دور رياض الأطفال في حماية البيئة
على الرغم من أن مرحلة رياض الأطفال لم تصبح جزءاً رسمياً من التربية النظامية ( الرسمية) في كثير من بلدان العالم، إلا أن معظم وزارت التربية والتعليم قد أخذت على عاتقها مسألة الإشراف عليها وتنظيمها ومتابعتها إيماناً منها بأهمية هذه المرحلة في حياة الفرد.وإذا كانت جميع مراحل عمر الإنسان تأخذ أدوراً هامة في تشكيل الصورة النهائية لشخصيته، إلا أن أحداً لا ينكر تمييز السنوات الخمس الأولى من عمر الإنسان عن باقي مراحل العمر في تكوين ألأسس التي تبنى عليها جميع الخصائص ذات العلاقة بشخصيته اللاحقة من عقلية وجسمية ونفسية وإنفعالية وإجتماعية.وهذا ما أكده كل المربين بلا إستثناء.ومن هنا تنامت موجة الإلتفات لهذه المرحلة، لأنها، أي الروضة، تمثل أولى البيئات التربوية المنظمة التي يواجهها الطفل خارج حياته الأسرية.ولذا فلا عجب ان نرى المؤتمر الدولي للتربية قد أوصى في دورته السابعة عشر التي إنعقدت عام 1939 بوجوب العناية بالأطفال في مرحلة رياض الأطفال، ثم عاد وأوصى عام 1961 بأن تعمل الدول على تشجيع إستحداث مؤسسات ما قبل المدرسة والتوسع فيها وتطويرها.
وتسعى روضة ألطفال كمؤسسة تربوية وسطى بين البيت والمدرسة، الى إعداد الطفل للمدرسة الإبتدائية، وذلك بمساعدة الأسرة في تكوين الطفل تكويناً سليماً في هذه المرحلة القاعدية من حياة الإنسان، خصوصاً وان المرأة وهي الجزء الأساسي من الأسرة دخلت الى سوق العمل.ولا تقف المشكلة عند أطفال النساء العاملات، فأطفال المدن يعانون من ضيق المساكن، وأطفال الريف -كما في الأحياء الفقيرة في المدن- يعانون من جوع ثقافي يؤثر في مستواهم المعرفي، وفي قدرتهم على مواجهة التحديات، وعلى التكيف لما قد يطرأ من عناصر التجديد على البيئة. ومن هنا جاءت أهمية رياض الأطفال نتيجة قيامها بشيء من التعويض عن جوانب القصور في التربية المنزلية، وتهيئة جو من الأمومة يعوض الأطفال عن فقدان أمهاتهم، علاوة على تنمية قدراتهم البدنية والعقلية والإجتماعية والإنفعالية [ [.
وتسعى رياض الأطفال، في مجال حماية البيئة، الى تجذير التوجيهات التي بدأتها الأسرة في مجال إستكشاف البيئة ومعرفة مكوناتها وما تعرضت له من مشكلات وكيفية المحافظة عليها.ولعل المدخل المستقل أكثر ملائمة لتضمين التربية البيئية في المناهج الدراسية في مرحلة رياض الأطفال من المدخلين الأخيرين، الوحدات الدراسية والإندماجي، ويتمثل المدخل المستقل في برامج دراسة متكاملة للتربية البيئية كمنهاج دراسي مستقل. ذلك أن الأطفال في هذه المرحلة غير معنيين بتفريع المعرفة، وينظرون الى الظاهرة او المشكلة نظرة كلية شمولية.كما أن معلمات الروضة يستطعن تدريس ذلك المنهاج بسهولة، لأن المضمون لا يشتمل على عمق علمي.وعلى عاتق معلمة الروضة يقع العبء الأكبر في تحقيق الأهداف التربوية في هذه المرحلة بروح بيئية.
التربية البيئية الصحية للأطفال
تُعنى التربية البيئية الصحية للأطفال بتزويدهم بالخبرات اللازمة لهم بهدف التأثير على معلوماتهم وإتجاهاتهم وممارساتهم فيما يخص البيئة الصحية تاثيراً جيداً بحيث يصبح لدى الفرد أنماط سلوكية صحيحة سليمة.
ولما كانت تربية الأطفال حقاً من حقوق الإنسانية الأساسية، فمن الواجب ان تعتبر التربية البيئية الصحية جزءاً لا يتجزأ من العملية التربوية التي تهتم بتوجيه نمو الطفل الجسمي وغرس العادات البيئية الصحية السليمة لدى الأطفال.
أهداف التربية البيئية الصحية للأطفال:
1- تكوين إتجاهات بيئية صحية سليمة، وذلك بتحفيز الطفل على الرغبة في إتباع التوجيهات والقواعد الصحية والرغبة للوصول الى أعلى مستوى بيئي صحي ممكن.
2- تكوين عادات صحية سليمة بإتباع إسلوب السلوك البيئي الصحي السليم في الحياة اليومية.
3- العمل على إتباع الخطوات التي تحد من إنتشار المرض والمساهمة في تحسن البيئة الصحية في المجتمع.
4- التزويد بالمعلومات والحقائق الأساسية بالنسبة للبيئة الصحية وكيفية المحافظة على صحة البيئة عامة، وصحة الأسرة، والصحة الشخصية.
مزايا البيئة الصحية للأطفال:
1- وقاية الأطفال من الأمراض المعدية.
2- حرية اللهو واللعب في بيئة نظيفة ومعقمة.
3- إعطاء الأم والأهل الراحة النفسية.
لذلك يجب متابعة نظافة وتعقيم المنزل والروضة، وتنظيف الشوارع، وغسل المسكن، وكنسه يومياً، وإستخدام المطهرات لتطهير وتعقيم الأرض، وتهوية المنزل، وتعريضه للشمس.إن نظافة الطرق العامة مسؤولية كل فرد في المجتمع.لذلك يجب على كل أسرة ان تنظف أمام مسكنها بعد رشه بالماء لتجنب تطاير الغبار.كما يجب عدم إلقاء القاذورات أمام المسكن، وعدم البصق في الطرق، بل في منديل.إن كل شخص إذا ما قام بدوره في نظافة الطريق أصبحت مدن بلادنا نظيفة، ونضمن بذلك سلامة الأطفال والمجتمع كله.
إن كل ما يحتاج الشخص في البيئة الصحية الطبيعية يشمل:
- التهوية غير الملوثة
- الإنارة الكافية
- الحرارة والدفء
- التعليم والثقافة والتربية والعلاقات الإجتماعية
- الماء النقي الصحي
- المسكن النظيف الصحي [ ].
