خواطر لدنية

قال تعالى: ( وَعَلّمْنَاهُ مِن لّدُنّا عِلْماً )

{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }الفاتحة5

***معنى الإستعانة طلب المعونة وهي إما ضرورية أو غير ضرورية والضرورية ما لا يتأتى الفعل دونه كاقتدار الفاعل وتصوره وحصول آلة ومادة يفعل بها فيها وعند استجماعها يوصف الرجل بالاستطاعة ويصح أن يكلف بالفعل وغير الضرورية تحصيل ما يتيسر به الفعل ويسهل كالراحلة في السفر للقادر على المشي أو يقرب الفاعل إلى الفعل ويحثه عليه وهذا القسم لا يتوقف عليه صحة التكليف والمراد طلب المعونة في المهمات كلها أو في أداء العبادات

*** بين الله أن الإستعانة لاتكون إلا به

{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }النمل62

تفسير ابن كثير ج3:ص371 عن عبيد الله بن أبي صالح قال دخل علي طاوس يعودني فقلت له أدع الله لي يا أبا عبد الرحمن فقال أدع لنفسك فانه يجيب المضطر إذا دعاه وقال وهب بن منبه قرأت في الكتاب الأول إن الله تعالى يقول بعزتي إنه من اعتصم بي فان كادته السموات بمن فيهن والأرض ممن فيهن فإني أجعل له من بين ذلك مخرجا

تفسير ابن كثير ج3:ص372

***توجيه النبي أصحابه بالإستعانة بالله

عن بن عباس رضي الله عنهما قال قال لي رسول الله e احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك واعلم أن الخلائق لو اجتمعوا على أن يعطوك شيئا لم يرد الله أن يعطيك لم يقدروا عليه ولو اجتمعوا أن يصرفوا عنك شيئا أراد الله أن يصيبك به لم يقدروا على ذلك فإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا واعلم أن القلم قد جرى بما هو كائن

***إستعانة الأنبياء

{وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً }الإسراء2  أي يخرجهم بواسطة ذلك الكتاب من ظلمات الجهل والكفر إلى نور العلم والدين الحق وقوه ) أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِى وَكِيلاً ( وفيه أبحاث  وَكِيلاً ( أي رباً تكلون أموركم إليه أقول حاصل الكلام في الآية أنه تعالى ذكر تشريف محمد e بالإسراء ثم ذكر عقيبه تشريف موسى عليه الصلاة والسلام بإنزال التوراة عليه ثم وصف التوراة بكونها هدى ثم بين أن التوراة إنما كان هدى لاشتماله على النهي عن اتخاذ غير الله وكيلاً وذلك هو التوحيد فرجع حاصل الكلام بعد رعاية هذه المراتب أنه لا معراج أعلى ولا درجة أشرف ولا منقبة أعظم من أن يصير المرء غرقاً في بحر التوحيد وأن لا يعول في أمر من الأمور إلا على الله فإن نطق نطق بذكر الله وإن تفكر تفكر في دلائل تنزيه الله تعالى وإن طلب طلب من الله فيكون كله لله وبالله

{قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }الأعراف128

التفسير الكبير ج14:ص173  فههنا أمرهم بشيئين وبشرهم بشيئين أما الذان أمر موسى عليه السلام بهما فالأول الاستعانة بالله تعالى والثاني الصبر على بلاء الله وإنما أمرهم أولاً بالاستعانة بالله وذلك لأن من عرف أنه لا مدبر في العالم إلا الله تعالى انشرح صدره بنور معرفة الله تعالى وحينئذ يسهل عليه أنواع البلاء ولأنه يرى عند نزول البلاء أنه إنما حصل بقضاء ا تعالى وتقديره واستعداده بمشاهدة قضاء الله خفف عليه أنواع البلاء وأما الذان بشر بهما فالأول قوله   إِنَّ الارْضَ للَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ   وهذا إطماع من موسى عليه السلام قومه في أن يورثهم الله تعالى أرض فرعون بعد إهلاكه وذلك معنى الإرث وهو جعل الشيء للخلف بعد السلف والثاني قوله   وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ   فقيل المراد أمر الآخرة فقط وقيل المراد أمر الدنيا فقط وهو الفتح والظفر والنصر على الأعداء وقيل المراد مجموع الأمرين وقوله   لّلْمُتَّقِينَ   إشارة إلى أن كل من اتقى الله تعالى وخافه فالله يعينه في الدنيا والآخرة

{إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة40

***إستعانة يعقوب

{وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ }يوسف18

عن الحسن أنه سئل النبي e عن قوله ) فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ( فقال ( صبر لا شكوى فيه فمن بث لم يصبر ) ويدل عليه من القرآن قوله تعالى ) إِنَّمَا أَشْكُو بَثّى وَحُزْنِى إِلَى اللَّهِ ( ( يوسف 86 ) وقال مجاهد فصبر جميل أي من غير جزع وقال الثوري من الصبر أن لا تحدث بوجعك ولا بمصيبتك ولا تزكي نفسك وههنا بحث وهو أن الصبر على قضاء الله تعالى واجب فأما الصبر على ظلم الظالمين ومكر الماكرين فغير واجب بل الواجب إزالته لا سيما في الضرر العائد إلى الغير وههنا أن إخوة يوسف لما ظهر كذبهم وخيانتهم فلم صبر يعقوب على ذلك ولم لم يبالغ في التفتيش والبحث سعياً منه في تخليص يوسف عليه السلام عن البلية والشدة إن كان في الأحياء وفي إقامة القصاص إن صح أنهم قتلوه فثبت أن الصبر في المقام مذموم

ومما يقوي هذا السؤال أنه عليه الصلاة والسلام كان عالماً بأنه حي سليم لأنه قال له ) وَكَذالِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الاْحَادِيثِ ( ( يوسف 6 ) والظاهر أنه إنما قال هذا الكلام من الوحي وإذا كان عالماً بأنه حي سليم فكان من الواجب أن يسعى في طلبه وأيضاً إن يعقوب عليه السلام كان رجلاً عظيم القدر في نفسه وكان من بيت عظيم شريف وأهل العلم كانوا يعرفونه ويعتقدون فيه ويعظمونه فلو بالغ في الطلب والتفحص لظهر ذلك واشتهر ولزال وجه التلبيس فما السبب في أنه عليه السلام مع شدة رغبته في حضور يوسف عليه السلام ونهاية حبه له لم يطلبه مع أن طلبه كان من الواجبات فثبت أن هذا الصبر في هذا المقام مذموم عقلاً وشرعاًوالجواب عنه أن نقول لا جواب عنه إلا أن يقال إنه سبحانه وتعالى منعه عن الطلب تشديداً للمحنة عليه وتغليظاً للأمر عليه وأيضاً لعله عرف بقرائن الأحوال أن أولاده أقوياء وأنهم لا يمكنونه من الطلب والتفحص وأنه لو بالغ في البحث فربما أقدموا على إيذائه وقتله وأيضاً لعله عليه السلام علم أن الله تعالى يصون يوسف عن البلاء والمحنة وأن أمره سيعظم بالآخرة ثم لم يرد هتك أستار سرائر أولاده وما رضي بإلقائهم في ألسنة الناس وذلك لأن أحد الولدين إذا ظلم الآخر وقع الأب في العذاب الشديد لأنه إن لم ينتقم يحترق قلبه على الولد المظلوم وإن انتقم فإنه يحترق قلبه على الولد الذي ينتقم منه فلما وقع يعقوب عليه السلام في هذه البلية رأى أن الأصوب الصبر والسكوت وتفويض الأمر إلى الله تعالى بالكلية

المسألة الرابعة قوله تعالى ) فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ( يدل على أن الصبر على قسمين منه ما قد يكون جميلاً وما قد يكون غير جميل فالصبر الجميل هو أن يعرف أن منزل ذلك البلاء هو الله تعالى ثم يعلم أن الله سبحانه مالك الملك ولا اعتراض على المالك في أن يتصرف في ملك نفسه فيصير استغراق قلبه في هذا المقام مانعاً له من إظهار الشكاية

والوجه الثاني أنه يعلم أن منزل هذا البلاء حكيم لا يجهل وعالم لا يغفل عليم لا ينسى رحيم لا يطغى وإذا كان كذلك فكان كل ما صدر عنه حكمة وصواباً فعند ذلك يسكت ولا يعترض

والوجه الثالث أنه ينكشف له أن هذا البلاء من الحق فاستغراقه في شهود نور المبلى يمنعه من الاشتغال بالشكاية عن البلاء ولذلك قيل المحبة التامة لا تزداد بالوفاء ولا تنقص بالجفاء لأنها لو ازدادت بالوفاء لكان المحبوب هو النصيب والحظ وموصل النصيب لا يكون محبوباً بالذات بل بالعرض فهذا هو الصبر الجميل أما إذا كان الصبر لا لأجل الرضا بقضاء الحق سبحانه بل كان لسائر الأغراض فذلك الصبر لا يكون جميلاً والضابط في جميع الأفعال والأقوال والاعتقادات أن كل ما كان لطلب عبودية الله تعالى كان حسناً وإلا فلا وههنا يظهر صدق ما روي في الأثر ( استفت قلبك ولو أفتاك المفتون ) فليتأمل الرجل تأملاً شافياً أن الذي أتى به هل الحاصل والباعث عليه طلب العبودية أم لا فإن أهل العلم لو أفتونا بالشيء مع أنه لا يكون في نفسه كذلك لم يظهر منه نفع ألبتة ولما ذكر يعقوب قوله ) فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ( قال ) وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ( والمعنى أن إقدامه على الصبر لا يمكن إلا بمعونة الله تعالى لأن الدواعي النفسانية تدعوه إلى إظهار الجزع وهي قوية والدواعي الروحانية تدعوه إلى الصبر والرضا فكأنه وقعت المحاربة بين الصنفين فما لم تحصر إعانة الله تعالى لم تحصل الغلبة فقوله ) فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ( يجري مجرى قوله ) إِيَّاكَ نَعْبُدُ ( ( الفاتحة 5 ) وقوله ) وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ( يجري مجرى قوله ) وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ( ( الفاتحة 5 )

