<!--<!--<!--<!--
حان للأسد أن يتنحى
بصوت أعلنت الولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي أن الوقت حان ليتنحى الرئيس السوري بشار الأسد بعد حملة وحشية شنتها القوات العسكرية والأمنية السورية على متظاهرين يطالبون بإسقاط حكم عائلة الاسد المستمر منذ 41 عاماً.
إطلاق الرئيس الاميركي باراك أوباما تلك الحملة مصدراً أمراً تنفيذياً بتجميد جميع اصول الحكومة السورية وعقوبات على قطاعي النفط والغاز السوريين وتبعه قادة الاتحاد الاوروبي في دعوته الأسد إلى التنحي، تزامن مع تأكيد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن ما تقترفه أجهزة أمن وقوات النظام السوري يرقى إلى مثابة "جرائم ضد الإنسانية" أودت بحياة أكثر من ألفي شخص منذ بدء الاحتجاجات في آذار (مارس) الماضي حسبما أكد مسؤولون في مجلس الأمن الدولي أمس.
وأعلنت الأمم المتحدة في ساعة متقدمة مساء ان بعثة انسانية ستزور مناطق الاحتجاجات في سوريا خلال نهاية هذا الاسبوع للوقوف على نتائج عملية القمع التي ينفذها الرئيس السوري، كما أكدت واشنطن أنها تدعم اتخاذ "اجراءات أخرى" من مجلس الامن ضد دمشق قالت بريطانيا وفرنسا والبرتغال والمانيا أمس انها ستبدأ في صياغة مشروع قرار بشأنها في المجلس التابع للامم المتحدة.
الرئيس الأميركي أوضح "قلنا باستمرار إنه على الرئيس الاسد ان يقود انتقالا ديموقراطيا او ان يتنحى. لم يقد (الانتقال). ومن اجل الشعب السوري، فقد آن الاوان لكي يتنحى الرئيس الاسد".
وهذه اول مرة تدعو فيها الولايات المتحدة الرئيس السوري علناً الى التنحي في الوقت الذي يتزايد الضغط الدولي على الاسد لإنهاء اشهر من حملات القمع ضد المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام، الا ان اوباما اكد ان واشنطن "لا تستطيع ان تفرض ولن تفرض هذا الانتقال على سوريا" ووعد بالالتزام برغبة السوريين القوية "في عدم وجود اي تدخل خارجي في حركتهم" المطالبة بالتغيير.
وقال "لقد حان للشعب السوري ان يقرر مصيره، وعلينا ان نواصل الوقوف بحزم الى جانبه".
لكن البيت الابيض اعلن ان الرئيس الاميركي "لا يعتزم" استدعاء السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد. وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي تومي فيتور لوكالة "فرانس برس": "نحتاج الى ان يبقى (السفير) هناك".
وفي أمر تنفيذي فرض الرئيس الأميركي عقوبات تشمل تجميد كل أصول الحكومة السورية التي تخضع لاختصاص القضاء الاميركي وحظر أي صفقات أميركية مع حكومة الاسد. ويقضي الأمر بتجميد أرصدة الحكومة السورية وحظر التعامل مع قطاع النفط والغاز السوري ومنع الأميركيين من إقامة أي استثمار جديد في سوريا.
وقال أوباما إنه قرر توسيع العقوبات على سوريا "بهدف اتخاذ إجراءات إضافية في ما يتعلق باستمرار الحكومة السورية بتصعيد العنف ضد شعبها".
كما اعلنت وزارة الخزانة الأميركية ان واشنطن حظرت التعامل التجاري مع خمس من شركات النفط السورية في اطار عقوبات واسعة تهدف الى الضغط على الرئيس السوري للتنحي، وتشمل ايضا تجميد كل ارصدة الدولة السورية في الاراضي الاميركية. وقال بيان للوزارة إن اوباما امر بفرض عقوبات على المؤسسة العامة للنفط والشركة السورية للنفط والشركة السورية للغاز وشركة السورية للنفط وشركة سترول.
وتعقيباً على تلك القرارات قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على قطاع النفط السوري "تضرب قلب نظام" الرئيس السوري وتدعم مطالبتها له بالتنحي.