والخلاصة،تعتبر البيئة جزءا اساسيا وهاما من مكونات المنهج المدرسي التربوي، وان صحة البيئة المدرسية اهم عامل في خفض نسبة انتشار الامراض، وخاصة المعدية مثل الانفلونزا والإسهال الصيفي التي تنتقل بواسطة الزحام او تناول بعض المأكولات غير الصحية او الماء الملوث. ويمكن التحكم في انتشار كثير من الامراض عن طريق الاهتمام بصحة البيئة المدرسية، ونعني بها كل ما يحيط بالمعلم والمتعلم من عوامل، سواء كانت حية او غير حية طبيعية او عكس ذلك[ ].وهذا ما سنتناوله بالتفصيل في الفصل التالي.
الفصل السادس
دور المدرسة في حماية البيئة
التربية تبدأ من البيت، وعن طريق الأسرة، ولكن ظروف الحياة قد تغيرت، ومتطلباتها قد تعددت وتنوعت، وأعمال الأسرة قد تشعبت وإتسعت، فاصبحت غير قادرة على القيام بدورها في تربية الطفل دون مساعدة، فأوجب ذلك وجود مؤسسة أخرى تساعدها على نقل التراث الثقافي ومساعدة الطفل على حسن التكيف مع الحياة، وتعليمه العادات والتقاليد والقيم والنظم والمعتقدات والسلوك الإنساني الذي يرضى عنه المجتمع.ومن هنا جاءت المدرسة كمؤسسة إجتماعية تربوية، تقوم بمهمة التربية، جنباً الى جنب، مع الأسرة، وهذا يحتم على كلتا المؤسستين، الأسرة والمدرسة، ان يتعاونا حتى يصلا بتربية الطفل الى الهدف المنشود، وحتى لا يحدث بينهما تناقض يترتب عليه تفكيك في شخصية الطفل وفقدان الثقة بالأسرة، او المدرسة، او بكليهما.
وعلى الرغم من ان المدرسة تمثل المؤسسة الإجتماعية الرئيسية المختصة بشؤون التربية والتعليم، إلا أنها ليست الوحيدة، إذ بالإضافة الى الأسرة، هناك مؤسسات أخرى، كالجمعيات العلمية والهيئات المهنية والدينية والأدبية والرياضية ووسائل الإعلام وغيرها من الهيئات التي تشاطر المدرسة مهمتها التربوية الخطيرة[ ].
وإزاء هذه المؤسسات الإجتماعية التي تسهم في عملية تربية النشئ يبرز للمدرسة 3 وظائف اساسية، وهي:
الوظيفة التكميلية، والوظيفة التصحيحية، والوظيفة التنسيقية، وذلك على النحو التالي:
1- المدرسة أداة إستكمال: إذ تقوم المدرسة بإستكمال ما بدأته المؤسسات الإجتماعية الأخرى، وفي مقدمتها الأسرة، من أعمال وتوجيهات تربوية.
2- المدرسة إداة تصحيح: إذ تقوم المدرسة بتصحيح الأخطاء التربوية التي قد ترتكبها المؤسسات والهيئات الإجتماعية الأخرى، فان كان هناك نقص تلافته، وإن كان هناك فراغ ملأته.
3- المدرسة أداة تنسيق: إذ تقوم المدرسة بتنسيق الجهود التي تبذلها سائر المؤسسات والهيئات الإجتماعية في سبيل تربية النشئ، وتظل على إتصال دائم بها لترشدها الى أفضل الأساليب التربوية. ومما لاشك فيه ان المدرسة هي المرجع الأساسي في كل ما يتعلق بعملية التربية[ ].
على أن ما ينبغي التوكيد عليه ان المدرسة لن تستطيع ان تحقق أهدافها التربوية أو ان تؤدي رسالتها على خير وجه، إلا إذا إتقت شر الإنعزالية عن المجتمع، وركزت على خدمته، وإنفتحت على البيئة وأخذت بالجيد، وأمسكت بزمام المعاصرة، وهي ترتكز بقوة الى تراث مجتمعها وأصالته، وإهتمت بمستقبل الطفل وحاضره على حد سواء.إن مدرسة كهذه هي التي يعول عليها في صياغة الإنسان وإعداده وكسبه المعارف والمهارات والإتجاهات المناسبة والمرغوب فيها، ليكون تكيفه مع بيئته على خير ما يرام.
مداخل تضمين التربية البيئية في المناهج الدراسية
أشرنا بأن البيئة تعتبر جزءا اساسيا وهاما من مكونات المنهج المدرسي التربوي، وتعد صحة البيئة المدرسية اهم عامل في خفض نسبة انتشار الامراض.ويمكن التحكم في انتشار كثير من الامراض عن طريق الاهتمام بصحة البيئة المدرسية،بما يعني كل ما يحيط بالمعلم والمتعلم من عوامل، سواء كانت حية او غير حية طبيعية او عكس ذلك.
هناك 3 مداخل لتضمين التربية البيئية في المناهج الدراسية، وهي: مدخل الوحدات الدراسية، والمدخل الإندماجي، والمدخل المستقل.وفيما يلي توضيح لكيفية توظيف هذه المداخل الثلاثة في المناهج الدراسية على مستوى المدرسة:
1- مدخل الوحدات المستقلة
يعتمد على هذا المدخل على تضمين وحدة دراسية او فصل دراسي Chapter في أحدى المواد الدراسية، أو توجيه منهاج مادة دراسية بكامله توجيهاً بيئياً.ومن الأمثلة على تضمين المناهج وحدة دراسية وحدة البيئة والتكييف في كتاب الأحياء للصف التاسع الأساسي، ووحدة البيئة- مواردها، مشكلتها في كتاب الأحياء الأساسي للصف العاشر الأردني، ووحدة المشكلة السكانية، ووحدة مشكلة الطاقة، في كتاب الجغرافيا، وغيرها.على ان بعض وزارات التربية والتعليم في العالم قد إستحدثت منهاجاً دراسياً كاملاً يناقش قضايا البيئة في الصفوف الثانوية، ومنها على سبيل المثال مادة علوم الأرض والبيئة للصف الأول ثانوي علمي في الأردن.
2- المدخل الإندماجي
ويتمثل هذه المدخل بتضمين البعد البيئي في المواد الدراسية التقليدية، عن طريق إدخال معلومات بيئية، أو ربط المضمون بقضايا بيئية مناسبة.وليس من شك في ان فاعلية مثل هذا التوجه يعتمد بشكل أساسي على إتجاهات المعلمين وجهودهم وفعاليتهم، غير مقللين من جهود الإدارات المدرسية والإشراف التربوي.
وتعد كل المباحث التعليمية لكل الصفوف الدراسية في المدرسة مؤهلة لتنفيذ هذا المخل، إذ يمكن تضمين مناهج اللغات نصوصاً بيئية وتوجيه الطلبة في حصص التعبير للكتابة عن موضوعات بيئية، وفي مبحث الرياضيات يمكن إستخدام أمثلة للعمليات الحسابية المختلفة من واقع البيئة ومكوناتها وعناصرها، وذكلك الحال في باقي المباحث.
