الاقصر الحضارة

تجد لدينا كل ماتريد ان تعرفه عن الاقصر

مرسى الأقصر النهري أكبر تجمع للفنادق العائمة في العالم 

مشاريع تطويرية بـ 85 مليون دولار

الأقصر درة المدن الاثرية في العالم، ففيها معبد الكرنك الشهير ومقابر وادي الملوك في البر الغربي ومعبد الاقصر وعشرات الآثار من العصور الفرعونية المختلفة، وقد اكسبتها اطلالتها على النيل في اوسع نقاط جريانه جلالا اضافيا، لكن للاقصر، مثلما للحب، دائما قصة اخيرة. فالمدينة الأثرية القديمة التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، بدأت تلبس ثوبا جديدا، مع المشروعات العقارية والسياحية الضخمة التي تدب في أوصالها الآن لتحويل المدينة العتيقة إلى مدينة حديثة متطورة ايضا. قال الدكتور سمير فرج، رئيس المدينة، إن تطوير الاقصر لينسجم حاضرها مع ماضيها، هو تكليف مباشر من رئيس الدولة له، مشيرا الى ان المدينة حرمت لنحو 30 عاما من اي مشروعات ذات قيمة وكادت كل الاعمال بها تنحصر في تزيين الكورنيش، مما أفقد المواطنين الثقة في امكان ان تهتم الحكومة بأمر الاقصر بجدية مرة اخرى. ويضيف الدكتور سمير فرج انه ظل يسمع سباب المواطنين له ولقادة المدينة علنا لعدة أشهر، لانه فتح كل «الجروح» (الشوارع والازقة) مرة واحدة لمعالجة مشاكل الصرف والمياه والانارة والرصف والتجميل، فبدت المدينة وكأنها «سراييفو مدمرة»، بحد وصف الناس. مشيرا الى ما اقتضاه ذلك من هدم لعشرات المنازل وتعويض اهلها، لكن المواطنين تجاوبوا بطريقة مذهلة عندما شعروا ان بلدهم سيكون «شكل تاني» تماما، وانه سيكون بحق جديرا بكونه اهم مقصد سياحي عالمي.
وقال الدكتور سمير فرج إن جدية الجهود المصرية هذه المرة استقطبت مساعدات من جهات دولية عديدة، فضلا عما قدمته وتقدمه الوزارات المختلفة وعلى رأسها وزارة الدفاع. واكد فرج ان مشروع «مرسى الاقصر» الجديد، هو جوهرة مشروعات التطوير، بل هو اكبر مشروع يقام في صعيد مصر حديثا بعد مشروع «توشكي»، يهدف مشروع المرسى السياحي إلى إنشاء مرسى للفنادق العائمة التي تتكدس راسية على شاطئ النيل وتتلاصق ببعضها على طول شاطئ الأقصر في مواحهة معبد الاقصر حاليا. وتبلغ تكلفة المشروع الجديد 500 مليون جنيه مصري (85 مليون دولار)، بخلاف 250 مليون جنيه اخرى لما يسمى بمبنى مراكب الشمس الذي سيقام ضمن المشروع على الشاطئ وبه العديد من الخدمات والقاعات والفنادق ودور السينما والمتاحف. ويقع المشروع في جنوب مدينة الأقصر على بعد 9 كيلومترات من الميناء القديم ويقام على مساحة 500 فدان، ويستوعب 180 فندقا عائما (يوجد بالمدينة الآن نحو 40 فندقا عائما فقط)، بخلاف المراكب الصغيرة، وسيكون بذلك من اكبر تجمعات الفنادق العائمة في العالم.
وراء المشروع قصة طويلة ترتبط بالتطويرالشامل للمدينة، كما ترتبط بطبيعة المكان الأثرية وما تحويه المنطقة من مقابر فرعونية ومبان أثرية وقصور ومناطق زراعية تحوي مجموعات من أندر الأشجار والنخيل. وارتبط المشروع أيضا بعدة تحديات اولها اختيار المكان والحفاظ على الطبيعة الأثرية بالمنطقة والالتزام بتقديم هوية مميزة. والأهم تسويق المشروع والترويج له وتحويل المخططات إلى واقع فعلي، وتوفير المشهيات الخدمية التي تجعله مشروعا استثماريا ذا عائد وليس فقط مجرد مرسى للسفن.
