قال تعالى: (وهو الذي انزل من السماء ماء ، فأخرجنا به نبات كل شيء ، فأخرجنا منه خضراً ، نخرج منه حباً متراكباً ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان متشابهاً وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون ) ( الأنعام 99 ) وقال تعالى ( فيهما فاكهة ونخل و رمان فبأي ألاء ربكما تكذبان ) ( الرحمن 68).
وأورد ابن قيم الجوزية في الطب النبوي عن علي كرم الله وجهه يقول (كلوا الرمان بشحمه فإنه دباغ المعدة) رواه أحمد بسند صحيح.
الرمان هو ثمار شجرة Punica granatum ويسمى بالانكليزية pomegranate ويعود إلى العائلة الرمانية punicaceae موطنه الأصلي جنوب غرب آسيا ويزرع في معظم المناطق العربية خصوصاً حوض البحر الأبيض المتوسط والعراق وبلاد الشام
تحتوي عصارة الرمان على 8.2-19.7 % سكريات منها 4.8-10.9 كلوكوز وعموماً كل 100غم من حب الرمان يحتوي على 81.3 % ماء و 0.8 غم بروتين و 0.7 غم دهون و 0.5 غم رماد و 2 % ألياف و 8.2 –19.7 % سكريات و 10ملغم كالسيوم و 24 ملغم فسفور و 0.6 ملغم حديد و 0.07ملغم ثيامين و 0.02 ملغم رايبوفلافين و 0.9 ملغم نياسين و 8 ملغم فيتامين سي كما أن عصارة الرمان تحتوي 0.46 – 3.6 % حامض الستريك وان استخدام تقنية الكروماتوكرافي عالي الكفاءة أظهر احتواء بذور الرمان على مركبات ايستروجينية لوحظ ان كل أجزاء النبات تحتوي على العفصات tannins من نوع gallotannins . ان القشور والسيقان والجذور تحتوي على ما لا يقل عن 20% من العفصات، وقد عزلت منها اربع أنواع من القلويدات هي قلويد pelleltierine الذي يسمى punicine أيضا ، وقلويد isopelletierine ، وقلويد ethyl pelletierine وقلويد Pseudo pelletierine الذي يسمى methylgrantanine . وقد وردت ثمار ولحاء الساق والقشور والجذور كعلاج في دستور الأدوية الأمريكي ( USP ) للاعوام من 1820 ولغاية 1950 . وأشير إلى إن قشور الرمان والساق والجذور تحتوي pelletierine بنسبة 5.2 % و pseudopelletierine بنسبة 17.9% و isopelletierine بنسبة 0.15% فضلاً عن methylisopelletierine (4 ، 7 ).
ومن الجدير بالذكر ان شراب عصير الرمان شراباً منعشاً ومغذياً يحتوي على منسوب مرتفع من الطاقة ومنسوب عالي من الفيتامينات والاملاح خصوصاً فيتامين سي فضلاً عن ذلك فقد وجد ان عصارة ثمار الرمان لها فعلاً قاتلاً للجراثيم وقد اعطيت خلاصات ثمار الرمان فعالية ضد أنواع من البكتريا بتخفيف 1: 60 فضلاً عن ذلك فأن قشور الرمان فعالة ضد الجراثيم .
كما وجد أن المستخلصات المائية والكحولية للرمان فعالة ضد الفطريات خصوصاً ولاحتواء قشور الرمان وشحمه ( الاغشية بين الفصوص ) على كمية عالية من العفصات فأنها تسخدم لعلاج قرح الجهاز الهضمي ، إذ أن منسوب العفصات العالي يؤدي إلى تغير طبيعة بروتينات الجراثيم وقتلها كما انه يدبغ ظهارة المعدة حيث يرسب بروتينات الطبقة الظهارية فيعمل منها طبقة واقية يقع تحتها بناء النسيج التالف ، لذا فأنها تستخدم لعلاج قرحة المعدة والأمعاء . وقد وجد كازولي وجماعته ان الخلاصة المائية لقشور الرمان فعالة في منع حدوث القرحة المحدثة بالايثانول ، حيث ان دبغ ظهارة المعدة بالعفصات تجعل الظهارة اقل نفاذية وأكثر مقاومة للأذى والتهيج الميكانيكي والكيمياوي واكثر مقاومة للبكتريا.وبالرغم من أن الترابط بين تركيب العفصات والخاصية المضادة للتقرح غير معروفة ولكن وجد ان العفصات ثلاثية التراكيب tetramers هي الأكثر فعالية في منع حصول وعلاج القرحة الهضمية .
كما أنها ولنفس السبب فأن شراب الرمان ونقيع ومسحوق القشور والساق والجذور يستخدم في علاج الاسهال والدزنتري لانه يعمل على تغير طبيعة بروتينات الأمعاء ويقلل من ارتشاح السوائل فضلاً من انه يقتل الجراثيم ويمدص السموم الجرثومية وأشير إلى أن نقيع القشور يستخدم بمفرده أو مخلوطا مع الرز لعلاج آلام المعدة والتهابات الأمعاء والقولون . كما تستخدم عصارة ونقيع القشور والسيقان لعلاج كثرة الافرازات المهبلية لخواصها القاتلة للبكتريا والفطريات .
كما ان الرمان خصوصاً نقيع القشور شائع الاستخدام لطرد الطفيليات وان الفعالية القاتلة للطفيليات تعود للقلويدات وان دخان القشور والسيقان والجذور طارد للحشرات . وقد وجد سيجورا وجماعته ان جذور الرمان ذات فعالية ضد طفيليالاميبا Entamoeba histolyica وطفيلي E. invadens وقد وجد ان الفعالية القاتلة لهذه الطفيليات تعود الى العفصات فيما اشير الى ان عفصات البليتارين طاردة للديدان الشريطية وقاتله لمدى واسع من الطفيليات الأخرى وان الجرعة المعتادة لقتل الديدان من عفصات البليتارين هي 250ملغم للشخص البالغ كما جاء في دستور الادوية الأمريكيويفضل عند استخدام قشور الرمان لعلاج الديدان خصوصاً الديدان الشريطية أن يعقب استخدامها إعطاء الأدوية المسهلة
ساحة النقاش