تغذية أسماك القاروص
د./ محمد حسن أحمد
المعمل المركزى لبحوث الثروة السمكية
تعتبر أسماك القاروص من الأسماك الهامة ذات الأهمية الإقتصادية الكبيرة وتتميز أسماك القاروص بالنمو السريع ويصل لحجم التسويق فى مدة 8 شهور ويصل لوزن 1كجم فى السنة. ويستطيع النمو فى درجات الكثافة العالية وأيضاً فى العكارة المرتفعة وكما يستطيع أن يتحمل الظروف البيئية السيئة وظروف الإزدحام عند التربية فى الأقفاص كما أنه سهل الأقلمة للإستزراع ويقبل التغذية الصناعية. ولكى نتفادى نسبة الموت العالية لابد من دراسة بعض العوامل التى تؤثر فى غذاء تلك المرحلة، فالملوحة يجب أن تكون بين 20-30 جزء فى الألف لليرقات والزريعة، كما يجب استزراع الكائنات الحية الدقيقة.
الغذاء والتغذية:
1- يعتبر الغذاء والتغذية من العوامل المهمة والمؤثرة على النمو والحالة الصحية ونسبة نفوق يرقات القاروص.
2- تتغذى يرقات القاروص على الغذاء الحى، وأهم الأغذية الحية هى الأرتيميا والروتيفيرا.
3- تتغذى يرقات القاروص على الغذاء الحى أو الجاف بشرط أن يتراوح حجمه من 70-90% من حجم فم يرقة القاروص.
4- مع تقدم عمر اليرقات يتم تهيئتها تدريجياً على التغذية الصناعية عند وصول عمرها 35-40 يوم وعندها يمكن أن تكون التغذية الصناعية جافة تماماً. حيث أن مرحلة التحول من الغذاء الطبيعى إلى الصناعى من أشد الفترات الحرجة فى مرحلة التحضين.
5- أما بالنسبة لاستخدام العلائق الجافة فى تغذية يرقات أو زريعة أسماك القاروص يجب ألا تقل نسبة البروتين الخام بها عن 60%، أو يستخدم خليط من لحوم الأسماك والجمبرى المفرومة بجانب العليقة الجافة الدقيقة المغلفة والمتخصصة فى تغذية يرقات الأسماك البحرية.
الإحتياجات الغذائية للقاروص:
تتشابه الإحتياجات الغذائية للقاروص مع الأسماك البحرية فيما يتعلق بجودة البروتين والأحماض الأمينية والدهون والأحماض الدهنية والكربوهيدرات والفيتامينات والأملاح المعدنية. ومقدار الأغذية المطلوبة يعتمد على نوع السمك ومراحل النمو والظروف البيئية ولا يفيد الغذاء التقليدى المحتوى على مخلفات الأسماك كمسحوق فى تغطية الاحتياجات الغذائية لأسماك القاروص التى تختلف بإختلاف العمر (مراحل النمو) والظروف البيئية المحيطة لأن أسماك القاروص من الأسماك المفترسة لذا يجب أن توفر فى علائقها كل الإحتياجات الغذائية فى العلائق الصناعية المستخدمة فى تغذية القاروص مثل البروتين الحيوانى عالى الجودة باحتوائه على الأحماض الأمينية الأساسية بالقدر الكافى وزيادة، وكذلك على نسب منخفضة من الكربوهيدرات والألياف فى علائقها بجانب توافر الأحماض الدهنية عديدة عدم التشبع وخصوصاً طويلة السلسلة الكربونية وأيضاً الفيتامينات والأملاح المعدنية اللذان يلعبان دوراً هاماً فى العمليات الميتابولزمية داخل الجسم.
الإحتياجات الغذائية من البروتين والأحماض الأمينية:
1- الإحتياجات البروتينية لأسماك القاروص عالية نسبياً لأنها من الأسماك المفترسة تحت الظروف الطبيعية، لذا أشارت الدراسات أن الإحتياجات الفعلية من البروتين الخام أثناء مرحلة النمو هو 50%.
