صَمْتُ الوَرَقَة
متى تَغْضَبينَ و أنْتِ المَظْلومَة!؟
متى تُدرِكينَ أنَّ حُقوقَكِ مَهْضومَة!؟
يُمارَسُ عليْكِ كأنّكِ البِنْتُ العاهِرَة
يَعْبَثونَ بِبَياضِكِ هَجَروا فِقْهَ الطَّهارة
فِقْهَ المُساواةِ بينَ الرّاعي و الرَّعِيَّة
تَغَوَّلَ القَلَمُ يَكْتُبُ بلا أيِّ مُحاسَبَة
إخْوَةُ يُوسُفَ رسَموا نَجْمَةً سُداسِية
في زَمَنٍ نرى الشُّعوبَ لِصَوْتها كاتِمَة
عَجباً لأمْرها تَرْكُبُ الأمْواجَ العاتية
أمْواجَ المَوتِ لِلوُصول عِندَ الإفْرَنجة
أوْراقُ دَفْتَرٍ و كِتابٍ بالدِّماء مُلَطَّخة
صَواريخٌ بَعثَها أُمَراءُ الحَربِ كهَديّة
الكُرْسِيُّ رَبٌّ يَعْبُدُه أَصْحابُ السُّلْطة
متى كان العَدلُ قائماً بِضَمائر مُلَوَّثة
على مَوائد الغَدْر بِعُلَب الويسْكي مُهَرَّبَة
في سوق عُكّاظ كَثُرَ الثَّناءُ على القَتَلَة
على بَياض الوَرَقَة تُحَمَّرُ أَسْماءُ الضَّحِيّة
لأنَّه كانَ يَحْلُمُ يَعْشَقُ العَيْشَ في الحُرِّية
بَكى القَلَمُ قالَ أفْديكِ بِدمي يا طِفْلَة
أبوكِ أنا و أمُّكِ رَغْمَ العُرْبان الصَّهايِنَة
رِدَّتُهُم دَنَّسَت تَرَكَت في قَلْبي لَوْعَة
متى تَغْضَبينَ و تقتَصّينَ أيَّتُها الوَرَقة
مِنَ الظّالمينَ لِشَتّى الجُروح القَديمَــــــة
مِن المُفْسِدينَ على جَرائمهم الجَديدَة
حَذارِ سَنَلْتَقي يَوْماً على أبْواب العَدالَة
لا يَنْفَعُ مالٌ و لا جاهٌ و لا حَقُّ تَوْصِيَّة
طنجة 31/07/2019
د. محمد الإدريسي