3- المدخل المستقل
ويتمثل هذا المدخل في برامج دراسية متكاملة للتربية البيئية كمنهاج دراسي مستقل.وإذا كان مثل هذا المدخل مناسباً لمرحلة التعليم قبل المدرسي( رياض الأطفال) فانه يناسب أيضاً مرحلة التعليم الإبتدائي (الصفوف الأساسية الستة ألأولى)، ذلك لأن التلاميذ في هاتين المرحلتين غير معنيين بتفريغ المعرفة، وينظرون الى الظاهرة او المشكلة نظرة كلية شمولية، كما ان المعلمين أيضاً يستطيعون تدريس ذلك المنهاج بسهولة، لأن المضمون لا يشتمل على عمق علمي.وعلى الرغم من ذلك تجدر الإشارة الى ان هذا المدخل غير منتشر في مناهج التعليم العام، ولكنه أخذ في الإنتشار في مجال التعليم العالي[ ].
الفصل السابع
إستراتيجيات تعليم التربية البيئية في المدرسة
ان تحقيق أهداف التعليم البيئي النظامي، وعلى وجه الخصوص المدرسي، يتم- بحسب راتب السعود- من خلال إستخدام مجموعة من الأستراتيجيات التعليمية، والتي من أهمها:
1- إستراتيجية الخبرة المباشرة
تمثل أحد أهم ستراتيجيات تعليم التربية البيئية.ذلك ان تفاعل الطلاب المباشر مع البيئة يوفر الأساس المادي المحسوس لتعلم المفاهيم البيئية، وزيادة فهم هؤلاء الطلبة لبيئتهم، وتقديرهم لها.إن إستراتيجية الخبرة المباشرة تتضمن ان يتعلم الطلاب عن طريق أكثر من حاسة من حواسهم،. ومعلوم أنه كلما كثرت الحواس التي يستخدمها المتعلم، كلما كان تعلمه أسرع، وأثبت. ويمكن ان تشمل الخبرة المباشرة مواقع في البيئة الطبيعية كشاطئ البحر او منطقة جبلية او منطقة صحراوية او محمية طبيعية، او محطة تقطير مياه، او مصنع تعليب مواد غذائية، او محطة تنقية للمياه العادمة.
2- أستراتيجية البحوث الإجرائية والدراسات العملية
إن تكليف الطلاب بإجراء البحوث حول قضايا البيئة تجعل منهم مشاركين فاعلين في جمع المعلومات وتبويبها وتنظيمها وتحليلها وإستخلاص التوصيات اللازمة في ضوء تحليلاتهم.على انه يمكن الإستفادة من الزيارات الميدانية لربطها بإجراء البحوث العملية حول قضايا بيئية كثيرة، كمشكلات الصناعة على سبيل المثال.ويتولى الطلبة عملية جمع المعلومات عن المصنع المراد دراسته بحيث تتضمن: موقع المصنع، وسبب إختياره، ونوع المواد التي تصنع، والمواد الخام المستخدمة، والفضلات الناتجة عن المصنه، وطريقة التخلص من النفايات، وإجراءا حماية العاملين في المصنع من تعرض للملوثات المختلفة، وإجراءات حماية البيئة المحيطة بالمصنع، وغيرها. ويقوم الطلبة بتحليل المعلومات التي جمعوها وإستخلاص إيجابيات المصنع وسلبياته، وتقديم توصياتهم في ضوء ذلك.وهكذا يمارس الطلبة أساسيات إتخاذ القرار وحل المشكلات[ ].
أهداف تربوية هامة: يحقق إستخدام أستراتيجيات الخدمة المباشرة واستراتيجية البحوث الإجرائية والدراسات العملية أهدافاً تربوية هامة لدى الطلبة، ومنها:
- تنمية مهارات التفكير العلمي من ملاحظة دقيقة، وجمع بيانات، وتبويبها وتصنيفها، ومن ثم الخروج بقوانين او أحكام عامة.
- تنمية المهارات اليدوية، كإستخدام الأجهزة وجمع العينات وحفظها.
- تعزيز فرص التعليم عن طريق العمل.
- تنمية الإتجاهات العلمية كالحذر في إستخلاص النتائج، وتقدير خطورة الكوارث في البيئة الطبيعية، وتقدير قيمة الجهود التي تبذل للمحافظة على البيئة.
- تنمية فرص العمل الجماعي التعاوني.
3- استراتيجية دراسة القضايا البيئية
وهذه الأستراتيجية وثيقة الصلة بأسترتيجية إجراء البحوث. وتعد دراسة القضايا البيئية من الأستراتيجيات المفيدة في مساعدة الطلبة على تفهم عناصر القضية واسباب ظهورها وأساليب المحافظة الواجب إتخاذها. ولا تتضمن القضايا البيئية مشكلات فقط، بل تتناول أيضاً إجراءات نافعة، مثل إقامة سد، أو مصنع، أو مزرعة، أو إنشاء محمية طبيعية، وغير ذلك.
وتحتاج دراسة القضايا البيئية أخذ 3 أمور بالإعتبار:
*إختيار القضايا الهامة المرتبطة بحياة الطلبة اليومية وما تنشره عنها وسائل الأعلام بصورة متواصلة.
*إتباع أسلوب المناقشة في تناول القضية المختارة وذلك لأن المناقشة تساعد المتعلم على فهم نفسه وإحداث تغيير إيجابي في سلوكه، وتساعد على التعبير بلغة سليمة وعلى التفكير المنطقي وإحترام الآخرين.
*عرض مضمون القضية بتنظيم معين ليتمكن الطلبة من تفهم تنوع مكانتها وإدراك العلاقات المتبادلة بينها[ ].
4-أستراتيجية لعب الأدوار
يمكن إستخدام أستراتيجية لعب الأدوار وما يتخللها من مناقشات لإيجاد الحلول للمشكلات البيئية.وتتلخص هذه الأستراتيجيات في إختبار مشكلة بيئية معينة، ومن ثم إختبار مجموعات من الطلبة التي تمثل المصالح المتقاطعة حيال هذه المشكلة، وتوزيع ألدوار بينهم، وتمثيل هذه الأدوار، ومن ثم تقويم الأداء، وتحديد الآثار المترتبة على النتائج.
وتنبثق فلسفة أستراتيجية لعب الأدوار من ان المشكلات البيئية ذات طابع معقد ومتشابك، وتتصارع فيها مصالح الأفراد مع بعضهم البعض، من جهة، ومصالح الأفراد مع مصالح المجتمع، من جهة أخرى. فمشكلة الرعي الجائر، على سبيل المثال، تتصارع فيها مصالح أصحاب الماشية مع مصالح المجتمع المتمثل في سياسة الحكومة، ومع مصالح المستهلكين.كما تتصارع فيها فكرة الحرية الشخصية ومدى حدودها مع فكرة الصالح العام الذي تقتضيه مصلحة الجماعة.فاصحاب الماشية تواقون لزيادة أعداد حيواناتهم، والتقليل من الإعتماد على ألأعلاف التي يستخدمونها لتحسين مواشيهم، حيث يكلفهم ذلك أعباء مادية في مقابل الكلأ المتوفر طبيعياً.وتتناقض هذه المصالح مع سياسة الحكومة ورغبتها في المحافظة على البيئة، وعدم تدمير الغطاء النباتي وما يترتب عليه من إنجراف للتربة وظاهرة السيول ومخاطرها.كما تتصارع مصالح هؤلاء جميعاً مع مصالح المستهلكين ورغبتهم في زيادة أعداد الحيوانات لكي تنخفض أسعار اللحوم.
