الكفاءة الاقتصادية للبحيرات المصرية بالإشارة إلى بحيرة البردويل
مقدمة من
سعد سالم سويلم زايد
استيفاء لمتطلبات الحصول على درجة
الدكتوراة
فى العلوم الزراعية (اقتصاد زراعى)
قسم الاقتصاد والتنمية الريفية
كلية العلوم الزراعية البيئية بالعريش - جامعة قناة السويس
2012
لجنة الإشراف :
1 – ا. د/ أحمد أحمد محمد السيد
أستاذ الاقتصاد الزراعى – وعميد المعهد العالى لإدارة المنشآت الصناعية ببلبيس الشرقية
2 – ا. د/ رجب محمد حنفى
أستاذ الاقتصاد الزراعى – مدير مركز الدراسات الاقتصادية والإنمائية – كلية العلوم الزراعية البيئية بالعريش - جامعة قناة السويس
3 – ا. د/ سعاد عبد الفتاح
أستاذ الاقتصاد الزراعى – قسم الاقنصاد والتنمية الريفية - العلوم الزراعية البيئية بالعريش - جامعة قناة السويس
المقدمة :
تواجه مصر بعض المشاكل الاقتصادية بصفة عامة والزراعية منها بصفة خاصة ولعل من أهمها اتساع الفجوة الغذائية من البروتين والتى بلغت حوالى 14.5% من حجم الفجوة الغذائية الكلية، وتحتاج هذه المشاكل إلى تضافر جهود الباحثين والمتخصصين فى محاولة للتوصل إلى حلول عاجلة لها فى ظل معدلات الزيادة السكانية المرتفعة، وازدياد الدخول الفردية النقدية للمستهلكين، مما ترتب على ذلك من زيادة فى الطلب على السلع الغذائية، ومن ثم تتجه أسعارها نحو الارتفاع، ويبلغ متوسط الاستهلاك الفردى المصرى من البروتين الحيوانى حوالى 13.9 جرام يومياً، وتسهم اللحوم الحمراء الحيوانية فيه بحوالى 48%، والألبان بحوالى 33%، والأسماك بحوالى 11%، والبيض 8% وفقاً لإحصائيات 1985م.
وترجع الأهمية الغذائية للأسماك إلى سهولة هضمها وارتفاع معامل الاستفادة منه، حيث انها تحتوى على معظم البروتينات الحيوانية والمواد الدهنية والفيتامينات والأملاح المعدنية، فالأسماك تحتوى على حوالى 20% من وزنها بروتين حيوانى يماثل فى تركيبه من ناحية الأحماض الأمينية بروتين الدجاج، ويمتاز عن بروتين اللحم البقرى بتفوق معامل الاستفادة منه، كما تحتوى الأسماك على نسب من الدهن تتباين بتباين أصنافها، إذ تبلغ نسبة الدهن حوالى 0.5% فى أسماك البربونى، فى حين تبلغ نحو 20.3% فى أسماك السردين، كما تعتبر الأسماك مصدراً غنياً بفيتامين (د) وبعض الفيتامينات الأخرى وهذا وتتراوح نسبة الأملاح المعدنية فى الأسماك ما بين 3 – 7 % من الوزن الجاف للأسماك.
وتعتبر الأسماك أحد بدائل اللحوم كمصدر رئيسى للبروتينات الحيوانية، وتمثل الفجوة الغذائية السمكية حوالى 13% من حجم الفجوة الغذائية للبروتين الحيوانى، وقد ازدادت الطاقة الاستهلاكية المصرية من حوالى 720.2 الف طن عام 1998 إلى 1197.7 الف طن عام 2008 بزيادة سنوية قدرت بنحو 43.3 ألف طن خلال الفترة من 1998 – 2008م.
ويبلغ متوسط استهلاك الفرد من الأسماك خلال نفس الفترة سالفة الذكر حوالى 15 كيلو جرام سنوياً، وقدرت الفجوة الغذائية السمكية المصرية بحوالى 130.1 ألف طن بنسبة اكتفاء ذاتى تقدر بنحو 89.1% عام 2008م.
