عادت شهرزاد
**************
عادت شهرزاد و زمن الحكايا
فتحت ملفات و أسرار قضايا
جاءت بصحائف عالم انقضى
لا زال عليها أثر حبر الوصايا
نبشت أحداث ماضي العصور
تلقيه على السمع يشع كالمرايا
لازالت في مدائن الزمان تسافر
سلطت الأضواء على النوايا
ثم عاد شهريار الملك الرشيد
يحمل مفتاتيح سجن السبايا
يترقب الملك ساعات المساء
كطفل يترقب العيد و الهدايا
قالت : يا أيها الملك الرشيد
ذو العقل السديد رائع المزايا
إذا احتل العشق قلباً يغدو
الملك عبداً و العبد سيد السرايا
كان يا ما كان .. فتاة مسحورة
رائعة الجمال و طيبة السجايا
يحرسها جني يقتل من يقترب
منها أو يسلط عليه شر البلايا
وشاء لملك عشق تلك الفتاة
ملكت فؤاده و أسرت الحنايا
مكر له الجني و صب في قلبه
داء انهك صدره تغلغل بالثنايا
ازداد العشق و اشتد المرض
احضروا له طبيباً من الرعايا
عجز الطبيب و فشل الدواء
و عظم الحب و تفاقمت الرزايا
فأحضروا ساحرة كاهنة عجوز
ظنوا لا يبقى من السحر بقايا
فطلبت رماداً من نار البرد
والسلام ترقيه يرش بكل الزوايا
وطلبت حفنة تراب من أرض
آل فرعون و إلا تقترب المنايا
خاف الملك على نفسه و أمر
بالتنفيذ و اجتهد لأجله البرايا
غلب النعاس على الملك الرشيد
و تأجلت إلى تالي الليلة الحكايا
مريام كرم