5-استراتيجية حل المشكلات
يعتبر إكساب الطلاب القدرة على إتخاذ القرارات الواعية والمسؤولة حيال القضايا البيئية أحد أهداف التربية البيئية الذي يتطلب تحقيقه مشاركة هؤلاء الطلاب في مناقشة مشكلات بيئية وإقتراح بدائل وحلول لها.وهذه المشكلات البييئة المطروحة للمناقشة يجب ان تكون واقعية ومناسبة لقدرات الطلبة وإهتماماتهم.
ومن الأساليب التي يمكن إستخدامها، في مجال حل المشكلات، المناقشات الجماعية المفتوحة والموجهة، وتمثيل الأدوار، والألعاب والمحاكاة، والقيام بمشروعات واقعية ( القيام بزراعة محمية، التغلب على إنجراف التربة، زراعة قطعة أرض زراعية بالري بالتنقيط، خفض إستهلاك الطاقة، وغيره)، كما يتضح في المثال الذي يعرض مناقشة قضية شق طريق في منطقة ريفية.
وسو تسهم المناقشة في إثراء معلومات المشاركين حول تلوث الهواء ودور الأشجار في تنقيته، والضوضاء والصحة، ومعنى التوازن البيئي الطبيعي.ويقرر الطلبة بعد المناقشة إمكانية شق الطريق أو عدم شقه، وتطبيق ذلك ي حالات أخرى.
6- أستراتيجية الرسوم الرمزية ( الكاريكاتير).
الرسوم الكاريكاتيرية تحمل في طياتها رسائل، وتترك للقارئ او المشاهد حرية التفسير.وقد تكون مثل هذه الرسوم أحياناً أبلغ في توصيل الرسالة من مقالات بأكملها.وللكاركاتير أهمية بالغة في تطوير مهارة التفكير، وتعويد الطلبة على قبول اَراء الآخرين، وبناء الإتجاهات، وتعزيز قيم النظافة والمحافظة على البيئة، وما إلى ذلك.
7- أستراتيجية المشاركة بالأنشطة البيئية
تعتبر مشاركة الطلبة بالنشاطات البيئية من أفضل الوسائل لتحقيق أهداف التربية البيئية.فالمشاركة تساعد هؤلاء الطلبة على:
- إكتساب المعلومات بشكل وظيفي عن النشاط الذي يقومون به.
إكتساب مهارات يدوية عن طريق إستخدام الأجهزة والأدوات والمواد.
تنمية مهارات التفكير العلمي، مثل الملاحظة الدقيقة، والقياس، وجمع البيانات، والتمييز، والتنظيم والتصنيف.
إكتساب مواقف وعادات وقيم مرغوب بها، كالتأني في إستخلاص النتائج، وتقدير توازن الطبيعة وإحترامها، وتقدير الجهود التي تبذلها المؤسسات الرسمية والأهلية في خدمة البيئة[ ].
ومن الأنشطة النافعة التي يمكن ان يشارك فيها الطلبة:
- حملات النظافة داخل المدن وعلى الشواطئ.
- غرس الأشجار ورعايتها وقطف الثمار.
- الإحتفال بالمناسبات البيئية، كمعارض الصور المرسومة أو الفوتوغرافية التي حققها الطلاب والتي تعكس ممارسات سلبية وإيجابية لتعامل الإنسان مع البيئة.
- مسابقات حول موضوعات بيئية معينة عن طريق كتابة تقارير او أعداد البوم بيئي يتضمن صوراً عن ممارسات إيجابية وسلبية في البيئة.
- الألعاب التربوية البيئية التي تصمم للتسلية، التلفازية وغير التلفازية، الفردية والجماعية.
- تشكيل لجان او جمعيات أصدقاء البيئة لتتولى الإتصال بالمجتمع المحلي للتوعية البيئية، وإقامة مخيمات بيئية يتعرف أثناءها المشاركون على مكونات البيئة وطبيعة التوازن بينها ويقومون برعاية الأشجار وإقامة جدران إستنادية لحماية التربة من الإنجراف، وما الى ذلك.
- الإتصال بأخصائيين في موضوعات بيئية معينة، مثل أطباء الصحة العامة، ومهندسي الأحراج القائمين على المحميات الطبيعية، والمشرفين على حدائق الحيوان، ودعوتهم لإلقاء محاضرت حول النشاطات البيئية التي يمارسونها.
- إلقاء كلمات توجيهية في طابور الصباح، تتناول الأحداث البيئية الجارية: أمراض، وجفاف، وتصحر، وتلوث الماء، وإستخدام المبيدات، وغير ذلك.
- زراعة قطعة من الأرض، والعناية بها رياً وتسميداً، ويسبق ذلك تحليا تربتها لمعرفة مدى صلاحيتها للزراعة [ ].
الفصل الثامن
دور الجامعة في حماية البيئة
تعرف الجامعة بأنها المؤسسة التي تقوم بصورة رئيسية بتوفير تعليم متقدم لأشخاص على درجة من النضج، ويتصفون بالقدرة العقلية والإستعداد النفسي على متابعة دراسات متخصصة في مجال أو أكثر من مجالات المعرفة[ ]. وتلعب الجامعات دوراً هاماً وأساسياً في تنمية المجتمعات البشرية وتطورها، فهي التي تصنع حاضرها وتخطط معالم مستقبلها، بإعتبارها تشكل القاعدة الفكرية والفنية للمجتمعات البشرية.اما دور الجامعات في التنمية فيتم من خلال القيام بأدور متعددة ومتشعبة، والقيام بوظائف رئيسية ثلاث إتفق خبراء التعليم العالي على إسنادها للجامعات الحديثة، وهي:
التعليم، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع ( الخدمة العامة).وهذه الوظائف الثلاث مترابطة ومتشابكة، ويصعب فصل أحدها عن الآخر. ويمكن للجامعة ان تسهم في حماية البيئة ودرء الأخطار عنها( كجانب وقائي) والتصدي لما أصاب البيئة من أخطار، ومعالجة ما إعتراها من أذى ( كجانب علاجي) عبر وظائفها الرئيسية الثلاث، وذلك على النحو التالي:
1- التعليم
تهدف وظيفة الجامعة التعليمية الى تنمية شخصية الطالب من جميع جوانبها وإعداده للعمل المستقبلي، من خلال تحصيل المعارف وحفظها وتكوين الإتجاهات الجيدة عن طريق الحوار والتفاعل وتوليد المعارف والعمل على تقدمها.وتعد عملية التعليم إحدى الوظائف التي تقوم بها الجامعة للإسهام في تنمية الأفراد تنمية كاملة وشاملة، أي تمكين الجامعة من أداء وظيفتها في تنمية الموارد البشرية.
