عندما أكتب الكلمات المعطرة برائحة الماضي....أشعر بأن قلبي الذي يكتبها بمشاعر الحنين.....حتى الشوك يكون في الماضي.....جميل كجمال الورد والبساتين.....عندما أستنشق أريج أيامي.....ويقلب العقل ما مضى من سنين....عندما أتذكر حياة طفولتي وأصحابي....أصير أبكي بكاء الشوق للياسمين.....معذرة فلا تكفي أقلامي وأوراقي.....لوصف شوق الليل للنور المبين.....معذرة فلا يكفي خيالي وأشعاري....لوصف شوقه ليرى الدنيا الجنين.....يكفيه فخرا أن جدتي كانت تزينه.....كما تزين الإنسان ملابس فاخرة.....كانت الدنيا تلبس من ذهب.....واليوم صارت عارية....كانت تأكل تينا وعنب....واليوم صارت جائعة.....كانت الطيور تغرد وتغني....واليوم صار منطقها أنين.....حتى الهواء صار يبكي....فكم كان يفرح عندما تتنفسين.....والشمس تحصي كم صباحا....صنعت به قهوة للزائرين....ولكي تراك.....كانت في الليل تنتظر الصباح متى يحين.....والنجم يشهد كم ظلاما....كنت تهللين به وتكبرين....كان يشتاق لك نهارا.... وينتظر ليل العاشقين....محظوظ كثيرا من رآك.....فكأنه يرى قطعا من القمر..... واليوم يبكي من رآك.....فقد سقطت أوراق الشجر.....واليوم يبكي من سمعك...فلم يعد يسمع أبدا.... عزف زخات المطر.....وداعا جدتي....سيبقى الحنين اليك في قلبي....حتى ينفجر....حتى ينكسر.....وداعا جدتي....يا مسكا قد فاح أريجه....فاستنشقه كل البشر.....كل طفل قد عرفك يقول وداعا.....فكم كنت عليهم تعطفين.....قد صارت الحياة فارغة تماما.....وصارت تكتب الشعر الحزين.....في ذلك اليوم الذي فقدناك.....صرخ في بطن الأم الجنين.....ستبقين يا جدتي في كتاب تاريخي.....وستبقى أيامك معلقة في الذاكرة.....ستبقين جالسة أمامي....وتتحدثين عن تلك الأيام الخالية.....ستبقين يا جدتي في القلب.....وستبقى الدموع عليك خالدة.....تخط قصيدة عنوانها......أوراق الشجر الساقطة