Environment & fisheries

الاهتمام بالبيئة ليست ترفا فكريا ولكنة واجب دينى لحياة افضل


 تتعرض المياه في مصادرها الطبيعية للكثير من أنواع التلوث منها ما هو كيميائي ومنها ما هو بيولوجي، ويعد النفط من أكثر مصادر التلوث المائي انتشارا وتأثيراً، ما تشكل الملوثات النفطية اخطر ملوثات السواحل والبحار والمحيطات، من خلال ما تسببه ناقلات النفط في تسرب حوالي مليوني طن سنوياً من الزيت الخام إلى مياه البحار والمحيطات.

وأنتشر التلوث النفطي للمياه في السنوات الأخيرة، ما له آثاره الوخيمة على بيئة الإنسان وصحته، إذ تؤدي حوادث تسرب النفط إلى البحر إلى نقص كبير في كمية ونوعية المواد الغذائية التي ينتجها البحر وفي طليعتها نقص البروتين الغذائي اللازم لتغذية أعداد السكان المتزايدة وأيضا على الثروة البحرية، كما أن وصول التسريبات النفطية إلى الشواطئ يضر بالسياحة من خلال التشويه لمنظر البيئة، فاستوجب إتخاذ إجراءات ومعالجات ووضع المعايير وسن التشريعات الكفيلة بالحد من هذا النوع من التلوث لخطورة أثارها على مختلف صور الحياة على الأرض.

يشكل تسرب النفط مشكلة متزايدة الصعوبات، وعادة ما تكون إجراءات جمع المعلومات التقليدية فاشلة في تحديد مدى اتساع تسرب البقع الزيتية أوتتبع آثارها، إلا أن أنواعا من تقنيات الاستشعار عن بعد قد برهنت قدرتها على أداء هذه المهام، فاللون المضيء الفاتح للتسربات النفطية قابل للكشف بواسطة أجهزة الاستشعار عن بعد، التي تستفيد من قياس الأشعة فوق البنفسجية في المنطقة المدروسة.

ويعتبر الهدف الأول للاستشعار عن بعد هو تمكين الهيئات المسؤولة عن التخطيط من إدارة مواردها الطبيعية واستخدامها بشكل فعال، فهي وسيلة أسرع وأدق وأقل تكلفة من الأساليب التقليدية المعتمدة حالياً، وهذه التقنية تمكن بالتنبؤ بالتلوث النفطي وموقعة الجغرافي و معرفة حجم البقعة النفطية وكميتها واتجاها وانتشارها و كذلك يتم متابعة وتقييم عمليات مكافحة بقعة النفط أولا بأول.

كما إن استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد مثل موجات الرادار أو الأشعة فوق البنفسجية أو تحت الحمراء أو الموجات القصيرة جدا تفيد كثير جدا في متابعة البقع النفطية في البيئة البحرية كون المراقبة الأرضية وكذلك بواسطة التصوير الجوي بالطائرة قد تكون صعبة نظرا لظروف الرؤية عند التصوير، وغير ذلك.

نخلص إلى القول إن إنشاء مركز للاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في الكشف عن التلوث النفطي للمياه و مكافحته بالطرق والأساليب المتبعة، توفّر الكثير من الجوانب البيئية والصحية والاقتصادية للإنسان.

تضمّن البحث خمسة مباحث كانت على النحو الآتي:(التلوث وأنواعه، الماء والتلوث،النفط وتلوثه للمياه، استخدام تقنية الاستشعار عن بعد في الكشف عن التلوث النفطي للمياه، أساليب وطرق مكافحة التلوث النفطي)، الخلاصة والتوصيات، صور البحث،

“يعد الماء من المصادر الطبيعية الأساسية التي يحتاجها كل كائن حي، فقد جعل الله من الماء كل شيء حي، قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: ( وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ) سورة الأنبياء (الاية30)، إذ يوجد الماء في الخلية الحية بنسبة من 50%-60% من وزن الخلية ويوجد بنسبة 70%من الوزن الكلى من الخضروات ويزيد في الفاكهة إلى90% من وزنها وتأتى أهمية الماء للإنسان بعد أوكسجين الهواء مباشرة وبالتالي يجب أن يكون الماء نقيا في حدود معقولة وألا أصيب الإنسان عن طريقه بكثير من الأضرار.

تتعرض المياه في مصادرها الطبيعية للكثير من أنواع التلوث منها ما هو كيميائي ومنها ما هو بيولوجى، فقد أنتشر التلوث النفطي للمياه في السنوات الأخيرة، مما له آثاره الوخيمة على بئية الإنسان وصحته، فاستوجب إتخاذ إجراءات ومعالجات ووضع المعايير وسن التشريعات الكفيلة بالحد من هذا النوع من التلوث لخطورة أثارها على مختلف صور الحياة على الأرض.

