ع.د/597
علوم إنتاج الأسماك والمزارع السمكية
أ.د/ دياب محمد سعد دياب الصعيدى
مما لاشك فيه أن الأسماك الاقتصادية بصفة خاصة تعتبر احد مصادر البروتين الحيوانى الهامة والغنية فى قيمتها الغذائية وعظيمة الفائدة لصحة الإنسان. ومع الزيادة السكانية المستمرة وزيادة معدلات الاستهلاك السمكى عن معدلات الإنتاج أدى ذلك إلى حدوث فجوة غذائية والتى تمثل أهم التحديات التى تواجه خطط التنمية بصفة عامة والأمن الغذائى بصفة خاصة.
ومعظم دول العالم وخاصة تلك التى تمتلك سواحل بحرية أو مسطحات مائية داخلية تهتم اهتماماً كبيراً بتنمية الثروة السمكية والإنتاج السمكى من خلال تنظيم وإدارة عمليات الصيد بما يتوائم مع القدرة الإنتاجية الطبيعية لهذه المصايد, بهدف تحقيق أقصى إنتاج سمكى ممكن على المدى الطويل مع المحافظة على المخزون السمكى ونظراً للنقص الشديد فى الإنتاج السمكى الطبيعى من المسطحات المائية الطبيعية عاماً بعد عام أصبح من الضرورى الاهتمام بزيادة الإنتاج السمكى من خلال الاستزراع السمكى حيث انه يؤدى إلى زيادة الإنتاج السمكى من وحدة المساحة أى تكثيف الإنتاج.
وتتوقع المنظمة العالمية للأغذية والزراعة (الفاو) بان معدلات الاستزراع السمكى على المستوى العالمى سوف تتزايد بمعدل سريع خلال السنوات القليلة القادمة نظراً للإمكانيات الكبيرة المتاحة للاستزراع والتطور العلمى الكبير فى هذا المجال. وبصفة عامة فان الاستزراع السمكى يمكن أن يساهم بشكل فعال ومؤثر فى زيادة الإنتاج السمكى بالإضافة إلى العائد الاقتصادى المجزى إذا توافرت المقومات الطبيعية للإنتاج وتشمل الموارد المائية والأرضية وأنواع اسماك المزارع الجيدة والظروف المناخية الملائمة وإتباع الأسس العلمية والفنية لهذا المجال.
والمنهج الأساسى لهذا الكتاب لا ينحصر فى نقل المعلومات الموثقة وتقديم الحلول وإنما يشكل مدخلاً مباشراً وملخصاً لبعض فروع علوم وبيولوجيا الأسماك والمزارع السمكية والتى تحتاج الكثير من الأساتذة المتخصصين إلى استزادتها وتوضيحها ومعالجتها كل بطريقته الخاصة وخبرته وعلمه, خاصة وان كل فرع من فروع علوم إنتاج الأسماك والمزارع السمكية يحتاج إلى تخصص دقيق ومتابعة لبحوثه العلمية أول بأول.
علم الإكثيولوجى هو فرع من فروع المعرفة فى علم البيولوجى ويختص هذا العلم بدراسة مجموعة الأسماك ككائنات حية وكعنصر من عناصر الثروة الطبيعية الهامة.
الأسماك هى مجموعة من الحيوانات ذوات الدم البارد التى تتمتع بوجود عمود فقارى وخياشيم وزعانف والماء هو الوسط الطبيعى الذى تعيش فيه.
وتختلف الأسماك فى أشكالها وحجومها فبينما نجد هناك الأنواع التى لا تتعدى نصف بوصة وتتوالد بهذا الحجم إلى القرش الحوت الذى يصل طوله إلى حوالى 70 قدم ووزنه إلى 250 طن.
وتتباين الأشكال فى عالم الأسماك فهناك الأسماك ذات الشكل المغزلى أو التربيدى وهناك الأشكال الأبرية والورقية وكنصل السكين المبططه من جانب واحد أو من الجانبين أو من اعلى إلى أسفل وكذلك هناك الأسماك ذات الشكل الكروى وهكذا تختلف الأشكال والألوان فى عالم الأسماك.
وقد ظهرت الأسماك على ظهر الأرض فى العصر السيلورى وذلك قبل ظهور الإنسان بحوالى 400 مليون سنة وقبل ظهور الفقاريات الأخرى بحوالى 100 مليون سنة.
