إستزراع الأسماك فى حقول الأرز

م/ مصطفى عبد الموجود

تعتبر زراعة السمك فى حقول الأرز إحدى أفضل الطرق العلمية لتفعيل استخدام الأرض الزراعية، خاصة وأن تلك المزارع تكون بعيدة عن البحار والبحيرات ومراكز الصيد، ومن هذه الأنواع المستزرعة فى منطقة الشرق الأوسط: السمك المبروك، البلطى والموزامبيقى، ويتم زراعة القراميط فى الولايات المتحدة، ويفضل زراعة البلطى والبورى والموزامبيقى فى بيئة الماء المشروب.

ويمثل إنتاج الأسماك فى حقول الأرز فى مصر حوالى 2.4% من إجمالى إنتاج الأسماك من المصادر المختلفة طبقاً لتقرير الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية عام 2001.

ولإستزراع الأسماك فى حقول الأرز عدة فوائد نحصرها فيما يلى:-

1.  تتغذى الأسماك المستزرعة فى حقول الأرز على بعض الحشرات والطحالب والديدان الضارة بمحصول الأرز. تؤدى مخلفات الأسماك فى الحقل إلى خصوبة التربة مما يقلل من معدلات تسميد الأرز.
2.  القضاء على ظاهرة الريم فى حقول الأرز التى تؤثر سلباً على إنتاجية الأرز.
3. يؤدى إستزراع الأسماك فى حقول الأرز إلى زيادة محصول الأرز بحوالى 10-12% للفدان، وبالتالى زيادة العائد النقدى للمزارع بزيادة محصول الأرز والأسماك معاً.
4. بالنسبة لأسماك البلطى يفضل زراعتها فى مزارع الأرز حيث أنها تؤكل فى أى حجم فى نهاية موسم الإستزراع، وفى ذات الوقت لا تتغذى على محصول الأرز لأنها ليست عشبية التغذية، بالإضافة إلى أنها مقاومة للأمراض خلال فترة التربية.
5.  يفضل إستزراع أسماك البلطى وحيد الجنس (منتج بالتهجين) لأنها لا تتكاثر فلا تسبب إزدحام الأسماك فى الحقل، وبالتالى تحقق معدل نمو أعلى من إستزراع البلطى المختلط.

تختلف ظروف زراعة السمك فى حقول الأرز تبعاً لمجموعة من العوامل هى:-

1.  إختلاف نوع التربة وطبيعة الطقس فى المنطقة المزروعة.
2. إختلاف أنواع السمك المزروع.
3. إختلاف نوع وطرق زراعة الأرز.
4. إختلاف طرق زراعة السمك وطرق تغذيتها.
5. إختلاف طرق تسميد التربة واستخدام المبيدات بها.

الشروط الواجب توفرها فى السمك المزروع:-

1. أن يكون قادراً على تحمل ظروف الحياة فى الماء الضحل.
2. أن يكون قادراً على تحمل ظروف الأكسجين الذائب.
3.  يمتاز بسرعة النمو حتى حجم التسويق.
4.  القدرة على تحمل ظروف إرتفاع درجة الحرارة.
5. أن يكون قادر على تحمل ظروف الماء العكر.

عيوب هذا النوع من الإستزراع:-

1. إرتفاع نسبة الفقد فى المنتج من السمك، حيث يتراوح ما بين 40-60% للإصبعيات، و20-30 % لسمك المائدة، وذلك بسبب الحيوانات المفترسة أو الطيور كأبى قردان.
2. إرتفاع درجات الحرارة خاصة فى حالات الماء الضحل الذى يتسم بقلة الأكسجين الذائب.
3.  تحتاج إلى جسور وأخاديد بما يشغل مساحة 5-7% من مساحة الحقل.
4. قد يحتاج السمك إلى ماء عميق لا يحتمله الأرز.
5.  تحول هذه النوعية من المزارع دون إستخدام الوسائل الزراعية الحديثة من ميكنة، وأسمدة كيماوية ومبيدات حشرية، ويمكن التغلب على هذه العيوب بالزراعة المتناوبة بين السمك والأرز.

