداً ومحلاً للقراءة ام لا، كما وتتضمن المقدمة مجموعة من المعلومات التي توضح اهمية البحث بالنسبة لتطور العلمي وأثره على المجتمع كما وتوضح مشكلة الدراسة والاسباب التي دفعت الباحث لإجراء البحث ويتم صياغة ذلك من العام الي الخاص، وتتصف المقدمة بالتوسط في الطول فلا تكون قصيرة فتكون غامضة ويصعب على القارئ معرفة ما يتضمنه البحث ولا تكون طويلة تُشعر القارئ بالملل.
3. مشكلة البحث:
يقوم الباحث بتحديد المشكلة أو الظاهرة التي سيقوم بالبحث عن الاسباب والعوامل الت أدت الى ظهور هذه الظاهرة وانتشارها، لكي يساعد القارئ على معرفة على موضوع البحث بشكل عام ويقوم الباحث بتحديد المشكلة عن طريق صياغتها على شكل سؤال أو جملة خبرية، يوضح من خلالها أثر متغير أو اكثر تابعين على المتغير المستقر وهو ما يمثل الظاهرة أو الموضوع الي يدرسه.
4. تحضير المصادر الاساسية:
وهي المصادر الموثوقة التي يستمد الباحث معلوماته من خلالها ويوثق بها البحث.
5. تنظيم الافكار:
على الباحث ان ينظم افكاره اتجاه جميع المعلومات التي حصل عليها من المصادر والمراجع ويستخدمها بشكل يظهر البحث من خلاله عالي الجودة.
6. الصياغة اللغوية وتصميم البحث:
يتميز البحث الجيد بسلاسة الافكار والمعلومات وبساطة ووضوح المصطلحات والمفردات المستخدمة، فالباحث الجيد هو الذي يوضح معلومات البحث ويشرح عينة الدراسة والادوات التي استخدمها بصورة واضحة.
7. تدوين نتائج البحث:
وهي الجزء الذي يهدف الباحث الحصول عليه، ويجب أن تكون النتائج واقعية ومنطقية، ودون الباحث اهم النتائج التي حصل عليها والتي تخص موضوع البحث والتي تدعم نظريات وفرضيات البحث التي حددها الباحث مسبقاً.
8. مناقشة النتائج:
يتوجب على الباحث أن يناقش النتائج التي حصل عليها ويفسرها بأسلوب لغوي بسيط وواضح.
9. كتابة الاقتباسات والمراجع والمصادر:
على الباحث توثيق المعلومات التي استخدمها في بحثه فعند كتابة نص من مصدر علمي يقوم الباحث بذكر هذا المصدر ويوثقه من خلال كتابة أسم المرجع واسم المؤلف بشكل مرتب.
الأمور الواجب مراعاتها عند اجراء مراحل البحث:
- أن يكون عنوان البحث متفق مع المتغيرات والفرضيات التي يحددها الباحث.
- تحديد الاهداف بشكل يخدم موضوع البحث والمتغيرات والفرضيات الخاصة بالبحث والتساؤلات التي يطرحها الباحث.
- دقة الباحث وابداعه في رسم الملاحظات بكل شفافية ووضوح للظاهرة او الموضوع قيد الدراسة، وتوضيح مصادر ومراجع البحث التي اعتمد عليها في الحصول على المعلومات.
- الباحث الجيد يبحث عن كل ما يتعلق بالمشكلة او الموضوع قيد الدراسة، ويصوغ الفرضيات بأسلوب يتفق مع متغيرات الدراسة.
- عند صياغة الفرضيات يجب ان ينتبه أي صياغتها بأسلوب يفسر مشكلة البحث واثبات صحتها من خلال القيام بعمليات التجريب.
- يقوم الباحث باختبار وتحليل فرضيات البحث باستخدام برامج احصائية خاصة بالتحليل الاحصائي، كي يتوصل الباحث الى النتائج التي يسعى للحصول عليها، والتي تبين التفسير العلمي لمشكلة البحث.
- يتأكد الباحث من النتائج التي حصل عليها من خلال راسة مطابقتها على جيع الظروف المشابهة.
أساسيات إجراء مراحل البحث العلمي الجيد:
يتخذ البحث العلمي الجيد مساراً علميا متميزا ببعض الاساسيات التي يتبعها الباحث المتميز لإعداد البحث الجيد وهي كالتالي:
- التوثيق العلمي: وهو توضيح المصادر والمراجع التي اعتمدها الباحث في الحصول على معلومات موضوع البحث، ويتميز البحث الجيد بمصادر قوية وموثوقة وحديثة.
- الابتكار والتجديد: الباحث المتميز هو الذي يستحدث ويبتكر شيئاً جديداً لم يسبقه أحد في التوصل اليه.
- صياغة المشكلة: الصياغة الصحيحة للمشكلة تمكن القارئ من فهم مضمون وأهدافه وأبعاد البحث.
- حجم المعلومات: يجب ان يراعي الباحث حجم المعلومات التي يقدمها بحيث تكون مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمضمون البحث، وان لا تكون طويلة تشعر القارئ بالملل ولا قصيرة فتصبح المعلومات غامضة وغير واضحة للقارئ.
- الصياغة اللغوية الجيدة: يجب أن تكون اللغة واضحة ودقيقة لغوياً ونحوياً.