***إستعانة النبي

{وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً }الأحزاب48

{قَالَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ }الأنبياء112

عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ e إِذَا غَزَا قَالَ اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي وَأَنْتَ نَصِيرِي وَبِكَ أُقَاتِلُ

عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله e قال لهم أتحبون أيها الناس أن تجتهدوا في الدعاء قالوا نعم يا رسول الله قال قولوا اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

عن مُحَمَّدِ بن يحيى بن حَبَّانَ عن الْأَعْرَجِ عن أبي هُرَيْرَةَ قال قال رسول اللَّهِ e الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلي اللَّهِ من الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وفي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ على ما يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ولا تَعْجَزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فلا تَقُلْ لو أَنِّي فَعَلْتُ كان كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وما شَاءَ فَعَلَ فإن لو تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ

عن سِنَانِ بن أبي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ عن جَابِرِ بن عبد اللَّهِ قال غَزَوْنَا مع رسول اللَّهِ e غَزْوَةً قِبَلَ نَجْدٍ فَأَدْرَكَنَا رسول اللَّهِ e في وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ فَنَزَلَ رسول اللَّهِ e تَحْتَ شَجَرَةٍ فَعَلَّقَ سَيْفَهُ بِغُصْنٍ من أَغْصَانِهَا قال وَتَفَرَّقَ الناس في الْوَادِي يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ قال فقال رسول اللَّهِ e إِنَّ رَجُلًا أَتَانِي وأنا نَائِمٌ فَأَخَذَ السَّيْفَ فَاسْتَيْقَظْتُ وهو قَائِمٌ على رَأْسِي فلم أَشْعُرْ إلا وَالسَّيْفُ صَلْتًا في يَدِهِ فقال لي من يَمْنَعُكَ مِنِّي قال قلت الله ثُمَّ قال في الثَّانِيَةِ من يَمْنَعُكَ مِنِّي قال قلت الله قال فَشَامَ السَّيْفَ فَهَا هو ذَا جَالِسٌ ثُمَّ لم يَعْرِضْ له رسول اللَّهِ e

أخبرنا سُفْيَانُ بن عُيَيْنَةَ عن الْعَلَاءِ عن أبيه عن أبي هُرَيْرَةَ عن النبي e قال من صلى صَلَاةً لم يَقْرَأْ فيها بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ ثَلَاثًا غَيْرُ تَمَامٍ فَقِيلَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ إِنَّا نَكُونُ وَرَاءَ الْإِمَامِ فقال اقْرَأْ بها في نَفْسِكَ فَإِنِّي سمعت رَسُولَ اللَّهِ e يقول قال الله تَعَالَى قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي ما سَأَلَ فإذا قال الْعَبْدُ ) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ( قال الله تَعَالَى حَمِدَنِي عَبْدِي وإذا قال ) الرحمن الرَّحِيمِ ( قال الله تَعَالَى أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي وإذا قال ) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ( قال مَجَّدَنِي عَبْدِي وقال مَرَّةً فَوَّضَ إلي عَبْدِي فإذا قال ) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ( قال هذا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي ما سَأَلَ فإذا قال ) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عليهم غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عليهم ولا الضَّالِّينَ ( قال هذا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي ما سَأَلَ قال سُفْيَانُ حدثني بِهِ الْعَلَاءُ بن عبد الرحمن بن يَعْقُوبَ دَخَلْتُ عليه وهو مَرِيضٌ في بَيْتِهِ فَسَأَلْتُهُ أنا عنه

عن معاذ بن جبل أنه قال إن رسول الله e أخذ بيدي يوما ثم قال يا معاذ والله إني لأحبك فقال معاذ بأبي وأمي يا رسول الله وأنا احبك فقال أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

