أساسيات علم البكتيريا
تأليف
دكتور/ يسرى صالح
مقدمة:-
لكى نتفهم أهمية دراسة علم البكتيريا فى تاريخ الإنسانية، لا بد وأن نرجع إلى الوراء لبضع مئات السنين حيث تفشت الأوبئة والأمراض التى كانت تحصد أرواح البشر والحيوانات بالملايين بل وامتدت أيضاً إلى النبات. وكان الإنسان يقف مكتوف الأيدى لعجزه عن معرفة مسببات هذه الأوبئة حتى يجد لها علاجاً ناجحاً.
ولقد دأب العلماء على دراسة وتتبع مظاهر ومسببات الأمراض حتى استطاعوا إماطة اللثام عن مسببات الأمراض البكتيرية فى نهاية القرن الثامن عشر. وقد ساهم اكتشاف المجهر الضوئى فى مساعدة العلماء فى التعرف على الخلايا البكتيرية ودراسة تفاصيلها بدقة، واستطاعوا تتبع أجناسها وأنواعها ومدى تأثرها بالبيئة المحيطة بها. وقد كان لتقدم صناعة المجهر واكتشاف المجهر الإلكترونى أثر كبير فى إحداث طفرة فى دراسة وتقسيم علم البكتيريا.
وفى بداية القرن التاسع عشر وجه العلماء عناية كبيرة لأهمية البكتيريا فى حياتنا، وقد توصلوا إلى أن البكتيريا هى الدينامو الفعال غير المرئى الذى يحافظ على استمرار حياة الكائنات الحية على كوكب الأرض، لما تتمتع به من قدرة كبيرة مع الكائنات الحية الأخرى على تحليل المواد العضوية المعقدة، وتحويلها إلى مواد بسيطة يعتمد عليها النبات فى نموه. ويمثل النبات القاعدة الأساسية فى غذاء الإنسان والحيوان، كما أنه يقوم بعملية المحافظة على نسبة الأكسجين فى الهواء عن طريق عملية التمثيل الضوئى وإمتصاص غاز ثانى أكسيد الكربون الناتج عن تنفس الإنسان والحيوان وإطلاق غاز الأكسجين. وكذلك توصل العلماء إلى الدور الذى تلعبه البكتيريا فى مختلف الصناعات التخمرية والغذائية المختلفة. كما أمكن استخدام بعض أنواعها فى إنتاج الفيتامينات والإنزيمات والعقاقير الطبية والأحماض العضوية وغيرها من المركبات الكيميائية الهامة اللازمة للكثير من الصناعات. كذلك تم اكتشاف قدرة البكتيريا على إنتاج المضادات الحيوية التى كان لها عظيم الأثر فى علاج العديد من الأمراض. ومن ثم تم إنقاذ البشرية من العديد من الأوبئة الفتاكة، مما يعتبر من أعظم إنجازات دراسة هذا العلم.
وفى النصف الثانى من القرن العشرين اكتشف العلماء القدرة الفائقة للبكتيريا على تبادل صفاتها الوراثية عند تعرضها لظروف خاصة مما كان له أكبر الأثر فى وضع أسس علوم الهندسة الوراثية والبيولوجيا وتطبيقاتهما فى مجال التكنولوجيا الحيوية.
وقد تم تقسيم هذا الكتاب إلى ستة أبواب تستعرض أهمية البكتيريا فى حياتنا وأشكالها وتراكيبها الدقيقة والظروف التى تؤثر على نشاطها وطرق التحكم فيها. وقد أفرد جزء كبير من الكتاب لدراسة أسس الوراثة فى البكتيريا لما لها من أهمية كبرى فى دراسة أسس العلوم الحديثة، وفى الختام تم استعراض التقسيم العام للبكتيريا مستعرضاً بعض الأمثلة الهامة فى حياتنا، والأنواع ذات الأهمية الصناعية والزراعية والطبية.
المحتويات:-
الباب الأول:- علم الأحياء الدقيقة وعالم الأحياء.
الباب الثانى:- الصفات المورفولوجية للبكتيريا.
الباب الثالث:- نمو البكتيريا.
الباب الرابع:- تأثير العوامل الفيزيائية والكيميائية على نمو البكتيريا.
الباب الخامس:- الوراثة فى البكتيريا.
الباب السادس:- تقسيم البكتيريا.
*** للإطلاع يرجى زيارة مكتبة الهيئة***
ساحة النقاش