يقترح بحث جديد في جامعة Duke University أن محبة الأم تقدم فوائد طوال العمر، فقد وجد أن المستويات العالية من عاطفة الأمومة في مرحلة الطفولة المبكرة تنشئ الروابط والعلاقات الآمنة التي من شأنها مساعدة الأطفال على التعامل مع ضغوطات الحياة حتى الكبر.
وتستند نتائج الدراسة على عدد 482 شخصا منذ أوائل عام 1960، حيث تم تصنيف التفاعلات بين الأمهات والأطفال الرضع في سن 8 أشهر ، وتقييم قدرة الأم على التعامل مع اختبارات طفلها التنموية ، وكيفية استجابتها لأداء وظيفته ، ومقدار المحبة والاهتمام . ثم قام الباحثون بتقييم الصحة العقلية ومستوى القلق والعداء لهؤلاء الأطفال لاحقا بالكبر عند بلوغهم عمر 34 سنة. وقد وجد أن أبناء الأمهات اللاتي كانت الأكثر محبة أصبحوا بأدنى مستويات القلق والعداوة والضيق عموما.
فالعلاقة الإيجابية وعاطفة الأمومة تخفض التوتر ويرجع ذلك إلى هرمون الأوكسيتوسين ( هرمون الترابط ) وهو مادة كيميائية تصدر بالمخ خلال الرضاعة الطبيعية وغيرها من لحظات من التقارب ، وتضيف مزيد الثقة والدعم وهو مفيد جدا في تعزيز الروابط الاجتماعية .
ويوضح الباحثون أن العلاقة الوثيقة بين الوالدين والطفل تساعد لدعم وتنمية المناطق العصبية بالمخ لتفاعلات اجتماعية وصحة نفسية أكثر فعالية في المستقبل. وعاطفة الأمومة تعزز التنمية الصحية وتنمي المهارات الاجتماعية التي هي مفتاح التعامل مع الإجهاد.
وأظهرت دراسات سابقة أن العوامل التي تؤخر عاطفة الأمومة في مرحلة الطفولة كاكتئاب ما بعد الولادة لها آثار عميقة ، وأن الأطفال الرضع الذين لا يجدون السند مع الآباء والأمهات هم أكثر عرضة للمعاناة من اليأس وفشل النمو.
ساحة النقاش