صدى مصر sada misr

رئيس مجلس الإدارة : بكرى دردير رئيس التحرير: منى منصور

 

يجسد عاشق الأقصر المصور المصري الكفيف الدكتور ماهر سعيد حالة جديدة وفريدة في تحدي إعاقة البصر، إذ تخصص وبرع في مجال يعتمد على البصر والرؤية وإن كان فقد بصره في سن مبكرة من حياته، فإنه تمكن من رفع كفاءة حواسه الباقية وتنمية القدرة على الربط بينها، لدرجة أنه يبصر الجمال ليلتقط الصور بأحاسيسه، حيث لا تفارقه الكاميرا، ووصلت إبداعاته 4 آلاف صورة.

استطاع أن يصبح أول مصور مصرى وثاني مصور كفيف في الشرق الاوسط والعالم بعد المصور المصري العالمي نزيه رزق المقيم حاليا في الولايات المتحدة ونجح في ان يرسم لنفسه طريقا من خلال تصويره للأشياء وللناس وللطبيعة ليطوع سمعه وإحساسه وتلامسه مع الأشياء، محققا أعلى درجة شعور بما حوله وأعلى درجة من المهنية والاتقان لهذه الهواية.

وبحوار المصورالمبدع أضاف للمرة الثانية أحضر الى الاقصر الجميلة مع اصدقائى مدير جمعية العطاء مجدى فريد ومدير جمعية عيون الكفيف بالاقصر   وقررت أن أكون أول كفيف مصرى يقيم معرض يوم31/12/2011 بأرض الكنانة وذلك لتنشيط السياحة بالاقصر وأضيف الى كل مصرى أن يدعو العالم الى زيارة الأقصر مدينة القصور وذلك بدافع حبى الى بلدى مصر وخاصة الأقصر

انا من مواليد 1955 وخريج قسم الاجتماع بكلية الاداب جامعة القاهرة دفعة 1979 واعمل حاليا كبير اخصائيين اجتماعيين بكلية التربية الرياضية بالهرم ومتزوج من كفيفة ولدي 4 ابناء كلهم مبصرون وولدت مبصرا وعندما بلغت السابعة من عمري شعرت بآلام في عيني فاجريت بهما جراحتين وفشلتا مما تسبب في ان افقد البصر بنسبة 98 في المئة.

عشقت التصوير الفوتوغرافي منذ صغري ويرجع الفضل في ذلك الى والدي الذي كان يعشق التصوير ايضا وكان يمتلك كاميرا شمسية تعتمد على التصوير في الاضاءة الطبيعية بالنهار وكان يستخدمها في التقاط بعض الصور لافراد الاسرة في المناسبات العائلية والرحلات وعندما بلغت الثانية من عمري بدأت اتعلم منه التصوير وكنت اختلس منه الكاميرا في بعض الاحيان والتقط صورة لمنظر طبيعي أو شخص أو شجرة وكانت الصور في البداية سيئة واضطررت في المرحلتين الاعدادية والثانوية الى التوقف عن هذه الهواية وبعد التحاقي بالجامعة عدت اليها مرة اخرى حيث كنت استاجر كاميرا من احد الاستديوهات القريبة من سكني مقابل 5 جنيهات يوميا واحرص على ان اصطحب معي هذه الكاميرا في الرحلات الترفيهية التي تنظمها لنا الجامعة وكنت اهدي الصور التي التقطها الى زملاء واصدقاء الرحلة مجانا وفي بعض الاحيان احتفظ بهذه الصور في الالبوم الخاص بي.

وقال: عندما تخرجت في الجامعة ازداد حبي للتصوير واشتريت كاميرا كوداك يابانية بمبلغ 500 جنيه مازلت استخدمها حتى الآن لعدم قدرتي المادية على شراء كاميرا ديجيتال فضلا عن انني تعودت على هذه الكاميرا رغم امكانياتها المتواضعة مقارنة بالكاميرات الحديثة وافضل التقاط صور للاماكن والمناظر الطبيعية مثل منظر شروق أو غروب الشمس والاهرامات والنيل وتمثال في احد الميادين وشجرة.

