لصداع هو ألم في الرأس أو الفروة أو الرقبة، السبب الرئيس لكافة أنواعه غير معلوم، وقد يتحسن معظم الأشخاص إذا غيروا أسلوب حياتهم وتدربوا على كيفية الاسترخاء أو تناولوا أدوية له.
هناك الصداع التوتري الذي يسببه تصلب العضلات بالكتفين أو الرقبة أو بفروة الرأس أو الفك، وهذا سببه الإجهاد والاكتئاب والقلق، وقد يكون لكثرة العمل أو قلة النوم أو الأكل.
والأشخاص الذين يتناولون مادة الكافيين في الشاي والبن يمكنهم الشعور بالصداع لو لم يتناولوا جرعاتهم اليومية التي اعتادوا عليها.
وقد يكون الصداع متقطعاً أو مستمراً، وقد يصيب الإنسان شهرياً أو أسبوعياً أو يومياً وقد تدوم النوبة عدة ساعات، وتختلف شدتها بين ألم خفيف وألم معتدل إلى الإحساس بألم شديد، وقد يأتي الألم في الجبهة أو الصدغ أو قرب العينين أو في مؤخرة الرأس، وقد ينتشر إلى شق من شقي الوجه أو كليهما، وقد يصاحبه الغثيان والقيء واضطراب الرؤية وسوء المزاج.
قد يكون الصداع عضوياً بسبب ضربة خفيفة على الرأس أو حمى أو ورم أو ارتفاع الضغط أو اضطرابات العين كالتهاب الملتحمة أو خراج بها أو دمل بالجفن، والتهاب الجيوب الأنفية أو التهاب الأذن الوسطى ومشاكل الأسنان، الإمساك وأعراض ما قبل الدورة الشهرية.
بعض أنواع الصداع الشائعة:
- الصداع التوتري: يظهر في جانبي الرأس وعادة يبدأ من خلفها وينتشر للأمام، وقد يبدو الألم مكتوماً كأن المكان مربوط بإحكام، ويمكن أن يشعر الشخص بتصلب الكتف أو الرقبة أو الفك، علاجه هو حل المشاكل النفسية وتناول المهدئات المناسبة.
- صداع التهاب الجيوب الأنفية: وسببه الالتهابات الجرثومية والفيروسية للجيوب الأنفية، فتسبب ألماً في مقدمة الرأس والوجه، وبسبب التهابات في ممرات الجيوب الأنفية التي تقع خلف الخدين والأنف والعينين، فنشعر بألم أشد عندما ننحني للأمام أو عندما نستيقظ من النوم صباحاً أو في حالة الرشح الأنفي أو التهاب الحلق، وهذا الصداع يظهر على شكل الإحساس بثقل أو ألم يزداد أثناء ساعات النهار، يتم علاجه بتناول العقاقير المسكنة ومضادات الاحتقان الأنفي، وأخذ حمام ساخن أو استنشاق الأبخرة لتخفيف حدة الصداع، وإذا استمر الصداع قد يحتاج الأمر إلى تدخل جراحي.
- صداع مصدره العين: قد يكون من أسباب الصداع إجهاد العين – وهو من الأسباب الشائعة – يكون عادة من النوع غير الحاد، يحدث بعد القراءة أو الخياطة، لا سيما والنور ضعيف، موضعه مقدمة الرأس عادة، وقد ينسبه صاحبه إلى مؤخَّر العين، والعين ذاتها قد تتألم، ويتألم الجفن ويثقل.
- صداع مصدره الإعياء: وقد يكون من أسباب الصداع التعب الشديد، صفته تكون كصفة الصداع الذي ينشأ من إجهاد العين، يبدأ عادة في ضحى النهار ثم يزيد، وأيضاً عند المجهود العقلي، يشكوه صاحبه فيقول أنه كالحِمْل الثقيل يحمله الرأس من فوقه، أو هو كالنطاق دائر حولَ رأسه يشدّ على جبهته.
- صداع مصدره الإمساك: وهو كثير الوقوع، يقوم صاحبه عن فراشه صباحاً بصداعه، وهو غير حاد، يصحبه اختلال مزاج ورغبة عن الطعام، ينظر صاحبه في أمره فيجد أنه قد فوّت على نفسه زيارة بيت الخلاء، أو هو صداع يأتيه من بعد ليلة أسرف فيها في طعام أو شراب.