تناولنا في دراستنا هذه، تقنية حديثة (تقنية الاستشعار عن بعد) التي تتركز أهميتها في استكشاف الموارد ورصدها وتسجيلها، من ماء، ومعادن، وغطاء نباتي، وتربة، وما تحت التربة، وتسجيل التغيرات التي تطرأ على هذه الموارد، سواء كان هذا التغير ناتجاً عن الإنسان أو عن الطبيعة، ويكون الهدف بطبيعة الحال هو التنبؤ بالتغيرات، خاصة تلك التغيرات ذات التأثير السلبي، مثل الجفاف والفيضانات، والتصحر، وتآكل الشواطئ، والتلوث بمختلف أنواعه، واكتشاف موارد جديدة واستغلالها، وإعطاء المؤشرات لتخطيط حركة العمران.

ويعتبر الهدف الأول للاستشعار عن بعد هو تمكين الهيئات المسؤولة عن التخطيط في دولة ما من إدارة مواردها الطبيعية واستخدامها بشكل فعال، فهي وسيلة أسرع وأدق وأقل تكلفة من الأساليب التقليدية المعتمدة حالياً، فالاستشعار عن بعد يمكن من جمع المعلومات وتحليلها وتصنيفها، وتقديم الخدمات لمستخدم هذه المعلومات، بما في ذلك إعداد ملفات للصور، كصور الأقمار الصناعية المختلفة، والصور الجوية، وتقديم المساعدات الممكنة للاستخدام الأمثل للموارد الاقتصادية.

وإذا كان الإنسان قد استطاع عن طريق الخروج إلى الفضاء أن يطل على الكرة الأرضية، التي عاش ملاصقاً لسطحها ملايين السنين، وأن يتفرس في ملامحها وأبعادها، تضاريسها وجغرافيتها، قاراتها ومحيطاتها، فإن ما تعد به تقنيات الاستشعار عن بعد ليس أقل من تمكين الإنسان من أن يتحسس سطح هذا الكوكب، ليبحث فيه عن الثروات الكامنة، وليعيد تشكيله ليناسب احتياجاته.

وان الصورة الفضائية تستطيع أن ترصد التلوث ومسبباته في الهواء والماء والتربة إذ يميز التحليل الطيفي للصورة مثلا بين الماء العذب والماء الملوث. فتحليل الصور الفضائية أظهر إمكانية جيدة لمراقبة ورسم خرائط تلوث المياه والهواء والتربة، بناء على خبرات دول كثيرة طبقت هذه التقنيات، وما زالت تطبقها حتى الآن في كثير من مشاكل التلوث. كدراسة اتساع حوادث تلوث معينة ذات امتداد مساحي واسع، ومراقبة البقع النفطية والزيتية المختلفة، التي تُعد مهمة لكثير من بلدان العالم.

وإذا كانت الاتصالات الفضائية عن طريق الأقمار الصناعية هي أكثر التطبيقات الفضائية إنجازاً على أرض الواقع، فإن الاستشعار عن بعد، هو أكبر التطبيقات وعداً، وأحفلها بالآمال لمستقبل البشرية .

1. التلوث وأنواعه:

1.1. التلوث:

يعد التلوث من المشاكل الكبيرة التي يواجهها الإنسان المعاصر لا بل أخطرها التي بحاجة إلى تظافر الجهود كافة لمعالجتها والد منها، وما يزيد المشكلة تعقيداً أن للإنسان الدور الواضح في زيادة خطورتها من خلال نشاطاته المختلفة التي أصبحت تهدد البشرية فضلاً عن تأثيرها في الكائنات الحية الأخرى مما يحدث تغييراً في التوازن للبيئة ومكوناتها المختلفة الحية منها وغير الحية، والعلماء وان اختلفت وجهات نظرهم في إيجاد تعريف عام وشامل للتلوث حيث تضمنت أغلب التعاريف على مفاهيم معينة يتفقون على تعريف تلوث البيئة بأنه يشمل الإخلال بالتوازن الطبيعي لمكونات الكائنات الحية(1).

وسوف نستعرض بعضاً من هذه التعاريف لنلخص بالفكرة الرئيسة للتلوث، فقد عرف التلوث بأنه التغير الحاصل في الخواص الفيزياوية والكيمياوية والبيولوجية للهواء أو الماء ويترتب عليه ضرراً بحياة الإنسان في مجال نشاطه اليومي والصناعي والزراعي مسبباً الضرر والتلف لمصادر البيئة الطبيعية(2).

كما عرف التلوث البيئي بأنه التغيرات غير المرغوبة التي تحصل في محيطنا، أهمها التي تنتج من نشاطات الإنسان ومن خلال التأثيرات المباشرة وغير المباشرة في تغيير شكل الطاقة ومستويات الإشعاع والبيئة الكيميائية والطبيعية للكائن الحي، وهذه التغيرات سوف تؤثر وبصورة مباشرة في الإنسان أو من خلال تزويده بالماء والزراعة والمنتجات الحية أو المواد الطبيعية أو الممتلكات، أو من خلال المجالات الترفيهية أو الإعجاب بالطبيعة(3).

