Environment & fisheries

الاهتمام بالبيئة ليست ترفا فكريا ولكنة واجب دينى لحياة افضل

 

تقريرين  دوليين 

يحذران  من اختفاء 35%  - 40%  من الشعب المرجانية


أفاد تقرير دولي صدر الشهر الماضي  من هذا العام  أن 19% أى ما يقرب من خمس مساحة الشعاب المرجانية على مستوى العالم، فقدت بالكامل نتيجة الضغوط البشرية والطبيعية المتزايدة، محذرا من إمكانية اختفاء 35% أخرى خلال السنوات الأربعين المقبلة إذا استمرت هذه الضغوط بالوتيرة نفسها.


وأشار التقرير إلى أن أهم الأخطار المحدقة بالشعاب المرجانية تتمثل فى تغير المناخ وما يرافقه من ابيضاض وأمراض وازدياد حموضة المحيطات، وكذلك التلوث وردم السواحل والصيد الجائر، فضلا عن قصور الإرادة السياسية والإمكانات لحماية هذه الثروة.
وصدر التقرير مؤخرا عن الشبكة العالمية لرصد الشعاب المرجانية بمشاركة أكثر من 372 عالما ومتخصصا للتعرف على وضع الشعاب ونوعية المخاطر المحيطة بها فى نحو 17 منطقة بحرية إقليمية تضم ما يقرب من 100 دولة من بينها 13 دولة عربية تقع شواطئها على البحر الأحمر وخليج عدن والخليج العربى وخليج عمان.
وأوضح، أن الشعاب المرجانية كائنات رقيقة وحساسة للغاية، تتطلب بيئة معيشية محددة ومواصفات ايكولوجية مستقرة وثابتة نوعا ما، خاصة بالنسبة إلى درجة حرارة الوسط المائى والإضاءة، لذلك فان أى تغير فى ظروف تلك البيئة يمكن أن يؤدى إلى تعريض قطاعات كبيرة من هذا الموئل للتدمير الكامل.
من هذا المنطلق، يتوقع أن تكون الشعاب المرجانية من أولى الأنظمة البيئية البحرية تعرضا للتدمير وأكثرها تأثرا بتداعيات الاحتباس الحرارى المسبب للتغير المناخى.

ولقد حذَّر تقرير دولي ثاني صادر عن مجموعة المحميات الدولية (دبليو دبليو إف) من أن أهم منطقة للشعب المرجانية في العالم مهددة بالاختفاء مع نهاية القرن الحالي، وذلك ما لم يتم اتخاذ الإجراءات الضرورية والسريعة لحمايتها.
وقال التقرير إن 40 بالمائة من الشعب المرجانية في منطقة "مثلث المرجان"، التي تتقاسمها كل من أندونيسيا وخمس دول آُخرى في منطقة جنوب شرق آسيا ويُعتقد انها تحتوي على 75 بالمائة من أنواع المرجان في العالم، قد اختفت تماما.
وتُشبَّه منطقة "مثلث المرجان" تلك بغابات الأمازون المطيرة، وذلك من حيث تنوعها البيولوجي والبيئي.
إنه العام 2099. مئات الملايين من البشر في أنحاء منطقة جنوب شرق آسيا يهيمون بحثا عن الغذاء. فالأسماك التي كانوا يعتمدون عليها ذات يوم قد ولَّت إلى غير رجعة. والمجتمعات بدأت تتفكك والاقتصاديات أخذت تنهار وتُدمَّر.

بهذه الصورة السوداوية يصور لنا التقرير المذكور الوضع الذي يتوقع أن تحول إليه الأوضاع في منطقة جنوب شرق آسيا، ويضيف: "إن ذلك هو ما نستطيع توقعه، إذ أن أغنى الشُّعَب المرجانية في العالم يجري تدميرها. وهذا ما يمكن أن يحدث خلال هذا القرن."
ورغم أن التقرير قد وصف تلك النتيجة بأنها هي الاحتمال الذي قد يحصل في أسوأ الأحوال، إلا أن كبير الباحثين المعدين للتقرير، البروفيسور أوف هوي-جولدبيبرج، يقول إن تلك الصورة ليست أصلا "على نفس القدر والدرجة من السوء إذا ما قُورنت بالمستقبل الذي نتجه حاليا إليه."
يقول البروفيسور هوي-جولدبيبرج:

"نحن لم ندرك حتى الآن السرعة التي يتبدل ويتغير وفقها هذا النظام (أي نظام الشعب المرجانية ومعه النظام البيئي

ويضيف بقوله:

"لقد فقدنا خلال الأربعين سنة الماضية في مثلث المرجان 40 بالمائة من الشُّعَب المرجانية وأشجار المنغروف الاستوائية، ولربما كان ذلك الرقم أقل مما جرى تدميره فعلا على أرض الواقع."

"لقد غيرنا بشكل جوهري الطريقة التي يعمل وفقها كوكبنا من حيث حركة التيارات فيه، وقد حدث ذلك بفعل تغير في درجة الحرارة مقداره 0.7 درجة فقط. فما الذي يمكن أن يحدث في حال تجاوز هذا التغير الدرجتين أو الأربع أو الست درجات مئوية؟"


ويرى التقرير أن تجنب أسوأ الاحتمالات يتطلب تخفيضات كبيرة في نسبة انبعاثات الغازات، بالإضافة إلى التحكم الأفضل بعملية صيد الأسماك وبطريقة استخدام المناطق الساحلية.

يُذكر أن "مثلث المرجان" يشكل واحد بالمائة من إجمالي مساحة الكرة الأرضية، إلا أنه يحتوي على ثلث كمية المرجان وثلاثة أرباع أنواع الشُّعَب المرجانية الموجود في العالم بأسره.
ويعتقد البروفيسور هوي-جولدبيبرج أنه في حال اندثاره (أي "مثلث المرجان")، فإن النظام البيئي برمته سوف يندثر معه، ولمثل ذلك عواقب جدُّ وخيمة على قدرة ذلك النظام على معالجة التغير المناخي والتعامل معه.

يقول هوي-جولدبيبرج:

"إن التلوث والاستخدام غير المناسب للمناطق الساحلية يقومان بتدمير إنتاجية المحيطات، والتي تشهد انخفاضا حادا في الوقت الراهن. فالنظام البيئي هو الذي يحتجز غاز ثاني أُكسيد الكربون ويحتفظ به، إذ أن نسبة 40 بالمائة من هذا الغاز تذهب إلى المحيطات."

مشاكل كوكب الأرض

ويختتم البروفيسور هوي-جولدبيبرج بقوله:

"والآن، وفي حال جرى إيقاف أو عرقلة ذلك (أي عمل النظام البيئي)، فإن مشاكل كوكب الأرض ستصبح  أكبر."


وتقول أندونيسيا في  مؤتمر محيطات العالم  الذي انعقد بأن  المحيطات قد أُهلمت حتى الآن في منتديات الحوار والنقاش العالمية التي دارت حول قضية التغير المناخي.
ويريد الأندونيسيون الآن إثارة قضية المحيطات على نطاق أوسع خلال محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ، والتي ستجري في وقت لاحق من العام الحالي.

اعداد م لبنى نعيم

 

المصدر: البيئة والحياة
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 571 مشاهدة

ساحة النقاش

المهندسة/ لبنى نعيم

lobnamohamed
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

862,665