ويتدلى دور الجامعة في حماية البيئة من خلال هذه الوظيفة، وظيفة التعليم في تركيزها على التربية البيئية او ما يعرف بالمنحى البيئي للتعليم الجامعي، على ان هناك 3 مداخل لتضمين التربية البيئية (الجامعية) في المناهج الدراسية الجامعية، وهي:
مدخل الوحدات الدراسية، والمدخل الإندماجي، والمدخل المستقل.
2-البحث العلمي
وتهدف هذه الوظيفة الى توليد المعرفة وتحقيق التقدم التكنولوجي.فالأبحاث هي التي قادت الى التكنولوجيا المتطورة والتقدم الذي نشهده اليوم في البلدان المتقدمة.وأصبح معروفاً ان لمعدل النشاطات في الأبحاث وكثافتها علاقة إيجابية بمعدل التنمية.
إن الأبحاث التي قامت بها الجامعات عبر التأريخ كان لها بالغ الأثر في مجالات الصناعة والزراعة ومختلف جوانب الحياة. وعلى الرغم من ان عدداً كبيراً من مراكز الأبحاث قد أنشئ بصفة مستقلة عن الجامعات، إلا أن أبحاث الجامعات ما زالت الى حد كبير أكثر أهمية وأكثر دقة من غيرها من الأبحاث.
والبحث العلمي الذي نقصده هنا هو تلك العملية النظامية للبحث عن المعلومات ذات العلاقة بالموضوع قيد الدراسة، ومن خلال تعريف المشكلة وتحديدها، وصياغة الفرضيات، وإقتراح الحلول، وجمع وتنظيم وتقسيم البيانات، والخروج بإستنتاجات ومضامين، وبالتالي فحص هذه التضمينات لمعرفة مدى إتساقها مع الفرضيات.وبهذا يكون البحث العلمي وسيلة الإنسان لدراسة الظواهر ذات الإهتمام.إنه لمحاولة دقيقة ومنظمة وناقدة للوصول الى حلول لمختلف المشكلات التي تواجهها الإنسانية وتثير قلق الإنسان وحريته[ ].
يبين السعود،في فصل( دور العلم في حماية البيئة) من مؤلفه"الإنسان والبيئة" كيف يسهم العلم في تسهيل سيطرة الإنسان على الوسط المحيط به، وتسخير هذا الوسط لما فيه مصلحته وإستمرار حياته من خلال تطوير الآلات والمعدات والأجهزة والأدوات.وكيف قام الإنسان بإستخدام العلم لمعالجة بعض الأضرار التي نشأت بسبب العلم أو بغيره، أو محاولة التقليل من تفاقمها وتزايدها.
ويوضح بان الحديث عن العلم يعني بشكل رئيس الحديث عن الجامعات.فالجامعة من خلال كلياتها ومراكزها البحثية المختلفة تقوم بالبحث العلمي، بواسطة أساتذتها الذين يشكل البحث العلمي لهم جانباً أساسياً من جوانب مسؤوليتهم الوظيفية.وينبه في هذا المقام بان طلبة الجامعات، وعلى الأخص طلبة الدراسات العليا، يقومون، بتوجيه وإشراف من أساتذتهم، بالبحث العلمي في مجالات شتى. ويورد بعض الأمثلة التي توضح وظيفة الجامعة البحثية في مجال حماية البيئة والتصدي لما يعتريها من مشكلات كما يلي:
أ- مجال مواجهة مشكلة الإنفجار السكاني: من خلال البحوث العلمية التي إستهدفت تطوير تكنولوجيا موانع الحمل، وتحديد جنس الجنين، وغيرها.
ب- مجال مواجهة مشكلة التلوث: من خلال البحوث العلمية العديدة، التي إستهدفت حماية الهواء والماء والتربة والغذاء، ومكافحة التلوث الذي لحق بها، وتطوير وسائل النقل والطاقة البديلة، وما الى ذلك.كما إنبرت بحوث كثيرة للتصدي لظاهرتي التلوث الكهرومغناطيسي والضوضاء.
ت- مجال مواجهة مشكلة إستنزاف موارد البيئة:من خلال البحوث التي إستهدفت حماية موارد البيئة الدائمة، والمتجددة، وغير المتجددة[ ].
3-الخدمة العامة ( خدمة المجتمع)
تهدف هذه الوظيفة الى جعل الجامعة وسيلة تغيير فاعلة في المجتمع، حيث تساعد على تكوين النظرة العلمية التي تهيئ الناس لتقبل التغيرات، ومعاينتها، وإستمرارها، ضمن فلسفة المجتمع وقيمه وثقافته.كما إنها تساهم في الملائمة بين الأصالة والمعاصرة، وتعد الأفراد لتقبل التغيرات الجديدة.
وتنطلق هذه الوظيفة الثالثة، من وظائف الجامعة، من أن الجامعة يجب أن تكون بؤرة علمية وثقافية في المجتمع، من خلال الإنفتاح على المجتمع المحلي وتقوية الروابط معه وتقديم المشورة له، والمساهمة في حل مشاكله، ومساعدته على إستغلال موارده الطبيعية، بتوفير القوى البشرية اللازمة المدربة.إذ لا يمكن للجامعة ان تعزل نفسها عن المشكلات الإجتماعية الراهنة، بل على العكس من ذلك تماماً، فان عليها ان تنوع من خدماتها التي تقدمها للجمهور خارج نطاق الحرم الجامعي، فهي بمثابة نماذج بين الإنجازات التي تقدمها الى جميع القطاعات، وبخاصة في مجال الإستشارات والدورات التدريبية ونشر المعارف[ ].
مفهوم الخدمة العامة كوظيفة للجامعة
لقد ظهر مفهوم الخدمة العامة كوظيفة للجامعة في النصف ألأخير من القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة الأمريمية، عندما أدركت الدولة الحاجة الى إنشاء جامعات رسمية في كل ولاية تعنى بتطوير الزراعة ومكانتها بإستخدام البحث العلمي وإنشاء المحطات التجريبية وتدريب المرشدين الزراعيين في الميادين، وأنشأت نظاماً لتقديم الخدمات للمزارعين الصناعيين، وأصحاب المهن المختلفة، وإستمر هذا الدور بالنمو والإتساع ليشمل برامج التعليم المستمر في كافة المجلات ولكافة الفئات العمرية.