ومن هنا يمكن أن نلخص إلى أن التلوث هو حصول تغيرات أو تأثيرات غير مرغوبة في الصفات الفيزياوية والكيمياوية والحيوية للبيئة(هواء، ماء، تربة) والتي تؤثر في حياة الإنسان والحيوان والنبات بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

1. 2. الملوثات:

وهي المواد أو التأثيرات الموجودة في البيئة وغير مرغوب فيها بسبب أضرارها البيئية وأخطارها الصحية، ويقصد بالأضرار البيئية هو التغير في نوعية وصفات البيئة وما ينجم عنها من تأثيرات في الحيوانات والنباتات والأحياء المجهرية، أما الأضرار الصحية فيقصد بها التأثيرات الضارة أو السامة أو الخطرة على صحة الإنسان وأجياله القادمة(4).

1. 3. أنواع التلوث:

ينقسم التلوث حسب الوسط الذي يحدث فيه إلى ثلاثة أنواع رئيسة هي: (5)

1- تلوث الهواء.

2- تلوث الماء.

3- تلوث التربة.

على أن هذه تشمل ضمناً نوعين آخرين من التلوث يضيفهما البعض كمتغيرين منفصلين هما التلوث الضوضائي والتلوث بالإشعاع(6). وسنتناول النوع الثاني من التلوث وهو تلوث الماء (تلوث المياه) الذي هو جزء من دراستنا للتلوث النفطي للمياه.

2. الماء والتلوث.

2.1. أهمية الماء:

يعد الماء من المصادر الطبيعية الأساسية التي يحتاجها كل كائن حي، فقد جعل الله من الماء كل شيء حي، قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: ( وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ) (7) وفي قوله تعالى:(وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) (8).

فالماء سائل ضروري للحياة ولا غنى عنه لجميع الكائنات الحية فهو مصدر ودعامة لحياة الإنسان والحيوان والنبات، والماء مركب عضوي واسع الانتشار وأهم المركبات المعدنية على الأرض وهو أساس العمليات الحيوية والحياتية، والمصدر الوحيد للأكسجين في العمليات الرئيسة على الأرض –التمثيل الكلوروفيلي- ويدخل الماء في تركيب النباتات والكائنات الحية، إذ يؤلف 90% و 75% من كل منهما على التوالي، وإن فقدان 10-20% من الماء الموجود في تركيب الأنسجة الحية يؤدي إلى موتها، ولا تتم التفاعلات الكيميائية المعقدة ضمن الأحياء الحية إلا بوجود الماء(9).

ويشغل الماء حوالي 71% من مساحة الكرة الأرضية ويقدر حجمه بحوالي 296 مليون ميل مكعب وان 98% منها في حالة سائلة(10)، كما وتشير الدراسات إلى أن حوالي 97% من الماء الموجود في العالم غير صالح للاستهلاك بسبب ملوحته، والمتبقي منه والبالغ نسبته 3% تقريباً مياه عذبة، إلا إنها غير متوفرة كثيراً لأن جزءاً كبيراً منها محجوز في تجمعات جليدية أو مخزون على شكل مياه جوفية(11).

كان هناك نوع من الاعتقاد السائد لدى الجميع ، وهو اعتقاد خطير بأن الأنهار والبحيرات والمحيطات هي أنسب مكان لإلقاء مخلفات المدن والمخلفات الصناعية وأي فضلات أخرى يراد التخلص منها مثال ذلك التلوث الشديد الذي أصاب مياه نهر الراين خصوصاً ذلك الجزء من النهر الذي يمر بأراضي هولندا..فقد وصلت حالة التلوث في مياه هذا النهر إلى حد كبير في النصف الثاني من هذا القرن وتزداد نسبة تلوث مياه هذا النهر كلما اتجهنا نحو المصب حتى أنه عندما يصل النهر إلى المحيط عند الشواطئ الهولندية تصبح نسبة ما به من قاذورات ومخلفات أعلى ما يمكن وقد تصل في بعض الأحيان إلى 20%من ماء النهر.

لا يقتصر تلوث المياه على الأنهار والبحيرات فقط ، بل امتد هذا التلوث اليوم إلى مياه البحار والمحيطات رغم اتساع رقعتها ونلاحظ أن تلوث الهواء يؤثر كثيراً في المساحات المكشوفة من الماء، ويلوثها بما يحمله من شوائب وأبخرة وغازات وقد أتضح من البحوث التي قام بها فريق من الباحثين بمعهد كاليفورنيا التكنولوجي أن مياه الجزء الشمالي من المحيط الهادي وكذلك الجزء الشمالي من المحيط الأطلنطي قد تلوثت بشكل ظاهر بما يتساقط عليها من الرذاذ المحمل بالرصاص الذي يحمله الهواء فوق هذه المناطق وقد تسبب النشاط الصناعي للإنسان خلال القرن الماضي والقرن الحالي في إطلاق كثير من الغازات على الشواطئ وبخار بعض الفلزات السامة.

