الله اكبر
اللهُ أكبر أوفى الجرح ما وعدا
فاليومَ نهتفُ قلباً واحداً ويدا
تجيء من رحمِ الإعصار ثورتنا
فرُوِّعَ الغاصبُ المغرورُ وارتعَدا
إنّ الزّمانَ الذي خلناهُ يُنصفُنا
قد كان سيفاً على الهاماتِ مُنجرِدا
حتى لوَيْنا لَهُ بالعُنف أَذرُعَهُ
فخرّ يقذفُ قيءَ القهر والزّٓبٓدا
قومٌ على الدّهرِ جبّارونٓ قد عُرفوا
وليس من سمعوا عنّا كمن شهِدا
اليومَ نبعثُها حُلماً وذاكرةً
لا تُغفلُ الأمسِ تاريخا وَإِنْ بَعُدا
نحن الذين شربنا الكأسَ مُترٓعٓةً
من كلّ ماءٍ تعافُ البَهمُ أنْ تَرِدا
فما نٓكٓصْنا ولم تَفْتُر عزائمنا
وَإِنْ تفرّقَ شعبي في الورى قِدَدا
لقد فتحنا جراحَ البذلِ دافقةً
تروي التّرابَ فلا يشكو الظّما أبَدا
تقحّمَ القرنَ ( بلفورٌ) بمشْأمةٍ
فجرّدالأرض من أصحابها وهدى
للمارقين وأبناء الهوان حِمىً
أهلوهُ قد تخذوا أقصاهُ مُعتقدا
قامت على القتلِ والتشريد دولَتُهم
وظُنّ أنّا ذهبنا في الحياة سدى
لكنّهُ الغضبُ القدسيُّ في دمنا
يغلي فنورِثُهُ للثأر من ولدا
عكا وجمجومُ ما كانت حديثَ رؤىً
ولا نضالاتُ عز الدّين رجعَ صدى
نُسابقُ الشمسَ والأرواح تسبقُنا
حتى عُرفنا على التاريخ شعبَ فدا
قالوا فلسطين قد بيعت وما خجلوا
وعيّرونا بما جاؤوا بهِ أمَدا
راح الحسينيُّ يستجدي شهامتهم
فأسلموهُ وما كانوا لَهُ سندا
فنامَ كالطفل في أحضان قسطلهِ
من بعد ما قتلوا حُلميهما رَقَدا
أقصر أخا اللؤمِ يا ذا العجز إنّ لنا
شأناً يَجِلُّ فلا تغشاهُ مُنتَقِدا
كم من جهنّمَ لا زال اللهيبُ بها
وصماً يشينُ جباهاً ماؤها بردا
فان أصابوا بغدرٍ بيننا بطلا
ضاقت على إثْرِهِ ساح الفدا عددا
وكلّما ضاق بالأحرار دربُهُمُ
شقّت عزائمُهمْ للموطنِ الجُدَدا
قد ينفِدُ الماءُ من بحرٍ يموجُ بهِ
وجرحُ شعبيَ دونَ القصد ما نَفِدا
قف يا أخا الجبنِ واسجُدْ عند موطئهمْ
شعبٌ أبيٌّ لغير اللهِ ما سجدا
شاعر المعلمين العرب
حسن محمد كنعان / البقية تأتي بعون الله