الموارد السمكية

 البيولوجيا - الأهمية – التصنيع

د/ السيد حمدان عيسى

المقدمة

        نظراً لأهمية البروتين الحيوانى فى غذاء الإنسان لاحتوائه على الأحماض الأمينية الأساسية والضرورية للإنسان، وسهولة هضمه فهو ضرورى لكل الأعمار، ونظراً لارتفاع أسعار الأعلاف، بالإضافة للتنافس الشديد بين الحيوان والدواجن من جهة والإنسان من جهة أخرى على الغذاء مثل الحبوب، وظهور أمراض أنفلونزا الطيور وجنون البقر والحمى القلاعية، وأخيراً مرض أنفلونزا الخنازير الفتاك، مما يشكل صعوبة بالغة فى التوسع بشكل كبير فى إنتاج الدواجن والحيوان.

      ومن هنا جاءت فكرة الاهتمام بالثروة السمكية لكى تساهم بشكل ملحوظ فى حل مشكلة نقص البروتين الحيوانى المطلوب للإنسان. ونتيجة للصيد الجائر وزيادة الطلب على الأسماك أدى ذلك إلى قلة الثروة السمكية فى السواحل، وبالتالى قلة المعروض منها فى الأسواق وقلة تلبية احتياجات الناس من البروتين، مما كان ضرورياً أن يكون هناك مساهمة من قبل العلماء فى تطوير وسائل الصيد، وكذلك تطوير فكرة الإستزراع السمكى التى تطورت كثيراً مع مرور الزمن وزيادة الطلب على الأسماك.

      ومن المعروف أن الثروة السمكية تمثل محور مهم من محاور التنمية نظراً للدور الذى يمكن أن يقوم به فى توفير الغذاء وفتح فرص عمل، وزيادة الصادرات وتقليل الواردات. ولذلك قامت ماليزيا فى الآونة الأخيرة بالتوسع فى مشروعات الثروة السمكية، حيث يساعدها على ذلك الظروف الجغرافية والبيئية. وماليزيا من الدول المتقدمة فى مجال الثروة السمكية، واتجهت منذ فترة إلى استخدام التقنيات الحديثة لرفع كفاءة الإنتاج مما يوازى حاجة السوق ويحاول البحث هنا الإستفادة من الخبرات الماليزية، وتقديمها كأحد الحلول للنهوض بإنتاج الأسماك والقشريات فى مصر والوطن العربى كمورد من موارد الغذاء.

      تتميز ماليزيا بموقع جغرافى وضعها تحت نطاق المناخ الأستوائى الحار، والحار الرطب طول العام تقريباً، بجانب هطول الأمطار بشكل يومى. وتؤثر عناصر المناخ فى نشاط صيد واستزراع الأسماك، فهى تحدد مناطق تجمع الأسماك، وهجرتها، وتكاثرها، وعمق المياه، وحركة (الأمواج – المد والجزر) وقد تعطل الرياح والأمطار نشاطى الصيد والإستزراع. وتؤثر مجموعة من العوامل الطبيعية الأخرى فى نشاطى الصيد والإستزراع منها ملوحة المياه وتؤثر مجموعة من العوامل البشرية فى نشاطى الصيد والإستزراع، منها كثافة السكان والعادات الغذائية لهم.

     وتتكون ماليزيا من منطقتين : شبه جزيرة الملايو فى الغرب، وتشكل 40% من إجمالى مساحة اتحاد ماليزيا، وولايتى صباح وسراواك فى الشرق فى شمال جزيرة بورنيو المشتركة بينها وبين أندونيسيا. وماليزيا دولة فيدرالية، تنقسم إلى 13 ولاية إتحادية، بجانب مقاطعتين فيدراليتين، ومجموعة من الجزر البحرية.

    وتعتبر ماليزيا متحفاً مفتوحاً فريداً يضم أجناساً بشرية متنوعة مختلطة من سكان آسيا، والدين الرسمى لماليزيا هو الإسلام، ويوجد بجانب الإسلام ديانات المسيحية، والهندوسية، والبوذية، والسيخية، وغيرها.

  وكان لضيق مساحة الأرض الزراعية، واتساع نطاق الجبال أثره فى اتجاه كثير من السكان إلى حرفتى الصيد واستزراع الأسماك، لتعويض النقص فى الإنتاج الزراعى، والثروة الحيوانية من ماشية ودواجن.

  وتتميز الأسماك عن حيوانات المزرعة بمميزات عديدة منها الكفاءة التحويلية ونسبة التصافى، والقيمة الغذائية. كما أن للأسماك أهمية كبيرة حيث إن لها استخدامات كثيرة مثل تغذية الإنسان، وتغذية الحيوان، وكرياضة، وكزينة، ولها استخدامات صناعية كثيرة.