2. 2. مفهوم تلوث المياه:

عرفت منظمة الصحة العالمية عام 1961 تلوث المياه بأنه (أي تغيير يطرأ على العناصر الداخلة في تركيبه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بسبب نشاط الإنسان، الأمر الذي يجعل هذه المياه أقل صلاحية للاستعمالات الطبيعية المخصصة لها أو لبعضها) (12).

وعرّف التلوث المائي أيضاً إحداث تلف أو إفساد لنوعية المياه، مما يؤدي الى إحداث خلل في نظامها الإيكولوجي بصورة أو بأخرى، بما يقلل قدرتها على أداء دورها الطبيعي، حيث تصبح ضارة أو مؤذية عند استخدامها أو تفقد الكثير من قيمتها الاقتصادية، وبصفة خاصة مواردها السمكية وغيرها من الأحياء المائية) (13).

وقد عرف أيضاً بأنه (التغيرات التي تطرأ على الماء نتيجة لبعض الفضلات السائلة والغازية والصلبة والمواد المشعة أو أية عناصر أخرى، مما يلحق الأذى بالصحة العامة والحياة المائية وجعل المياه غير صالحة للاستعمال) (14).

2. 3. ملوثات المياه وآثارها في الصحة والبيئة:

يمكن تصنيف تلوث المياه على أساس خصائص المواد الملوثة وما لتلك الملوثات من آثار مباشرة في البيئة وكما صنفه (Klien) إلى أربعة أصناف هي(15):

1- التلوث الفزيائىphysical: ويشمل التغير في اللون، الكثافة، الحرارة، الجسيمات الصلبة، والفاعلية الإشعاعية.

2- تلوث فسلجي physiological: ويشمل الذوق والرائحة، وتنتج من امتزاج الملوثات وتسبب عدم الارتياح.

3- تلوث كيميائيchemical: ويشمل المواد الكيميائية التي تطرح في المياه وتصنف إلى:

أ‌- المواد العضوية وهي التي تستنفذ الأوكسجين وبالتالي تؤثر في نباتات وحيوانات المنطقة.

ب‌- المواد غير العضوية: كالأملاح الذائبة والتي تعد من طبيعة الماء، أما المواد (العناصر) الثقيلة فإنها تسبب السمية مثل الكادميوم والرصاص.

4- تلوث أحيائي Biological: وهو أكثر أنواع التلوث أهمية لتأثيره في الصحة العامة، ويشمل البكتيريا والفيروسات والطفيليات والفطريات.

وينقسم تلوث المياه إلى: (16)

أولاً: تلوث المياه العذبة.

المياه العذبة هي المياه التي يتعامل معها الإنسان بشكل مباشر لأنه يشربها ويستخدمها في طعامه الذي يتناوله. وقد شاهدت مصادر المياه العذبة تدهوراً كبيراًً في الآونة الأخيرة لعدم توجيه قدراًً وافراًً من الاهتمام لها. ويمكن حصر العوامل التي تتسبب في حدوث مثل هذه الظاهرة:

1.استخدام خزانات المياه في حالة عدم وصول المياه للأدوار العليا والتي لا يتم تنظفيها بصفة دورية الأمر الذي يعد غاية في الخطورة.

2.قصور خدمات الصرف الصحي والتخلص من مخلفاته.

3.التخلص من مخلفات الصناعة بدون معالجتها، وإن عولجت فيتم ذلك بشكل جزئي.

أما آثار تلوث المياه العذبة على صحة الإنسان فتكون من خلال إصابته بالأمراض المعوية ومنها: (الكوليرا، التيفود،الدوسنتاريا بكافة أنواعها، الالتهاب الكبدي الوبائي، الملاريا، البلهارسيا، أمراض الكبد، حالات تسمم).

كما لا يقتصر ضرره على الإنسان وما يسببه من أمراض، وإنما يمتد ليشمل الحياة فى مياه الأنهار والبحيرات حيث أن الأسمدة ومخلفات الزراعة فى مياه الصرف تساعد على نمو الطحالب والنباتات المختلفة مما يضر بالثروة السمكية لأن هذه النباتات تحجب ضوء الشمس والأوكسجين للوصول إليها كما أنها تساعد على تكاثر الحشرات مثل البعوض والقواقع التي تسبب مرض البلهارسيا على سبيل المثال.

ثانياً: تلوث البيئة البحرية وأثره:

وتكون مصادر تلوثها إما بسبب النفط الناتج عن حوادث السفن والناقلات، أو نتيجة للصرف الصحي والصناعي. ويترتب على أثره ما يأتي:

1. تسبب أمراضاًً عديدة للإنسان:( الالتهاب الكبدي الوبائي، الكوليرا، الإصابة بالنزلات المعوية، التهابات الجلد).