إن النظرة الشاملة للجامعات في العالم، تكشف عن تباين واضح في مدى إستجابة هذه الجامعات لهذه الوظيفة الحديثة، ومن الإستجابة المطلقة الى الرفض المطلق لهذه الوظيفة ما بين الدرجتين.ففي حين ان الجامعات الأمريكية على سبيل المثال إستوعبت هذا الدور وبلورته وطورته ووسعت اَفاقه ليشمل الخدمة العامة، ليس على صعيد الولاية او الدولة فحسب، بل وعلى صعيد العالم، نجد أن مثل هذا الدور ما زال محدوداً في كثير من الجامعات الأوربية.أما الصورة في كثير من جامعات العالم النامي فهي أقل إشراقا، إذ أنها قد تراوحت ما بين الرفض المطلق لهذا الدور وتضييق هامشه وتقييد مساحته بصورة كبيرة جدأ[ ].وإذا كانت كل المجتمعات بحاجة الى ان تقوم جامعاتها بوظيفتها الثالثة، وهي الخدمة العامة، فان مجتمعات الدول النامية تبدو أكثر حاجة لمثل هذه الوظيفة.على ان أي عمل تقوم به الجامعة في هذا المجال يمثل حماية للبيئة في جانب من الجوانب.
ونورد فيما يلي بعضاً من الأمثلة التي يمكن ان تقوم بها الجامعة في مجال الخدمة العامة، والتي تنعكس إيجابياً على البيئة:
أ-مجال القيادة الفكرية للمجتمع:
إذ ان على الجامعة ان تسهم في بناء الحس الوطني والقومي عند المواطن، وترسيخ قيم النظافة والمحافظة على مكنوزات المجتمع وثروته والتصدي لكل محاولات العبث والتدمير والإيذاء الذي قد تتعرض له بعض موارد البيئة، بطريقة عمدية أو تلقائية.ويمكن للجامعة ان تقوم بهذا الدور من خلال مجموعة من النشاطات، كإستخدام وسائل الأعلام، وتقديم البرامج الخاصة، وعقد الندوات والمحاضرات والمؤتمرات، وتقديم البرامج التدريبية للطلبة والمواطنين، وغير ذلك مما من شأنه ان يسهم في حماية البيئة.
ب-مجال التعليم المستمر:
وهو حقل واسع يشتمل على كل فرصة تعليمية او تدريبية تقدم للمواطنين الذين فاتتهم مثل هذه الفرص من خلال التعليم النظامي.ويمكن للجامعة ان تقدم هذه الخدمة للمواطنين من خلال برامج الدراسات المسائية النظامية والجامعة المفتوحة والتعليم عن بعد والدورات والبرامج المهنية المتخصصة والدورات الفنية والمهنية للعمال والفنيين والدورات العامة للراغبين والمهتمين، كدورات الإرشاد الأسري والأرشاد الزراعي والإرشاد الإستهلاكي والأرشاد الصحي والأرشاد البيئي، والبستنة، وتربية النحل، وتربية نباتات الزينة، وغيرها.وغني عن القول ان مثل هذه النشاطات تسهم في زيادة حصيلة المواطنين المعرفية وتوسيع مداركهم ونفض أقنعة الجهل والتخلف عنهم، مما يسهم بلاشك في زيادة وعيهم البيئي.
ج-مجال الإستشارات والدراسات:
إذ يمكن للجامعة ان تسهم في تطوير عمل كل مؤسسات الدولية من خلال الدراسة والتحليل والتشخيص وتقديم الإستشارة للإصلاح والتحديث.ولعل المجال لا يتسع لذكر كل أنواع الدراسات والإستشارات التي يمكن للجامعة ان تقوم بها والتي من شأنها التصدي لمشكلات البيئة كافة والإبقاء على البيئة في منأى عن كل أشكال الأذى.
د-مجال الخدمات النموذجية:
يتضمن هذا المجال قيام الجامعة بتقديم خدمات نموذجية لمجتمعها في كافة المجالات، من خلال بعض وحداتها ومراكزها .فمستشفى الجامعة وما يتبعه من مراكز وعيادات طبية يمكنها ان تزيد من وعي المواطنين حيال قضايا تنظيم النسل والتلوث الغذائي وكافة أشكال التلوث الأخرى.أما مدرسة الجامعة وروضتها فيمكنها تقديم العديد من النشاطات التي تساعد في زيادة الوعي البيئي لدى الدارسين فيها والمواطنين على حد سواء. وتشاركها في هذه المهمة مكتبة الجامعة ووسائلها الأعلامية ومراكزها المتخصصة ومتاحفها ومختبراتها ومراكز الخدمات الإجتماعية فيها.
ه-مجال المحاضرات والمؤتمرات والندوات:
إذ يمكن للجامعة ان تنظم المحاضرات (العامة والخاصة) والندوات والمؤتمرات واللقاءات العلمية التي تستهدف نشر المعرفة وتبادل الرأي والخبرة وعرض الدراسات والبحوث في مجالات كثيرة، ومنها تحليل مشكلات البيئة، وعرض وجهات النظر المختلفة للتصدي لها، وما الى ذلك.
و-مجال الإحتفالات بالمناسبات العامة:
وفي هذا المجال تنظم الجامعة الإحتفال بالمناسبات العامة، ومنها المناسبات البيئية، إذ ان على الجامعة ان لا تدع أي مناسبة ذات طابع بيئي ان تمر دون الإحتفال بها من خلال المحاضرات والندوات وتوزيع النشرات وعرض الملصقات والأفلام، وغير ذلك. ولعل من ابرز هذه المناسبات: يوم الشجرة (15 كانون الثاني) ويوم الماء العالمي ( 22 اَذار) واليوم العالمي للإمتناع عن التدخين( 31 اَيار) ويوم البيئة العالمي ( 5 حزيران) واليوم العالمي لمكافحة المخدرات( 23 حزيران) ويوم الأوزون العالمي ( 16 أيلول) ويم البيئة العربي ( 14 تشرين أول) ويوم الغذاء العالمي) 16 تشرين أول) ويوم الفقر العالمي ( 17 تشرين أول).
على ان ما ينبغي التنويه له في هذا المجال إن كثيراً من الجامعات قد إستحدثت دوائر مستقلة لتكون نافذتها التي تطل منها على المجتمع المحلي وذراعها التنفيذي لخدمة هذا المجتمع.وقد جاءت مثل هذه الدوائر- الوحدات تحت مسميات عديدة: دائرة التعليم المستمر،وخدمة المجتمع، ووحدة خدمة المجتمع، ووحدة الإستشارات والدراسات، ووحدة العلاقات الخارجية، وما الى ذلك.وقد توجت بعض الجامعات إهتمامها بهذه الوظيفة ( وظيفة الخدمة العامة للمجتمع) بإستحداث مركز قيادي عالي للإشراف على نشاطات الجامعة في هذا المجال، وهو مركز نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، كما هو الحال في جامعة حلوان بجمهورية مصر العربية[ ].