    وقد أسست ماليزيا قسم مصايد الأسماك، وحددت لها وظائف عديدة، ووضعت لها تنظيمات وتشريعات لضمان استمرار عملية التنمية والتطوير.

    وقد نجحت ماليزيا فى الإستزراع المائى، حيث انها تمتلك البنية التحتية الجيدة، وتوفر الجكومة الإمكانيات والإستثمارات المطلوبة لنجاح عملية الإستزراع، وتتعدد طرق الإستزراع السمكى فى ماليزيا، حيث تستخدم إحدى \رق الإستزراع، مثل المرابى السمكية، والمزارع السمكية، والأقفاص العائمة والأحواض الشبكية. وتستخدم لذلك مستويات استزراع من بسيط إلى مكثف وشبه مكثف وعالى التكثيف. ويتنوع الإنتاج السمكى ويختلف حسب نوع المياه المستزرع فيها، وأهم أنواع أسماك المياه العذبة البلطى، كما أن أهم الأنواع فى المياه المالحة الجمبرى والقاروص والوقار.

   وتشتهر ماليزيا بإنتاج وتسويق أسماك الزينة، حيث تتعدد الأنواع والأشكال المختلفة، مما يساهم فى زيادة الدخل القومى من هذه الصناعة.

          ولقد تفوقت ماليزيا فى إستزراع الجمبرى تفوقاً ملحوظاً، حيث انها بدأت استزراعه عام 1930، وتم تفريخه فى بينانج عام 1970 ومنذ ذلك الحين وماليزيا فى تطور مستمر فى تكنولوجيا تفريخ واستزراع الجمبرى، وذلك بالتقنيات الحديثة التى تعطى أفضل النتائج الكمية والحجمية.

     وتعتبر صناعة استزراع الجمبرى فى مصر والوطن العربى من الصناعات الحديثة إلى حد ما، وهناك عدة أنواع من الجمبرى يمكن استزراعها فى المنطقة العربية منها نفس الأنواع المستزرعة فى ماليزيا، لذا حاولنا الاستفادة من التكنولوجيا والخبرات الماليزية بعد أن اوضحنا الفرق بين الأنواع المستزرعة فى ماليزيا والأنواع المختلفة التى يمكن استزراعها فى المنطقة العربية. ثم تم سرد أسباب تعثر استزراع الجمبرى فى مصر والوطن العربى، وكيفية النهوض بتلك الصناعة.

    وتحتوى الأسماك على العديد من العناصر الغذائية الهامة، مثل البروتينات والدهون والفيتامينات والمعادن. وتتأثر جودة الأسماك بعوامل عديدة، منها ما هو فى البيئة التى يعيش فيها – الماء – ومنها ما هو بعد عملية الصيد أثناء التداول. وتقوم عدة صناعات على الأسماك، مثل التبريد والتجميد والتعليب والتجفيف والتمليح والتدخين.

المحتويات

الباب الأول : العوامل المؤثرة فى الإنتاج السمكى

الفصل الأول : العوامل الطبيعية المؤثرة فى الموارد السمكية

الفصل الثانى : العوامل البشرية المؤثرة فى الموارد السمكية

الباب الثانى : الموارد السمكية

الفصل الأول : دور الموارد السمكية فى الإنتاج الحيوانى

الفصل الثانى : مصايد الأسماك فى ماليزيا

الفصل الثالث : الإستزراع السمكى

الفصل الرابع : أسماك الزينة

الباب الثالث : تجربة ماليزيا فى إستزراع الجمبرى وإمكانية تطبيقها فى مصر والوطن العربى

الفصل الأول : تجربة ماليزيا فى إستزراع الجمبرى

الفصل الثانى : تجربة مصر والوطن العربى مقارنة بالتجربة الماليزية

الباب الرابع : أهمية الأسماك الغذائية والصناعات القائمة عليها

الفصل الأول : أهمية الأسماك الغذائية والصحية

الفصل الثانى : جودة الأسماك

الفصل الثالث : بعض الصناعات القائمة على الأسماك

الباب الخامس : إنتاج وتجارة الأسماك فى ماليزيا

الفصل الأول : إنتاج الأسماك فى ماليزيا

الفصل الثانى : تجارة الأسماك فى ماليزيا

*** للإطلاع يرجى زيارة مكتبة الهيئة ***

إعداد / أيمـن عشرى

إشراف / منى محمود

المصدر: المكتب العربى للمعارف – القاهرة

ساحة النقاش

مكتبة جهاز وتنمية البحيرات والثروة السمكية

lfrpdalibrary
عنوان الهيئة: القطعة رقم (210) بالقطاع الثانى-حى مركز المدينة-التجمع الخامس-القاهرة الجديدة- Email: [email protected] »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,741,043

اخر إصدارات كتب المكتبة