حقل الأرز: يعامل حقل الأرز كما هو الحال فى الأحواض السمكية، إذ يعتبر الحقل حوض ضحل الماء، نظراً لوجود الأرز فيه، ويتم توفير سبيل لرى الحقل وصرف الماء منه، كما يتم إحاطته بالتربة لحفظ الماء، حيث ينبغى أن تكون الجوانب على إرتفاع 25 سم، وعرض 50 سم من أسفل، و25 سم من أعلى.

أصناف الأرز التى يوصى بزراعتها:-

يوصى فى هذا النوع من الإستزراع السمكى بزراعة أصناف الأرز (جيزة 177، 178)، و(سخا 101، 102) وذلك للأسباب الآتية:

1.  مقاومتها لمرض اللفحة وبالتالى عدم إستخدام المبيدات الفطرية للأرز.
2. فترة الإستزراع (120 يوماً) من الزراعة حتى الحصاد.
3. توفير مياه الرى بنسبة 25-30% بالمقارنة بالأصناف القديمة.
4. متوسط إنتاج الفدان من الأرز يتراوح بين 3.5 طن/ فدان.
5. يمكن إستكمال فترة التربية فى مصرف قريب من حقل الأرز.

من العلم بأنه يجب مراعاة أن الجورة يكون بها من 3-4 نباتات، والمسافة بين الجورة والأخرى حوالى 15 سم، وذلك حتى تتخلل أشعة الشمس النباتات ويتكون الغذاء الطبيعى للأسماك.

تجهيز حقل الأرز لإستزراع الأسماك:

          ويتم التجهيز عن طريق حفر أخاديد بعرض 50 سم زعمق 30 سم على الأقل، كما تحفر أخاديد أخرى تأوى إليها الأسماك عند إرتفاع وإنخفاض درجة الحرارة بالحقل، على أن تكون على عمق 1 متر، ويفضل أن يكون فى طرف الحقل ناحية الصرف، وذلك حتى تستخدمها الأسماك كمأوى لها عند إنخفاض مستوى الماء بالحقل.

يراعى تشوين ناتج حفر الزورق على ريشة واحدة هى الريشة الخارجية للحوض والريشة الداخلية فى مستوى حقل الأرز.

يتم عمل 2 سرند لكل زورق، وهى عبارة عن برواز خشبى (1 *1) مغطى بسلك سعة فتحاته ضيقة، ويوضع سرند منهما عند رأس الزورق والأخر عند أخره، وذلك لمنع دخول الأسماك الغريبة للحقل ومنع خروج الأسماك المستزرعة من الحقل، ويراعى تثبيت هذه السرندات جيداً. تؤمن فتحة دخول وخروج الماء، بحيث يمنع هروب السمك أو دخول أسماك غريبة.

يفضل استخدام ماء الشرب المائل للملوحة، حتى يتسنى تعويض الماء المفقود عن طريق التبخير أو التسرب، وضمان استقرار مستوى الماء عند حد معين. فى حالة استخدام مبيدات الحشائش يراعى إضافة الإصبعيات بعد اسبوع من الرش لتلافى تأثير المبيد وحسب فترة التحريم للمبيد المستخدم

التسميد العضوى: يستخدم السماد البلدى (زرق الدواجن) بمعدل 30 كجم/ فدان بالنثر على قاع الزورق، وذلك قبل نقل شتلات الأرز من المشتل إلى الحقل. يبدأ إعداد المشتل لزراعة الأرز فى الإسبوع الأول من شهر مايو ويجب عدم التأخر عن هذه الفترة وذلك لأن التأخير سوف يضر بمحصول الأرز وكذلك يقلل من الإنتاج الكلى للأسماك المستزرعة.

طرق الإنتاج:- تختلف طرق الإنتاج حسب حجم السمك، ففى حال إذا ما بدأنا بزراعة الفقس يكون الناتج من الإصبعيات التى يصل طولها إلى 3 سم فى 5 أسابيع، أما إذا بدأنا بالإصبعيات فنحصل على سمك للأكل مباشرةً، والذى قد يزن قرابة 100 جم فى شهرين، وقد تستخدم حقول الأرز لحوض التبويض.

وهناك نوعان من الطرق المستخدمة فى إنتاج السمك:

•   الإنتاج الموحد: وفيه يتم حصد الأرز والسمك فى وقت واحد، وهو ما يتطلب نمو كل من السمك والأرز معاً فى نفس الوقت، ويتم فى هذا النوع من الإنتاج تخزين الإصبعيات (5-8 سم لإنتاج سمك المائدة) بمعدل 2-3 ألف/ هكتار.