وقد ترتب على زيادة معدلات الاستهلاك بنسبة تفوق معدلات زيادة الطاقة الإنتاجية السمكية المصرية، وقيام الدولة باستيراد كميات متزايدة من الأسماك بلغت حوالى 136.8 ألف طن بقيمة تقدر بنحو 2034893 ألف جنيه عام 2008، فى حين بلغت كمية الصادرات السمكية حوالى 6.7 ألف طن بقيمة قدرت بنحو 59510 ألف جنيه عام 2008، الأمر الذى أدى إلى حدوث عجز مستمر فى الميزان التجارى للأسماك وإنخفاض الإنتاجية السمكية.
ويعتبر الدخل المتحصل عليه من النشاط الإنتاجى السمكى المصرى أحد مكونات الدخل الزراعى المصرى، حيث بلغت القيمة النقدية للناتج السمكى المصرى حوالى 10827 مليون جنيه عام 2008، وتمثل نحو 6.94% من قيمة الإنتاج الزراعى المصرى خلال نفس العام، وقد صافى الدخل المتحصل من الإنتاج السمكى 9904 مليون جنيه بنسبة قدرت بنحو 8.52%.
المشكلة البحثية :
على الرغم من أن الإنتاج السمكى السنوى المحقق فى جمهورية مصر العربية والبلغ حوالى 1067630 طن عام 2008 نتيجة لارتفاع الأهمية النسبية للرقعة المائية والقوة العملة البشرية السمكية وأعداد المراكب الآلية وغير الآلية العاملة بالمصايد الساحلية المصرية بالبحر المتوسط والبحر الأحمر والبحيرات المصرية حيث بلغت إجمالى مساحة المصايد المصرية حوالى 13.3 مليون فدان، إلا أن ذلك يعنى إنخفاض فى إنتاجية المساحة الدانية للمصايد، وهذا يعنى قصور فى استخدام القوة الميكانيكية واستغلال مقادير الموارد الاقتصادية المتاحة بالمصايد الساحلية المصرية، ومن ثم إنخفاض إنتاجية هذه المراكب العاملة بهذه المصايد، الأمر الذى يستدعى أن تأخذ الحكومة المصرية على عاتقها مسئولية الاهتمام بتنمية الإنتاج السمكى لهذه المصايد ، وذلك من خلال توفير الاستثمارات اللازمة لنشاط الصيد، وتدعيم الجمعيات التعاونية لصائدى الأسماك والعمل على حل مشاكلهم وتطوير الأدوات المستخدمة فى عمليات الصيد.
الأهداف البحثية :
واتساقاً مع مشكلة الدراسة فانه يمكن صياغة أهداف البحث من خلال التعرف على بعض المفاهيم المتعلقة بالمصايد وأدواتها، ودراسة الوضع الراهن للمصايد السمكية المصرية من حيث تطور الطاقة الإنتاجية وقدرتها الاستهلاكية بهذه المصايد، تمهيداً لدراسة الكفاءة الاقتصادية بالبحيرات المصرية بالإشارة إلى بحيرة البردويل.
الطريقة البحثية :
وقد اعتمدت هذه الدراسة على استخدام أساليب التحليل الوصفى والتحليل القياسى لتحقيق الأهداف البحثية المنشودة منها، وقد اعتمدت هذه الدراسة على بعض النماذج الاتجاهية مثل النموذج الخطى لتقدير الاتجاهية للناتج السمكى لمختلف المصايد السمكية المصرية، وقد تم استخدام الاسلوب الإحصائى المعروف بتحليل التباين أو الاختلاف فى اتجاه واحد لاختيار معنوية الفروق فى متوسط إنتاجية السرحة السمكية للفئات المختلفة من المراكب العاملة بمصايد البحيرات المصرية، كما تم استخدام نوعين من المعايير لقياس الكفاءة الإنتاجية الفيزيقية السمكية للمراكب الآلية العاملة بمصايد البحيرات المصرية أولهما يعرف بالمعايير الجزئية البسيطة وتتمثل فى إنتاجية الحصان الميكانيكى (كجم / حصان ميكانيكى)، إنتاجية الصياد (كجم / صياد)، وإنتاجية الساعة (كجم / ساعة عمل)، ثانيهما يعرف بالمعايير الجزئية المركبة وهى أكثر شمولاً من المعايير الأخرى، وتتمثل فى إنتاجية الساعة / حصان ميكانيكى (كجم / ساعة / حصان ميكانيكى)، إنتاجية الساعة لكل صياد (كجم / ساعة / صياد).