2. تلحق الضرر بالكائنات الحية الأخرى: (الإضرار بالثروة السمكية، هجرة طيور كثيرة نافعة، الإضرار بالشعب المرجانية، والتي بدورها تؤثر على الجذب السياحي وفي الوقت نفسه على الثروة السمكية حيث تتخذ العديد من الأسماك من هذه الشعب المرجانية سكناًً وبيئة لها).

2. 4. مصادر تلوث المياه:

للتلوث المائي مصادر عديدة متنوعة يسهم كل منها في تلويث المياه بصورة أو بأخرى. إلا إن معظمها مصادر تعود إلى سلوكيات الإنسان غير البيئية. وتتمثل هذه المصادر بما يأتي: (17)

1. النفط.

2. الصناعة.

3. المصادر المدنية لتلوث المياه.

4. استخدام المبيدات والأسمدة الكيمياوية.

5. الأمطار الحامضية.

6. المواد ذات النشاط الإشعاعي.

7. الحروب.

وسنسلط الضوء على المصدر الأول لتلوث المياه (النفط) الذي هو محور بحثنا.

3. النفط وتلوثه للمياة:

3. 1. أهمية النفط:

النفط مصدر الطاقة التي نستعملها لتشغيل آلاتنا ولإنارة بيوتنا ومدننا، ولتشغيل أنظمة المواصلات التي تربط الشعوب بعضها بعضاً والتي تنقل البضائع والأطعمة من مكان إلى آخر على الكرة الأرضية. النفط هو المحرك الذي يدير المؤسسات والمصانع لتطوير الصناعات ولازدهار الاقتصاد. النفط أساس لبناء الحضارات حيث تدخل مشتقاته في جميع نواحي الحياة مثل الأدوية للحفاظ على الحياة، والسمادات الكيميائية لإنتاج المزروعات، وصناعة مادة البلاستيك التي تدخل في صناعة جميع الأدوات اليومية الضرورية لحياتنا، وصناعة المحروقات التي تدير جميع مركبات المواصلات ابتداءً من الدراجة النارية البسيطة إلى المركبات الفضائية المعقدة(18).

3. 2. النفط وتلوث المياه:

يعد النفط من أكثر مصادر التلوث المائي انتشارا وتأثير. وتشكل الملوثات النفطية اخطر ملوثات السواحل والبحار والمحيطات. وان اخطر الأماكن المعرضة للتلوث هي تلك القريبة من السواحل والشواطئ بالمدن الساحلية، وذلك لان ظروف وفرص انتشار بقع الزيت ومخلفات النفط المختلفة إلى قطاع واسع نمن البشر يزيد من أخطار حدوث التلوث وإثارة غير المأمونة، وعادة ما يتسرب النفط إلى المسطحات المائية إما بطريقة لاإرادية (غير متعمدة) أو بطريقة متعمدة(19).

فتتسبب ناقلات النفط في تسرب ما يصل إلى مليوني طن سنوياً من الزيت الخام إلى مياه البحار والمحيطات، ويأتـي ما حدث من تسرب كميات هائلة من النفط على مقربة من الساحل الشمالي الغربي لأسبانيا عام 2002 كحلقة مفزعة من حلقات مسلسل التسربات النفطية من الناقلات المتصدعة والغارقة. والجدول التالي يوضح أهم كوارث غرق الناقلات التي حدثت مؤخراً.

. أسباب التلوث النفطي للمياه:

تعد ناقلات النفط بحوادثـها المتكررة وبممارساتـها الخاطئة كإلقاء النفايات والمخلفات البترولية في المـاء من الملوثات الخطيرة للمياه وللبيئة عموماً. وترى دراسة اجريت حول التلوث النفطي للمياه بإشراف “الهيئة العامة للبيئة” في ليبيا ، أنه يصعب التحكم في التلوث النفطي البحري أو منع انتشاره حيث إنه خطر عائم ومتحرك يتحكم فيه اتجاه الرياح وعوامل المد والجزر وشدة الأمواج وبذلك تصعب السيطرة عليه. وأفادت الدراسة أيضا إن الملوثات النفطية تشكل أخطر ملوثات السواحل والبحار والمحيطات و أوسعها انتشاراً، حيث إن 20% من النفط المنتج عالمياً يستخرج من أعماق البحار، لذا كانت الأسباب الآتية تؤدي إلى التلوث المياه بالنفط: (20)

1. الحوادث التي تحدث أثناء عمليات الحفر والتنقيب في البحار و المحيطات.

2. تسرب النفط إلى البحر أثناء عمليات التحميل والتفريغ بالموانئ النفطية.

3. اشتعال النيران والحرائق بناقلات النفط في عرض البحر.

4. تسرب النفط الخام بسبب حوادث التآكل في الجسم المعدني للناقلة.