- الصداع المرضي: سمي كذلك لأنه يعجز صاحبه فلا يستطيع أن يواصل عملاً، أو يَحِد من كفايته، من أسمائه الأصدعة الصفراء، والأصدعة النصف الجمجمية، تختلف صفاته باختلاف الفرد، ولكن تجمعه صفات عامة، فقد يصحب الصداع غثيان يأتي على شكل نوبات، يفرّق بينها أسبوع أو شهر أو زمن أطول، ويبدأ عادة باضطراب في البصر، فيرى صاحبه أضواءً ترقص، وقد يرى نقاطاً ملونة، وقد يَعْمَى عمىً طارئاً قصيراً، فلا يرى أشياءً وسط مجال البصر، أو أشياءً على الجانب، وقد يأتي بعد ذلك ألم في الرأس غاية في الشدة، ينحصر في نصف واحد من الرأس (ومن أجل هذا سمي النصفي) صاحبه يَمْشط شعره من فوقه فيتألم كثيراً، والمصاب يحسّ باختلال مزاج واسترخاء، ويشع بالدوار، ويمتنع عليه العمل كان ما كان، وينتهي الدور بأن يُفرغ المريض ما في المعدة، ثم يسقط على الفراش لينام.
- الصداع النصفي (الشقيقة): تختلف آلام الصداع النصفي عن كل آلام الأنواع الأخرى من الصداع، يصيب هذا النوع من الصداع جزءاً واحداً من الرأس أي بشكل نصفي، يعاني منه 25% من النساء و8% من الرجال طوال حياتهم، والمرأة أكثر عرضة لنوباته لاسيما في مرحلة سن اليأس لتغير معدلات الهورمونات الأنثوية لديها، أسبابه غير معروفة ويقال أن سبب حدوثه يعود إلى طريقة تفاعل الشرايين المؤدية إلى الدماغ مع العوامل المسببة للألم مهما كان نوعها، ولسبب ما تتقلص الشرايين ثم تتمدد، هذا التغير في القطر الداخلي للشرايين يولد الألم، كما يخفض تقلص الشرايين وصول كمية الدم إلى الدماغ، وهذا تفسير لتشوش الرؤية. ويقال أنه بسبب عدم التوازن بين عنصر المغنزيوم وهرمون السيروتونين بالمخ، مما يغير في الكهرباء وفي التفاعل بين أعصابه وشرايينه التي تتحكم في العينين والأنف والفم مما يظهر الألم في مراكز المخ، عكس الصداع العادي الذي يكون ألمه في فروة الرأس.
للصداع النصفي نوعان صداع نصفي عادي: لا يشعر فيه المريض بدنو النوبة، تستمر نوبته من 4-72 ساعة، حيث يشعر بألم في جانب الرأس أو الجانبين، وقد يكون نابضاً أو متوسطاً أو شديداً مع القيء وشعور بالغثيان وحساسية للأصوات.
وصداع نصفي تقليدي: وفيه يشعر المريض بدنو النوبة مرتين على الأقل سنوياً، وقد تستمر النوبة 20 يوماً يسبقها توتر عصبي وتشوش الرؤية، فيرى الشخص أثناءها الخطوط متعرجة وأضواءً مبهرة (كفلاش) أو يفقد النظر مؤقتاً مع صعوبة في الكلام والشعور بضعف الذراعين والساقين وتنميل بالوجه واليدين وألم في الجبهة والفكين والأذنين وحول العين. وقد يظهر الصداع في جانب واحد من الدماغ خلف العينين أو حولهما. وقد ينتقل للجانب الآخر أثناء النوبة.
هناك بعض العوامل التي قد تساعد على ظهوره وتختلف من شخص لآخر، من بينها الضغط العصبي، وعدم تناول وجبة أساسية أثناء اليوم، أو النوم في أوقات متأخرة ليلاً أو عدم النوم لفترة كافية، والإرهاق أو زيادة التمارين الرياضية، أو تناول بعض أنواع الطعام وقلة تناول كمية الكافيين المعتاد عليها الشخص – الموجود في الشاي والقهوة والكولا والكاكاو – وبالنسبة للسيدات فترة الدورة الشهرية.
هذه العوامل يمكن تجنبها، ويمكن للعلاج الجيد تخفيف حدة نوبات الصداع النصفي وتسكين آلامه بتناول عقاقير مسكنة.
قد يجد المصاب فائدة من وضع كمادات من الثلج على الرأس، والجلوس في غرفة مظلمة.
متى نلجأ للطبيب ؟
لابد للشخص أن يضع في الاعتبار هذه الأعراض بجدية، ويلجأ إلى الطبيب عندما ينتابه الصداع فجأة ويكون شديداً أو يصاحبه تلعثم في الكلام واختلاف في الرؤية أو مشاكل في تحريك الساقين أو الذراعين أو فقدان التوازن أو الاضطراب العقلي كفقدان الذاكرة، أو لو أخذ الصداع يزيد خلال فترة 24 ساعة، أو صاحبه حمى أو تصلب الرقبة أو غثيان أو قيء، أو في حالة إصابة الرأس أو في حالة أن يكون الصداع شديداً ومركزاً في جهة عين واحدة مع احمرار العينين.
الوقــاية:
- النوم الكافي.
- الأكل المفيد.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- فرد الرقبة والجزء العلوي من الجسم. لاسيما ولو كان العمل يتطلب الجلوس طويلاً.
- ترك التدخين.
- تعلم كيفية الاسترخاء والتنفس بعمق.
- التقليل من الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر لفترات طويلة
ساحة النقاش