نموذج تقويم البرامج الاجتماعية
1) ماهية التقويم .
3) أهداف وأغراض التقويم .
4) خطوات التقويم ومراحله .
1 ) ماهية التقويم :
يولى المجتمع الحديث اهمية كبيرة لعملية التقويم باعتبارها ملازمة لبرامج العمل الاجتماعى والتى تهدف إلى إحداث التغييرات التى من شأنها ان تنمى وتطور الانساق الاجتماعية والجماعات المحلية حتى تستطيع ان تصل إلى الحد الاقصى من توظيف امكانياتها المادية والبشرية ، وهذا يقودها إلى عملية التقويم من حيث منهجيتها واستخداماتها العملية فى مجال العلوم الاجتماعية والتميز بينها وبين اى صور اخرى .
فالتقويم دراسة للتغيرات التى حدثت اثناء وبعد تطبيق برامج العمل الاجتماعى ، وتحديد للجوانب المؤثرة فى البرنامج ، وقد تكون فرص نجاح البرنامج اكبر لو ان التقييم قد ادرج منذ البداية ضمن التخطيط للبرنامج باعتباره خطوة اساسية من خطواته التنفيذية ويستخدم مفهوم التقويم كهدف فى حد ذاته او كعملية ، فهو كهدف يحدد العائد او الفائدة الاجتماعية للبرنامج ، اما كعملية انه يقيس الدرجة التى تعكس العائد المرغوب او الفائدة من البرنامج ، وهذان الجانبان فى التقويم يمثلان المكونات المنهجية والتصورية للبحث التقويمى(1).
ولذلك يرى ارمسترونج Armstrong ان التقويم يهدف للاجابة على الاسئلة الآتية : كيف نقوم بالعمل؟ هل ننجز ما نحدده لعملنا ؟ كيف نستطيع تحسين ما نؤديه من عمل ؟
وقد عرف التقويم بانه " جمع بيانات حول نتائج برامج العمل المتعلقة بالاهداف والاغراض الموضوعة لتقدم البرنامج" .
وقد عرف آخرون التقويم بانه "عملية يمكن بها اصدار الحكم على تحقيق العملية التربوية لاهدافها واغراضها ، والعمل على كشف نواحى النقص إن وجد ، واقتراح الوسائل لاستكمال هذا النقص فى المستقبل" .
كما عرف ايضا بانه " عملية الوصف الدقيق للحصول على المعلومات المفيدة للحكم على بدائل القرارات " ويرى فريق آخر التقويم بانه الجهود المنظمة التى تبذل للتأكيد من مدى النجاح فى تحقيق الاهداف المحددة " ويتفق مع نفس هذا التعريف تعريف المؤتمر الامريكى للصحة العامة بانه عملية لتحديد القيمة او كمية النجاح فى تحقيق الاهداف الموضوعة .
وقد عرف المجتمعون فى احد الاجتماعات الدولية لمنظمة اليونسكو منذ عدة سنوات التقويم بانه " تلك العملية التى تمكن المنفذين من وصف فاعلية برامجهم ، والقيام بتعديلات مستمرة إذا اقتضى الامر لتحقيق الاهداف المحددة للبرامج بطريقة اكثر تأثيرا ، وهذا يعنى ان عملية التقويم لا تكون فى نهاية البرنامج فقط ، ولكنها عملية دورية لمتابعة المراحل المختلفة من البرنامج .
بل ان البعض اكد على ان التقويم هو اسلوب للبحث او منهج علمى فهو " أداة او منهج علمى يستهدف الكشف عن حقيقة التأثير الكلى او الجزئى لبرنامج من برامج التنمية الاجتماعية او الاقتصادية فى النطاقين القومى والمحلى على السواء ، ووسيلته إلى تحقيق هذا الهدف هى الكشف عن حقيقة التغير الاجتماعى المادى التكنولوجى والمعنوى (1).
ويرى احمد شفيق السكرى – ان التقييم – عملية اجتهادية لحساب القيمة المادية او تقدير لقيمة شئ ، وفى الخدمة الاجتماعية هو قياس او تقدير إلى اى مدى حقق التدخل او المشروع او البرنامج اغراضه واهدافه ؟ وما هى بالتحديد اسباب نجاح او فشل التدخل او البرنامج او المشروع ؟
والاجابة على هذين السؤالين تستخدم لاعادة تحديد بدائل اساليب التدخل او بدائل البرنامج ؟ او اعادة تحديد الاهداف والاغراض نفسها ، ويمثل التقييم اهمية فى برامج الخدمات الاجتماعية حيث يستخدم لاثبات احقية البرامج القائمة فى استمرار تمويلها .