الفصل التاسع
التعليم البيئي
يعتبر التعليم البيئي نظاماً متداخلاً، يتركز حول المشاكل، ويرتبط بالقيم وبالمجتمع المحلي، في الحاضر والمستقبل، ويهتم ببقاء الإنسان بإعتباره نوعاً، ويعتمد على إندماج الطالب ونشاطه.وعلى هذا الأساس، فان نواة التعليم البيئي تقوم على العلاقات المتداخلة بين الأنشطة الإنسانية ومسائل البيئة، وهذا يتطلب دراسة كيفية حدوث التغيير المرغوب فيه، كما يتطلب التعرف على القيم العامة المتعارف عليها، وما تتطلبه من مستويات أخلاقية تشكل الدعامة الرئيسية لبناء هيكل التعليم البيئي، ومنها:القيم التي تربط بين الأفراد والمجتمع، والقيم التي تتناول العلاقة بين الفرد والأرض والحيوان والنبات الذي ينمو فوقها[ ].
أهداف التعليم البيئي
أ- أهداف تربوية
ب- أهداف عامة
ت- أهداف خاصة بالمجتمع
ث- أهداف خاصة بالأفراد
أ- الأهداف التربوية للتعليم البيئي
تقوم الأهداف التربوية للتعليم البيئي على رفع مستوى الوعي والمعرفة والفهم للبيئة الشاملة، والمشكلات الموجودة فيها، ومسؤولية الإنسان عن دوره فيها.كما تشتمل على السلوك والإتجاهات، والشعور بالإنتماء للبيئة، وبالأحساس بالمسؤولية إتجاه مشاكل البيئة، وتعزيز الدوافع للمشاركة في صيانتها وتحسينها، وإكتساب القيم الإجتماعية والمهارات اللازمة لحل مشاكل البيئة، والمشاركة في العمل على حلها.
فضلاً عن القدرة على تقويم مقاييس البيئة وبرامج التعليم البيئي في العلوم المختلفة.وقد لخص ميثاق بلغراد أهداف التعليم البيئي: بالإلمام، والمعرفة، والإتجاه، وخلق القيم الإجتماعية، والمهارات، والقدرة على تقييم المعايير، والمساهمة، والإحساس بالمسؤولية.
ب-الأهداف العامة
تتلخص الأهداف العامة للتعليم البيئي في رفع مستوى وعي المجتمع البشري بما حوله، وبالمشاكل المترتبة على ذلك، وتنمية إتجاهاته ومهارته وسلوكه بما يحفزه للعمل من أجل حل المشاكل المعاصرة، ومنع ظهور مشاكل أخرى على المستويين الفردي والجماعي.كما تتضمن هذه الأهداف رفع مستوى معرفة المواطنين بالبيئة، ومساعدتهم في أن يصبحوا مواطنين ماهرين ومنتمين وراغبين في العمل فردياً وجماعياً.وأعتبر احد مشاريع التعليم البيئي في المدرسة الإبتدائية والثانوية ان الأهداف العامة للمشروع التعليمي البيئي هي تنمية القيم الإجتماعية، وخلق وعي وإهتمام أكبر في البيئة.
ج- الأهداف الخاصة بالمجتمع
وتتضمن تطوير مفهوم جماهيري أساسي للعلاقات الإنسانية والتفاعلات البيئية ككل،وتفهم الحاجة للمحافظة على التوازن البيئي، وهذا يستدعي خلق الإهتمام، وإيجاد الحوافز للعمل على حل مشاكل البيئة.ولتحقيق هذه الأهداف، لابد من توافر معلومات دقيقة عن البيئة والمسائل المتصلة بها، حتى يتمكن المجتمع من إتخاذ القرارات السليمة لأساليب التعايش معها، وتوافر الحوافز والتدريب اللازم الذي يمكن المواطنين من إستيعاب المعلومات والمهارات ونقلها.
إن ذلك يساعد المجتمع على حل المسائل البيئية المتشابكة ومنع عودتها، والموازنة بين إحتياجات المدى القريب وإحتمالات المدى البعيد، وما قد يطرأ من إلتزامات عند إتخاذ القرارات الخاصة بالبيئة، وتشجيع المجتمع على المشاركة في إتخاذها.
د- الأهداف الخاصة بالأفراد
تتضمن الأهداف الخاصة بالأفراد مجموعة من القيم الإنسانية التي تتعلق بالتفاعلات الإنسانية مع البيئة والتي توجه الفرد،وتقود خطواته في الحياة، وتؤدي به الى الإلتزام بمنظور البيئة من أجل حياة أفضل للبشرية، وفهم العلاقة بين إحتياجات المجتمع وتفاعلاته مع البيئة من خلال الإلمام والمعرفة التامة بإحتمالات المشاكل المستقبلية للبيئة وإسلوب حلها، وفهم اشكال الإعتماد المتبادل بين الكائنات الحية، والتفكير بإسلوب نقدي، والبحث عن الأدلة، وتحدي الأفكار والأشياء الموجودة.وتكون هذه الأهداف على مستويين:
1- أهداف خاصة بالمعلمين- وتتمثل في خلق وعي أكبر في البيئة المحيطة لدى المعلمين وتلامذتهم، وفي تعلم سلسلة من المهارات تمكنهم من التعليم عن البيئة، وفي إكتساب مهارة كتابة الأدلة العملية والكتب التطبيقية لأعمالهم الميدانية في المدرسة والملاعب وحدائق الحيوان والمتنزهات الوطنية والشواطئ، وفي تشجيع تلاميذهم على تطبيق الطرق التعليمية التي تعلموها في الورشة التدريبية في بيئتهم المحلية الخاصة.
2- أهداف خاصة بالتلاميذ والأطفال- وتتمثل في خلق وعي لديهم بالأشياء المحيطة بهم، من نباتات وحيوانات وأدوات، وتنمية مهارات الإتصال اللفظي والقياس والقراءة والكتابة والفنون الإبداعية.
أهداف التعليم البيئي من حيث مستوياتها
تتنوع أهداف التعليم البيئي بتنوع الفئات المستهدفة فيه، وهذا يرتب تعدد وتنوع مستويات هذه الأهداف، وعليه، فان هناك 4 مستويات للأهداف التعليمية البيئة، تتلخص في ما يلي:
أ-المستوى الأول: ويعنى بالأساسيات الأيكولوجية،وتضم السكان(أفراداً ومجموعات) بصفتهم أعضاء في الأنظمة الحيوية، كما تضم التفاعلات والإعتماد المتبادل، والتأثيرات البيئية، والمضامين الإيكولوجية للأنشطة والمجتمعات الإنسانية، وتدفق الطاقة، والسلاسل الغذائية ( الدورة الغذائية)، وكذلك وقف النزيف الدموي والتتابع.
ب-المستوى الثاني: ويعنى بالوعي التصوري في القضايا والقيم.يشتمل المستوى الثاني من أهداف التعليم البيئي على تأثيرات الأنشطة البشرية الثقافية ( الدينية والإقتصادية والسياسية والإجتماعية) في البيئة، وتأثيرات السلوكيات الفردية في البيئة من منظور أيكولوجي، والتنويع الواسع في القضايا البيئية، والحلول البديلة المتاحة لحل القضايا البيئية ومضامينها الأيكولوجية والثقافية، بالأضافة الى ضرورة التقصي وتقييم القضايا البيئية كمتطلب أساسي لأتخاذ القرار البيئي والحاجة الى سلوك يعبر عن مواطنة مسؤولة في حل القضايا البيئية.
