تعريف العلم: يمكن تعريف العلم على أنه جمع المعرفة والمعلومات حول ظاهرة ما بطرق موضوعية تقوم على الملاحظة العلمية والتجريب بهدف تفسيرها والتنبؤ بها وضبطها. فالعلم هو بمثابة مجموعة من المعارف تعتمد في تحصيلها على منهج علمي موضوعي.
طبيعة التعلم:
يمتد التعلم على امتداد حياة الإنسان –من المهد إلى اللحد- وهو في كل مرحلة من المراحل النمائية يختلف من حيث الشكل والمضمون, ومن حيث الطرائق والأساليب, ومن حيث النواتج والآثار الناجمة عنه, ويتم في كل الأوقات, وفي جميع المجالات, ويتحقق بصورة واعية ومقصودة وإرادية حيناً, وبصورة عفوية وغير مقصودة ولا إرادية حيناً آخر.
والتعلم هو المصدر الذي يزود السلوك بعناصر التغيير والتجديد, وهو الطاقة التي تجعله ديناميكياً مرناً, وتعمل على تحسينه وترقيته, أو جموده وانحطاطه, سوائه أو انحرافه, عمقه أو انتشاره...إلخ.
وهو السبيل الذي أدى إلى تراكم الإنجازات الثقافية والحضارية العظيمة التي توصل إليها المجتمع الإنساني عبر العصور, والذي استطاع بفضل تسجيلها وحفظها وتطويرها ومن ثم نقلها من جيل إلى جيل توفير أسس راسخة لاستمرار التقدم البشري واضطراده في مجالات العلم والتكنولوجيا, في المعرفة والعمل وفي شتى مجالات الحياة.
معنى التعلم:
مفهوم التعلم يتصل بعمليات اكتساب السلوك والخبرات والتغيرات التي تطرأ عليها، فنتائج عملية التعلم تظهر في جميع أنماط السلوك والنشاط الإنساني, الفكرية والحركية والاجتماعية والانفعالية واللغوية، بحيث تتراكم الخبرات والمعارف الإنسانية وتنتقل من جيل إلى آخر عبر عمليات التنشئة الاجتماعية والتفاعل مع العالم المادي.
يشتمل التعلم الإنساني على الأنماط السلوكية البسيطة والمعقدة منها، ويتجلى في مظاهر سلوكية متعددة عقلية واجتماعية وانفعالية ولغوية وحركية. فالتعلم مفهوم افتراضي يشير إلى عملية حيوية تحدث لدى الكائن البشري وتتمثل في التغير في الأنماط السلوكية وفي الخبرات، إذ من خلالها يستطيع الفرد السيطرة على البيئة المحيطة به والتكيف مع الأوضاع المتغيرة. ( الزغول، 2002 )
يستخدم مصطلح التعلم في علم النفس بمعنى أوسع بكثير من استخداماته في الحياة اليومية. فهو لا يقتصر على التعلم المدرسي المقصود, بل يشتمل على كل ما يكتسبه الفرد من معارف, ومعاني, وأفكار, واتجاهات, وعواطف, وعادات, وقيم, واستراتيجيات وطرائق وأساليب, سواء تم هذا الاكتساب بطريقة متعمدة ومخططة, أو بطريقة عرضية دونما قصد. وعلى ذلك فنحن نتعلم الخوف من الظلام, وأساليب الكلام, وطرائق التعبير عن الانفعالات, ونتعلم المشي والجري والتسلق والقفز, والقراءة والكتابة, والعزف على الآلات الموسيقية, ونتعلم قول الصدق, والخجل من الكذب, والسلوك السوي والسلوك المنحرف. وهذه كلها نماذج من حالات التعلم.
ويعد موضوع التعلم في الوقت الحالي المحور الأساسي الذي ترتكز عليه النظريات النفسية والاجتماعية والتربوية المختلفة في فهم السلوك الإنساني والتنبؤ به, وفي ضبطه وتوجيهه.
تعريف التعلم :
ونعرض هنا عدداً من تعريفات التعلم:
التعلم: هو أي تغيير في السلوك ناتج عن استثارة. ( جيلفورد)
التعلم: هو عملية اكتساب الوسائل المساعدة على إشباع الدوافع وتحقيق الأهداف, والذي يتخذ في الغالب صورة حل المشكلات. (جيتس)
التعلم: العملية الحيوية الدينامكية التي تتجلى في جميع التغيرات الثابتة نسبياً في الأنماط السلوكية والعمليات المعرفية التي تحدث لدى الأفراد نتيجة لتفاعلهم مع البيئة المادية والاجتماعية. (الزغلول)
إن نظرة متفحصة إلى تعريفات التعلم تظهر أن الأفكار الرئيسة والمشتركة التي انطوت عليها معظم التعريفات المذكورة هي:
1. إن تغيرات السلوك الدالة على حدوث التعلم يجب أن تكون ناجمة عن التدريب أو الخبرة السابقة. وهذا يعني استبعاد تلك التغيرات التي تسببها عوامل أخرى للتغيير مثل التعب والمخدرات وسواها.
2. التعلم تغير ثابت سبياً: إن أية ظاهرة من ظواهر التعلم تقتضي دوماً عمل الذاكرة. والدوام النسبي للتغير في الذاكرة قد يكون قصير المدى أو طويل المدى.
3. التعلم تغير ينجم عن مواجهة الفرد لموقف جديد مماثل أو مشابه لموقف سبق له أن واجهه وخبره من قبل.
4. يستدل على حدوث التعلم من الأداء: فالتعلم ليس هو الأداء ذاته فقد يحدث التعلم في وضع تعلمي ما ومع ذلك لا يظهر الأداء إلا في وضع آخر.
5. التعلم الأصيل يحتاج إلى وجود دوافع تكون على درجة من القوة الكافية لتنشيط إمكانات المتعلم وقدراته.
6. التعلم الإنساني غالباً ما يحتاج إلى وسائل وتقنيات يستعين المتعلم بها من أجل القيام بالنشاط التعليمي المطلوب.
7. يتميز التعلم الإنساني بطابعه العقلي المعرفي, فالتعلم لدى الإنسان ولا سيما لدى المراهق والراشد لا يتم حتى في شكله الحسي الحركي إلا بالتحليل والتركيب والمقارنة والتجريد والتعميم.
قياس التعلم Measuring of Learning:
يتم قياس التعلم والحكم عليه من خلال ملاحظة الأداء الخارجي, أما المعايير تستخدم لقياس التعلم ومدى جودته فمنها:
أ_ السرعة.
ب_ الدقة: وتتمثل في القيام بالسلوك أو المهمة بأقل عدد من الأخطاء.
ج_ المهارة: وتتمثل في القدرة على التكيف مع الأدوار المختلفة بحيث يتمكن الفرد من أداء السلوك أو العمل بسرعة ودقة وإتقان.
د_ عدد المحاولات اللازمة للتعلم.
المراجع:
منصور, علي: التعلم ونظرياته. مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية, منشورات جامعة تشرين, اللاذقية, 1421هـ-2001م.
الزغول, عماد: نظريات التعلم. دار الشروق, عمان- الأردن, 2003م.
ساحة النقاش