والتقييم يختلف عن المتابعة ، فالتقييم يهتم بتقدير البرنامج بعد استكماله لكى يتخذ البرنامج مساره الصحيح خلال عملية التطبيق ، وكلا من المتابعة والتقييم يمكن تصورها موجهين لكلا من جهود البرنامج ونتائج البرنامج ، فالمتابعة تتجه للتركيز على جهود البرنامج ، والتقييم يركز على نتائج البرنامج .
وإن المقارنة هى اسسا التقييم فلا يمكن ان يقيم بدون ان نقارن فيمكن مقارنة الموقف قبل التدخل والموقف بعد التدخل ، او مقارنة البرنامج ببرنامج اخر او يتم مقارنته بما هو مخطط من توقعات(1) وهناك من يرى انه – عمليات قياس موضوعى للقيمة الفعلية لاى عمل او نشاط مقاسا بما يحدد من اهداف وبما يخصص له من امكانات (مادية وبشرية) وبما يحدث من تغييرات مادية وانسانية وبما يحققه من نتائج مقارنة بما كان من المتوقع ان يحققه . كما تقاس النتائج المحققة بدورها بما يبذل فى تحقيقها من وقت وجهد وتكلفة .
وفى التخطيط الاجتماعى يتسع نطاق تقييم اى مشروع او برنامج تتضمنه الخطة الموضوعة ليشمل الجوانب التالية :
1) تقييم الاهداف المحددة للبرنامج او المشروع .
2) تقييم مدخلات المشروع او البرنامج ويعنى ذلك تقييم الامكانيات المادية والبشرية والتنظيمية المخصصة للمشروع او البرنامج مقاسه بحجم ودرجة صعوبة المشكلات التى يعالجها او الاحتياجات التى يواجهها .
3) تقييم مستويات الاداء والفاعلية بقياس المستوى الفنى لاداء العمل ومدى فاعلية هذا الاداء على ضوء ما يحدثه من تغيرات مصاحبه لادائه .
4) تقييم العائد او النتائج النهائية التى يحققها البرنامج او المشروع فيما يعرف بتقييم المخرجات .
تقييم الاهداف : يستهدف تقييم اهداف البرنامج او المشروع محاولة الوقوف من خلال التنفيذ على ما يلى :
ü مدى وضوح الاهداف الموضوعة .
ü مدى واقعية هذه الاهداف وقابليتها للتحقيق .
ü مدى ترابطها وتكاملها .
ü مدى دراية وفهم العاملين فى التنفيذ للاهداف ومدى ادراكهم لعلاقة اعمالهم المختلفة بتحقيق الاهداف .
ü هل هناك اهداف اخرى كان يمكن ان تضاف ، ومن ناحية اخرى هل هناك اهداف لاداء اعمالها ، ويقترح صرف النظر عنها .
ü ما تحقق من هذه الاهداف وما لم يتحقق ، ولماذا .
تقييم المدخلات inputs Evaluation :-
المدخلات التى يتناولها التقييم بالدراسة والقياس فى اي برنامج او مشروع يخطط للتنمية والرعاية الاجتماعية تتضمن جانبين :-
الاول : المستفيدين بالبرنامج او المشروع (افراد او جماعات او مجتمعات محلية او كل ذلك معاً) والاحتياجات التى يواجهها البرنامج او المشروع ، او المشكلات التى يعالجها .. ويعرف تقييم هذا الجانب عادة بما يسمى تقييم العملاء .
الثاني : الامكانات والعناصر التى تم توفيرها وتخصيصها لمواجهة الاحتياجات وعلاج المشكلات ويتضمن ذلك ما يلى :
- الخدمات التى يوفرها المشروع ومدى تكاملها وكفايتها لتحقيق الاهداف .
- المرافق والمبانى والطاقة الخدمية لكل منها والطاقة المستغلة فعلا .
- التخطيط التنظيمى للمشروع ويشمل :
- البناء التنظيمى وتقسيماته ومدى تناسبه مع تنوع البرنامج او المشروع .
- القوى العاملة ومدى كفايتها العددية وكفاءتها من حيث الخبرات والتأهيل ومسميات وظائفها والاختصاصات المحددة لكل منها ومدى الوضوح فى تحديد ذلك كله وخلوه من الازدواج او التضارب .
- خط السلطة Line of Authority: ومدى تسلسل القيادة وتفويض السلطة من اعلى إلى اسفل لتجنب الاختناقات المعوقة للعمل وانسيابه فى التوقيت والظروف الملائمة لتحقيق اهداف المشروع .
- الاتصال Communication: ويقصد به وسائل نقل الاوامر والتوجيهات والتعليمات والمعلومات الخاصة بالعمل على جميع المستويات .
- الاموال والاعتمادات المخصصة ومدى كفايتها .
