( متاهة في أتون الروح )
خذني معك ، أيها الحصاد
عذقٌ
سد رمق جياع
وطيورٌ مهاجرة ، ومستوطنة
فأعطشتْ ثمارهُ فسائل النخيل الصغار
وأحنوا عرجونهُ
فشاص ، ويبس
كأرخبيل كسحته البحار
ونسي
حملت أكتافهُ ، فصول ومواسم كثر
ولم يرى جذعه الخاوي
من وراء شذبهم
ربيعٌ يزهر
خذني معك ، أيها الرحيل
غبطة صحراء
تحلم ورودها بالمزن
ولاتقتلني بالقبلات المقنعة
بعيداً ، بعيداً
عن هشاشة جنوني
الذي جرني
في متاهات تمرد صبوتي
بعيداً عن غفلة
أبتسامة خداع تضمر الجمر
بعيداً عن أتون روحي
المرتدية ثياب نفاد الصبر
صبري الذي مزقتهْ مكائد الفخاخ
بعيداً عن هذيان نفسي
المرتلة لنعيق القلق
المعبأة بفراغ صدى العقل
فأصبحتُ أمقت هفوتها ، وأبغضها
خذني معك ، أيها الهلاك
فأنا الشراع الذي مزقته العواصف
وأحتفت الصواري بأنزاله عندما رث ووهن
أحملني على هودج البرق
أنفض شحنات صرخاتي المكبوتة بوميضه
ضمني بهشيم فضاضة قبر
تحرسه الأبدية
وتحميه ، من هول الرماح
منذُ الربوة الأولى
وأنا صخرة حلم ، لم يكسرها أمل
وحقائب أمنيات
سرقها التائبون الجدد
خذني معك ، أيها الموت
الى أضرحة الأرواح الخامدة
التي لاتحتاج الى براهين الفتن
هناك سوف أنزع ذاكرتي لظلام اللحود
وأعتنق النسيان
فأنا من زمنٍ
ولم يدثر النوم سرير أفكاري الهائمة
أنا بحاجة
أن يجهش صدري المختنق
بصهاريج ، من رماد الآهات المقتولة
ولم يلفظها البكاء بعد
فكم وددت أن تبوحها بحة الشجن
وأنا أختبأ وراء حيطان حزني ؟
سأتوج التراب
ألم ، ونياح ، وجراح
جنى مخاط غبارهن ، عذق عرجوني القديم
من زيفِ حبٍ لعجني ، وحز قلبي
ولم يرتقي
اديب داود الدراجي
من ديوان ، قابيل يبعث من جديد ،