فن الجرافيك

أدى التوسع الصناعي الذي حدث في القرن التاسع عشر إلى انتشار طباعة الملصقات الملونة بسهولة وبتكلفة قليلة، وكانت مؤسسة (رستون) في باريس واحدة من المؤسسات الرائدة في طباعة هذا النوع من الفن؛ فأنتجت ملصقات ملونة يعود تاريخها إلى عام 1845م.




ويعتبر الفنان الإنجليزي (أوبرى بيردسلي) الذي قدم ملصقات ذات تأثير كبير، واحدًا من المصادر الرئيسية لفن الملصق؛ لما امتازت به أعماله من رشاقة وخطوط متفائلة جميلة.

ولقد ظلت إنجلترا والولايات المتحدة خلال هذه السنوات بالنسبة لفن الملصق تدين في تطورها ونموها إلى الحركة الفرنسية التي كانت ذات تقاليد فنية واضحة.

وحوالي عام 1900 ومع بداية القرن العشرين تبلور فن الملصق في هولندا وألمانيا والنمسا، وأصبحت فرنسا تواجه منافسة حقيقة في زعامتها لهذا الفن.


الفن المُوجَّه

كذلك، فإن الاتجاهات الحديثة والمدارس المعاصرة ظهرت في فن الملصق، وقد بدأ الملصق منذ البداية مرتبطًا بالمبدأ التجاري، ثم تنوعت أغراضه في الوقت الحاضر؛ حيث ظهر الملصق السياسي ضد الحروب والاستعمار وتوعية الجماهير وتوجيهها نحو البناء والنظام والعمل، وقد كان لهذا الفن أثر بالغ في الثورات الشعبية في معظم دول العالم.

وإذا كان فن الإعلان قد بدأ باستخدام أنواع بسيطة من الطباعة عند نشأته؛ لأنها كانت السبيل الوحيد للطباعة فإنه في العصر الحديث وبظهور الفوتوغرافيا قد استفاد بتلك الإمكانية فاستعملها بطرق شتى؛ فظهرت فنون وطرق مستحدثة تعتمد أساسًا على استخدام التصوير الفوتوغرافي الآلي.


الصحافة: Journalism

ارتبط ظهور الصحافة واستمرارها على هذا النحو بفن الجرافيك؛ لأنها أولاً وأخيرًا مادة مطبوعة تعتمد على فنون الرسم وفنون الطباعة المرتبطة بهذا الفن اعتمادًا كليًا وجزئيًا، سواء ما يتم في (الصحف اليومية) ذات الانتشار الجماهيري الواسع، أو في المجلات الدورية منها والعملية، أو التي تقوم على نشر الثقافة العامة.

وقد بدأت الحركة الفنية المعاصرة متعالية على العمل الصحفي، حيث كان الفنانون يعزفون عن ممارسة الرسم في الصحافة؛ لاعتقادهم أن محراب الفن لا يتسع إلا لنطاق اللوحة ولا يبتعد عن الأستديو، وكان في ذهنهم أن الفنان الذي يمارس مثل هذه الأعمال هو كمن باع نفسه للشيطان باستثناء فن الكاريكاتير الذي كان له السبق في ذلك المضمار، إلى أن حدث في الثلاثينيات من ذلك القرن مع التقدم الفكري والفني ـ التلاحم المطلوب لكبار الفنانين، وكان لوجود الفنان الأسباني (خوان سانتس June Sintes) تأثير كبير في الصحافة، وأصبح بعد ذلك العمل الفني الصحفي لا يقل عن فن اللوحة، وأصبح لفنون الصحافة دور هام.

وهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام: (الرسوم التوضيحية – رسوم الكاريكاتير – إخراج الصفحات)

1- الرسوم التوضيحية: Illustration

وهى غالبًا ما تصاحب القصص الأدبية والشعر والعلوم والفنون والكتابات الدينية والفلسفية وكل ما يمكن توضيحه وتفسيره وتقريبه لذهن القارئ، وقد مارسها فنانون باقتدار، وأصبح هذا الفن يعكس اتجاهات ومذاهب الحركة التشكيلية.