- المعدات والاجهزة ومدى كفايتها وحداثتها تكنولوجيا .
- تعليمات ولوائح العمل فى المشروع ومدى خلوها من التعقيد مع ملاءمتها لطبيعة المشروع واهدافه .
تقويم مستوى الاداء والفاعلية : Evaluation of standards and effectieveness of performance
مفهوم تقييم مستوى الاداء وفاعليته يشير الى اسلوب موضوعى او منهج علمى يتبع للوقوف على المستوى الفنى لاداء العمل وعلى مدى التأثير الكلى او الجزئى لهذا الاداء وكذلك للكشف عن التغيرات التنموية التى تطرأ على المستفيدين من المشروع او البرامج خلال مراحل تنفيذه المتعاقبه ويستهدف تقييم مستوى وفاعلية الاداء ما يلى :
- التحقق من ان المشروع يسير بصورة مطابقة للخطة الموضوعة .
- التأكد من ان العمل فى هذا المشروع يؤدى وفق الاصول التى وضعها الخبراء والمتخصصون .
- الاطمئنان الى ان التغيرات التنموية المنشودة تتحقق كما وكيفا بالمعدلات المتوقعة لكل مرحلة من مراحل تنفيذ المشروع .
- التيقن من ان العمل يؤدى باقصى كفاءة إدارية وتنظيمية فى استخدام الامكانات المتاحة للمشروع ( أموال – قوى عاملة – وقت – مهمات – ادوات – مرافق ... ) وذلك بأقل قدر من الفاقد المسموح به فى استخدام هذه الامكانات .
- التعرف على ما يواجه التنفيذ او الاداء من صعوبات ومشكلات وتقصى أسبابها او العوامل المحدثة لها (هل تعود إلى عيوب فى التخطيط ام إلى قصور فى الامكانيات ام إلى ضعف فى مستوى كفاءة العاملين ) .
- الكشف عن مواطن الفاقد فى استخدام الامكانيات المتاحة (فى الانفاق وفى استهلاك المعدات والمهمات والادوات وفى تشغيل القوة العاملة) .
- الكشف عن مواطن الخلل الادارى والتنظيمى وهل ترجع إلى :-
- شيوع المسئولية بين العاملين او عدم وضوحها وتحديدها .
- عيوب فى البناء التنظيمى للوحدة المنفذة للمشروع .
- عيوب فى اللوائح والتعليمات .
- ضعف فى الرقابة الداخلية .
- عدم فاعلية الاشراف والتوجيه والتدريب .
- تعقد إجراءات العمل .
وعلى ضوء ما يسفر عنه التقييم فى هذه الجوانب كلها يمكن للمخططين الاجتماعيين اقتراح ما يلزم من إجراءات لتطوير العمل والارتقاء وبمستوى الاداء وزيادة فاعليته وتأثير وتنمية الكفاءة فى استخدام الامكانات المتاحة .
تقييم المخرجات او الانجازات :-
ويعنى ذلك إجراء الدراسات التقييمية التى تساعد المخططين الاجتماعيين فى الوقوف على ما يلى :-
- مدى ما تحقق من اهداف مرتبة حسب اولوياتها واهميتها .
- عدد المستفيدين .
- التغييرات التنموية التى طرأت نتيجة لتنفيذ البرنامج او المشروع سواء بالنسبة للمستفيدين انفسهم او بالنسبة للمجتمع ككل .
فبالنسبة للمستفيدين :
يعنى هذا المفهوم قياس ما اكتسبوه من معارف ، وما استطاعوا ان ينموه من مهارات ، وما وصلوا إليه من نمو ونضج او وعى وما تبنوه من قيم واتجاهات صالحة وانماط سلوكية جديدة
اما بالنسبة للمجتمع ككل :
فقياس ما ادخله البرنامج او المشروع فى المجتمع من :
- انشطة جديدة (اقتصادية – اجتماعية – ثقافية – صحية) .
- تنظيمات اهلية فعالة وزيادة فاعلية المشاركة الشعبية .
- قيم وتقاليد جديدة صالحة .
- تطوير وتحديث فى التكنولوجيا المستخدمة .
- نمو قاعدة القيادة المحلية عددا وتنوعا ومستوى .
- تحسن مؤشرات التخلف (الامية - وفيات الاطفال-ضعف الدخول- البطالة) .
- تنشيط المؤسسات المحلية وزيادة فاعلية مشاركتها فى تنمية المجتمع .
- رفع مستوى صحة البيئة والحفاظ عليها من التلوث .
- الاستخدام الواعى للمرافق العامة وصيانتها والحفاظ عليها .
- زيادة مشاركة المجتمع فى تحقيق اهداف التنمية القومية الشاملة .