وصرحت في بيان تلته على الصحافيين ان "هذه العقوبات تضرب قلب النظام عن طريق حظر الواردات الاميركية من النفط السوري ومنتجاته وتحظر على الاميركيين التجارة في هذه المنتجات". واضافت "فيما نضاعف الضغط على نظام الاسد لشل قدرته على تمويل حملته العنيفة، سنتخذ تدابير للتقليل من التأثير غير المرغوب لهذه العقوبات على الشعب السوري".
الموقف الأميركي أعقبه نداء من ثلاث دول رئيسية في الاتحاد الاوروبي هي بريطانيا وفرنسا وألمانيا فضلاً عن الاتحاد الأوروبي وكندا، مطالباً الأسد بأن يتنحى.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل الرئيس السوري الأسد للتنحي عن منصبه، واعتبروا أنه فقد كل شرعية ولم يعد مؤهلاً لقيادة البلاد.
وقالوا في بيان مشترك "إن السلطات السورية تجاهلت النداءات العاجلة في الأيام الأخيرة من قبل مجلس الأمن الدولي والعديد من دول المنطقة ومجلس التعاون الخليجي والأمينين العامين لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي".
واتهم الزعماء الأوروبيون الثلاثة في بيانهم السلطات السورية بـ"بمواصلة قمع شعبها بقسوة وعنف ورفض تحقيق طموحاته المشروعة وتضليله وكذلك المجتمع الدولي بوعود فارغة".
وأكد البيان أن "فرنسا والمانيا والمملكة المتحدة تجدد ادانتها المطلقة لهذا القمع الدموي للمتظاهرين المسالمين الشجعان والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يرتكبها الرئيس الأسد وسلطاته منذ عدة أشهر، وتدعم بقوة قيام الاتحاد الأوروبي بفرض المزيد من العقوبات ضد نظام الأسد".
وحضّ كاميرون وساركوزي وميركل في بيانهم النظام السوري على "وقف جميع أعمال العنف فوراً، والإفراج عن جميع سجناء الرأي، والسماح للأمم المتحدة بحرية الدخول إلى البلاد لإجراء تقييم مستقل عن الوضع في سوريا".
وقال إن المملكة المتحدة وفرنسا والمانيا "تعتقد أن الرئيس الأسد الذي لجأ إلى القوة العسكرية الوحشية ضد أبناء شعبه وهو المسؤول عن هذا الوضع، فقد كل شرعية ولم يعد مؤهلاً لقيادة البلاد، وندعوه إلى مواجهة واقع الرفض التام لنظامه من قبل الشعب السوري، والتنحي عن منصبه من أجل مصلحة سوريا ووحدة شعبها".
وأضاف "يجب وقف العنف في سوريا الآن والاعتراف بحق السوريين مثل الشعوب العربية الأخرى خلال الأشهر الأخيرة في الكرامة والحرية واختيار قادتهم بحرية، وسنواصل العمل مع الشعب السوري ودول المنطقة وشركائنا الدوليين مع اعطاء دور مركزي للأمم المتحدة لدعم مطالبه وتحقيق انتقال سلمي ديموقراطي في سوريا".
وفي السياق ذاته، اعتبر الاتحاد الأوروبي ان الأسد فقد شرعيته في عيون شعبه ولا بد له أن يتنحى من السلطة.
وأصدرت مسؤولة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بياناً قالت فيه ان "الاتحاد الأوروبي يدين بأقسى العبارات الحملة الوحشية التي يشنها بشار الأسد ونظامه ضد شعبه".
وإذ أشارت إلى ان "القيادة السورية صعدت قمعها العنيف للمتظاهرين المسالمين ولجأت إلى وتيرة مرتفعة من استخدام القوة العسكرية في مدن حماه ودير الزور واللاذقية ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من المواطنين السوريين"، لفتت إلى ما يتردد عن ضحايا ولاجئين إضافيين بعد مهاجمة مخيم أبو الرمل الفلسطيني. وشددت على ان هذه التطورات غير مقبولة ولا يمكن التسامح معها.
وقالت ان "الاتحاد الأوروبي يشير إلى فقدان الأسد بشكل تام صدقيته بعيون شعبه وإلى ضرورة التنحي".
رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر دعا ايضا الأسد إلى التنحي. وأصدر هاربر بياناً قال فيه "أنضم إلى الرئيس (باراك) أوباما وغيره من الأعضاء في المجتمع الدولي في دعوة الرئيس الأسد إلى ترك منصبه والتخلي عن السلطة والتنحي فوراً".
وأمام مجلس الامن قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي في خطاب في اجتماع مغلق مخصص للشأن السوري أمس، ان جرائم ضد الانسانية ربما تكون ارتكبت في سوريا. واشارت إلى امكانية احالة المجلس الامر إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
كما اعلنت مديرة مكتب تنسيق الشؤون الانسانية لدى الامم المتحدة فاليري اموس امس ان بعثة انسانية ستزور سوريا خلال نهاية هذا الاسبوع للوقوف على نتائج عملية قمع الاحتجاجات التي ينفذها الرئيس السوري. وقالت اموس "لقد حصلنا على ضمانات بالذهاب إلى حيث نريد(..) سنركز على الاماكن التي وصلت منها تقارير بحصول مواجهات".
ونقلت مصادر عن مسؤولين في مجلس الامن الدولي اعلانهم أمس ان القوات السورية قتلت 26 شخصاً داخل ملعب في مدينة درعا جنوب البلاد في اطار قمع النظام السوري للاحتجاجات المطالبة بتنحي الرئيس السوري.
وأوضح هؤلاء المسؤولون ان ألفي شخص على الاقل قتلوا في سوريا منذ بدء حركة الاحتجاج في منتصف اذار (مارس) الماضي. وجاء في التقرير ان فتى في الثالثة عشرة قتل خلال اعتقاله، وان المستشفيات ومباني عامة اخرى لم تسلم من الحملات الامنية.
وكان مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكو من بين المسؤولين الذين تحدثوا خلال اجتماع مجلس الامن وقال ان 120 شخصا قتلوا في سوريا منذ بحث الامر امام مجلس الامن في 10 اب (اغسطس) الجاري.
وقالت بريطانيا وفرنسا والبرتغال والمانيا أمس انها ستبدأ في صياغة مشروع قرار لمجلس الامن التابع للامم المتحدة يفرض عقوبات على سوريا.
وقال فيليب بارهام نائب السفير البريطاني في الامم المتحدة للصحافيين بعد جلسة مغلقة للمجلس بشأن سوريا "نعتقد ان الوقت حان كي يتخذ المجلس خطوة أخرى". وأكد مبعوثو ألمانيا وفرنسا والبرتغال تصريحاته.
وقالت روزماري ديكارلو نائبة السفيرة الاميركية في الامم المتحدة ان واشنطن ايضا تدعم اتخاذ "اجراءات أخرى" من مجلس الامن ضد دمشق.
واستدعت سويسرا سفيرها لدى سوريا وقالت انها تدين عنف القوات السورية ضد المدنيين وسط دعوات دولية متزايدة لاتخاذ خطوات لانهاء القمع. وقالت وزارة الشؤون الخارجية السويسرية في بيان "افعال قوات الامن السورية غير مقبولة. لهذا السبب استدعت الوزارة السفير السويسري الى بيرن للتشاور".
وردا على المواقف الغربية والعقوبات الأميركية، اعتبرت مسؤولة العلاقات الخارجية في وزارة الاعلام السورية مريم حداد ان الدعوة التي وجهها اوباما وبعض الزعماء الغربيين الى الرئيس السوري للتنحي تؤدي الى "تأجيج العنف" في سوريا.
وقالت حداد لوكالة "فرانس برس": "من المستغرب ان يقوم اوباما والعالم الغربي بتأجيج ونشر مزيد من العنف في سوريا بدل مد يد المساعدة لتطبيق برنامج الاصلاح" الذي اعلنته السلطات في البلاد.
وكان الأسد أبلغ الامين العام للامم المتحدة بان كي مون إن عمليات القمع ضد المحتجين السوريين توقفت فيما نفى نشطاء سوريون ذلك واكدوا استمرار عمليات القتل والقمع.