2- وفى إحدى الدراسات العملية كانت نتائجها تشير إن 45% بروتين خام أعطى أعلى معدلات نمو لسمك القاروص.
3- وأشارت الدراسات أن النسبة المثلى لنمو القاروص سجلت عند التغذية على علائق بها 40-45% بروتين خام.
4- أكدت الدراسات أن الأسماك التى غذيت على عليقة تحتوى على 45% بروتين و18% دهون حققت أفضل معدل نمو ومعامل استفادة من البروتين، وكان أفضل مستوى من البروتين، ليرقالت وزريعة أسماك القاروص هو 40-45% بروتين خام فى العلائق التى تحتوى على 12% دهون.
5- أشارت إحدى الدراسات أن احتياجات القاروص فى مرحلة ما قبل النضج الجنسى لكل من الأحماض الأمينية وهى التربتوفان، والميثونين، والليسين، والأرجنين كانت 0.05، 1.24، 4.5 – 5.2، 3.8% من بروتين العليقة على التوالى.
الإحتياجات الغذائية من الدهون والأحماض الدهنية الأساسية:
1- من الدراسات العملية وجد أن أقصى مستوى فعال للدهون لإصبعيات القاروص هو 15-18% عند مستوى بروتين 45 و50% على الترتيب وعند نقص نسبة الدهون فى العليقة عن 13% يحدث إختلاف فى النمو.
2- يختلف معدل النمو والإعاشة فى زريعة أسماك القاروص بإختلاف مصدر الدهون فى العليقة، فعند تغذية الزريعة على عليقة تحتوى على 9% دهون مضاف إليها 4.5% زيت كبد الحوت و 4.5 زيت فول الصويا أعطت نتائج عالية ( النمو والإعاشة) مقارنة بالتى غذيت على زيت كبد الحوت بمفرده أو زيت فول الصويا بمفرده، وكان الأداء منخفضاً جداً عندما كانت العليقة لا تحتوى على أى مصدر للدهون بها.
3- أشارت الأبحاث أن العبرة ليست بنسبة الدهون فى العليقة ولكن بنسبة الأحماض الدهنية الأساسية( العديدة عدم التشبع) حيث أشارت الدراسات إلى أن عند تغذية إصباعيات أسماك القاروص على عليقة بها 13% دهون ونقصت نسبة الأحماض الدهنية الأساسية عن 1.72% بدأ ظهور أعراض نقص الأحماض الدهنية بها بعد اسبوعين وهى اختلاف (ضعف فى النمو) ومعدل الاستفادة من الغذاء والنفوق وتقرحات حمراء على الزعانف والجلد والعين تكون غير طبيعية وفقدان فى الشهية وتضخم وشحوب الكبد.
الإحتياجات الغذائية من الفيتامينات:
1- ليس كل الفيتامينات أساسية فى أغذية القاروص مع أنه مطلوب من أجل عملية التمثيل الغذائى، حيث أن بعض الفيتامينات يمكن تكوينها بواسطة القاروص بكميات كافية أو قد تقدم بكميات كافية مع الغذاء المقدم.
2- تعتمد الاحتياجات الغذائية من الفيتامينات على حجم السمك ومراحل النضج الجنسى ومعدل النمو والظروف البيئية والعلاقة بين الأسماك والغذاء الطبيعى وتنخفض الإحتياجات من الفيتامينات كلما تقدمت الأسماك فى العمر والحجم.
3- ومن الدراسات وجد أن إعطاء فيتامينات مخلوطة مع مسحوق لإصبعيات القاروص تزيد من معدل النمو من 9.36 إلى 23.48جم كما أن ذلك يخفض (يحسن) من معدل التحويل الغذائى.