- نظم المعلومات Information system :
مفهوم يشير إلى النظم التى تستخدم لتسجيل نمو وتطور المجتمعات الانسانية .... وعلى مستوى المجتمعات المحلية فان نظم المعلومات تعنى مجموعة السجلات او البطاقات او التقارير التى تستخدم لتسجيل وحفظ وتبادل البيانات والاحصاءات والمعلومات الاساسية عن المجتمع المحلى وسكانه ( بنيانه وهيكله – واوضاعه الديموجرافية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعمرانية والصحية .... ) .
اهم المشروعات القائمة فيه والمؤسسات العاملة به ، كما يعنى ايضا مفهوم نظم المعلومات الكيفية التى يتم بها تدفق المعلومات من القاعدة إلى القمة او من المستويات الادنى إلى الاعلى وبالعكس ، والمواقع التى تصل اليها هذه المعلومات ، وماذا يتم بشأنها ، أو كيفية استخدامها فى كل موقع ونوع الحاجة إليها للتخطيط والمتابعة والاشراف والرقابة ... (1)
والخلاصة واى ما كان اتجاه او ابعاد المفاهيم السابقة فانه يمكننا ان نؤكد ان مفهوم التقويم ، وان اختلف فى بعض الاحيان من حيث الشكل او الطريقة المتبعة فى تحقيقه ، إلا انه وسيلة هامة وأساسية لا يمكن الاستغناء عنها فى مجالات الرعاية الاجتماعية على وجه العموم ، وفى مجالات الخدمة الاجتماعية على وجه الخصوص ، وذلك باعتباره عملية جوهرية تعتمد على القياس العلمى لتحديد ورصد النتائج التى امكن التوصل إليها من خلال تطبيق برنامج او مشروع او منهاج يتعلق باساليب التدخل المهنى فى إحدى مجالات الخدمة الاجتماعية ، ويقدم لنا تصورا واضحا لكيفية التعامل فى المستقبل مع هذه المجالات بصورة اكثر نجاحا ومهنية (2).
2) الاسباب الرئيسية للتقييم :-
ليساعدنا علىصنع خطط افضل للمستقبل |
لرؤية ما تحقق |
لجعل عملنا اكثر فاعلية |
لنكون قادرين على تبادل الخبرات |
لنكون قادرين على تحسين طرق المتابعة |
لنتفقد عملنا |
لنقارن بين البرنامج والبرامج المشابهة |
لماذا نقوم بالتقويم |
لجمع مزيد من المعلومات |
1) الانجاز : رؤية ما تحقق
2) قياس التقديم : طبقا لاهداف البرامج .
3) تحسين المتابعة : من اجل إدارة افضل .
4) تحديد نقاط القوة والضعف : لتقوية البرنامج .
5) معرفة ما اذا كان الجهد فعالا : ما الفرق الذى احدثه البرنامج .
6) عائد التكلفة : هل كانت التكاليف معقولة للتخطيط وادارة انشطة البرنامج بصورة افضل.
7) جمع المعلومات : للتخطيط ولادارة البرنامج بصورة صحيحة .
8) تبادل الخبرة : لمنع ارتكاب اخطار مشابهة او تشجيعهم على استخدام طرق مشابهة .
9) تحسين الفاعلية : للحصول على اثر اكبر .
10) التخطيط الافضل : الاقتراب اكثر من احتياجات الافراد خاصة على مستوى المجتمع(1)
3) أهداف وأغراض التقويم :
للتقويم اهداف نظرية واخرى تطبيقية ، فمن الموضوعية النظرية يفيد التقويم فى اثراء العلم بالحقائق والنظريات المتبعة بالتغيير الاجتماعى وعوامله وعوائقه والقيادة والاعمال مع الافراد والجماعات والمجتمعات .
اما من الناحية التطبيقية – فإن التقويم يفيد فى الكشف عن جوانب القوة والضعف فى تنفيذ برامج ومشروعات التنمية ، والوقوف على صلاحية مناخ العمل فى مختلف البيئات ، والتعرف على اتجاهات الافراد ، ومدى تقبلهم لما يقدم لهم من خدمات (2)
وهناك من يرى ان الهدف : هو تقدير الجدوى الاجتماعية او القيمة الاجتماعية لنشاط او برنامج او فعل معين ، واما العملية فهى قياس الدرجة التى يحقق عندها النشاط او البرنامج او الفعل القيم المنسوبة اليه والمتوقع منه تحقيقها (3).
هذا وقد اشار بيجمان ( Big Man -1961 ) الى ان هناك ستة اهداف اساسية لتقويم البرنامج وهى :
1) اكتشاف مدى تحقيق الاهداف .
2) تحديد اسباب النجاح او الفشل .