5. إلقاء ما يعرف بمياه الموازنة الملوثة بالنفط في مياه البحر، حيث يتم ملء الناقلة بعد تفريغ شحنتها من النفط بنسبة لا تقل عن 60% من حجمها للحفاظ على توازن أو اتزان الناقلة أثناء سيرها في عرض البحر خلال رحلة العودة إلى ميناء التصدير.

6. الحوادث البحرية والتي من أهمها ارتطام ناقلات النفط بالشعاب المرجانية أو بعضها ببعض أو غرقها.

7. تسرب النفط إلى البحر أثناء الحروب كما حدث في حرب الخليج الثانية.

8. إلقاء مياه غسل الخزانات بالناقلات بعد تفريغها في البحر.

9. تسرب البترول من ناقلات النفط بسبب الحوادث من الآبار النفطية البحرية المجاورة للشواطئ.

3. 4. آثار و أضرار التلوث النفطي للمياه:

تهدد التسربات النفطية الكائنات الحية البحرية بصفة عامة في المناطق المتضررة كالأسماك والسلاحف والطيور والشعاب المرجانية وغيرها من أحياء البحار والمحيطات. حيث إنه نظراً لتصاعد وتسامي الكثير من الأبخرة المختلفة من بقعة النفط التي تطفو على سطح الماء، فإن التيارات الهوائية تدفع بهذه الأبخرة بعيداً عن الموضع الذي تلوث بالنفط إلى الأماكن السكنية على الشواطئ والمناطق الساحلية بواسطة الهواء الذي يصبح مشبعاً بها إلى درجة كبيرة وبتركيز عال فوق المقبول مما يؤثر على النظم البيئية البحرية والبرية. كما أن زيت النفط يحتوي على العديد من المواد العضوية التي يعتبر الكثير منها مسمماً للكائنات الحية، ومن أخطر تلك المركبات مركب البنـزوبيرين وهو من الهيدروكربونات المسببة للسرطان ويؤدي إلى موت الكائنات الحية المائية.

ومن جهة أخرى، وبسبب كثافة النفط أقل من كثافة الماء فهو يطفو على سطح الماء مكوناً طبقة رقيقة عازلة بين الماء والهواء الجوي، وهذه الطبقة تنتشر فوق مساحة كبيرة من سطح الماء مما يمنع التبادل الغازي بين الهواء والماء فلا يحدث ذوبان للأوكسجين في مياه البحر مما يؤثر على التوازن الغازي، كما تمنع الطبقة النفطية وصول الضوء إلى الأحياء المائية فتعيق عمليات التمثيل الضوئي التي تعتبر المصدر الرئيسي للأوكسجين والتنقية الذاتية للماء مما يؤدي إلى موت كثير من الكائنات البحرية واختلال في السلسلة الغذائية للكائنات الحية. أضف إلى ذلك أن النفط المتسرب يتسبب في تلويث الشواطئ الساحلية نتيجة انتقاله لمسافات بعيدة بفعل التيارات البحرية وحركة المد والجزر، كما تتجمع بعض أجزائه على شكل كرات صغيرة سوداء تعيق حركة الزوارق وعمليات الصيد بالشباك وتفسد جمال الشواطئ الرملية وتتلف الأصداف البحرية والشعاب المرجانية مؤثرة على السياحة في تلك المناطق. كما أن المركبات النفطية الأكثر ثباتاً تنتقل عن طريق السلسلة الغذائية وتختزن في أكباد ودهون الحيوانات البحرية، وهذه لها آثار سيئة بعيدة المدى لا تظهر على الجسم البشري إلا بعد عدة سنوات. وان التربة الزراعية نفسها كثير ما تتأثر تأثرا بليغا بالتلوث النفطي الذي لا سبيل إلى إثارة وتداعياته وعواقبه إلا بعد زمن ومشقة (21).

وقد يصحب تلوث المياه بزيت النفط نوع آخر من التلوث يشبه التلوث الكيميائي فبعد انتشار طبقة الزيت ورقتها بمرور الزمن تستطيع أشعة الشمس اختراقها ويتمكن أوكسجين الهواء من الانتشار خلالها وبهذا التأثير يحدث تفاعل كيميائي ضوئي يشترك فيه كل من أشعة الشمس وأوكسجين الهواء ويحفزه بعض الفلزات الثقيلة الموجودة في المستحلبات المتكونة من اختلاط الزيت بالماء وينتج عن هذا التفاعل تأكسد بعض السلاسل الهيدروكربونية التي يتكون منها زيت البترول وتحدث بعض التفاعلات لتعطي بعد مدة من الزمن أصنافاً جديدة من المواد الكيماوية مثل : (الكحوليات – الألدهيدات – الكيتونات – بعض المركبات الحلقية) وهي مواد لم تكن موجودة سابقا وتصبح في متناول كثير من الكائنات الحية لأنها تتصف بصغر حجم جزيئاتها وسهولة ذوبانها في الماء وتؤدي هذه المواد السامة إلى حدوث مزيد من الضرر بالبيئة البحرية وتكون سبباً في قتل الأسماك وغيرها من الكائنات الحية(22).