وقالت الامم المتحدة في بيان انه اثناء اتصال هاتفي مع الاسد أول من أمس عبر بان عن "الانزعاج لأحدث التقارير عن استمرار انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الانسان واستخدام مفرط للقوة من جانب قوات الامن السورية ضد المدنيين".
واوضح البيان "أكد الامين العام على أن كل العمليات العسكرية والاعتقالات الجماعية يجب أن تتوقف على الفور. الرئيس الاسد قال ان عمليات الجيش والشرطة قد توقفت".
ميدانياً، جدد ناشطون امس الدعوة الى التظاهر الجمعة في ما اطلقوا عليه اسم "جمعة بشائر النصر" فيما واصلت الاجهزة الامنية السورية عمليات المداهمة والاعتقالات في مدن عدة غداة تأكيد الرئيس بشار "وقف العمليات العسكرية والامنية".
ودعا الناشطون على صفحة "الثورة السورية" في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" الى التظاهر في "جمعة بشائر النصر"، معتبرين انه "من قلب الحصار تلوح بشائر الانتصار" في اشارة الى المدن التي تمت محاصرتها من قبل الجيش السوري.
كما دعت صفحة "يوميات الثورة السورية" على الموقع ذاته الى التظاهر يوميا "من 15 رمضان (15 اب/اغسطس) وصولاً الى عيد التحرير".
وكتب ناشطون "المطلوب منا جميعاً تكثيف التظاهرات اليومية والالتزام بالمقاطعة الاقتصادية وتحفيز الجنود على الانشقاق".
وفتحت قوات الامن السورية النار مساء أمس لتفريق متظاهرين ضد النظام في حمص (وسط) ما ادى الى سقوط قتيل وجريح، حسب ما اعلن ناشط في المكان لوكالة "فرانس برس".
وقال هذا الناشط ان "قوات الامن اطلقت النار على متظاهرين في حمص ما ادى الى سقوط قتيل وجريح".
وبالاضافة الى ذلك، انتشر الجيش السوري مساء في عدة مناطق من بينها ضاحية دمشق حيث سمعت عيارات نارية في حين خرجت تظاهرات ليلية ضد النظام، حسب ما اعلنت منظمة سورية غير حكومية تعنى بالدفاع عن حقوق الانسان.
وتمركز الجنود المدعومون بعناصر من قوات الامن في احياء الزبداني والمحطة والجسر والاميرة في ضاحية دمشق، حسب ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان. واقاموا عدة حواجز.
وفي دمشق نفسها، جرت تظاهرة بعد صلاة التراويح ولكن قوات الامن تدخلت واطلقت النار حسب المرصد نفسه الذي لم يتحدث عن سقوط ضحايا ولكنه اعلن اعتقال ثلاثة اشخاص.
وفي مدينة دير الزور شرق البلاد، انتشرت قوات الامن بكثافة مساء أمس في عدة احياء واعتقلت عشرة اشخاص، وذلك حسب المصدر نفسه.
وفي اللاذقية شمال غرب البلاد، قضى مدنيان متأثران بجروح كانا قد اصيبا بها بعد اطلاق قوات الامن النار قبل ثلاثة ايام حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
واكد اهالي للمرصد وجود مفقودين في حي بستان السمكة لا يعرف ما اذا كانوا معتقلين او شهداء.
واوضح المرصد ان تظاهرات خرجت مساء بعد صلاة التراويح في مساجد العوينة والفتاحي والبيرقدار وغريب في حي الصليبة ومشروع الصليبة، تندد بالمجزرة التي قام بها الامن والجيش في احياء الرمل الجنوبي وعين التمرة وسكنتوري فقام الامن بمحاصرتها وقمعها مباشرة كما سمع اطلاق نار في عين التمرة وبستان السمكة.
وفي حماه شمال دمشق، قال ناشط ان نحو 200 عنصر من قوات الامن والميليشيات الموالية للنظام قامت مساء بعدة اعتقالات خلال تظاهرة مناهضة للنظام بعد صلاة التراويح في حي الجلاء، واعتقل عشرة متظاهرين
بكرى دردردير محمد
[email protected]
egypt - luxor
ساحة النقاش