وتشغل الأسماك حيزاً كبيراً على سطح الكرة الأرضية فنجد أن الماء يشكل 75% من حجم الكرة الأرضية وهذا يوضح لنا مدى انتشار الأسماك وكثرتها إذا يمكن أن نجدها فى جميع الأوساط المائية الآتى:
( المالح - العذب - الشروب - العسر- الجارى - الراكد " الساكن " )
كذلك يمكن أن نجدها فى بركة ماء فوق سفح الجبل على بعد 500 قدم من سطح البحر أو فى بركة ماء فى الصحراء حيث تجرى مع تيار الماء الشديد أو ضد تيار الماء الشديد كذلك يمكن أن نجدها فى داخل الكهوف المظلمة أو على الأعماق الكبيرة والسحيقة فى المحيطات. المهم أن الوسط المائى هو كل شئ لحياة الأسماك. فعمليات التمثيل الغذائى والتناسل والنمو كلها تعتمد على وجود الماء. والعنصر الأساسى فى التنفس للأسماك هو الأكسجين الذائب فى الماء ولكن هناك البعض من الأسماك التى تستطيع أن تتنفس الهواء الجوى مباشرة حيث أنها تمتاز بوجود أعضاء زائدة تمكنها من امتصاصه.
وهناك نموذجين هما:
<!--قراميط السمك التى تستطيع أن تعلو فوق سطح الماء وتتنفس الهواء الجوى مباشرة.
<!--سمكة أبو بشيرالرئوية وهذه السمكة تغرس نفسها فى الطين وتتنفس الهواء الجوى مباشرة.
وحتى هذه المجموعة السالفة الذكر تتنفس الهواء المذاب فى الماء. وعلى العموم فغالبية الأسماك العظمى تتأثر بنقص الأكسجين الذائب فى الماء حتى تصل إلى الهلاك أو الموت عند حد معين من نقص الأكسجين.
تعتمد الأسماك فى تغذيتها على النباتات التى توجد فى البحار والأنهار وهذه المراعى البحرية أو النهرية التى تعتمد عليها الأسماك فى تغذيتها تعتمد هى أصلاً وبالدرجة الأولى على الضوء الذى ينفذ فى الماء وتتكون تلك المراعى من نباتات ميكروسكوبية كالطحالب والدياتومات تلك المجموعة النباتية المجهرية المعروفة بالعوالق النباتية. ويعرف البلانكتون بأنها نباتات أو حيوانات مجهرية تعيش فى الوسط المائى وليس لها من وسيلة لمقاومة التيار فهى تنجرف مع الماء وهذه تشمل الكثير من يرقات الأسماك واللافقاريات والطحالب المجهرية.
وعموماً فان العوالق أو البلانكتون ينقسم إلى عوالق نباتية وذلك مثل الطحالب والدياتومات وعوالق حيوانية مثل يرقات الأسماك واللافقاريات وتعتبر العوالق بنوعيها النباتى والحيوانى هى الغذاء الأساسى للأسماك خاصة الأسماك الاقتصادية.
ونجد أن البلانكتون الحيوانى يتغذى على البلانكتون النباتى ثم تأتى الأسماك وتتغذى عليها. ويجب أن نلاحظ أن الأسماك قد تتغذى على العوالق النباتية فقط وفى هذه الحالة تسمى نباتية التغذى وقد تتغذى على العوالق الحيوانية فقط وتعرف هذه الحالة بالأسماك حيوانية التغذية أو تتغذى على المصدرين معاً النباتى والحيوانى وتعرف هذه الحالة بالأسماك الرمرامه ويجب أن نلاحظ أن العوالق توجد فى المنطقة العليا من البحر حيث يوجد الضوء وبجانبه الطاقة التى يمنحها الضوء لتكوين المواد الأساسية التى تتغذى عليها الأسماك إضافة إلى أن الضوء يعتبر أيضاً عنصراً هاماً لتحفيز عمليات التناسل والنمو والسلوك لكثير من الأسماك.
الباب الأول: التشريح الخارجى للأسماك
الباب الثانى: التشريح الداخلى للأسماك
الباب الثالث: تصنيف الأسماك
الباب الرابع: مصادر الثروة السمكية بجمهورية مصر العربية
الباب الخامس: استزراع الكائنات المائية
الباب السادس: استزراع أسماك البلطى
الباب السابع: استزراع أسماك البورى
الباب الثامن: استزراع أسماك المبروك العادى (الكارب)
** للإطلاع الكتاب بمكتبة الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية **
إعداد/ فاطمة الزهراء عصام
إشراف/ أ. هدى حسنى
ساحة النقاش