ويعتبر سعيد التحدي الأكبر هو التصوير بالحواس لا بالعين وفي سبيل التغلب على ذلك قال: بدأت التدريب بشكل يومي على استخدام الحواس، فمثلا أسمع التليفزيون وهو منخفض الصوت تماما فهذا تدريب للأذن أما غليان الماء فأعرفه من رائحة بخار الماء، وأما شروق الشمس وغروبها، فأعرفه من الحرارة التي تختلف من وقت لآخر، كما أستعين بحفيف الشجر في تحديد المسافة وأبعاد المكان، من خلال الهواء، الذي يتخلل أغصان الشجر، وبالتركيز أستطيع سماع حفيف كل ورقة وبالقياس استطيع التقاط اي صورة عبر التركيز على حاسة السمع فمثلا عندما التقط صورة لشخص اعتمد على صوته ولم اصل إلى هذه النتائج سريعا، بل استغرقت سنوات ولا تزال هذه التمارين مستمرة حتى الآن.

وحول مفهوم التصوير بالحواس قال إنه بعد فقدان بصره، بدأ تنمية حواسه وتدريبها، وكان يستفسر عن كل شيء حوله، فيسأل عن شكله ولونه، وأشياء أخرى كثيرة، اختزنها في ذاكرته.

وقال: كل صورة تعتمد على حاسة أو أكثر، فهناك صورة تعتمد على السمع فقط، واخرى تعتمد على الإحساس بالحرارة والجو وبعد كل صورة أسجل ملاحظاتي على اللقطة وأحاول تطبيقها على خيالي السابق للمنظر، وأبحث عن التوافق بينهما، لأعرف عيب الصورة.

وأضاف ان بعض الصور التي التقطها في بداية اتجاهه للتصوير بدت مهزوزة وضعيفة، ولكن مع الصبر والإرادة، بدأ يخرج صوراً غاية في الإتقان والإبهار ووقع في غرام هذه الهواية واصبحت الكاميرا رفيقته في أي مكان.

ويعترف بانه لم يكن يميل إلى التصوير أو يهواه، قبل محنة فقد البصر، حيث كان يهوى قيادة السيارات، ولكن تغيّر مساره تماما، فقْد فقَد بصره، والتحق بقسم الاجتماع في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وحصل على الليسانس بتفوق، وأتبعه بالماجستير ثم الدكتوراه، وفي سبيل التغلب على كل الصعوب والعقبات التي تزاحمت أمامه، رسم لنفسه خطة التدريب بشكل يومي على استخدام الحواس، وتعرف على مختلف أنواع الكاميرات، وتابع أحدث ما وصلت إليه من تطور وتقنيات، كما كان يلتقط الصور لأهله وأقاربه، ليدرك من خلالهم عيوب صوره. وعن اللحظة التي يعد فيها خياله لالتقاط الصور قال: انه عندما تأتيه فكرة أو صورة معينة، يبحث عن تفاصيلها، ويستحضر الجمال المرسوم بداخله، وما هو الجديد الذي يمكن أن يضيفه عند التقاط هذه الصورة.

وعن الصورة التي يحتفظ بها قال: اعتز بعدة صور لحفيدتي اثناء وجودها معي في المنزل لانها صور ذات جودة عالية اعجبت زوجتي واولادي وسر اعتزازي بهذه الصور هو ان حفيدتي دائما تكون مطيعة لي عندما اطلب منها الوقوف وعدم التحرك قبل التقاط اي صورة لها وهذا يمنحني الفرصة للتركيز ومحاولة التقاط افضل صور لها.

وعن اصعب صورة التقطها قال: التقطت العديد من الصور الصعبة منها صورة ضمت اكثر من 30 شخصا خلال مشاركتي في مهرجان نجوم العطاء للمكفوفين الذي استضافته الكويت العام الماضي ونالت الصورة اعجاب الجميع وهناك صورة صعبة للقطار اثناء استقلالي سيارة في الاتجاه المعاكس في طريقي الى بنها ونجحت في التقاط صورة رائعة للقطار بالرغم من السرعة العالية التي كان يسير بها.

 

 

المصدر: رئيس مجلس الامناء الدكتور عبد الباسط
luxlord2009

صدى العربية Sada Arabia

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 112 مشاهدة

ساحة النقاش

صدى الأخبار العربية

luxlord2009
Sada Arabic News شعارنا الشفافيه »

صدى العربية

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

414,151

صدى العربية

 شارك في نقل الحـدث