4- وجد أيضاً أنه لا يوجد اختلافات فى الوزن والإستفادة من الغذاء ونسبة النفوق ومعدل النمو وكفاءة التحويل الغذائى عند تغذية القاروص على عليقة لا تحتوى على الكولين والنياسين وفيتامين اينوسيتول والبيرودكسى وحامض البانتوثينك.
5- وقد لوحظ نقص فى النمو ومعامل الاستفادة من الغذاء عند تغذية الأسماك على عليقة لا تحتوى الثيامين والريبوفلافين لمدة 60 يوم.
6- وعند تغذية الأسماك على عليقة خالية من فيتامين ج كان النمو عادى حتى 15 يوم وبعدها حدث توقف فى النمو وضعف فى الشهية وفقدان فى الوزن ونزيف الخياشيم وتقوس فى العمود الفقرى وظهر النفوق بعد 45 يوم.
7- أظهرت نتائج البحوث أن أفضل نمو للأسماك المرباة فى المياه العذبة كان للعليقة التى تحتوى على 1000 ملجم من فيتامين ج لكل كجم عليقة، وبالنسبة للأسماك المرباة فى المياه البحرية كان أفضل نمو كان للعليقة التى تحتوى على 1100 ملجم فيتامين ج لكل كجم علف حيث هذه الكمية تكفى لسد الإحتياجات الطبيعية والتخزينية فى الأنسجة.
الإحتياجات الغذائية من الكربوهيدرات:
1- أفادت الأبحاث بأن الكربوهيدرات الكلية فى غذاء إصبعيات القاروص يجب ألا تزيد عن 20% والمستوى العالى (27%) يقلل من معدل النمو.
2- قد وجد أن الكربوهيدرات لها تأثير موفر للدهون كمصدر للطاقة وتعمل الكربوهيدرات أيضاً على تماسك مكونات العلف عند تحبيبه.
الإحتياجات الغذائية من الأملاح المعدنية:
1- من نتائج البحوث وجد أن العلائق التى تحتوى على 2% من مخلوط الأملاح المعدنية يعطى أفضل نمو لسمك القاروص.
2- يحصل القاروص على المعادن الصغرى اللازمة للنمو من الوسط المائى الذى يعيش فيه.
3- وكذلك احتواء عليقة القاروص على 1% من أحادى فوسفات الصوديوم أعطت أعلى معدلات نمو وكفاءة تحويلية للبروتين عن العلائق التى بها 0.5%.
معدلات التغذية:
1- تتأثر معدلات التغذية بحجم أو وزن الأسماك فالأسماك الصغيرة تأكل جيداً وكثيراً عن مثيلها ذات الحجم الكبير وتتأثر أيضاً بنظام الاستزراع المتبع وجودة مياه الاستزراع.
2- وقد تستخدم التغذية بغرض الحد من ظاهرة الإفتراس بين أسماك القاروص وذلك على الأقل تقديم الغذاء لها لحد الشبع مما يزيد من معدلات نموها ويقلل من نسبة النفوق التى تحدث من أكل الأسماك لبعضها (ظاهرة الإفتراس).
والجدول الآتى يوضح معدلات التغذية لأسماك القاروص الصغير:-
عليقة أسماك القاروص:
أسماك القاروص تفضل التغذية على الغذاء الطبيعى الموجود فى عمود الماء وليس على السطح أو على القاع. كما تفضل التغذية على الغذاء الناعم أو الرطب بالماء، لذا يقذف الطعام أو العليقة الناعمة أو تبلل العليقة فى الماء العذب حتى تتشبع به وبالتالى تهبط ببطء فى الماء فتقبل أسماك القاروص عليها المرباة فى أحواض أو تانكات أما الأسماك المرباة فى أقفاص فتتغذى على الحبيبات العليقية الجافة بشرط احتوائها على مادة رابطة لمكونات العلف (مثل النشا المطبوخ).
ساحة النقاش