الحبار القاعى (الغترو)
وزارة الزراعة والثروة السمكية – سلطنة عمان
مركز الإستزراع السمكى
المقدمة
يعد الحبار القاعى (أو كما هو معروف محلياً بالغترو أو الضغط) من الثروات البحرية التى تزخر بها المياه العمانية، وهو من عجائب المخلوقات البحرية التى وجب التوقف عندها للتفكر فى عجائب قدرة الخلاق سبحانه وتعالى، وصدق الله العظيم حين قال "وفى خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون" سورة الجاثية – الآية 4.
فالحبار كائن رقيق الجسم وجد فوق الأرض قبل الإنسان بملايين السنيين حيث كان منذ بداية الحياة فى الماء ومازال يعيش فى مملكته حتى الآن، فالمفترسون بعد ظهورهم فى كل بحار الدنيا لم يمكنهم القضاء عليه، فهو من أكثر الكائنات تكاثراً فى الماء.
والحبار مازال غامضاً فى مملكته رغم الأبحاث العلمية المضنية إلا أن كوامنه لم تعرف حتى الآن، فله سلوكه الإجتماعى الخاص به وجهازه العصبى معقد للغاية وفريد فى تكوينه. وحياة الحبار مرهونة بتزاوجه حيث يموت الذكر والأنثى بعد وضع البيض، فهو من الكائنات التى تتكاثر مرة واحدة فى تاريخ حياتها وتموت بعدها مباشرة لهذا يعيش ليتناسل. ويلعب الحبار دوراً حيوياً هاماً فى تنقية وتصفية القاع من المواد العضوية بالإضافة إلى دوره الحيوى فى علاقة السلسلة الغذائية البحرية للبيئة التى يعيش فيها ودوره التكافلى مع الكائنات الأخرى.
ينتمى الحبار إلى فصيلة كبرى يطلق عليها (الرأسقدميات أو رأسيات الأرجل) أى الكائنات التى تكون الأرجل متصلة مباشرة بالرأس مع غياب باقى الجسم (الصدر والبطن)، وتضم هذه الفصيلة الرخويات القوقعية والحبار والأخطبوطات.
يتميز الحبار القاعى الكبير برأس كبير نسبياً وأقدام طويلة، ويعتبر مخه أكبر نسبياً من أمخاخ كل الحيوانات، لذلك يتميز بأنه من أذكى الكائنات اللافقارية حيث لديه ميول وقدرة فائقة على سرعة التعلم، ولديه أسلوب التوسل لمربية فى الأحواض من أجل الحصول على الغذاء (أكثر مما يحتاجه)، ويركز العلماء حالياً على إمكانية تدريب الحبار وتعليمه عن طريق المشاهدة كما هو الحال مع الدلافين.
ويتميز لون الحبار القاعى بأنه أخضر يميل إلى الزرقة بسبب احتوائه على صبغة الهيموسيانين بدلاً من صبغة الهيموجلوبين التى تعطى لون الدم الأحمر، ويحتوى على زوج من الخياشيمن وثلاثة قلوب يعمل القلب الأول على نقل الأكسجين من خلال ضخ الدم إلى الفرد الأول من الخيشوم، والقلب الثانى لضخ الدم إلى الخيشوم الآخر أما القلب الثالث فلتوصيل الدم إلى بقية أنحاء الجسم، كما لديه القدرة على تغيير لون ومظهر جسمه الخارجى فى أقل من ثانية لذلك يسميه البعض بحرباء البحر، بالإضافة إلى أن تركبية عينه شبيهه بعين الإنسان كونها مغطاة بغشاء شفاف وتحتوى على الجفن إلا أن بؤبؤ العين يكون على شكل الحرف الإنجليزى W وبالرغم من عدم قدرته على رؤية الألوان إلا أن للحبار القدرة على استقطاب الضوء.
الحبار القاعى حيوان رخوى هلامى يصنف من طائفة رأسيات الأرجل كالأخطبوط والصبيدج (الحبار السطحى) وهى أعلى طائفة من الرخويات، له عشرة أذرع مطوقة حول الفم، ثمانية منها لاصقة وذراعان مجسيان طويلان تستخدم للتغذية.
يوجد ما يقارب ال 100 نوع من الحبار القاعى فى العالم، ويختلف عن بقية جنسه بأنه يحتوى على صدفة كلسية على ظهره تقوم بدور الهيكل الداخلى لدعم جسم الكائن، كما تعرف الصدفة بالقلم (برنس) مكونة من كربونات الكالسيوم التى تحتوى على مسامات من فقاعات غاز النيتروجين تساعده على الطفو وحفظ الإتزان فى الوسط المائى وبذلك لا يستطيع الحبار العيش طويلاً فى الأعماق السحيقة وإلا ستنفجر الصدفة تحت الضغط العالى، وقد استغلت هذه الفكرة بعد ذلك فى صنع الغواصات.
المحتويات
- المقدمة
- الأنواع والأنتشار
- المعيشة والنمو
- السلوك الغذائى
- دورة حياة الحبار القاعى
- أهمية الحبار للإنسان
- المصايد
- المخاطر والإرشادات
- الخلاصة
إعداد / أيمــن عشــرى
إشراف / منـى محمـود
ساحة النقاش