عن حذيفة رضي الله عنه قال ما منعنا أن نشهد بدرا إلا أني وأبي أقبلنا نريد رسول الله e فأخذتنا كفار قريش فقالوا إنكم تريدون محمدا فقلنا ما نريده إنما نريد المدينة فأخذوا علينا عهد الله وميثاقه لتصيرون إلى المدينة ولا تقاتلوا مع محمد e فلما جاوزناهم أتينا رسول الله e فذكرنا له ما قالوا وما قلنا لهم فما ترى فقال نستعين الله عليهم ونفي بعهدهم فانطلقنا إلى المدينة فذاك الذي منعنا أن نشهد بدرا

***إستعانة الصحابة  {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ }الأنفال9

{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }آل عمران173

***إستعانة التابعين

**قصة رجل اليمن مع الحجاج كان الحجاج يطوف حول الكعبة فتعلقت حربته بثياب رجل من اليمن فقال له الحجاج ويحك يارجل من أين أنت قال من اليمن فقال له كيف تركت محمد بن يوسف فقال تركته بطونا ظلوما أكال لأموال اليتامى فقال له أماتعرف أنني أخوه فقال له أأنت الحجاج قاتلك الله أتظن أن عزتك بأخيك أعظم عندي من عزتي بالواحد الأحد ثم رفع الرجل أصبعه إلي السماء قائلا لا إله إلا الله الواحد الأحد فقال الحجاج ويحك يارجل فوالله مابقيت شعرة في إلا تحركت لهذه الكلمة إصرفوه عني

**قصة رجل كان مسافرا بين دمشق والزبداني وذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة رجل حكى عنه أبو بكر محمد بن داودالدينورى المعروف بالدقى الصوفي قال هذا الرجل كنت أكارى على بغل لى من دمشق إلى بلد الزبداني فركب معي ذات مرة فررنا على بعض الطريق غير مسلوكة فقال لي خذ في هذه فانها أقرب فقلت لا خبرة لي فيها فقال بل هى أقرب فسلكناها إلى مكان وعر وواد عميق وفيه قتلى كثيرة فقال لى أمسك رأس البغل حتى أنزل فنزل وتشمر وجمع عليه ثيابه وسل سكينا معه وقصدني ففررت من بين يديه وتبعني فناشدته الله وقلت خذ البغل بما عليه فقال هو لي وانما أريد قتلك فخوفته الله والعقوبة فلم يقبل فاستسلمت بين يديه وقلت إن رأيت أن تتركني حتى أصلى ركعتين فقال عجل فقمت أصلي فأرتج على القرآن فلم يحضرني منه حرف واحد فبقيت واقفا متحيرا وهو يقول هيه أفرغ فأجرى الله على لساني قوله تعالى   أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء   فاذا أنا بفارس قد أقبل من فم الوادى وبيده حربة فرمى بها الرجل فما أخطأت فؤاده فخر صريعا فتعلقت بالفارس وقلت بالله من أنت فقال أنا رسول الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء قال فأخذت البغل والحمل ورجعت سالما وذكر في ترجمة فاطمة بن الحسن أم أحمد العجلية قالت هزم الكفار يوما المسلمين في غزاة فوقف جواد بصاحبه وكان من ذوى اليسار ومن الصلحاء فقال للجواد مالك ويلك انما كنت أعدك لمثل هذا اليوم فقال له الجواد ومالي لا أقصر وأنت تكل العلوفة إلى السواس فيظلموني ولا يطعموني إلا القليل فقال لك عهد الله أني لا اعلفك بعد هذا اليوم إلا في حجرى فجرى الجواد عند ذلك ونجى صاحبه وكان لا يعلفه بعد ذلك إلا في حجره واشتهر أمره بين الناس وجعلوا يقصدونه ليسمعوا منه ذلك وبلغ ملك الروم أمره فقال ما تضام بلدة يكون هذا الرجل فيها واحتال ليحصله في بلده فبعث إليه رجلا من المرتدين عنده فلما انتهى إليه أظهر له أنه قد حسنت نيته في الاسلام وقومه حتى استوثق ثم خرجا يوما يمشيان على جنب الساحل وقد واعد شخصا آخر من جهة الروم ليتساعدا على أسره فلما اكتنفاه ليأخذاه رفع طرفه إلى السماء وقال اللهم إنه إنما خدعنى بك فاكفنهما بما شئت قال فخرج سبعان فأخذهما ورجع الرجل سالما

 

المصدر: الفقير لفتح ربه
kwatr

الفقير لفتح ربه

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 208 مشاهدة
نشرت فى 1 مايو 2011 بواسطة kwatr

ساحة النقاش

الفقير لفتح ربه راشد بدوي

kwatr
قال تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لّيَدّبّرُوَاْ آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكّرَ أُوْلُو الألْبَابِ) [سورة: ص - الأية: 29] »

تسجيل الدخول

أدخل كلمة البحث

عدد زيارات الموقع

151,107

وما يعلم تأويله إلى الله

إن علم التفسير
من أشرف العلوم
فيكفيه شرفا
 أن موضوعه كلام الله