3) استكشاف المبادئ الكامنة وراء البرنامج الناجح .
4) توجيه النشاط التجريبى بأساليب فنية لزيادة الفاعلية .
5) وضع اسس للممارسة اللاحقة .
6) اعادة تحديد الوسائل المستخدمة لتحقيق الاهداف .
لذا يهتم التقويم بالقياس لمعرفة درجة نجاح البرامج فى التوصل للاهداف المحددة لها مسبقا، وليساعد ذلك المخططين والمسئولين لكى يستفيدوا من المعلومات التى توصلوا اليها فى اعادة بناء البرامج وجعلها اكثر كفاءة وفعالية (1):
ويحدد احمد شفيق السكرى ، ومحمود محمود عرفان اغراض التقويم فيما يلى :
1-معرفة مدى تحقيق المؤسسة والبرامج التى تقدمها لاغراضها واهدافها :
تقوم المؤسسات الاجتماعية الحكومية والاهلية بصرف الاموال الكثيرة كل عام على تنفيذ برامجها الموضوعة لخدمة الافراد والجماعات والمجتمعات ولذلك فمن الضرورى معرفة مدى ما تحققه هذه المؤسسات من التقدم نحو تحقيق اهدافها لخدمة هؤلاء وكذلك معرفة مواطن الضعف التى دفعت فى سبيل تحقيق تلك الاهداف وبذلك يساعد التقويم المؤسسة وموظفيها على تأدية مسئولياتهم الاجتماعية نحو الافراد والجماعات فى المجتمع الذى تخدمه.
2- تحسين البرنامج : يتخذ التقويم كوسيلة للتحسين المستمر للبرنامج ، سواء كان من ناحية استغلال الموارد والامكانيات الموجودة بالمؤسسة . أم من ناحية البيئة ، ام محتويات البرنامج نفسه ، ام الطريقة المستخدمة لوصفه وتصميمه وتنفيذه ، لان التقويم ما هو الا محاولة لتطبيق الطريقة العلمية او الاسلوب العلمى لمعرفة مدى ملائمة ونجاح عمليات وضع وتصميم البرنامج واوجه النشاط بالنسبة لحاجات ابناء المجتمع .
3- يساعد التقويم على الاحتفاظ بمرونة البرنامج : يتميز الافراد والجماعات والمجتمعات بالتغير والاختلاف ، وعلى ذك فالبرامج التى قد تفى بحاجات ورغبات هذه الوحدات الاجتماعية اليوم قد لا يحتاج اليها لعدم صلاحيتها لها فى الغد ويتم معرفة ذلك نتيجة لعملية التقويم ، وعلى ذلك يمكن تعديلها او تغييرها وفقا لحاجات ورغباتها المتغيرة فى الوضع الاجتماعى المتغير .
4-التقويم عملية مفيدة لنمو الاخصائيين المشتركين فيه : ان عملية التقويم تتطلب من الاخصائيين معرفة معلومات كثيرة عن احتياجات الافراد والجماعات المتغيرة وكذلك العوامل والقوى الاجتماعية المختلفة التى تؤثر فى الافراد والجماعات والمجتمعات ، كما انها تتطلب مهارات وخبرات خاصة فى استخدام المقاييس والمعايير الموضوعة لعملية التقويم ، كل ذلك يعطى فرصة طيبة للاخصائيين المشتركين فى عملية التقويم للنمو واكتساب الوان متعددة من الخبرات والمعرفة .
5- التقويم ضرورى لشرح الوظيفة الاجتماعية للمؤسسة الى المجتمع : ان مجرد ذكر الارقام التى تدل على عدد الافراد والمستفيدين من المؤسسة واوجه النشاط قد لا يكفى لشرح الوظيفة الاجتماعية للمؤسسة الى المجتمع ، اذا ان بعض الافراد قد لا يكتفون بها ولو انها تعتبر جزءا من عملية التقويم ، ويطلبون معرفة المستويات المختلفة للخدمات التى تقدم للعملاء بمعرفة المؤسسة وموظفيها ، ولا يتأتى ذلك الا بالتقويم الشامل للنواحى المختلفة التى تتعلق بالمؤسسة وتأدية وظيفتها .
6- التقويم وسيلة ضرورية لاختبار مدى ملاءمة الاساليب المستخدمة فى تقويم الخدمات : ان الاستراتيجيات والتكتيكات والوسائل الفنية التى تستخدم فى تقويم برامج الخدمات الاجتماعية يجب اختبارها من وقت الى اخر للتأكد من صلاحيتها ومدى صلاحية استخدامها ولا شك ان الاغراض السابق توضيحها متصلة ببعضها البعض الا اننا نجد احيانا ان بعضها اكثر اهمية من البعض الاخر فى اجراءات التقويم ، كما ان عملية التقويم قد تنصب احيانا على ناحية واحدة من مقومات العمل ، كالمؤسسة ووظيفتها واهدافها ، او البرامج التى تقدم لافراد المجتمع ، او الموظفين العاملين فى المؤسسة او غيرها من المقومات الاخرى (1)
هذا ويحدد "Bigman" أغراض التقويم فيمــا يلــــى :
1) اكتشاف كيف تحققت اهداف البرنامج .
