انتشر فيروس شلل الأطفال منذ عام 1900 كوباء بشكل مخيف في أوروبا و أمريكا الشمالية. ثم ازداد انتشارا بشكل واضح في مصر مع حلول الحرب العالمية الثانية بوفود جنود الحلفاء حاملين معهم الفيروس والمشكلة في أن شلل الأطفال قد يأخذ صورة الانفلونزا العادية كالرشح والسعال وارتفاع درجة الحرارة دون أن يذهب الى درجة الشلل ويظن المريض أنه دور برد عاديا كما قد يظن ذلك الطبيب نفسه و لا يدري أن الفيروس لازال في براز و رذاذ المريض تكمن لفترة طويلة بعد الشفاء وهذا يدل على أن كثيرين منا أصيبوا بالشلل في حالاته الخفيفة التي لا تصاحبها شلل أطفال واضح.
أعراض المرض : ارتفاع درجة الحرارة- رشح- صداع- قئ- اسهال-امساك-التهاب في اللوزتين.
علاجــــــــــــــــه : الراحة التامة في الفراش حتى اختفاء الأعراض الحادة ووضع الساق أو الذراع في وضع مناسب يقل من تمدد العضلات مشلولة الحركة والتي تعالج بالكهرباء والتدليك لتنشيط الدورة الدموية فيها وانقاذ مايمكن انقاذه بعد أصابة مركز الحياة والحركة وهو النخاع الشوكي.
هناك تطعيمات عدة لمرض شلل الأطفال بعضها أثبت فشله والأخر أثبت نجاحه أشهرها ذلك الذي يعطى عن طريق الفم واسمه "سابين" والأخر الذي يعطى عن طريق الحقن واسمه "سولك" , حتى أن بعد اكتشاف الطعم "سابين" لم تعقد مؤتمرات دولية عن شلل الأطفال لسنين عدة حيث أصبح هذا الطعم المضاد حقيقة واقعة ناجحة وكل مايريدونه العلماء فقط هو اكتشاف انواع منه تتحمل الجفاف مددا طويلة.
ويرتبط مرض شلل الأطفال ارتباطا وثيقا بالمستوى الصحي للمنطقة المحيطة بالفرد وخاصة وسائل التخلص من الفضلات ومكافحة تكاثر الذباب , وأكثر الأصابات في مصر تحدث في الأطفال دون الثانية من العمر لأن الكبار يتعرضون لجرعة من العدوى في سنواتهم العمرية الأولى كنتيجة لتلوث البيئة , وتفيق الأغلبية العظمى منها دون أصابة , ويعتبر شلل الأطفال من أمراض الصيف ولو أن فصل الشتاء لا يخلو من الأصابات.
كتاب / شلل الأطفال الى أين؟ د/ مصطفى الديواني
دار المعارف
ساحة النقاش