د.أحمد عبد الوهاب عبد الجواد

 

     الماء هو الحياة، فلا يمكن لأي كائن حي أن يعيش دون ماء.ولذلك فلا حياة بلا ماء. يقول الله تعالي"وجعلنا من الماء كل شئ حي"

     إن المياه تغطي 70% من سطح الكرة الأرضية، 97,04% من هذه المياه تتواجد في المحيطات والبحار والبحيرات المالحة بينما تمثل الكمية المتبقية 2,59% فقط في صورة المياه العذبة.

     لقد نشأ البحر الأحمر في العصر الأيوسيني من البحر الأبيض المتوسط كخليج من هذا البحر ثم انفصل هذا الخليج عن البحر نتيجة عوامل جيولوجية مختلفة. وتحول إلي بحيرة منفصلة تماماً عن المحيط الهندي قرب بدء العصر الميسوني. ثم اتصل مرة أخري البحر الأحمر بكل من المحيط الهندي والبحر الأبيض وامتزجت الكائنات الحية الموجودة بالمحيط الهندي والبحر الأبيض عبر البحر الأحمر في بدء العصر البليوسيني ثم انفصل البحر الأحمر عن البحر الأبيض في أواخر العصر البلستوسيني.

     ويؤدي البخر إلي ارتفاع درجة ملوحة البحر الأبيض المتوسط وبالتالي إلي زيادة كثافة مياهه السطحية فيؤدي إلي هبوطها إلي الطبقة التي تليها ثم تتجه المياه الهابطة إلي الطبقات السفلي والمكونة للطبقة المتوسطة ذات درجة الحرارة والملوحة العالية غرباً إلي أن تخرج من البحر الأبيض المتوسط خلال بوغاز جبل طارق وتمر أسفل مياه المحيط الأطلنطي الداخلة إلي البحر الأبيض. وتشابه عملية دخول الماء إلي البحر الأبيض من المحيط الأطلنطي والتي يبلغ سمكها 80 متر والخارجة من البحر خلال بوغاز جبل طارق بعملية الشهيق والزفير في التنفس، حيث يكون الزفير ذا درجة حرارة مرتفعة وحرارة عالية.

     وتتراوح درجة ملوحة مياه البحر الأبيض حوالي 38 في الألف أي أعلي من درجة الملوحة في المحيطات التي تبلغ 35 في الألف ويعني هذا أن الكيلوجرام من مياه البحر يحتوي علي 20.8 جرام كلوريدات، 11.6 جرام صوديوم، 2.9 جرام كبريتات، 1.4 جرام ماغنسيوم، 0.1 جرام بيكربونات، 0.4 جرام كالسيوم، 0.4 جرام بوتاسيوم، 0.2 جرام أيونات أخري.

     ومياه البحر الأبيض كانت غنية بالكائنات الحية بجميع أنواعها بما فيها الكائنات الحية الكبيرة إلا أن قيام 120 مدينة تتبع 18 دولة في حوض البحر الأبيض قد لوثت مياهه بكميات هائلة من مياه الصرف الصحي والصناعي مما تسبب في كارثة بيئية لكل مرتادي هذا البحر ولوثت أسماكه وقللت من إنتاجها.

     ومن المنتظر نتيجة لظاهرة الإنحباس الحراري أن يتغير المناخ العالمي وبالتالي تتغير الظروف البيئية في منطقة حوض البحر الأحمر مما يتوقع معه العلماء تغيرات خطيرة في حوض البحر الأبيض قد تكون ذات آثار سلبية خطيرة علي الأجيال القادمة.

مصادر الثروة الطبيعية في منطقة حوض البحر الأبيض

     تعتبر منطقة البحر الأبيض منطقة فقيرة بمصادر الثروة الطبيعية وتعتبر ليبيا والجزائر ومصر من المنتجين المتوسطين للبترول في المنطقة بينما تعتبر الجزائر ثالث دولة منتجة للفوسفات في العالم وتعتبر ألبانيا أكبر ثالث دولة في العالم لإنتاج الكروم بينما تعتبر أسبانيا أكبر ثاني دولة في العالم لإنتاج الزئبق.

     وتعتبر المياه العذبة من المشاكل التي تعاني منها بعض دول البحر الأبيض. أما الغابات فتعتبر شديدة الأهمية بهدف تثبيت التربة وعدم إنجرافها.

