كل ما تريد معرفته حول السرقات الفكرية

 

سرقة أفكار الأخرين ليست من الأساليب الممارسة حديثاً من قبل قراصنة الفكر والأدب، وانما كانت منتشر قديماً بين الكتاب والإعلاميين والباحثين، أما في العصر حديث وبسبب الثورة التكنولوجيا الكبيرة والتي ساهمت في نشر المعلومات والأبحاث والدراسات بأعداد غير محدودة، مما أدى إلى أن أصبحت ظاهرة منتشرة بشكل كبير في الاوساط العلمية وخصوصا عند طلاب الجامعات والباحثين والصحافيين، حيث أصبح بمقدرة أي شخص الاطلاع على أفكار الاخرين وسرقتها باختلاف أنواع السرقة سواء كان ذلك متعمدا ام بشكل عفوي غير مقصود، ولذلك يجب مكافحة هذه الظاهرة حيث أول من عمل على ذلك المؤسسات العلمية في الغرب.

تعريف السرقة الفكرية:

هي عملية سرقة أو نسب أو استخدام غير معترف به لأي نتاج عقلي سواء كان أدبياً أو علمياً او فنياً، ونشر هذا العمل دون الإشارة الى مصدره الأصلي، سواء كان بقصد او من غير قصد.

أنواع السرقة الفكرية:

تعدد أنواع السرقة الفكرية حيث أجمع المهتمين بوجود عدة أنواع من السرقة الفكرية، وهي:

أي القيام بسرقة فكرة بحذافيرها ونسبها لشخص اخر دون الإشارة للمصدر صحاب الفكرة ويعتبر هذا النوع هو الاخطر لان الكثير من الطلبة الجامعين من يقوم بعملة النسخ واللصق دون قراءة الموضوع حتى لينالوا الدرجات

حيث يقوم فيها سرقة جزء من نص أو فكرة سابقة دون الإشارة الى صاحبها كاقتباس نص من كتاب او بيت شعر وانسابه لنفسه

  • سرقة الأسلوب العلمي:

من خلال اتباع نفس الطريقة في صياغة الفكرة رغم الاختلاف في محتوى المسروق عن النص الأصلي وهو الاقل خطورة .

حيث يقوم بسرقة وصف مستعار من مرجع سابق دون الإشارة الى هذا المرجع.

وكما ان للأفكار والمقالات ثمن لا يقدر فأنه من الضروري حمايتها من السرقة وكما ان الحاسوب كان من اكثر الوسائل التي سهلت السرقة الادبية والفكرية فهو ايضا من يستطيع كشف هذه السرقات من خلال عدة برامج سنتكلم عنها. وتعتبر عملية فحص السرقة الفكرية ضرورة حتمية على المؤسسات الاكاديمية وذلك لتجنب نكران أي مجهود بحثي لأي باحث، كما ان ضبط عملية فحص السرقة الفكرية يزيد من الحصيلة العلمية للمؤسسات الأكاديمية من خلال تنوع الأفكار البحثية والأفكار المقدمة، مما يسهم في تقدم الدولة ككل. ولذلك قام المعنين ومن المبرمجين الى تصميم العديد من البرمجيات التي تعمل على فحص السرقة الفكرية، ومنها ما يعمل من خلال فحص السرقة الفكرية بواسطة البحث على الشبكة العنكبوتية، وبرمجيات أخرى تعمل على البحث في قواعد البيانات فحص السرقة الفكرية.

برامج لفحص السرقة الفكرية:

مع انتشار ظاهر السرقة الأدبية، قد اضطر المهتمين والمبرمجين للعمل على خلق برامج لفحص السرقة الأدبية، وهذا ما نجح به الباحثين والمبرمجون، حيث تقوم هذه البرامج في فحص المحتوى بشكل كامل للتعرف على النصوص المسروقة، سواء كان بعملية النسخ واللصق، أو اظهار نسبة التشابه. وبصورة عامة فإن هذه البرامج هي عبارة عن برمجيات تقوم بمقارنة النصوص معتمدة على قواعد بيانات. وباتت عملية فحص السرقة الأدبية مطلب إجباري لجميع الباحثين، حيث أصبحت السرقة الأدبية جناية، لا يتهاون معها النظام الأكاديمي نهائياً.

ومن بين تلك البرامج ما يلي:

  1. بيئة البرامج: وهي البرامج التي تقوم بكشف السرقة الأدبية ومنها البرامج الفعالة على مواقع الويب، والبرامج الفعالة على نظام التشغيل.
  2. طريقة كشف السرقة: وهي البرامج التي تقوم بكشف السرقة الأدبية عبر شبكة المعلومات الإلكترونية أو فحص السرقة من خلال قواعد البيانات للنصوص، وكذلك استخدام الطريقتين معاً.
  3. حسب التكلفة: وهي البرامج التي تقوم بكشف السرقة الأدبية باستخدام البرامج التجارية أو المجانية.
  4. طبيعة الملف: وهي تشمل البرامج التي تتعامل بالملفات المكتوبة والتي تعالج على شكل نصوص، سواء كانت: TXT, DOC, PDF, RFT.
  5. برنامج: Plagiarism: وهي برامج مختصة بفحص المقالات العلمية والرسائل والابحاث.
  6. برنامج: Turnitin: وهي برامج مختصة بكشف سرقة النصوص ويعتبر من أسهل البرامج استخداما.
  7. برنامج: Plagscout: وهي برامج خاصة بفحص السرقة الأدبية بشكل مجاني.  