2) تحديد اسباب النجاح والفشل .
3) تحديد المبادئ التى ادت الى نجاح البرنامج .
4) تحديد التكتيكات التى بواسطتها يمكن زيادة الفعالية للبرامج .
5) وضع اسس لبحوث اكثر .
6) اعادة تحديد الوسائل المستخدمة فى تحقيق الاهداف واعادة تحديد الاهداف الفرعية فى ضوء نتائج البحث .
وفى كل الاحوال فإن هناك عدد من المعايير التى يجب الاعتماد عليها فى تحديد اهداف التقويم تتمثل فيما يلى :
- (المعيار الاول) : الحكم على التقويم من خلال ما يعرف بفاعلية البرنامج ، اى تحقيق البرنامج المستهدف منه كاملا او تحقيق جزء من نسبة مئوية من المستهدف ، وبالتالى فنتائج هذه العملية يعكس مستوى الفعالية ، وتكون قيمة هذا العامل واحد صحيحا أو 100% اذا كانت النتائج التى توصل اليها البرنامج تساوى الهدف الذى تحدد له قليلا وبجانب الحكم على فعالية البرنامج هناك الحكم على كفاءة البرنامج والتى تحدد على اساس التكاليف المباشرة لاداء الخدمة وتعاونه ما يخص كل مفردة من هذه التكاليف برقم معيارى يعتبر الوضع الامثل وعادة ما يدخل فى حساب التكاليف المباشرة كل التكاليف المتعلقة .
- (المعيار الثانى) : ان اهداف البرامج او المشروعات يمكن ان تكون تكتيكية مرحلية او استراتيجية كما يمكن ان تكون اقتصادية او اجتماعية او الجانبيين معا لذا يجب ان يراعى فى اهداف التقويم هذه الابعاد والتصورات .
- (المعيار الثالث) : ان التقويم لقياس عائد البرامج والمشروعات ينبغى ان يتم فى ضوء الاهداف المحددة لها مسبقا فيما يعرف بدراسات الجدوى والتى ينبغى ان تعد لكل برنامج او مشروع قبل اتخاذ قرار ما بتنفيذه ، ذلك ان وجود مثل هذه الدراسات المسبقة يعنى التأكد من سلامة الجوانب الفنية فى البرنامج او المشروع .
- (المعيار الرابع) : ويتصل بتحديد وتحليل الاثار الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على تنفيذ المشروع من خلال ما يسمى بقياس العائد بمعنى التنفيذ على برنامج معين او مشروع معين مع تتبع البرنامج او المشروع لمعرفة نموه وتطويره .
-(المعيار الخامس) : تحديد ما اذا كان التقويم شاملا ام سيتم التركيز على نقاط معينة وتتدخل فى هذا التحديد ، عدم توفر الامكانيات الكلية والبشرية والنظرية او نقص الادوات المناسبة ...... الخ
- (المعيار السادس) : ويرتبط بالمراحل الرئيسية للتقويم دعما اذا كان جميع البيانات سيتم قبل بدء البرنامج او المشروع ام سيتم جمعها على فترات منتظمة اثناء تنفيذ البرنامج والمشروع ثم بعد الانتهاء من تنفيذه .
- (المعيار السابع) : التحديد الدقيق للمؤثرات التى سيعتمد عليها فى التقويم تحقيقا لاهدافها او منهجا علميا وتفسيرا للنتائج التى تم التوصل الهيا بمناسبة تنفيذ برنامج ما او مشروع ما ، وبالتالى من الضرورى بمكان تحديد اهداف البرنامج او المشروع مما يسهل وضع المؤشرات لقياس النتائج التى يتم التوصل اليها .
- (المعيار الثامن) : وصف البرنامج او المشروع بدقة .. لامكان تقدير الحالة عند وضع معين او عند حد معين ... وتقدير التقدم الذى تحقق وكذا تحليل الوسائل التى استخدمت للتوسع فى البرنامج او المشروع لمعرفة الوسائل التى اثبتت فعالية وكفاءة من عدمه بجانب المساعدة على توضيح اسباب تطبيق بعض الاساليب وعدم تطبيق البعض الاخر .