2- رسوم الكاريكاتير:

كانت هناك ما بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر في فرنسا حركة واضحة المعالم لفنانين فرنسيين رسموا الكاريكاتير في الصحف والمجلات، وكان منه السياسي الذي يطرح أهم القضايا ويقوم بدور تحريضي، وأيضا الكاريكاتير الاجتماعي الذي يتناول قضايا المجتمع فيقوم بالتوجيه والنقد الساخر البناء، كذلك الكاريكاتير الفكاهي الذي يتسم بروح الفكاهة والدعابة ويدخل السرور على نفوس القراء ويعكس طرافة الشعوب.



3- الإخراج الفني: Layout

هو فن تنسيق وتبويب الصفحات، ويُسمَّى الصف والتنضيد في بعض البلاد العربية، وتراعى فيه القيم التشكيلية عند توزيع الصور والخطوط والألوان، وشكل الخطوط وحجمها وكيفية إبراز الأخبار الهامة، كذلك تصميم الشكل العام للصحيفة أو المجلة أو الكتاب، وعن طريق المخرج الفني يتحدد الشكل العام والسمات الخاصة لكل صحيفة، ويصبح دور الرسام والمصور الفوتوغرافي هو دور المنفذ لشكل المساحة التي صدرها المخرج الصحفي لضبط هارمونية الشكل العام، ولكي يحقق ذلك بنجاح لا بد أن يكون فنانًا مؤهلاً؛ لأنه عندما يصمم شكل الصفحة يمر بذات التجربة الفنية التي يمر بها الفنان أمام اللوحة.

الكتب: Books

يساهم فن الحفر أكبر إسهام في صدور الكتاب بصورته المطلوبة من حيث التصميم المطبوع على أغلفة الكتب أو الرسوم الداخلية لها، سواء الرسوم التوضيحية أو التسجيلية أو أي رسوم تتبع المادة المكتوبة، وهذه الرسوم تأخذ ذات خطوات فن الحفر وبذات الخامات المستعملة في المعادن المحفورة بالحمض، وهو ما يعرف (بالكليشيه)، أو في الخطوات التي تلي ذلك وإن كانت تتولاها ماكينات حديثة لمراعاة الكم المطلوب.

وقد بدأت رسوم الكتب تظهر مع ظهور ورق الكتابة متمثلة في المخطوطات الشهيرة منذ القدم، ولكن ما يهمنا الكتب المطبوعة.


والحقيقة التاريخية تؤكد أن أول ظهور للحفر على الخشب كان عند الصينيين، وكان الصينيون يستعملون اللوحات الخشبية المحفورة في الزخارف الخاصة بطباعة الأقمشة، ثم انتقل هذا الفن إلى أوروبا، وتم استعماله في البداية في طباعة الأقمشة، ولكن الطباعة على الورق لم تأت إلا حوالي عام 1400م، ونجد الكتب الأولى المطبوعة ذات الرسوم والصور يدخل فيها فن الحفر، فقد كانت تطبع على ألواح الخشب المحفورة عليها الكتابة والرسوم.

ولما كانت طريقة الطباعة على الخشب قاصرة على أعداد محدودة من النسخ؛ لذا تم التفكير في استخدام المعدن بدلاً من الخشب لصلابته.

وفى القرن الثامن عشر ظهر نوع جديد من الطباعة والذي استغل في المطبوعات وهو الطباعة (الليثوجرافية)، ومع ظهور ماكينات الطباعة الحديثة والكمبيوتر ظهر تقدم في صناعة الورق فأتاح للفنانين تنوع الأساليب وحرية التعبير أيضا. ونجد كذلك أنه قد فتح الباب لكل مستحدثات التكنيك والألوان وكذلك معطيات التصوير الفوتوغرافي الذي استغله الفنان أروع استغلال في إثراء شكل الكتاب.

 

المصدر: http://www.pcintv.com/forums/showthread.php?t=5523 - هيام السيد
lameesonline

basma ahmed

  • Currently 170/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
56 تصويتات / 2009 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

83,409