حالة الموارد السمكية وتربية الأحياء المائية فى العالم 2024
التحول الأزرق فى ميدان العمل
منظمة الأغذية والزراعة – الفاو
تمهيد
مع تبقى أقل من سنوات حتى عام 2030، هناك مخاوف كبيرة من أن التقدم المحرز فى تحقيق معظم أهداف التنمية المستدامة إما بطئ للغاية أو يتراجع، فى ظل تحديات متزايدة. ولا تزال الصراعات والظواهر المناخية القصوى والتدهور البيئى والصدمات الاقتصادية، إلى جانب ارتفاع تكلفة الأغذية المغذية وتزايد أوجه عدم المساواة، مسائل تهدد الأمن الغذائى والتغذية. ونحن ندرك أن أكثر من 3.1 مليار شخص – أى أكثر من 40 فى المائة من سكان العالم – لا يستطيعون تحمل تكلفة نمط غذائى صحى. وينتشر الجوع وسوء التغذية بشكل غير متكافئ بين القارات والبلدان وفى داخلها، فيما تتأثر النظم الزراعية والغذائية الحالية بشدة بالصدمات الاختلالات الناشئة عن تقلب المناخ والأحوال المناخية القصوى ، الأمر الذى يتسبب فى تفاقم أوجه عدم المساواة المتنامية.
واليوم ، أصبح من المسلم به وبشكل متزايد الدور الحيوى الذى تؤديه نظم الأغذية المائية فى تحقيق الأمن الغذائى والتغذوى. ولكن يمكن القيام بالمزيد لإطعام عدد متنامى من السكام والذين يعيشون فى المناطق الحضرية بشكل متزايد. ونظراً غلى تنوعها الكبير وقدؤتها على توفير خدمات النظام الإيكولوجى والمغذيات الأساسية للحفاظ على نمط غذائى صحى، تمثل نظم الأغذية المائية حلاً عملياً وفعالاً يتيح فرصاً أكبر لتحسين الأمن الغذائى والتغذية فى العالم حاضراً ولأجيال المستقبل. ولكن التحول ضرورى إذا ما أردنا أن تحسن نظم الأغذية لمائية مساهمتها فى التنمية المستدامة. وفى عام 2021، اعتمدت منظمة الأغذية والزراعة التحول الأزرق، وهو مجال برامجى ذو أولوية يرتكز على الإطار الإستراتيجى لمنظمة الأغذية والزراعة للفترة 2022 – 2031، يهدف إلى تعظيم الفرص التى تتيحها نظم الأغذية المائية لتعزيز الأمن الغذائ، وتحسين التغذية، والقضاء على الفقر ودعم تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030. علاوة على ذلك، تتوافق هذه الأهداف تماماً مع استراتيجيات المنظمة الرئيسية بشأن تغير المناخ والابتكار والتنوع البيولوجى.
وتكرس هذه الطبعة من تقرير حالة الموارد السمكية وتربية الأحياء المائية فى العالم لموضوع "التحول الأزرق فى ميدان العمل". وتوضح كيف تستخدم المنظمة مواردها وخبرتها وميزتها النسبية بفعالية لتعزيز الجهود الجماعية والمبادرات التى يشارك فيها الأعضاء والشركاء وأصحاب المصلحة الرئيسيون. وتركز هذه الجهود التى تم تنفيذها من خلال خارطة طريق التحول الأزرق – التى تم تقديمها فى المؤتمرات الإقليمية لمنظمة الأغذية والزراعة خلال عام 2024 – على الإجراءات ذات الأولوية لتحقيق ثلاثة أهداف عالمية : النمو المستدام لتربية الأحياء المائية لتلبية الطلب المتزايد على الأغذية المائية، والإدارة الفعالة لمصايد الأسماك من أجل أرصدة سمكية سليمة وسبل عيش منصفة، وتطوير سلاسل القيمة الغذائية المائية لضمان استدامتها الإجتماعية والإقتصادية والبيئية.