- (المعيار التاسع) : وهو معيار تنظيمى يرتبط باسلوب الادارة وحجم الفاقد وتحديد الفترات الزمنية التى يجب ان تؤدى فى حدودها الخدمة وبواسطتها يمكن حساب مدى الانحراف فى الجهد اللازم لتقديمها ... الخ ، تلك المتغيرات التى تؤكد ارتباط التقويم بالاهداف فى اطار المسئولية التنظيمية الملقاة على عاتق جهاز الاداء.
- (المعيار العاشر) : تحديد اسس تقدير العائد الاقتصادى والاجتماعى بحساب تكاليف البرنامج والمشروعات ثم تقدير مدى استفادة المواطنين منها من خلال عدد من الابعاد الرئيسية واهمها :
معدلات الانجاز الكمية بوضع مقاييس لما يجب ان يكون عليه نتائج الخدمات من حيث الكم ثم قياس العائد فى كل خدمة ممثلا فى عدد المرغوب به بالفعل .
معدلات تكلفة الخدمة ... بمعنى تقديم اكبر عائد كمى من الخدمات مع ربطها بواقع امكانيات المجتمع الحالية وظروفه دون اسراف فى التكلفة .
القياس بالانماط المقارنة ذلك عن طريق عقد المقارنات التاريخية فى الوحدة او بين وحدات الخدمات فى الدولة او بين وحدات الخدمات المحلية والمعدلات الدولية فى مختلف المؤشرات السابقة (1) .
4) خطوات التقويم ومراحله :
تمر عملية التقويم بمجموعة من المراحل والخطوات ، هذا وقد اختلف العلماء فيما بينهم فى تحديد هذه الخطوات والمراحل .
هذا ويقول شارلز زاسترو-ان هناك الكثير من الكتاب الذين كتبوا فى كيف تقوم الممارسة امثال :
Allen and Even 1990 Barlow, Hayes and Ne lson 1984 , Bloom, fischen, orme, 1995 Bly the and tripodi 1989, Jayara tne and levey 1979, tripodi 1994) .
ونتيجة لذلك فإنه يمكن تحديد خطوات او اجراءات تقويم الممارسة ويمكن وصفها كالتالى :
1-تحديد الهدف . 2-اختيار مقاييس مناسبة .
3-تسجيل قاعدة بيانات او معلومات . 4-تطبيق التدخل واستمرار المتابعة .
5-تحديد التغيير (التقييم) . 6-استنتاج الفاعلية .
ولو بدت هذه الخطوات مألوفة ، فهذا بسبب تشابها القريب جدا مع الخطوات التى تتبعها فى ممارسة الخدمة الاجتماعية ، فالتقويم يرتكز على عملية حل المشكلة مثل ممارسة الخدمة الاجتماعية لكن الاختلاف الاساسى من ممارسة الخدمة الاجتماعية هو تحقيق النتائج المرغوبة بينما الغرض الاساسى من التقويم هو تحديد عما اذا كانت النتائج تحققت ؟(2)
هذا وقد حدد محمد سيد فهمى – ان التقويم يمر بأربعة خطوات : اولها – تحديد الاهداف التى نرغب فى الوصول اليها ، وثانيا – وضع المعايير والمقاييس التى تستخدم لقياس البرنامج او البرامج المراد تقويمها بالنسبة للاهداف التى يراد تحقيقها ، وثالثا : تسجيل وجمع البيانات ، ويلى ذلك الخطوة الرابعة وهى دراسة وتحليل هذه البيانات وتقويم البرامج المختلفة .
ويتضمن ذلك معرفة التقدم الذى امكن تحقيقه والعوامل التى ادت اليه او العكس ان وجد ، والاحتياجات المقبلة ورسم الخطط والبرامج الجديدة اللازمة لمواجهتها (3) , كما يرى ابراهيم ابو لغد – ان التقويم يمر بمرحلتين هما :
1-المسح القبلى : حيث يحاول الباحث فى المسح القبلى ان يسجل مختلف جوانب الموقف كما هو قبل البدء فى تنفيذ المشروع ، ويحسن قدر الامكان ان يسجل هذه البيانات فى صورة كمية بحيث يمكن استخدامها فى المقارنة الاحصائية .
2-المسح البعدى والمسح الدورى : وفى المسح البعدى يعيد الباحث جمع نفس البيانات السابقة فى نفس المنطقة او الافراد انفسهم ، وبنفس الاسلوب ، وباستخدام الاداوت التى استخدمت فى المسح القبلى ، وذلك لتحديد نوع التغيير الذى يمكن ان يكون قد حدث اثناء تنفيذ المشروع او نتيجة له ومعرفة هذا التغيير .