•  الإنتاج المتناوب: وفيه يتم حصد السمك والأرز بشكل متناوب.

نقل الإصبعيات من المفرخات إلى حقول الأرز:

1. بعد فرد شتلات الأرز فى الحقل المستديم ورفع منسوب المياه، توضع أكياس الزريعة على سطح مياه الزورق المحفور بالحقل لمدة حوالى 51 دقيقة، وذلك لتتأقام إصبعيات الأسماك على درجة حرارة مياه الزورق، ثم يتم فتح كيس الإصبعيات مع إدخال تيار مائى بطئ، فتخرج الإصبعيات إلى مياه الزورق ويجب أن لا يقل منسوب المياه عن 10-15 سم طوال الإستزراع.
2.  تستزرع أسماك البلطى فى حقول الأرز بمعدل 500 وحدة للفدان
3. يجب أن تبدأ بإصبعيات بلطى وزن 10-20 جم حتى تصل إلى الحجم التسويقى فى نهاية مدة الإستزراع، حيث يصل متوسط وزن السمكة إلى حوالى 100-125 جم فى حالة التغذية الصناعية مع التسميد العضوى أما عند استخدام التسميد العضوى فقط يصل الحجم التسويقى حوالى 80-100 جم.

التغذية الصناعية للأسماك المستزرعة فى حقول الأرز:

تتم التغذية الصناعية للإصبعيات بنسبة 25% بروتين بعد 24 ساعة من وضعها فى الحقل، مع مراعاة وضعها مرتين خلال اليوم، فى المرة الأولى الساعة العاشرة صباحاً، وفى المرة الثانية ظهراً، وذلك حتى تقلل الفاقد منها، وكذلك حتى لا تؤثر على صفات وجود المياه فى الحقل.

كيفية حساب كمية العلف التى يجب إضافتها:-

لا بد من ملاحظة وزن الأسماك كل 15 يوم، وذلك بأخذ عينة منها بواسطة شلب كبير، وذلك لحساب الزيادة فى الوزن، وبالتالى حساب كمية العلف التى يجب إضافتها، ويضاف العلف بنسبة 3% من الوزن الكلى للأسماك المستزرعة.

مثال: إذا كانت الإصبعيات المستزرعة 1000 إصبعية ومتوسط وزن الإصبعية الواحدة 15 جم، فإن كمية العلف التى يجب إضافتها تكون 1000 إصبعية * 15 جم* 3/100 (نسبة العلف) = 450 جم يومياً.

ويمكن الإستغناء عن إضافة العلائق الصناعية نظراً لارتفاع ثمنها واستخدام العلائق غير التقليدية (مخلفات مصانع الأغذية ومخلفات المخابز)، وكذلك يمكن خلط مخلفات المحاصيل المحاصيل الحقلية وإضافة مجوش الذرة الصفراء والردة، وذلك لزيادة ربحية المزارع.

حصاد الأسماك:-

من طرق الحصاد أن يتم حصاد الأرز والسمك مرة واحدة فى السنة، أومن خلال طريقة تعرف بثلاثية الحصاد فى السنة ويتم فيها مرتان للأرز ومرة ثالثة للسمك، وهناك طريقة ثالثة يتم فيها الحصاد كخمسة مرات للأرز أو السمك على مدار سنتين.

أما الخطوات العلمية للحصاد فهى:-

1. بعد إنتهاء مدة زراعة الأرز وعند نضج السنابل، يبدأ الصرف التدريجى لمياه الحقل ونتيجة الأسماك إلى الخندق، فيتم جمعها بواسطة شبكة عادية يمسك طرفيها إلى إتجاه طرفى الزورق.
2. يتم نقل الأسماك إلى مكان تجميعها وتغسل ويتم تدريجياً على حسب حجمها، وتوضع فى أقفاص بلاستيكية تمهيداً لبيعها.
3. وينبغى على المزارع أن يراعى فترات غمر الحقل بالماء، وهى الفترات التى ينمو فيها السمك قبل أن تتم عملية صرف الماء من الحقل بغرض إعطاء الفرصة للأرز للنضج والإزهار.

إعداد: أسماء أحمد
إشراف م/ زينب عثمان