وقد استفاد تقرير حالة الموارد السمكية وتربية الأحياء المائية فى العالم 2024 من التحسينات الملحوظة فى عملية جمع البيانات وأدوات التحليل والتقييم، والمنهجيات المتبعة لتوليد بيانات موثوقة أكثر وموسعة عن حالة موارد مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية فى العالم واستغلالها واستخدامها. وفى عام 2022 بلغ إنتاج مصايد الأسماك وتربية الأحياءالمائية أعلى مستوى له على الإطلاق وقدره 223.2 مليون طن، بقيمة قياسية بلغت 472 مليون دولار أمريكى، ووفر ما يقد بـ 20.7 كيلو جرامات من الأغذية الحيوانية المائية للفرد الواحد. ومثل ذلك إمداد حوالى 15% من البروتينات الحيوانية، ويصل إلى أكثر من 50% فى عدد من بلدان آسيا وأفريقيا. وفى حين يبقى إنتاج مصايد الأسماك الطبيعية ثابتاً إلى حد كبير لعقود، زاد إنتاج تربية الأحياء المائية بنسبة 6.6% منذ عام 2020 حيث انه وفر أكثر من 57% من المنتجات الحيوانية المائية المستخدمة للإستهلاك البشرى المباشر. وتشير التقديرات إلى أن 62 مليون شخص يعملون فى فطاع مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية فى الغنتاج الأولى وحده، تبين أن النساء يشكلن حوالى 24% من القوة العاملة الإجمالية، وتم توظيف 53% منهن فى القطاع بدوام كامل، ما يمثل تحسناً كبيراً منذ عام 1995 عندما كانت نسبة 32% فقط من النساء تعمل بدوام كامل. وتظل المنتجات المائية إحدى السلع الغذائية الأكثر تداولاً فى التجارة، مع مشاركة أكثر من 230 بلداً وإقليماً وتوليد مبلغ قياسى قدره 195 مليار دولار أمريكى فى عام 2022 أخذاً بعين الاعتبار جميع المنتجات المائية.
وبالرغم من هذه الإنجازات المهمة، ما زال القطاع يواجه تحديات كبيرة بسبب تغير المناخ والكوارث وندرة المياه والتلوث وفقدان التنوع البيولوجى والتأثيرات البشرية المنشأ الأخرى. ونحن بحاجة إلى تسريع وتيرة الجهود لضمان أن تخضع جميع أرصدة مصايد الأسماك لإدارة فعالة من أجل عكس مسار الممارسات غير المستدامة، ومكافحة الصيد غير القانونى دون إبلاغ ودون تنظيم والحد من الصيد المفرط. ويجب أن يكون نهج النظام الإيكولوجى فى صلب عملية تكثيف تربية الأحياء المائية وتوسيع نطاقها فى المستقبل من أجل التقليل من الآثار البيئية وضمان صحة الحيوانات وسلامة الأغذية باستخدام مستدام للمدخلات والموارد ولا سيما المياه والأراضى والعلف، بموازاة تحسين الغلات ودعم سبل العيش وبخاصة للمجتمعات والفئات الأكثر ضعفاً. ومع أن التقارير تشير إلى حصول تحسن كبير فى تجهيز الأغذية المائية واستخدامها، يتعين بذل المزيد من الجهود للحد من الفاقد المهدر من المنتجات المائية من خلال توسيع نطاق المبادرات الناجحة التى تطلقها المنظمة والتى تعزز التكنولوجيات المبتكرة، وتنفيذ حلول الاقتصاد الدائرى، وتيسير وصول المنتجين، ولا سيما الصغار منهم إلى الأسواق الإقليمية والدولية وإتاحة الأغذية المائية لجميع المستهلكين.
المحتويات
الجزء الأول : الأستعراض العالمى
■ لمحة سريعة عن مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية فى العالم
■ الإنتاج الإجمالى لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية
■ إنتاج تربية الأحياء المائية
■ إنتاج مصايد الأسماك الطبيعية
■ حالة الموارد السمكية
■ العمالة فى مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية فى العالم
■ الاستخدام والتجهيز
■ تجارة المنتجات المائية
■ حالة مؤشرات الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة التى ترعاها منظمة الأغذية والزراعة واتجاهاتها
■ مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية بالأرقام
الجزء الثانى : التحول الأزرق فى ميدان العمل
■ التحول الأزرق: خارطة الطريق
■ تربية الأحياء المائية المستدامة فى ميدان العمل
■ تحسين إستدامة مصايد الأسماك
■ الابتكارات فى التجارة وسلاسل القيمة المستدامة
الجزء الثالث : آفاق المستقبل والقضايا المعاصرة
■ الأغذية المائية : إمكانات غير مستغلة لتوفير أنماط غذائية صحية
■ الدور الرئيسى للأغذية المائية فى العمل المناخى
■ آثار ظاهرة النينيو المناخية على مصايد الأسماك البحرية وتربية الأحياء المائية
■ مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية فى سياق الاتفاقات العالمية المتعلقة بالتنوع البيولوجى
■ الإسقاطات الخاصة بمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية 2022 - 2023
*** للإطلاع يرجى زيارة مكتبة الجهاز ***
*** أو لتحميل الإصدار كاملً يمكن زيارة موقع منظمة الأغذية والزراعة ***
ساحة النقاش