اما فى المسح الدورى فيكون الهدف غالبا هو معرفة مدى تقويم المشروع وما يحيط بتنفيذه من صعوبات ، بغية احاطة المسئولين بذلك ، ... ويتضمن المسح الدورى تقويم مدى تحقيق المشروع لاهدافه فى الفترة المعينة وبيانا عن تقدم سير العمل ، لا فى صورة تقدير ذاتى فقط ، ولكن فى صورة احصاءات موضوعية ، كبيان التكاليف والزمن وما تم انجازه الخ ..... ويغلب ان يتم جمع بيانات المسح البعدى عقب الانتهاء من المشروع مباشرة ، وذلك قبل ان يصبح تقدير أثره المباشر امرا صعبا بفعل ما قد يطرأ من تغييرات تالية بعد مرور فترة من الزمن وخوفا من ان تضيع السجلات او تتبدد او يتغير الاشخاص (1) .
غير ان الباحث يرى ان هناك اتفاق على محتوى هذه المراحل والخطوات ويرى انه يمكن عرض مراحل العملية التقويمية من خلال عدد من المراحل والخطوات وهى كما يلى :
المرحلة الاولى – تحديد اهداف المشروع او البرنامج :
لكل مشروع او برنامج اهداف محددة يسعى الى تحقيقها ، ومن الضرورى ان يلزم القائمون بالتقويم بما تحدد للمشروع من اهداف وغايات ، وتعتبر هذه الخطوة من اهم خطوات التقويم حيث انها تؤثر فى جميع الخطوات التى تليها فهى التى تحدد للقائمين بالتقويم نوع البيانات المطلوبة وطبيعة المناهج والادوات اللازمة لجمع تلك البيانات وكذلك نوع النتائج والتغيرات التى يرجى الوصول اليها(2).
ولهذا السبب فمن الضرورى ان نحل المشكلة الاجتماعية التى يعالجها البرنامج وانشطتها حتى يمكن ان نضع المستهدف من التقييم ، والمؤشرات الاجتماعية تعتبر من الادوات المفيدة فى تحديد اثر البرنامج على المشكلة ، كما ان الفهم الواضح لخطوات الخدمة التى تقدم وعملياتها اساس فى تصميم التقييم الشامل للبرنامج ، ولكى نفهم ايضا اسباب نجاح او فشل برنامج فإنه من المهم ايضا الحصول على معلومات عن طبيعة العملاء والظروف التى تقدم فيها الخدمة ، وتحليل هذه البيانات يمكن ان يكون مفيد فى تحديد امكانيات تكرار البرنامج فى مكان اخر - فمثلا هل نتائج البرنامج كانت مفضلة اكثر للاشخاص الريفيين ام للقائمين فى الحضر ؟ للشباب ام للكبار ؟ وباختصار تحديد البرنامج يجب ان يجيب على السؤال الهام . ما هو الذى سوف يقيم ؟ وعلى ذلك فهذه الخطوة تحدد المستهدف من التقييم .
اهداف التقييم واهداف البرنامج :
ان هدف معظم التقييمات هو ان ترى مدى التقدم الذى حققه البرنامج فى اتجاه الوصول الى اهدافه ، ومع ذلك فإنه توجد الكثير من الاسباب التى تجعل من الصعب غالبا تقييم اهداف برنامج ما بوضوح باستخدام هذه الطريقة ، والامثلة التالية تساعد على ايضاح هذه النقطة .
- ربما تكون الاهداف قد صيغت بطريقة عامة جدا عند بدء البرنامج ( كأن تكون فى شكل عبارات مثل تخفيف المعاناة او تحسين اسلوب الحياة ) وفى مثل هذه الحالات يكون من اليسير فى مرحلة لاحقة تحويل هذه الاهداف الى اهداف يمكن تقيمها بسهولة .
- قد يحدث بعد فترة من الزمن ان تتغير اهداف البرنامج التى تكون قد وضعت فى البداية حيث انها تتطور استجابة للظروف المتغيرة او نتيجة لفهم اوضح للمشاكل ومثال ذلك : احد البرامج الذى بدأ أساسا بفصول محو امية بهدف زيادة الانتاج وتحسينه ، ولكن فيما بعد وجد ان اهدافه فى حاجة ايضا لان تتضمن خطوات عملية الانتاج والماكينات التى يعمل عليها العمال وكيفية تحسين العملية الانتاجية .
- الى جانب الاهداف بالنسبة لكثير من المشاركين . فاذا ما تجاهل التقييم هذه الاهداف فقد يفشل فى تحديد اين ذهبت بعض جهود البرنامج فى موقع منعزل او حينما يكون نظام الاشراف او الاتصال سيئا.
- احيانا تكون الرغبة فى الحصول على نتائج التقييم بأسرع ما يمكن من خلال المناقشات المختصرة ودراسة الوثائق الخاصة بالبرنامج &n