وتؤدي حوادث تسرب النفط إلى البحر إلى نقص كبير في كمية ونوعية المواد الغذائية التي ينتجها البحر والتي تسهم بدرجة كبيرة في تغذية الإنسان. وفيما يأتي عرض موجز حول أهم ما جاء في الدراسات(23) التي أنجزت حول تأثير التلوث على المصادر المختلفة للثروة البحري:

1. تأثير التلوث النفطي على عمليات الصيد والأسماك: من مظاهر تأثير التلوث النفطي انخفاض إنتاجية المصائد الذي يعزي إلى انخفاض في العمليات الحيوية كالنمو أو قد يعود إلى عزوف الناس عن شراء الأسماك خوفاً من أخطار التلوث، أو أن الصيادين أنفسهم يتوقفون عن الصيد في المناطق الملوثة خشية تلف معداتهم مما يزيد في النقص الغذائي.

2. تأثير التلوث النفطي على الهائمات النباتية والطحالب: تعتبر الهائمات النباتية المسؤول الأول عن تثبيت الطاقة في البيئة البحرية (بوساطة عملية التركيب الضوئي) وهذه الهائمات تتغذى عليها الحيوانات البحرية بصورة مباشرة أو غير مباشرة..

3. التأثير على الرخويات: تعاني الرخويات (كالمحار) من حالات نفوق هائلة عند حدوث حالات تسرب للنفط ووصوله إلى منطقة الساحل وحادث انسكاب زيت الديزل قرب شواطئ كاليفورنيا والذي أدى إلى قتل أعداد هائلة من المحار خير دليل على ذلك. كما لوحظ من الدراسات أن تراكيز النفط المؤثرة جداً على عملية الإخصاب تراوحت بين واحد إلى ألف جزء بالمليون، ولوحظ أيضاً انخفاض في قابلية وكفاءة هذه الأحياء البحرية على السباحة.

4. التأثير على القشريات: إن مجموعة القشريات (كالروبيان والسرطان) ليس تحت تأثير مباشر مع الملوثات النفطية المتسربة كسابقتها (الحيوانات الرخوية والقشريات الثابتة غير المتحركة)، لأن هذه المجموعة لها القابلية على الحركة مما يجعلها أكثر قدرة على تحاشي التعرض للتراكيز العالية من النفط عدا صغارها ويرقاتها وبيضها التي لا تستطيع الفرار مما يؤدي إلى حالات نفوق كبيرة.

5. التأثير على الأحياء البحرية الأخرى: تعتبر شوكيات الجلد وخيار البحر من أكثر الأحياء حساسية وتأثراً بالنفط المتسرب وأسباب التلوث الأخرى، إذ لوحظ اختفاؤها أو انقراضها من بيئات تعرضت لحوادث التلوث النفطي. وفي المنطقة البحرية لدول الخليج العربي حدثت حالات كثيرة جداً من النفوق في الأحياء البحرية أثناء فترة تشكيل بقعة زيت نوروز وبقعة النفط من الكويت وبصورة خاصة الحيوانات الفقرية التي تتنفس الهواء كالأفاعي والسلاحف والدلافين وقد وجد أن الكثير منها يصعد إلى الشاطئ لتموت هناك بعد إصابتها بضيق في التنفس وبالتهابات جلدية ونزف داخلي.

6. تأثير التلوث النفطي على الطيور: تعتبر هذه المجموعة من أكثر المجاميع البحرية تأثراً بالتلوث النفطي، إذ لوحظ انقراض أنواع عديدة منها من البيئة التي تتعرض طويلاً لأخطار التلوث وخير مثال ما حصل على الشواطئ السعودية نتيجة حرب 1991 حيث نفق العديد من الطيور نتيجة بقعة الزيت التي امتدت على تلك السواحل. كما وتكون مواطن الطيور وأعشاشها في الجزر المتناثرة (مثال جزيرة كبر في الكويت) والتي يغلف النفط شواطئها لفترات طويلة أكثر تضرراً من غيرها.

7. التأثير على مشاريع مياه الشرب: عتبر النفط ومخلفاته من أصعب المشاكل التي تواجه القائمين على معامل التقطير والتحلية لمياه البحر (كما في منطقة الخليج العربي) فضلاً عن البقع النفطية الناتجة من التسرب النفطي. وذلك نظراً لإمكانية تأثيرها على جودة المياه المنتجة للشرب.

8. التأثير على الخدمات الملاحية وعلى جمال الشواطئ: يتسبب التلوث النفطي في شل حركة الملاحة بأنواعها مما يؤثر سلباً على اقتصاد المنطقة، فضلاً على أن وجود التلوث النفطي أو غيره يؤثر وبشكل سلبي على النواحي الجمالية للشواطئ ويحرم مر تادي الشواطئ من التمتع بالنواحي السياحية أو الترفيهية في تلك المناطق (وخير مثال على ذلك الشواطئ الكويتية والسعودية التي تأثرت نتيجة بقعة الزيت في عام 1991). وإن تلوث الأسماك يجعلها غير صالحة للاستخدام البشري فعلى سبيل المثال وجد في عينة من الأسماك تم صيدها في خليج جاكرتا في إندونيسيا أن نسبة الرصاص فيها تزيد بمقدار 44% عن الحد المسموح به وأن الزئبق يزيد بنسبة 38% كما ورد في تقرير منظمة الصحة الدولية (24).