كما اعتمدت الدراسة فى قياس الكفاءة الاقتصادية للمراكب العاملة بمصايد البحيرات المصرية على نوعين من المعايير أولهما يعرف بالمعايير الجزئية والتى منها معيار تكلفة إنتاج الطن من الأسماك وثانيهما يعرف بالمعايير المركبة والتى منها المعيار المستخدم فى قياس الكفاءة الاقتصادية لتشغيل رأس المال المتغير المستثمر والقوة الميكانيكية (جنيه مستثمر/ساعة/حصان ميكانيكى)، إلى جانب قياس الكفاءة الاقتصادية لتشغيل رأس المال المتغير المستثمر والقوة العاملة البشرية (جنيه مستثمر/ساعة/صياد).
مصادر جمع البيانات :
اعتمدت الدراسة فى تحقيق أهدافها على العديد من البيانات سواء البيانات الثانوية المنشورة وغير المنشورة، أو البيانات الأولية فبالنسبة إلى البيانات الثانوية فقد تم الحصول عليها من الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء والهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، ومعهد علو مالبحار والمصايد بالإسكندرية، والمركز القومى للمعلومات (مركز معلومات مجلس الوزراء، منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة والرسائل والبحوث العلمية المنشورة وغير المنشورة، والندوات والمؤتمرات اعلمية). وأما بالنسبة للبيانات الأولية فقد اعتمد على المقابلة الشخصية باستخدام استمارة استبيان للحصول على البيانات الخاصة بمراكب الصيد العاملة فى صيد الأسماك، بالنسبة لمراكب الصيد العاملة فى البحيرات المصرية فقد تم اختيار مصايد بحيرة البردويل كأحدى المنخفضات الساحلية، ومصايد بحيرة المرة والتمساح كأحدى المنخفضات الداخلية، هذا وقد تم اختيار 15% بالنسبة لمراكب الدبة العاملة فى بحيرة البردويل، وحصر شامل للمراكب العاملة بحرفة البوص، وأما بالنسبة لمصايد بحيرة المرة والتمساح، هذا وقد تم اختيار 15% من حرفة السهلية، 15% من حرفة الشبار العاملة بهذه المصايد.
المحتويات :
الباب الأول : الإطار النظرى والتطبيقى
الفصل الأول : الإطار النظرى للبحث
الفصل الثانى : الإطار التطبيقى للبحث
الباب الثانى : الوضع الراهن للأسماك فى مصر
الفصل الأول : محددات الطاقة الإنتاجية السمكية للمصايد المصرية
الفصل الثانى : الطاقة الإستهلاكية والفجوة الغذائية السمكية المصرية
الفصل الثالث : التجارة الخارجية السمكية المصرية
الباب الثالث : القياس الإحصائى لمحددات الطاقة الإنتاجية السمكية فى البحيرات المصرية
أولاً : القياس الإحصائى لمحددات الطاقة الإنتاجية بمصايد بحيرة البردويل
ثانياً : القياس الإحصائى لمحددات الطاقة الإنتاجية بمصايد بحيرة المنزلة
ثالثاً : القياس الإحصائى لمحددات الطاقة الإنتاجية بمصايد بحيرة البرلس
رابعاً : القياس الإحصائى لمحددات الطاقة الإنتاجية بمصايد بحيرة إدكو
خامساً : القياس الإحصائى لمحددات الطاقة الإنتاجية بمصايد بحيرة مريوط
سادساً : القياس الإحصائى لمحددات الطاقة الإنتاجية بمصايد بحيرة قارون
سابعاً : القياس الإحصائى لمحددات الطاقة الإنتاجية بمصايد بحيرة الريان
ثامناً : القياس الإحصائى لمحددات الطاقة الإنتاجية بمصايد بحيرة ناصر
تاسعاً : القياس الإحصائى لمحددات الطاقة الإنتاجية بمصايد بحيرة المرة والتمساح
عاشراً : القياس الإحصائى لمحددات الطاقة الإنتاجية بمصايد بحيرة بورفؤاد
الباب الرابع : قياس التقلبات الإنتاجية السمكية الموسمية بمصايد البحيرات المصرية
الفصل الأول : اختيار وتوصيف عينة البحث
الفصل الثانى : قياس الكفاءة الإنتاجية السمكية الفيزيقية لعينة البحث
الفصل الثالث : قياس الكفاءة الإنتاجية السمكية الاقتصادية لعينة البحث
ساحة النقاش