ج-المستوى الثالث: ويعنى بالمعرفة ومهارات التقصي والتقييم.ويتضمن هذا المستوى ما يلي:
-أن تتطور المعرفة والمهارة المطلوبتين ليصبح قادراً على تحديد وتقصي المسائل وتلخيص المعلومات التي تم جمعها، وقادراً على تحليل القضايا البيئية والقيم المرتبطة بها، ومضمونها الإيكولوجي والثقافي، وقادرة على تحديد الحلول البديلة للقضايا المحدودة، وقادراً على تحليل االحلول وابعادها القيمية ومضامينها الثقافية والأيكولوجية، وقادراً على تحليل القيم الخاصة وتوضيحها فيما يتعلق بالقضايا والحلول المطروحة، وقادراً على تقييم وتوضيح وتغيير هذه القيم في ضوء المعلومات المتاحة.
-أن تتوفر الفرصة للمتعلمين للقيام بالمشاركة في تقصي القضايا البيئية وتقييمها.
د- المستوى الرابع: ويشتمل على المهارات العملية والتدريب والتطبيق.
المشكلات التربوية، التي تواجهها برامج التعليم البيئي، وهي مشكلات خاصة بتطبيق التعليم البيئي،وأخرى خاصة بمحتوى التعليم، وثالثة خاصة بالبرنامج الدراسي، ورابعة مشكلات خاصة بالمفاهيم، ورابعة مشكلات خاصة بالتنوع في التعليم البيئي، وصعوبات تتعلق في كيفية تطبيق الآراء والمفاهيم والمهارات الجديدة [ ].
التربية البيئية في المؤسسات التربوية
المدرسة هي من أهم المؤسسات التي يعهد إليها المجتمع بمهمة رعاية أبنائه وتنشئتهم وإكسابهم القيم والإتجاهات وأنماط السلوك البناءة، الى جانب إكسابهم المعارف والمهارات، حيث أن المدرسة لها أهدافها التربوية والإجتماعية التي تعمل على تحقيقها لخدمة البيئة والمجتمع.فقد ظهرت الإتجاهات الحديثة في التربية التي ترمي الى ربط المدرسة بالبيئة المحيطة وربط البيئة بالمدرسة.
ولقد أدخلت العديد من دول العالم برامج نظامية في التربية البيئة بالمراحل التعليمية المختلفة من أجل المحافظة على البيئة المحلية ومقوماتها،إلا ان هذه البرامج لم تسهم في الحد من تدهور البيئة بالشكل المطلوب.
وهكذا ينبغي الإهتمام بربط المدرسة وبرامجها التربوية بالبيئة المحيطة.فالمدرسة تلعب دوراً كبيراً في تكوين الإتجاهات والقيم البيئية وأنماط السلوك البيئي السليم لدى التلاميذ، والتي تمكنهم من حسن التعامل مع البيئة، حيث ان التلاميذ يتأثرون بالأنشطة والممارسات التي تجري داخل وخارج المدرسة.
ولكي تقوم المدرسة بدورها المنتظر نحو البيئة يجب ان تتضافر جهودها مع العديد من الأجهزة والمؤسسات الموجودة بالبيئة المحيطة،مثل الوحدات المحلية والأحياء والمجتمعات الأهلية والوحدات الصحية ودور العبادة.بالأضافة الى تعاون المدرسة مع بعض الأجهزة المعنية بشؤون البيئة على المستوى القومي، مثل جهاز شؤون البيئة [ ].
برامج التربية البيئية
البرامج المقترحة لتنمية الوعي البيئي
1- إنشاء مراكز لمصادر تعلم وتدريب لدراسة التنوع الحيوي، وبالتعاون مع أندية حماية البيئة.
2- تدوير النفايات الورقية في المدارس ودور العلم.
3-برامج توعية وطنية.
4- برامج تدريب وطني في مجالات التعليم والتوعية والإتصال.
5-مدارس بيئية..الخ.
برامج التوعية الوطنية
يهدف هذا المشروع الى مخاطبة شرائح المجتمع كافة بهدف زيادة مستوى الوعي البيئي بقضايا البيئة، ويتضمن البرنامج ما يلي:
تعريف بالتوعية البيئية وأهميتها ودورها في الحفاظ على البيئة.
وصف الواقع الوطني والتحديات البيئة التي يواجهها.
وصف طرق ووسائل يستطيع الفرد بواسطتها الحد من التدهور البيئي.
إبراز أهمية المشاركة الشعبية في برامج التوعية وتحقيق التنمية المستدامة وإظهار أهمية التجارب العملية والمبادرات الناجحة الرفيقة بالبيئة.
دور المجتمع والأسرة في التربية البيئية
المجتمع ليس تجمعاً لبشر ومواطنين في فضاء مطلق.إنه تجمع في إطار جغرافي وطبيعي محدد،مما يعني أنه والبيئة في تفاعل مستمر،فإذا تحسنت حال البيئة إنتعش المجتمع وتأمنت له أجواء التفكير في حاضره ومستقبله، والعمل المثمر في الظروف كافة.
وتعد الأسرة من أهم مؤسسات المجتمع في تهيئة الأفراد للحفاظ على البيئة، وحمايتها من كل مكروه، وبناء الإستعداد لديهم للنهوض بها، ودرء المخاطر عنها، وإستيعاب وتمثل قيم النظافة، وترشيد الإستهلاك، والتعاون على ما ينعكس إيجاباً على البيئة.ويتمثل دور الأسرة بما يلي:
التصدي لمشكلة الإنفجار السكاني، بوصفها من أخطر مشكلات البيئة، حيث أصبح هناك تزايد في معدلات السكان بسبب إرتفاع معدلات المواليد وإنخفاض الوفيات، وأسباب هذه المشكلة هو الجهل المعرفي، والديني، والعادات، والتقاليد، وضعف وسائل التنظيم الأسري.
التصدي لمشكلة التلوث: يكتسب الأبناء السلوكيات من خلال تعايشهم اليومي مع أسرهم، وبالذات أمهاتهم، وتكاد التربية بالتقليد من أهم وسائل التربية، وتلجأ أليها الأسر لبناء إتجاهات إيجابية عند الأبناء نحو البيئة.فالأسرة لها دور في معالجة ما إعترى البيئة من مشكلات، ولها بعض الأساليب التي تستخدمها لبث الوعي البيئي لدى الأطفال حيال المياه وتلوث المياه، على سبيل المثال:
أ- أن يتعامل الأبوان مع المياه بمثالية، فلا إسراف و لا تلوث للمياه.
ب- أن لا يمل الأبوان النصح والإرشاد وتذكير الأبناء بأهمية المياه.
ج- أن يؤشر الأبوان الى بواطن الخل