وغيرها الكثير من البرامج المجانية المشابهة لتلك البرامج وتعمل على فحص السرقة الأدبية وإظهار ما في الابحاث والمقالات العلمية والأبحاث الأكاديمية من سرقات أدبية.

اما من الناحية الفقهية:

فالشريعة والفقه الاسلامي لم يتطرق الى السرقات الأدبية او الحكم عليها حكماً واضحاً، وكانت فتوى لجنة الأزهر في اختلاس الأفكار والنصوص واضحة، باعتبارها سرقة قد يطول مقترفها حكم سرقة الأموال بتقدير وقياس الفعل، مع التمييز بين الاقتباس والسرقة، وكذلك ذكر (طبانة، 1956) في كتابه أن السرقة الأدبية جريمة أخلاقية لا تقل عن جريمة سرقة الأموال العينية، فالعمل على انتزاع الفكرة من منشئها ومبدعها جناية لا تقل عن جناية سلب الأموال والمتاع من صاحبها ومالكها،
وبناءً على ذلك يمكننا القول ان الاقتباس او نسخ المعلومات  سواء من كتاب او مقالة او أي مرجع هو امر جائز ولا عيب فيذلك شرط ذكر اسم المرجع الذي تم النسخ او الاقتباس منه اما اخذ المعلومات وانسابها لشخص اخر دون ذكر اسم المرجع فهو امر محرم ويعتبر سرقة. اما بالنسبة للأفكار فإن نقلها او تحديثها او تحديثها فليس به شيء مادام ينسب الاقوال الى صاحبها، إلاّ أنّ البعض منها (انتحال غير مقصود) يرجع إلى عدم المعرفة بالمنهجيات الصحيحة للبحث العلمي مثل: (التوثيق، الاسناد، الاقتباس، التلخيص، إعادة الصياغة) وسواء تعمد الباحث ذلك أو لم يتعمد فإنّه يتعرض للمساءلة والمتابعة نظير مساسه بحقوق الملكية الفكرية التي تعتبر من أهم وأقدس الحقوق الإنسانية، وهذا تطبيقاً للمبدأ القانوني القائل (لا يعذر بجهل القانون)، لذلك على الباحث او الكاتب الالمام بمنهجية البحث العلمي الصحيح كي لا يقع في هذا الخطأ الغير متعمد.

ومن وسائل حماية الملكية الفكرية:

  1. الحماية الوقائية، وتتم بأحد الاساليب التالية:
  1. منع نشر او نسخ او صناعة الفكرة او النص او المقالة.
  2. اثبات واقعة الاعتداء على الملكية الفكرية.
  3. حصر الايراد الناتج عن استغلال المؤلف وتوقيع الحجز على هذا الايراد في كافة الأحوال.
  1. الحماية العلاجية: ونخص هنا الشخص المعتدي ومعاقبته قانونياً وهو يتفرع الي:
  1. الجزاء الجنائي: ويتمثل في عقوبة الغرامة او الحبس او الاثنان معاً.
  2. الجزاء المدني :وهو تعويض مالي يلتزم به المعتدي على حق المؤلف او مرتكب الجريمة ينص عليه القانون.

أما فيما يخص المعتدى عليه سواء كان كاتباً او باحثاً او مؤلفاً فأن الضرر الواقع عليه نتيجة هذا العمل الإجرامي من سرقة أفكار أو نصوص تخصه يعمل على ضعف في العائد المالي مقابل تقديمهم للإبداع الفكري أو المقالي، وذلك نتيجة لاستغلال إبداعاته دون تقديم أي مبالغ مالية له، كما أن الإنتاجات المبدعة تصبح غير قادرة على تغطية التكاليف المالية للنشاطات الخاصة بالتطوير، والبحث التي تؤدي إلى الابتكار، بسبب أن العوائد المالية لهذه الاستثمارات لا تغطي كافة مصروفاتها، نتيجة لظهور منافسة غير قانونية يطبقها المقلدون ومهاجمو حقوق الملكية الفكرية. وليكن لنا هدف أسمى نسعى إليه بإنشاء جيل واعي ومدرك لحماية حقوق الأخرين والأمانة العلمية وذلك في ظل التطور التكنولوجيا عبر شبكات الويب.

 

 

للاطلاع على المزيد من المقالات المشابهة؟؟ اضغط هنا

للاستفسار أو المساعدة الأكاديمية اطلب الخدمة الآن

مع تحيات:

المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا

أنموذج البحث العلمي

https://www.manaraa.com/post/2756/

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 329 مشاهدة

عدد زيارات الموقع

56,504