انتشرت في الآونة الأخيرة حالات الاصابة بديدان البطن التي تهاجم جسم الإنسان من مختلف الاعمار وخاصة الأطفال وتسبب العديد من المشكلات للمصاب.ويوضح الدكتور طارق بحيري استشاري أمراض الباطنة والاطفال أن هذه الديدان بأنواعها المختلفة تتشابه كثيرا في أعراضها التي تظهر على المصاب ومنها الديدان الدبوسية، ديدان الاسكارس والدودة الشريطية وغيرها هذا بالإضافة إلى الطفيليات كالأنتاميبا والجارديا.
الديدان الدبوسية من أكثر أنواع الديدان إنتشارا بين الأطفال وتستقر غالبا في نهاية القولون وحول فتحة الشرج وهي ديدان رفيعة كالدبوس وتعيس من 5 إلى 6 أسابيع وتضع الأنثى بيضها ليلا حول فتحة الشرج مما يؤدي إلى تهيج المنطقة المحيطة وغالبا ما تموت الدودة بعد وضع البويضات التى تلتصق بالجلد والثياب الداخلية وتتسبب حركة الدودة في حكة شديدة مما يدفع الطفل إلى الهرش في تلك المنطقة فيحمل البويضات في أظافره أو على أصابعه وتنتقل أيضا عن طريق ملابس الطفل أو فرش السرير.
ويسهل اكتشاف هذا النوع بمجرد ظهور الأعراض على المصاب التي تتمثل في وجود حكة حول فتحة الشرج، ألم بالبطن، غثيان، قئ، فقدان للشهية وإسهال نتيجة تهيج الغشاء المبطن للأمعاء وخروج الريق من الفم اثناء النوم.
أما النوع الثاني هو دودة الاسكارس وهي دودة إسطوانية الشكل كبيرة الحجم وتعيش في الأمعاء وتضع الأنثى آلاف البويضات كل يوم التي تخرج مع البراز ومن أهم أعراض هذا النوع ضعف عام وفقدان للشهية مع نقص ملحوظ في الوزن ووجود آلام في البطن مصحوبة بتقلصات ويمكن حدوث سعال أو نزلات شعبية عند مرور الجنين في الرئتين مخترقا الحويصلات ليصل إلى القصبة الهوائية.
والدودة الشريطية هي أيضا إحدى أنواع الديدان وتصيب الإنسان عند تناوله لحوم الحيوانات مثل الابقار واللحوم غير المطهية جيدا ولها رأس لاصق على جدار الأمعاء حيث تتغذي على غذاء الإنسان ومن أهم أعراضها فقدان الشهية للطعام والضعف وآلام البطن مع خروج أجزاء الدودة مع البراز مسببة الإزعاج.
ويضيف الدكتور طارق أن الأمر لا يقتصر على الديدان فقط ولكن تهاجم الطفيليات أيضا جسم الإنسان وبأنواعها المتعددة ومنها الاميبا والإنتاميبا المتكيسة وهي كائنات بالغة الصغر وتعيش في الامعاء وتهاجم جدار الأمعاء وتتغذي على الدم وقد تخترق الأوعية الدموية للأمعاء وتصل إلى الكبد أو الرئة أو أعضاء أخرى من الجسم محدثة بها التهابا وتظهر أعراضها على شكل نوبات إسهال تتبعها إمساك أحيانا مع ليونة في البراز، تقلصات بالأمعاء، مغص وآلم أسفل البطن مع الرغبة الدائمة في التبرز.
والجيارديا أيضا هي إحدى الطفيليات التي تعيش في الأثنى عشر وتتغذي على الأغذية الموجودة في الامعاء وتتكاثر بأعداد كبيرة قد تغطي جدار الأمعاء وتمنع أمتصاص الغذاء ومن أهم أعراضها إسهال حاد، مغص، آلام أعلى البطن قئ مع إنتفاخ البطن.
وعلى الرغم من أن الطفيليات تكون أقل ضررا من الديدان على المريض إلا أن علاجها يشكل صعوبة عن الديدان وذلك لأنها تحمي نفسها بجدار واقي يصعب على الدواء اختراقه بسرعة.
ويشير الدكتور طارق إلى أن الطرق العلاجية سهلة ويجب أن تبدأ بالنظافة العامة كغسل اليد جيدا قبل وبعد تناول الطعام وبعد إستعمال الحمام، وتقليم الأظافر حتى لا يتجمع فيها البيض والتأكيد على نظافة الأغطية السريرية والمراحيض مع تبديل الملابس وأغطية الفراش بشكل منتظم وغلى الثياب والأغطية وتهوية غرفة النوم وتنظيفها بإستمرار حتى نضمن عدم تناثر البيض في الغرفة
ويأتي بعد ذلك الجزء الثاني من العلاج وهو إستعمال الأدوية المضادة للديدان والطفيليات التي يستمر تناولها لعدة شهور مع المتابعة الدورية بالتحاليل للتأكد من تمام التخلص منها بالاضافة الى إستخدام بعض الادوية والكريمات لتجنب الحكة لمساعدة المريض على النوم.
وينصح الدكتور طارق بحيري في النهاية بضرورة اللجوء إلى الطبيب المعالج بمجرد ظهور الأعراض حتى نضمن سرعة القضاء على الديدان بشكل نهائي.
ساحة النقاش