القصة يرويها محمد أيمن عاشور، مدير وحدة التصميمات والبحوث المعمارية بجامعة عين شمس، والمهندس الاستشاري لمشروع مرسى الأقصر، فالبداية كما يقول كانت بعد توقيع اتفاقية بين وزارة الإسكان المصرية ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية عام 1998، لوضع مخطط للتنمية الشاملة لمدينة الأقصر، وقدمت الأمم المتحدة مبلغ 2 مليون دولار للقيام بالدراسات، وعهدت إلى مكتب اميركي هو APT association القيام بهذه الدراسة ووضع المخطط الاستراتيجي، وتنافست عشر شركات محلية وعالمية لاستكمال وضع المخطط العام والتفصيلي، فاز بها مكتب Ark plan
المصري، الذي يملكه المهندس أيمن عاشور. وخلال عامين من 2002 الى 2004، تم وضع المخطط العام والمخططات التفصيلية لتطوير المناطق المتدهورة بالأقصر والمحيطة بالمعابد الأثرية مثل العشوائيات المحيطة بمعبد الكرنك. ونقل سكان العشوائيات من منطقة البر الغربي المليئة بالمقابر الأثرية، إلى مدينة الطارف السكنية الجديدة التي تبلغ ميزانية إقامتها 170 مليون جنيه ومنطقة شرق السكة الحديد وتطوير مدينة الأقصر وطريق الكباش ما بين معبد الأقصر ومعبد الكرنك، وهو الطريق الذي كان يتخذه الفرعون عند توليه الحكم لأداء المراسم الملكية لتنصيبه، بحيث يعاد إحياء الطريق. وتبلغ ميزانية مشروعات التنمية الشاملة 750 مليون جنيه، منها 250 مليون جنيه لمشروع طريق الكباش، وتقوم القوات المسلحة بتنفيذ عدد من المشروعات، حيث قامت بتنفيذ 27 مشروعا منذ عام 2004 حتى الآن.
يقول المهندس أيمن عاشور إن مشروع مرسى الأقصر من أهم المشروعات الموجودة بالمخطط لتنمية الأقصر، وهو لنقل الفنادق العائمة على طول شاطئ الأقصر لما تسببه من ازدحام وتلوث. وقد تم اختيار مساحة ارض تبلغ 500 فدان بالضفة الغربية على حدود قرية «المريس» الشمالية على بعد 9 كيلومترات جنوب مدينة الأقصر، ويحدها من الشمال الشرقي كوبري الأقصر، ومن الجنوب الغربي القرية، ومن الشمال الغربي ترعة الفاضلية، وتم اختيار المكان للقرب من مدينة الأقصر وكوبري الأقصر مما يسهل حركة المواصلات، بالإضافة إلى خلو المنطقة من المباني السكنية. وكان التحدي ـ كما يقول أيمن ـ هو تعظيم الاستفادة من قطعة الأرض لخدمة اكبر عدد من الفنادق، خاصة أن مسطح كل فندق يبلغ 75 مترا طولا، و15 مترا عرضا، وتحديد الخدمات اللازمة لها مع الأخذ في الاعتبار المحددات التي فرضتها علينا طبيعة الموقع وطرق الوصول إليه وطبوغرافيا المكان، والمحافظة على العناصر البيئية مثل مجموعات النخيل المتفرقة في المنطقة والقصر الاثري للأمير محمد كمال، مع ترميمه وإعادة استخدامه بما يخدم المشروع. والاستفادة من تجارب الدول الاخرى في بناء المراسي، حيث تمت دراسة نماذج للمراسي في اليابان واستراليا ودبي والولايات المتحدة وغيرها من النماذج المتميزة، كما تمت الاستعانة بخبراء هولنديين متخصصين في علوم البحار والأنهار لوضع تصور لتسهيل حركة الرسو والمناورة وكيفية الانتظار في المواقف المخصصة لكل مركب، واشترك فيها مركز الاستشارات المعمارية بجامعة عين شمس، واشرف عبد المحسن، مقرر وحدة التصميمات والبحوث المعمارية بالجامعة. ووضعنا تصورا لمسار حركة السفن العائمة يشمل المرور من أسفل كوبري الأقصر، لتجد السفينة (الفندق العائم) يختا صغيرا لإرشادها وتوجيهها إلى أرصفة الركن، وتم بناء كوبري طائر عند منطقة الخروج، لتخرج من تحته السفن. ولزوم تحدي الهوية والتوافق مع تاريخ المدينة الأثرية جاء التفكير في استخدام مراكب الشمس كإطار مميز للمشروع، حيث للمراكب في مصر القديمة