‏‎Ibrahim Fahmy‎‏ مع ‏‎Karima Dandash‎‏ و‏‏24‏ آخرون‏

طيفٌ عابر

××××××××××××××

كانت تجلس أمامى فى مقهى محطة القطار ووجدتنى على عكس عادتى أتطلّع إليها وإلى ملامح الحُسن الباديه على وجهها ، وكأن حروف الشعر الرومانسى كلها أقرأها فى عينيها ، وكأن كل مفاتن الأنثى قد إنحصرت فى ملامح هذه السيده التى تدنو من الثلاثين من العمر .

إرتبكت كثيراً كلما فاجأتنى بنظرة منها عابرة أحسست وقتها أننى تتسابق إلى ذهنى حروف قصائد لم أكتبها من قبل وقد إستعصت على قلمى الحروف التى تليق بهذا الحُسن الفاتن وهذا الجمال الخلاّب .

لم تكن تجلس بمفردها ولكننى لم أكن أرى أحداً غيرها ، كانت أنفاسى تتسابق مع دقات قلبى .

وقذفت بنفسى فى بحور أحلامى المتلاطمه والتى لا تفارقنى .. وسافرت معها بعيداً عن كل الأعين

حيث الكوخ الصغير المترامى على شاطىء محيط لا أعرف إسمه ولا يهمنى إسمه ، وفضاء رحب يتّسع لكم أحلامى العريضه ، وهواء بارد كتلك النسمات البارده التى تغمر الجو بعد الفجر وقبل الضحى .

وسبحت معها فى أحاديث كثيرة لا تنقطع ونحن نستمع إلى موسيقى حالمه تأخذنا بعيداً عن الأرض .

وهمست لها بفيض مشاعرى وصارحتنى بجمرة الحب التى توهّجت فجأه فى قلبها بمجرد أن إلتقت أعيننا فى المقهى .

كان صوت الأمواج يتعالى كل برهة وكأنها تذكّرنا بوجودها حتى ضقت بها والتفتّ فجأة لأنهر تلك الأمواج الصاخبه فإذا برجل قد ظهر أمامى لا أعرف من أين يقول لى : تؤمر بحاجه تانى سيدى

فإذا بى أفيق إلى نفسى وأُبصر أننى لازلت فى مقهى محطة القطار وتلك السيدة التى سلبت حواسى كلها قد غادرت الطاوله التى كانت تجلس عليها وغادرت المقهى مع رفاقها فعلمت اننى كنت فى سكرة حُلمٍ أنسانى من أنا وأين انا وشعرت بمسحة أسى كست وجهى فانصرفت من المقهى مسرعاً ...

بقلم / إبراهيم فهمى المحامى