     وتعتبر الزراعة في منطقة البحر الأبيض من النشاطات الناجحة وأشهر المنتجات الزراعية الزيتون والموالح والحبوب، وتحتل الأغنام المركز الأول في الإنتاج الحيواني.

     وتتميز دلتات الأنهار بخصوبة أراضيها وبتوفر المياه إلي حد ما للزراعة بينما تعاني بقية المناطق الزراعية الأخري من نقص الأمطار اللازمة للزراعة.

     ونظراً لتحول الريفيين إلي الحضر فلقد أصبحت تعاني الزراعة من نقص في الأيدي العاملة التي إنعكس آثرها علي الإنتاج الزراعي خاصة إنتاج الحبوب.

     أما عن الإنتاج السمكي فلقد أصبح البحر الأبيض غير قادر علي الوفاء باحتياجات سكانه من الأسماك حيث يتم جلب 50% من هذه الاحتياجات من خارج البحر الأبيض فلقد كانت للنشاطات الإنسانية تأثيرات خطيرة علي تكاثر وإنتاج السمك في البحر الأبيض حيث لعب التلوث دوراً هاماً في نقص إنتاج الأسماك بالإضافة إلي الصيد الجائر بالطرق المشروعة وغير المشروعة في مياهه. وما زاد الطين بله إقبال المواطنين علي السياحة علي شواطئ البحر الأبيض ففي عام 1984 كان عدد سياح شواطئه 100 مليون سائح ولقد احتلت النشاطات السياحية مساحة 2 مليون متر مربع من الشاطئ وازداد استهلاك المياه العذبة إلي 569 مليون متر مكعب ولقد زاد عدد السياح عام 2000 إلي 180 مليون سائح ومن المتوقع أن يكون هذا العدد 340 مليوناً عام 2025، وبالطبع يحتاج مثل هذا العدد من السياح إلي تضاعف الخدمات وفي مقدمتها مصادر الكهرباء والماء العذب.

المحتويات:

الباب الأول:

منشأ البحر الأبيض المتوسط

سكان منطقة حوض البحر الأبيض

مصادر الثروة الطبيعية في منطقة حوض البحر الأبيض

الباب الثاني:

الأحياء المائية في البحر الأبيض

محتوي البحر الأبيض من الكائنات الحية

الباب الثالث:

منظفات بيئة البحر الأبيض المتوسط

 الكائنات الحية الدقيقة مثل الطحالب، القشريات، الجوفمعويات، الرخويات

خراف وأبقار وناقات البحر

منظفات البيئة من المركبات العطرية، النتريت والنترات، المبيدات، السليلوز،..

الباب الرابع:

إنعكاسات التلوث البيئي العالمي على بيئة البحر الأبيض

إنبعاثات الغازات المسببة للإنحباس الحراري

المخاطر الناجمة من ثقب الأوزون

مخاطر تغير مناخ حوض البحر الأبيض المتوسط

مخاطر ارتفاع سطح البحر الأبيض المتوسط

الشواطئ المعرضة للمخاطر

الباب الخامس:

تغير المناخ ومخاطره على دلتات البحر الأبيض

البحر الأبيض يختنق

المخزون الوراثي بحوض البحر الأبيض مهدد بالمخاطر

استراتيجية دول حوض البحر الأبيض لمواجهة المخاطر

الباب السادس:

تلوث البحر الأبيض المتوسط

أزمة المياه في حوض البحر الأبيض المتوسط

البحر الأبيض كمقلب مفتوح للنفايات

الباب السابع:

التشريعات الدولية والمحلية التي تحكم البحر الأبيض

التشريعات المحلية التي تحكم بيئة البحر الأبيض

 *** لمزيد من المعلومات  يرجى زيارة مكتبة الهيئة***

إعداد / خالد شريف وفيق
مراجعة م./ زينب محمود عثمان

 

المصدر: الدار العربية للنشر والتوزيع

ساحة النقاش

مكتبة جهاز وتنمية البحيرات والثروة السمكية

lfrpdalibrary
عنوان الهيئة: القطعة رقم (210) بالقطاع الثانى-حى مركز المدينة-التجمع الخامس-القاهرة الجديدة- Email: [email protected] »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,706,259

اخر إصدارات كتب المكتبة