قيمتها الرمزية الدينية المعروفة واستعمالاتها العملية الشائعة. وما زالت لها اهمية عملية في حياة المدينة، ومن هنا تم تصميم المبنى الرئيسي لمشروع المرسى على هيئة مركب الشمس، وروعي ان يكون حجمه ضخما أسوة بعمارة المصريين القدماء، وحتى يكون المرسى من العلامات الحديثة المميزة لمدينة الأقصر، وتمكن رؤيته من الضفة الاخرى ومن على بعد عدة كيلومترات من النيل، تم استغلال هذا المركب العملاق استغلالا اقتصاديا واستثماريا، بحيث يحوي فنادق ومطاعم وكافتيريات ومناطق تجارية وبازارات وأجنحة رئاسية وصالات لاستقبال الشخصيات المهمة ومتحفا للفن المصري وصالات لإقامة معارض فنية، بالإضافة إلى مناطق ترفيهية، ومنطقة العاب للأطفال. ويتوسط المركب شكل كروي ضخم يستخدم كقاعة ثلاثية الأبعاد يتم بها عرض أفلام عن العقيدة المصرية القديمة وتاريخ منطقة الأقصر، ويرمز في الوقت نفسه للشمس التي هي رمز الخلود والانتقال إلى العالم الآخر، كما تعمل تلك الكرة كمركز للطاقة، التي تمد كافة عناصر المشروع بالطاقة اللازمة. ويوجد بمبنى الشمس هذا مهبط للطائرات الهليكوبتر للإسعاف الطائر. وسيستخدم رصيف المرسى في النشاط التجاري والسياحي بإنشاء مبان إدارية ووكلاء لشركات السياحة ومنطقة للبازارات والخدمات الترفيهية عبر بناءات بطراز معماري يتماشى مع روح البناء الفرعوني ومركب الشمس وبارتفاع لا يتعدي اربعة ادوار.
ويوضح الاستشاري أيمن عاشور ان استعمالات الأراضي في المشروع تم تقسيمها بحيث بلغت مساحات منطقة الفنادق 43 فدانا بنسبة 8.60% من المساحة الكلية. وبلغت مساحة منطقة المباني الإدارية ووكلاء شركات السياحة مساحة 15 فدانا بنسبة 3% من المساحة الكلية، أما المنطقة المركزية فتحتل مساحة فدانين بنسبة 40.0 %. وتحتل المناطق الخضراء والمناطق الترفيهية والكافتيريات مساحة 75 فدانا بنسبة 15% من المساحة الكلية، إضافة إلى مساحة 35 فدانا لمنطقة البازارات والخدمات التجارية والسياحية بنسبة 7%، و60 فدانا للطرق والساحات بنسبة 12%، أما المساحة الأكبر فتحتلها المسطحات المائية لانتظار الفنادق العائمة وتبلغ 270 فدانا بنسبة 54% من المساحة الكلية للمشروع بإجمالي 500 فدان. وينقسم المشروع الى مرحلتين، يتم تنفيذ المرسى ومكاتب الشركات السياحية في المرحلة الأولى ثم تنفيذ مركب الشمس في المرحلة الثانية. والتحدي الأكبر ـ كما يقول الاستشاري أيمن عاشور ـ هو تسويق المشروع، حيث تخطط الحكومة المصرية لطرحه على المستثمرين والشركات العالمية لتقديم عروضها، سواء للشراء او للاستغلال بنظام B O T
، وقد ابدى مستثمر ايطالي وآخر اسباني رغبتهما في الاستثمار بالمشروع ولا تزال المفاوضات والمباحثات جارية لاختيار أفضل أسلوب لطرح المرسى. وقد اكد الدكتور سمير فرج مجددا على ان الطرح سيتم باسلوب المناقصات المفتوحة اسوة بما حدث في مشروع ارض الساحل الشمالي. يذكر ان بالاقصر 24 الف غرفة فندقية حاليا وسوف تتضاعف الطاقة الفندقية للمدينة مع المشروع الجديد بذاته ومع ما سيجلبه من استثمارات في هذا المجال في مواقع اخرى غير موقع المرسى.

 

luxorforguest

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

  • Currently 258/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
83 تصويتات / 1478 مشاهدة
نشرت فى 21 ديسمبر 2009 بواسطة luxorforguest

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

19,593