بِأَيِّ القَــوافِـــي يا خَلِيلَــيَّ أنــــظُـــمُ
أبوحُ بشِعـــرِي بعدَما كُنــــتُ أكتــــمُ
أردِّدُ تكبـِــيراً وأبــــقَــــى بمقــعَـــدي
وصَحبِي بصـدقٍ قد أهلُّــوا وأحرمــوا
يُلَبُّــونَ إذْ وافَــوا يلَمــلَــمَ فاكتَــســى
وشَاحَ الهنَــا -شوقــاً إليهــمْ- يلَـملــمُ
يسيرُ رِكــابُ الحَــجِّ مـا فيــهِ ضامــرٌ
يُبَــطِّئُ ســيرَ الرَّكبِ فيهــمْ ويُحجِــمُ
فــلَــو أنَّ أقـوامــاً بشِــعــرٍ ترنَّـــمــتْ
فــقَـومــي بتهـليــلٍ وحَــجٍ ترنَّـــمُــوا
فلِي فيك أشواقِي وليْ غايــةُ المُنــى
يَسِـيرٌ لمثلِــي فــي رُبَا الحــجِّ يَحلُــمُ
زِمامَ القــوافِي - في حَنِينــي- جَرَرتُـهُ
ليَرويَ حالي -من صدى الشَّوق- زَمْزَمُ
أيا واصـِــلاً للبيتِ أوصِــلْ تحــيَّــتي
وقَــبِّــلْ لأَجْلِــي كَعبَةً حــينَ تلْثُــــمُ
وأخبِــر بقــاعَــاً كُنــتُ أرجُــو لقــاءَها
بأنِّــي أسيــرُ الحُــبِّ، فيـهَــا مُتَــيَّـــمُ
حــزينٌ أناجِــي النَّجــمَ حتَّــى كأنَّنـي
أنا والنَّوى والوَجْد - فـي الليل- تــوأمُ
وذنْبــي لقلْبِــي قَــد تغَــشَّـى ســوادُهُ
ففــزتُ بحُــسـنِ الظَّـــنِّ واللهُ أعــلــمُ
فإنْ كانَ وِزْرَاً في هَوَى الجَهْلِ أعتَلِي
فــربِّـي لمـَا أذنبــتُ يعــفـُو ويَــرحـمُ
أيا ربُّ هــبْ لــي - يا إلهي- هِــدَايَــةً
تُسَــرِّي بهــا عنِّــي وتَحنُــو وتَحــلُــمُ
(تعــاظـَمنــي ذنْـبي فلمَّــا قــرنــتُــهُ)
(بلطــفٍ بــدا لــي أنَّ عَفْــوَكَ أعظـمُ)
وما غايَتِــي إلا مَمــاتِي على التُّــقَى
وَتَحــرُمُ عنِّـي - بعدَ موتِـي- جَهَنَّـــمُ
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
يحيى بن علي الضامري
4/ ذي الحجة / 1439هـ
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