وكان التقرير العالمي الثالث لبرنامج البيئة التابع للأمم المتحدة قد ذكر، أن كوكب الأرض يقف على مفترق طرق، فربع الثدييات في العالم و12% من الطيور تواجه بالفعل خطر الفناء، وبحار العالم معرضة بالفعل لتهديد حقيقي بسبب التلوث، وثلث المخزون العالمي من الأسماك يصنف الآن باعتباره ناضباً أو معرضا للخطر(25) .

مما نستنج الآثار المباشرة وغير المباشرة للتسريبات النفطية على الإنسان وفي طليعتها نقص البروتين الغذائي اللازم لتغذية أعداد السكان المتزايدة وأيضا على الثروة البحرية، كما أن وصول التسريبات النفطية إلى الشواطئ يضر بالسياحة- كما ذكرنا- من خلال التشويه لمنظر البيئة فضلا عن كون البحار والمحيطات مصدراً لمحطات التحلية في المناطق التي تعاني شحاً في إمدادات المياه العذبة.

4. استخدام تقنية الاستشعار عن بعد في الكشف عن التلوث النفطي للمياه.

4. 1. تقنية الاستشعار عن بعد:

الاستشعار عن بعد أو الكشف عن بعد، أو الاكتشافات عن بعد، كلّها عبارات تطلق على العلم والتقنية التي تجمع المعطيات والمعلومات المأخوذة عن بعد وتفسرها، باستخدام طرق متعددة، للنظر وللدراسة لظواهر أو لأهداف معينة، من مسافات بعيدة، دون الحاجة إلى الاقتراب من هذه الظواهر أو الأهداف أو ملامستها، ويكون ذلك تحت ظروف لا يمكن للعين البشرية أن تصل إليها، سواء كان ذلك نهاراً أو ليلاً(26).

ومصطلح الاستشعار عن بعد ارتبط ارتباطاً عضوياً بدراسة سطح الأرض، ومحيطها الحيوي، وثرواتها الدفينة بواسطة الأقمار الصناعية، التي أطلقها الإنسان لتدور حول الكرة الأرضية، على ارتفاعات مختلفة، وتستشعر الأرض طبقاً للأجهزة التي تحملها. ومع استخدام الاستشعار بالتصوير على ارتفاعات عالية، في الطائرات والأقمار الصناعية خارج المجال العسكري، بدأ الجيولوجيين وغيرهم يولون اهتمامهم بالمعلومات الجديدة، التي يحصلون عليها(27).

4. 2. الاستشعار عن بعد في الحفاظ على البيئة: (28)

يمكن الاستفادة من تقنيات الاستشعار عن بعد في الحفاظ على البيئة، حيث تسهل دراسة تلوث المياه والجو وسطح الأرض من خلال صور الأقمار الصناعية، وذلك باستخدام الصور الفضائية بعد معالجتها بالحاسب. فهناك برامج علمية دقيقة لدراسات التلوث كماً ونوعاً، نفذت سابقا وتنفذها حالياً دول عديدة مختلفة في العالم باستخدام معطيات الصور الفضائية، وتحليلها وتفسيرها.

4. 2. 1. تحديد مصادر التلوث:

يقوم الاستشعار عن بعد بتحديد مصادر التلوث حيث يساعد في مراقبة الامتداد الموضعي المكاني لهذا التلوث، وبخاصة عند حدوث تلوث طارئ معين، بالإضافة إلى القيام بدراسة تركيز هذا التلوث، وسرعة تدفقه وجريانه، ومقدار تشتته أيضاً. فالصورة الفضائية تتمتع بفوائد ومحاسن الرؤية الشاملة، التي تساعد في دراسة مشكلة التلوث عندما تكون مغطية لمنطقة كبيرة المساحة، ولفحصها بدقة بعد ذلك، وتعتبر هذه الميزة هامة في كثير من الأمثلة.

4. 2. 1. تحديد أماكن التسرب النفطي:

وتسرب النفط يشكل مشكلة متزايدة الصعوبات، وعادة ما تكون إجراءات جمع المعلومات التقليدية فاشلة في تحديد مدى اتساع تسرب البقع الزيتية أو تتبع آثارها، إلا أن أنواعا من تقنيات الاستشعار عن بعد قد برهنت قدرتها على أداء هذه المهام،

المصدر: www.magazengeotunis

ساحة النقاش

المهندسة/ لبنى نعيم

lobnamohamed
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

932,859